منوعات

«آمال مبحرة» دراما تناقش قضايا المجتمع عبر أثير إذاعة سلطنة عمان

09 فبراير 2022
خلال شهر رمضان المبارك
09 فبراير 2022

- أمينة عبدالرسول: يعتمد المسلسل الإذاعي على صوت الممثل وأدائه فمن خلال الصوت أنت تصنع مشهدا في خيال المستمع

- صالح زعل: عندما دخلت الإذاعة لتسجيل المسلسل استرجعت الذكريات الجميلة مع الراحل سعود الدرمكي فآخر عمل إذاعي جمعني به

- رشا البلوشية: في المسلسل الإذاعي يكون النص مرتكزا على التصوير لصنع الخيال لدى المتلقي فيكون النص ذا تفاصيل أكثر

- عهود عبدالعزيز: الإذاعة اعتمادها الأساسي على إيقاع الصوت وتلوينه وهذا صعب جدا وفي رأيي أنها الاختبار الحقيقي للفنان

- سالم العويسي: تسجيل عمل درامي إذاعي يأخذ 5 أيام لإنتاج 30 حلقة.. ومتوسط طول الحلقة الواحدة 15 دقيقة وأسبوعان للمونتاج.

مرتديًا نظارته الخاصة بالقراءة، ممسكًا بورقة النص الإذاعي التي بدأت بعبارة بالخط العريض والكبير «الحلقة التاسعة»، هكذا بدأ الفنان القدير صالح زعل بقراءة العمل الإذاعي «آمال مبحرة» من أمام المايكروفون، لترد عليه الفنانة القديرة أمينة عبدالرسول بشهقات الخوف والقلق، إذ كانت تتقمص شخصيتها في المسلسل وتعيش الحوار الذي بين يديها، للوهلة الأولى انتابني نوع من القلق، فتلقفتُ صوت الشهقات كأنها حقيقية لا تصنّع فيها، لأنتبه للمخرج سالم العويسي يُعيد المشهد ثانية، وبدورها الفنانة رشا البلوشية تعاتب شخصية أخرى وهي تفيض بالحب والحنان «ليش يا سعود».

بهذه اللقطات المبعثرة في أحد استوديوهات إذاعة سلطنة عمان عشت تجربة تسجيل مسلسل درامي إذاعي، ستجمع بعثراته بقالب متكامل مكوّن من 30 حلقة بمعية المخرج سالم العويسي، ومشاركة نجوم الصف الأول الفنانين القديرين صالح زعل، أمينة عبدالرسول، رشا البلوشية، وعدد من الأسماء الشابة الأخرى.

المسلسل الإذاعي «آمال مبحرة»، هو مسلسل مكوّن من 30 حلقة لقصة واحدة عامة، ذات أحداث اجتماعية متعددة، من تأليف الكاتبة العمانية شيخة الفجرية، وسيُبث في شهر رمضان المبارك عبر أثير إذاعة سلطنة عمان، وبشكل موازن سيتمكن المستمعون من سماع المسلسل عبر منصة «عين».

وكانت الفرصة سانحة للقاء الفنانين المشاركين، والوقوف على بعض ما قالوه حول المسلسل الإذاعي بشكل خاص، وأعمال أخرى.

المشهد بالصوت

بداية كان الحديث مع الفنانة القديرة أمينة عبدالرسول «أم زهير» التي تحدّثت بعفوية لـ«عمان» بقولها: «المسلسل الإذاعي (آمال مبحرة) عمل اجتماعي متعدد الأحداث، وهو عمل جميل بالنسبة لي، يتطرّق للعديد من القضايا، كالميراث، النزاع والمشاكل العائلية، ونحن سعداء بهذه العودة لشهر رمضان المبارك، والجميل بالعمل أنه مزيج بين الجيل القديم أمثال الفنانين صالح زعل ورشا البلوشية، والجيل الجديد من أبنائنا».

وتطرّقت الفنانة أم زهير بحديثها إلى الفروقات بين المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، قائلة: «هناك بالطبع فروقات كبيرة بين المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، ففي المسلسل التلفزيوني قد لا يحتاج الممثل إلى الحديث كي يوصل الحالة التي يريد نقلها للمشاهد، وتُغني عن ذلك تعابير الوجه والإيماءات الجسدية، أما في المسلسل الإذاعي فكل ذلك يعتمد على صوت الممثل وأدائه، فمن خلال الصوت أنت تصنع مشهدًا في خيال المستمع، وهذا يتطلب مهارة كبيرة وقدرة على رسم المشهد من خلال الأداء الصوتي، وهذا ما يميز العمل الإذاعي، فله نكهة جميلة مختلفة، والإذاعة أصعب، فعليك أن تنقل الأحداث بالصوت والصورة من خلال السمع فقط».

