1250699
1250699
مرايا

بشمال غرب فرنسا .. رحلة إلى الغابة السحرية «بروسيلياند»

03 يوليو 2019
03 يوليو 2019

تعتبر منطقة بريتاني الواقعة في شمال غرب فرنسا من المناطق السياحية الشهيرة، وتوجد بها غابة «بروسيلياند» السحرية منذ زمن سحيق.

ويمتد بالغابة وادي اللاعودة؛ حيث تلتقط الجنية «مورجانا» عشاقها غير المخلصين إلى الأبد، كما تزخر هذه الغابة أيضا ببحيرة «كومبر»، والتي نشأ بها الفارس «لانزلوت» في قلعة تحت الماء، وحصل على سيف «إكسكاليبور» من الملك آرتوس، علاوة على وجود قبر الساحرة «ميرلين»، والتي من المفترض أن تكون والدتها قديسة، بينما كان والدها الشيطان.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فقد كانت هذه الغابة تغطي في السابق أجزاء واسعة من شبه جزيرة بريتون، إلا أنها تمتد الآن على مساحة 7000 هكتار، وعادة ما يؤكد السياح عند الخروج منها على أنهم كانوا في حلم، غير أن هذه الغابة السحرية حقيقة واقعة.

نقطة الانطلاق

ويعتبر مركز «لا بورتيه دس سيكريتس» نقطة الانطلاق لزيارة الغابة السحرية، والذي يقع في المباني الخارجية لأحد الأديرة القديمة في قرية بيامبونت، وفي هذا المركز يتعرف السياح من الشباب بصفة خاصة على بعض المعلومات عن أسطورة بروسيلياند. ومن المستحسن بعد تناول المأكولات في مطعم «بولانجيري» التوجه إلى مدينة «تريه ورين توك» على حافة الغابة، والتي يقام بها سوق ليس لبيع الخضروات والفاكهة، ولكن لبيع اللوحات وشخصيات الساحرة وملابس الهيبي وأكواب بصور الملك آرتوس.

ويمكن للسياح الوصول إلى مدنية «تريه ورين توك» بالسيارة، ولكن لا يمكنهم الوصول إلى وادي بلا عودة، الذي يمتاز بعيون المياه الخضراء والحكايات الخرافية، إلا سيرا على الأقدام، وقد يستغرق الأمر ساعتين، وبحسب الأسطورة فإن الجنيّة «مورجانا» لا تدع الشخص يرجع مرة أخرى إلا إذا كان مخلصا لشريكه.

قلعة كومبر

ويصل السياح إلى المحطة التالية، وهي عبارة عن قلعة كومبر المبنية من الحجر البني المائل للحمرة، وتراقب البحيرة، ومن المفترض أنها بوابة للعالم الآخر، وتقول الأسطورة أن هذه البحيرة ليست بحيرة حقيقية، ولكنها وهم وخيال.

ويوضح أحد الشباب للسياح أسطورة آرتوس قائلا: «خلال القرن الخامس الميلادي تعرض الرومان في بريطانيا لهجمات الأنجلوسكسونيين، وقد نجح قائد جيش سلتيك إحدى المرات في صد الجموع المهاجمة». وقد هاجر العديد من الكلت من الجزيرة إلى منطقة بريتاني ونقلوا معهم أسطورة آرتوس.

ودائما ما يصادف المرء مجموعات سياحية في الغابة، وهم ينصتون جيدا لمرشدهم السياحي، الذي يحكي لهم عن الأساطير القديمة، وليس هناك الكثير من المعالم السياحية في الغابة، ولكن يتعين على السياح إحياء الغابة في مخيلتهم.

نبع «بارنتون» الغامض

وهناك موقف حافلات يبدأ منه مسار ضيق يؤدي إلى نبع «بارنتون» الغامض، والذي يكتظ بالسياح خلال أيام السبت المشمسة. وبعد السير لمدة نصف ساعة يتحول النبع إلى جدول مائي صغير، ويجلس حوله الكثير من السياح ويضعون أيديهم في الماء الصافي والبارد، ويرجع أقدم ذكر لهذا النبع إلى القرن الثاني عشر، وقد نسجت الكثير من الأساطير حول هذا النبع؛ حيث تحكي إحدى الأساطير أن الجنية مورجانا قد وقعت في غرام الساحر ميرلين.

ويتكون قبر ميرلين من البقايا الحجرية، التي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء منطقة بريتاني، وعلى مقربة من القبر يوجد «ينبوع الشباب»، وعلى الرغم من اسمه إلا أن المياه تبدو قديمة إلى حد ما، وهو ما يدفع السياح المحيطين بالنبع إلى عدم النزول إليه على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة.