1159716
1159716
مرايا

حب الأوطان لا تحول بينه المسافات - الطلاب المبتعثون: من أهم حقوق بلادنا تمثيل صورة الوطن بأفضل حلة

15 نوفمبر 2017
15 نوفمبر 2017

استطلاع- تيمورة الغاوية -

فرحة الاحتفال بالعيد الوطني يشارك فيها الصغير والكبير، القريب والبعيد، فالجميع يربطهم عشق الوطن وانتماؤهم له قبل أي شيء آخر. ومع لحظات المضي إلى بلادٍ اغتربوا فيها، حمل طلبتنا العمانيون بين أكتافهم اسم عمان، متفاخرين به، وساعين لرفعة هذا الوطن الغالي حتى لو باعدت المسافات بينهم وبينه. فحب الأوطان شعار لا تحول بينه المسافات، بل هو كيان مغروس داخل كل مواطن عماني. ومع هذه الاحتفالات البهيجة باليوم الوطني، كان لأبنائنا المبتعثين الحق لأن يبعثون تهانيهم، ويشاركون الفرحة، وفعالياتهم للاحتفال به من خلال هذا الاستطلاع.

إدريس بن عبداللطيف البلوشي، طالب بجامعة فيينا للتكنولوجيا بالنمسا ورئيس جمعية الطلبة العمانيين في النمسا، يقول: «للوطن حق علينا، فمن أهم الحقوق هي تمثيل صورة الوطن بأفضل حلة، والتي تجعل من المواطن العماني فخورا بوطنه في كل أرجاء العالم، وذلك من خلال الأخلاق الحميدة التي يجب على الطالب التحلي بها عند تعامله مع المجتمع الغربي». وذكر إدريس بأن جمعية الطلبة قامت بالمشاركة في الأيام الدولية التي من خلالها استطاعوا التعريف بالسلطنة، ونشر الثقافة العمانية هناك، كما أقامت معرضا عن السلطنة احتوى على العديد من الأركان التي تتحدث عن المواطن العماني وثقافته، والمأكل والمشرب، والعادات والتقاليد، وذلك للترويج للسلطنة بصورة أوسع.

وعن تجسيد العلاقة بينه وبين السلطنة مع وجوده خارجها، فقد قال البلوشي: «علاقة الطالب المغترب بالوطن كعلاقة الابن بأمه، مهما ابتعد الطالب وواكب التطور والاختلاف وخاض التجارب، لكنه لا يقوى على فراق الوطن وشوقه لتلك الأزقة التي ترعرع فيها، ورائحة اللبان والقهوة العربية العمانية. فمهما طالت المدة التي يغترب فيها الطالب العماني، إلا أنه سيظل يشتاق للعودة إلى الوطن في أسرع وقت ممكن». وقال أيضا بأن الطالب العماني دائما ما يكون فخورا بانتمائه لهذا الوطن الغالي، فتراه يتغنى فخرًا بكونه ينتمي إلى هذا الوطن الغالي، ويتغنى بحبه لها. وعن احتفالاتهم بالعيد الوطني في النمسا، قال إدريس: «تقيم جمعية الطلبة العمانيين في النمسا حفلا سنويا بمناسبة ذلك، حيث يتم دعوة جميع الطلبة المبتعثين للدراسة في النمسا، بالإضافة إلى الدعوات العامة، ويتم في الاحتفال عرض جميع ما يخص السلطنة من معلومات عامة، وصور للطبيعة الخلابة، والفنون التقليدية، بالإضافة إلى فقرات أخرى. كما أن خلال الاحتفال، يتميز ويتباهى الجميع باللباس العماني التقليدي لما له من دور لأن يبعث شعور الانتماء والتآلف والمحبة فيما بينهم.

كما ذكرت زيزفون بدر، طالبة بجامعة فيينا للتكنولوجيا بالنمسا، بأنها حريصة على أن تقوم بإظهار صورة المواطنة العمانية الصالحة والمشرفة، وإظهار البيئة العمانية بكافة تقاليدها وعاداتها. وقالت أيضا: «دائما أسعى لتعريفهم ببلادي وذلك من خلال إقامة الأنشطة والمعارض بالتعاون مع السفارة العمانية بالنمسا، وجمعية الطلبة العمانيين، والتي نعرض من خلالها إنجازات البلاد، ومستويات الثقافة والتعليم في عمان. أيضا من خلال اجتهادي ومبادراتي في الأنشطة والمناشط الأخرى التي تقيمها الجامعة، فهذا له الدور في إثبات عزيمة وإصرار المواطن العماني، ومقدار العطاء الذي يكنه للوطن».