وعرجنا بحديثنا مع الفنانة القديرة أم زهير إلى أعمالها المرتقبة، فقالت: «أعد الجمهور بكل جميل، في الإذاعة عبر الأثير، وبالتلفزيون عبر الشاشات، وعسى أن نكون ضيوفا مرحّبا بهم نطل على الجمهور بشهر رمضان عبر المسلسل الإذاعي (آمال مبحرة) والمسلسل التلفزيوني (اسمع وشوف)، إضافة إلى عمل تلفزيوني خليجي لشهر رمضان (حواجز مبعثرة) وهو عمل إماراتي ذو إنتاج ضخم، يتضمّن أفكارا مختلفة بعضها في حلقتين، والبعض الآخر في ثلاث حلقات، وكل فكرة من دولة مختلفة، ومن سلطنة عمان شاركنا بفكرة تتحدّث عن فيروس كورونا في ثلاث حلقات».

ذكريات جميلة

انتقل الحديث بعد ذلك نحو الفنان القدير صالح زعل، الذي عاد بذاكرته إلى أيام خلت ولن تعود! حيث جمعته الأعمال الإذاعية مع الراحل الفنان سعود الدرمكي، قائلا: «آخر عمل إذاعي تم تسجيله جمعني مع الراحل سعود الدرمكي رحمه الله، فقد كان مخرجا بالعمل وممثلا في الوقت نفسه، لذلك عندما دخلت الإذاعة استرجعت الذكريات الجميلة مع الراحل، والمسيرة الطويلة التي لا يمكن اختزالها بكلمات مهما كانت، تخيّلته أمامي في ذلك الاستوديو الذي كنا نُسجّل فيه الحلقات الإذاعية، واليوم نعود بعد توقف أكثر من سنتين إلى الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية برفقة أسماء قديمة وأجيال جديدة ستواصل المسير».

وتحدّث الفنان صالح زعل عن الفروقات بين الإذاعة والتلفزيون من ناحية ذروة المتابعة، قائلا: «الوقت المناسب لعرض الأعمال الدرامية الإذاعية هو العصر، بحدود الساعة 3:30 تقريبا، فيكون الأغلب في سيارته لقضاء المشاوير أو العودة من العمل، خاصة في شهر رمضان».

وعن أحداث المسلسل قال: «آمال مبحرة، هو مسلسل اجتماعي متصل الحلقات، وهو قصة واحدة متعددة الأحداث الاجتماعية، تلامس واقع الحياة».

وحول الجيل الجديد المشارك في العمل قال الفنان صالح زعل: «وجود الجيل الجديد مهم جدا بلا شك، فهم الصف الثاني الذي سيواصل المسير، لذلك من المهم إعطائه الفرصة، رغم أن بعضهم متعب قليلا؛ لأنهم ما زالوا غير معتادين على الالتزام والانضباط وهذا ما يؤخر العمل أحيانا، ولو حرصوا على الالتزام بالوقت والانضباط بالعمل سيكون لهم الثبات في الساحة الفنية، فقد كنا شبابا مثلهم في يوم من الأيام، ولكننا كنا ملتزمين ومنضبطين فأسسنا الدراما في سلطنة عمان، فاحترام الوقت كان حاضرا لدينا منذ بدأنا أول خطوة، واليوم ما نلمسه بهذا الجيل أنه متسرّع كثيرا ويأخذ الأمور على غير محمل الجد، ولا أتكلم عن الكل، لكن في المقابل يجب أن نتحمّلهم لمساندتهم والوقوف معهم، وأن نصبر عليهم، وهم عليهم أن يأخذوا الأمور برويّة وعدم الاستعجال، وأن يملكوا قدرا كبيرا من الصبر».

ومما أشار إليه الفنان صالح زعل أن العمل الإذاعي أصعب من التلفزيوني، وقال: «في المسلسل الإذاعي نحن نصنع الخيال لدى المستمع إذ نُشعره بأنه أمام البحر، أو في حارة، أو في سوق أو أثناء تناول الطعام، فنحن نصنع ذلك الإحساس ويبقى على المخرج إضافة المؤثرات الصوتية، وبعض تلك المؤثرات تسجيل حي، وبعضها موجود في الأرشيف، بينما بالتلفزيون فلا نحتاج إلى صنع الخيال فكل المشاهد أمام المتلقي، والمسلسل الإذاعي سهل تسجيله وإنتاجه، ولكن صعوبته تكمن في صنع الخيال».

واختتم الفنان صالح زعل بقوله: «سأكون على لقاء مع الجمهور عبر هذا المسلسل (آمال مبحرة) من خلال الأثير، كما سمعنا عن نية بإنتاج أكثر من عمل إذاعي، وفي التلفزيون سنطل عبر مسلسل (اسمع وشوف)، وربما تكون لدي أعمال أخرى، وكانت هناك نية للمشاركة بعمل خليجي ولكن تأجل بسبب أوضاع كورونا، ولكن ما زلت أشعر بالسعادة فالجميل عودة الدراما بعد غياب، ونأمل في الاستمرارية».

