
868445
3 أخوة ينفذون مشروع للزراعة العضوية لتعزيز صحة المستهلكين
16 أبريل 2021
16 أبريل 2021
مذاق الطفولة كانت بذرة أولى نحو النجاح -
حوار – وردة بنت حسن اللواتية: -
ثلاثة أخوان استطاعوا بتعاونهم وهمتهم أن يعيدوا المذاقات التي تذوقوها في طفولتهم، وأرادوا أيضا من الآخرين أن يشاركوهم في هذه التجربة الصحية، وتوفيرها لهم بسعر معقول، وبدأت من هنا بذرة مشروعهم (YUZU) للزراعة العضوية، والأخوة الثلاثة هم السيد عمر، وآدم، وفهر بن منين أل سعيد .. - كيف بدأت فكرة المشروع؟ اعتدنا ونحن صغار على زيارة مزرعتنا الصغيرة في الريف، وكنا دائمًا نحاول زراعة أنواعٍ من الخضراوات التي يمكن زراعتها في الحديقة بأنفسنا وعلى طريقتنا الخاصة، فكنّا نتعلمُ كلّ ما تتغذى عليه تربة مزروعاتنا، كما كنّا حريصين على تهيئة الظروف حسب ما نجده مناسبًا لها. كان شعوراً يجلب النور لدواخلنا عندما كنا نرى أننا على اتصالٍ مع التربة ومع أساس الأرض، وكانت الطماطم هي أول إنتاج محلي من حديقتنا، وكانت شهيةً ورائحتها زكيةً، فأدركنا منذ ذلك الوقت أننا نفتقد هذه المنتجات الحقيقية المميزة. وبعدما انتقل كلٌ منّا إلى عمله ودراسته، اشتهينا طعم المنتجات التي اعتدنا على تناولها من مزرعتنا، وكنا نتساءل عن طريقة تعيد لنا التجربة مرة أخرى، فتسللت إلينا الأحلام وذكرتنا كم سيبدو الأمر عظيماً لو تمكنا من الحصول على الخضار الصحية النقية كل يوم، والحصول على طعام عضوي خالي من المواد الكيمياوية والمبيدات الحشرية أو أية مادة أخرى تضر بأجسامنا. قررنا بعد ذلك أن نبدأ بمهمة إنتاج نباتات عضوية وصحية وطبيعية بالكامل، وتوفيرها للناس في السلطنة بسعر يكون في متناول اليد. - ما هي مراحل تطبيق الفكرة وتحويلها إلى مشروع ؟ كانت الخطوة الأولى تكمن في تحديد قيم وغايات المشروع، فهدفنا هو توفير خضراوات عضوية وغنية بالمواد الغذائية كل يوم لكل الناس. فمن غايات المشروع توفير خضراوات صحية ونقية، لأن هدفنا الأسمى أن تكون منتجاتنا مميزة وطبيعية بالكامل وشهيةً وغنيةً بالمغذيات، كما نريد أن يعلم ويثق الناس أنّ المنتجات التي يشترونها نشأت في بيئة صحية خصيصاً لهم، وأننا حريصين على إنتاج المنتجات بشكل نظيف، ونريد أن تترك منتجاتنا أثراً إيجابياً على البيئة وتدعم المجتمع وتعتني بجميع أفراده. أيضا فإننا حريصون على صحة وسعادة المستهلكين، ونطمح أن نجعل الناس يشعرون بصحةٍ جيدةٍ، لأننا نثق أن ثمة قوة تكمن في الطعام الصحي كافية لتغيير حياتنا للأفضل. أيضا من أهدافنا أن لا يوجد عائق أمام اتباع حياة صحية، فزراعة النباتات اللذيذة شيءٌ جيد، ولكن ما الهدف من ذلك إذا لم يستطع الجميع الحصول عليها؟ فحرصنا أن نتخذ كل الفرص التي تسمح لنا أن نجعل منتجاتنا متاحة للجميع، ونقيس أسعار منتجاتنا حسب معايير أسعار الوجبات السريعة، فلو كان بإمكانك شراء برجر أو شاورما، فيمكنك أيضاً أن تشتري سلطة. وأخيراً فقد كانت عملية تحديد أهدافنا مستمرة في جميع خطوات عملنا، وكان كل فرد منا يتحمل مسؤولية إنجاز المهمات في الوقت المحدد. - ما هي المنتجات التي يتم زراعتها؟ ننتج حالياً نباتات السلطة وأنواع أخرى من الخضراوات مثل الطماطم والباذنجان والكرنب والأعشاب والملفوف، وتزداد أنواع منتجاتنا تدريجياً بزيادة خبراتنا. - هل هناك إقبال من الناس على منتجاتكم؟ نحن سعداء للغاية بوجود طلب صغير متزايد على منتجاتنا من قبل الأشخاص الذين يعتنون بصحتهم جيدًا ويُقدّرون قيمة المنتجات الخالية من المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية، ومشروعنا يتوسع بسرعة في أرجاء عُمان، ونقوم بأقصى ما بوسعنا لنزيد من وعي الناس حول أهمية المنتجات التي تنمو بشكل طبيعي وبممارسات زراعية تزيد من قيمتها الغذائية. - كيف تقومون بالتسويق لمشروعكم ؟ نبيع منتجاتنا من خلال عدد من مراكز التسوق والمتاجر الإلكترونية مثل: كارفور، ولولو، و جو جرين، وعزوز، وبالطبع نقوم بالتسويق لمشروعنا أيضًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. ونحن نعتني أثناء مرحلة نمو مزرعتنا بجودة منتجاتنا وتعليقات واقتراحات زبائننا المخلصين. - كيف تتم محاربة الآفات الزراعية؟ أبدع فريق العمل وقام بتطوير استراتيجياتٍ طبيعيةٍ ومتنوعةٍ لمواجهة التحديات الكبيرة على مر السنوات، والأمر يبدأ بزراعة نباتات صحية وتوفير بيئة طبيعية ومثالية، حتى يصبح النبات قادرا على مواجهة الآفات الزراعية بنفسه، إضافة إلى ذلك، فيجب أن نُولي عنايةً شديدةً بالنباتات، ونتخذ خطوةً سريعةً تجاه زراعة الطوارد الطبيعية. - ما هي الصعوبات التي واجهتكم؟ تبدو المشاريع وكأنها كتلة كبيرة متزايدة من الصعوبات، وعندما يعتقد الواحد منا أنه قد تخطى معظم الصعوبات، سرعان ما تنشأ كتلة جديدة من حيث لا يدري، ولكن من الجيد والممتع أننا قادرون على حل جميع المشاكل. وخلاصة الصعوبات الكبيرة التي واجهناها تكمن في وجود عدة تحديات، منها تحديات تشغيلية عامة، فقد استغرق الأمر منا سنواتٍ عديدة لنتمكن من إتقان المهنة، ولم نكن نعلم في البداية أن الأمر يحتاج هذا الكم الكبير من التعلم والفشل والممارسة حتى نستطيع أن نكون على ما نحن عليه الآن. وهناك تحدي الميزانية الكبيرة، حيث تحتاج إدارة المشاريع لأموال كثيرة، لأن الاعتماد على ميزانية صغيرة صعب جداً وغالباً ما تتراكم التكاليف فجأةً، لذا كان لا بد أن نكون صارمين في اتخاذ قرارات حاسمة لتحديد أولوياتنا. فلو أردنا أن نوفر بعض الأموال، سينمو العمل ببطء شديد ولن نتمكن من مواكبة توقعات المستهلكين العالية، ولو أردنا أن نصرف الكثير من الأموال، سينمو العمل بسرعة، ولكن سنكون أمام مخاطرة كبيرة بلا طريق للعودة، لذا كان يجب علينا أن نحافظ على توازنٍ ثابتٍ أثناء العمل وأن نتعامل بحكمةٍ مع التحديات. إلى جانب تحدي سلسلة التوريد والبنية التحتية الداعمة، حيث لم تكن هناك صناعات تدعمنا عندما بدأنا مشروعنا في قسم الزراعة العضوية الحديث نسبياً، وواجهنا صعوبةً في الشراء، ولأنّ مشروعنا كان حديث النشأة؛ فلم نكن من المستهلكين المستهدفين للموردين لو كان هناك أي منهم. إضافة إلى أن عدم وجود قوانين حكومية تدعم هذا المجال كان عائقاً أمام القيام ببعض الممارسات التي تحتاج تعاوناً رسمياً، فعلى سبيل المثال، هناك حاجة لتطوير قسم الزراعة العضوية لتسهيل عملية استيراد بعض المستلزمات الزراعية الهامة. ونتيجة لذلك؛ فقد اضطررنا للاتجاه نحو التكامل الرأسي لتغطية بعض الفجوات في سلسلة توريد مشروعنا، وان الأمر يبدو وكأننا ندير أكثر من مشروعٍ في آنٍ واحد. - ما هي الخطط المستقبلية للمشروع؟ نحن سعداء لأننا استطعنا تحديد هدفنا بدقة، أما بالنسبة للسنوات المقبلة، فنحن نسعى لتحقيق التفوق التشغيلي وزيادة أنواع منتجاتنا وتطوير قدراتنا وتوسيع نطاق مبيعاتنا.