وعن الاحتفالات التي يقيمونها، فقد قالت: «نحتفل بالعيد الوطني سنويا بشكل مختلف، ففي كل عام يقام احتفالان أحدهما من تنظيم السفارة العمانية في العاصمة النمساوية و يكون حفلا دبلوماسيا نرتدي فيه لباسنا التقليدي، ونفتخر ببلادنا بجانب السفارات الأخرى. أما الحفل الآخر، فهو يقام بتنظيم من جمعية الطلبة العمانيين، والذي نسعى من خلاله لإبراز كل ما هو جميل عن بلادنا الحبيبة، وذلك من خلال إقامة المعارض، وإبراز العادات والتقاليد العمانية، بالإضافة إلى منجزات النهضة المباركة، والمقومات السياحية في السلطنة».

وختاما قالت زيزفون: «عندما كنت صغيرة لم أدرك ما هو الوطن، ولكن مع ابتعاثي أدركت بأن الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، ولا ببلد نحمل جوازه فقط، بل الوطن قلب يحتضنك ويحميك. كلمة شكر لوطني الذي قدم لنا الكثير، وشكرا لوالدنا الغالي قابوس –حفظه الله- الذي نعتبره الأب الأول قبل أن يكون قائد وحافظ لسلطنتنا وحاميها ».

نرفع اسمه عاليا

فهد بن حمد المزروعي، طالب بجامعة ليفربول جون موريس بالمملكة المتحدة، ورئيس جمعية الطلبة العمانيين في ليفربول، يقول: «عمانيون حيث نكون، فوجب علينا أن نرفع اسم عمان عاليا، وننشر ثقافته بين العرب والأجانب الموجودين في المملكة المتحدة. فمن خلال فترة الابتعاث شاركت بالعديد من المعارض للجامعات، وأيضا أصبحت جزءا من جمعية الطلبة العمانيين في ليفربول، فقد كنت رئيسا للجنة الإعلامية، وحققنا في تلك الفترة العديد من الإنجازات، والآن أنا رئيسا للجمعية، وعضو في مجموعة مصوري ليفربول، ومن أهم الأحداث القادمة استضافة العيد الوطني المركزي الطلابي الذي يعد حدث مهم للطلبة العمانيين في المملكة المتحدة للاحتفال بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد».

وعن تجسيد العلاقة بينه وبين الوطن فقد ذكر المزروعي: للوطن حق علينا أينما كنا، وأينما ذهبنا وذلك بأن نرفع اسمه عاليا، حيث يسعى الطلبة في ليفربول بنشر ثقافة عمان بين الأجانب في المملكة المتحدة عامة، وفي ليفربول خصيصا. وأضاف: «لا نزال ننشر ثقافة عمان عن طريق المشاركة في المعارض والتجمعات التي تقام للتعريف بعمان وعاداتها». وعن احتفالاتهم في المملكة المتحدة، قال فهد: «أكملت الآن السنة الخامسة وأنا في مرحلة الابتعاث، وفي كل سنة نحتفل بهذه المناسبة سواء عن طريق التجمع مع الطلبة العمانيين الآخرين في المملكة المتحدة، لتبادل التهاني، ونتشارك الفرحة بإقامة المعارض التي تهتم وتركز على نشر ثقافة وتاريخ بلادنا الغالية عمان».

الاجتهاد والمواظبة

ويشارك الفرحة الأخوان منذر وطارق البوسعيدي، طالبان بجامعة ليفربول بالمملكة المتحدة. فقد قالا: «إن السفر لا يعني الانشقاق عن الوطن، مهما سافر الإنسان ومهما ارتحل إلى أي بلد من بلدان العالم، فلن يجد أحن من حضن وطنه، ولا أدفأ منه. فحب الوطن يولد مع الإنسان، لذلك يعتبر حب الوطن أمرًا فطريا ينشأ عليه الفرد، حيث يشعر بأن هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويترعرع في حضنها. وللوطن حق علينا وإن تغربنا، فقد جئنا إلى بريطانيا لاكتساب العلم والمعرفة، نتعلم كي نعود إلى وطننا وفي يدينا ما يعمره ويفيده، وهذا هو هدفنا الأول، فالاجتهاد والمواظبة على الدرس يعد علامة على حب الوطن، فنحن هنا نعد سفراء للوطن، لذلك نحاول أن نبرز كل ما هو جميل. وبما أننا ناشطون في قنوات التواصل الاجتماعي خاصة برنامج السناب شات تحت اسم (the twins8) كنا دائما نحاول إبراز عماننا الجميلة في جميع الاحتفالات التي نحرص بشدة أن نشارك فيها، ودائما ما نجد ردود الفعل الإيجابية، بل أن الكثير منهم أحبوا عمان، ويرجون زيارتها». وعن تجسيدهم لحب الوطن فقد ذكر طارق ومنذر بأن الوطن أغلى ما يملكان، وأنهما مهما بذلا لأجله فلن يوفي ذلك حق الوطن. وأضافا: «لقد عشنا تحت ظله، وأكلنا من خيراته، وترعرعنا في أرضه، وبين جنباته، والحمدلله توفر لنا بهذا الوطن الأمن والأمان، لذلك نحن دائما نفتخر كوننا عمانيين، وعلينا رد ذلك الجميل من باب الإحسان». وأوضحا بأن الإحسان خارج الوطن يتم من خلال مشاركتهما مع الطلبة في الاحتفال بالعيد الوطني، حيث يحرصان بأن يرتديا الزي العماني في كل المناسبات، لتتضح الهوية العمانية التي يعتزا بها، فقد قالا: «هنا كثير من الناس ممن يعجبهم الزي العماني». أيضا يحاولان تجسيد علاقتهما بالوطن من خلال التأكيد على الابتعاد عن كل ما يخالف الأنظمة والسلوكيات غير الوطنية.

وعن احتفالات العيد الوطني في بريطانيا، فقد قالا: «في كل سنة نحتفل بالعيد الوطني حيث يتم تخصيص مكان واسع، يتجمع فيه الشباب العماني، بالإضافة إلى معظم موظفي السفارة العمانية، والملحق الثقافي، ويتخلل ذلك اليوم فرحتنا بهذه المناسبة، والعديد من المسرحيات والفنون الشعبية والأناشيد والأشعار التي تسرد علاقة الحب بين الفرد والسلطنة».

الأخلاق السمحة

ومن جهتها قالت مزون الزعابية، طالبة بجامعة فونتس للعلوم التطبيقية بهولندا: «كأي طالب عماني خارج عمان سعيت بكل حب إلى تعريف زملاء الدراسة والأصدقاء الهولنديين والأجانب بعمان وجمالها، وإرثها الحضاري، كما سعيت لتمثيلها بأفضل صورة من خلال التحلي بالأخلاق الإسلامية السمحة، ونشر رسالة المحبة والسلام». وعن علاقتها بالوطن فقد قالت: «علاقتي بعمان هي علاقة الابن المتغرب عن أمه، فعمان هي أمي، على مدى البعد والمسافات فأنا استيقظ كل يوم بحب أكبر لها، واشتياق أكثر لأرضها وترابها».

وعن الاحتفالات بالعيد الوطني في هولندا، فقد ذكرت الزعابية بأنه يتم تنظيم حفلان للطلبة، الأول هو الحفل الرسمي الذي يكون تحت رعاية سعادة سفير السلطنة المعتمد لدى هولندا، وبحضور مجموعة من سفراء دول العالم الصديقة، وجميع الطلبة والموظفين والعائلات العمانية في هولندا. كما أن الحفل الآخر يكون من تنظيم جمعية الطلبة العمانيين في هولندا، حيث يتم الاحتفال في مجموعة من المدن الهولندية، وذلك بتوزيع الحلوى العمانية، والقهوة، وتعريف المجتمع الهولندي بعمان وحضارتها، وإرثها. وفي تهنئتها بالعيد الوطني قالت: «أهنئ صاحب الجلالة بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد، وكذلك أهنئ أمي وأبي وكل مواطن عماني يعيش على هذه الأرض الطيبة، أدام الله لعماننا أعيادها وحفظ مولانا وأمد في عمره».