النص الإذاعي

بينما تحدّثت الفنانة رشا البلوشية عن مشاركتها، قائلة: «أشارك بالمسلسل بدور (أم) التي تحاول أن تجد المناسب لابنتها، وأيضا للعائلة، ولكن أحيانا تتضارب الأمور بالنسبة لها، فتغلب زاوية الأنانية لديها على زاوية الأحقية، وشخصية الأم هي شخصية لطيفة وحنونة ومحبة للجميع، لكن المساحة التي بين الابنة والشاب الذي تدور حوله الأحداث تُحدث نوعا من الحساسية».

وحول النص قالت: «نصوص الكاتبة شيخة الفجرية تلامس القلب دائما وفيها من الواقعية والحياة الاجتماعية الكثير، وعندما نعمل على نصوصها فهذا يُشعرنا أننا في البيت وفي جو عمل مريح، ولا وجود للتصنع ولا للتكلف في كتاباتها، وهذا النص الذي نعمل عليه اليوم مثال على ذلك».

وتابعت: «هذا النص كُتِبَ لمسلسل إذاعي؛ لأن النصوص التلفزيونية تختلف تماما من ناحية السيناريو والحوار، ففي المسلسل الإذاعي يكون النص مرتكزا على التصوير لصنع الخيال لدى المتلقي، فيكون النص الإذاعي ذا تفاصيل أكثر».

تعزيز الذات

وكانت لنا وقفة مع الممثلة عهود عبدالعزيز المشاركة بالعمل، وهي من الوجوه الشابة، فقالت: «هي تجربة فريدة من نوعها وجميلة جدًا رغم أني منذ سنوات طويلة في مجال التلفزيون، ولكن التجربة الإذاعية هي عالم آخر من الإحساس والأداء التمثيلي، والفوارق كثيرة وكبيرة بين المجالين، منها على سبيل المثال اعتماد الأداء التلفزيوني الكبير والأساسي على لغة الجسد كمساعد قوي للأداء الحواري وتوصيل الرسالة، أما الإذاعة فاعتمادها الأساسي على إيقاع الصوت وتلوينه بإحساس صادق، وهذا صعب جدًا، وفي رأيي أن الإذاعة هي الاختبار الحقيقي للفنان».

وأضافت عهود: «اليوم هناك مسالك كثيرة للنجاح في هذا المجال، منها أخذ دورات حقيقية للتمثيل سواء كانت في التلفزيون أو الإذاعة لأنها متاحة وسهل الالتحاق بها واختيار المدارس البارزة، وهناك أيضا دورات عن بُعد، وفي رأيي الشخصي يجب على الفنان أن يكون ملمَّا في مجاله بشكل دقيق جدا ومطّلعا على الثقافة العامة وثقافات الشعوب، لأن مهنة الممثل هي تجسيد حالات مستمدة من الحياة العامة ولذلك أهم أسباب النجاح هو الاطلاع على كل جوانب وأساليب الحياة بإيجابية وتقبُّل النقد لتطوير الذات».

واختتمت عهود قائلة: «أتمنى تكثيف إنتاج الأعمال الدرامية، وأن يتم احتضان الفنان وزيادة الأجر».

العمل الإخراجي

ومسك الختام كان مع مخرج العمل سالم العويسي الذي تحدّث حول أمور متعددة، فقال عن إخراج المسلسلات الإذاعية بشكل عام: «بالنسبة للأعمال الدرامية الإذاعية فتتم عبر مراحل، مرحلة التسجيل وقد تأخذ كحد أقصى 5 أيام لتسجيل 30 حلقة، ومتوسط طول الحلقة الواحدة 15 دقيقة، وهي المدة المُتعارف عليها، أما المونتاج فيأخذ حوالي أسبوعين».

وتابع: «الأمر الذي يميز العمل الدرامي الإذاعي أنه يعتبر من أصعب أنواع التمثيل لأنه يحتاج إلى حس الممثل وجهد مضاعف من المخرج لإيصال الصورة السمعية للمستمع، كما يعتمد العمل الدرامي الإذاعي على مهندس الصوت الذي يوفر المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية للعمل، والجزء الأكبر هو النص، وعناصر العمل الإذاعي تتكون من نص، وممثل، ومخرج، ومهندس الصوت».

وأضاف العويسي قائلا: «نحاول في كل عمل درامي إذاعي استقطاب أصوات جديدة، إضافة إلى الأصوات التي لا نستغني عنها، وهم فنانو الصف الأول، أمثال الفنان القدير صالح زعل، والفنانة القديرة أمينة عبدالرسول، والفنانة رشا البلوشية، والفنان يعقوب الحارثي، والفنان خميس الرواحي، إضافة إلى أسماء شابة أمثال عهود عبدالعزيز ومحمد الحارثي، وعائشة البلوشية».