1124634
1124634
عمان اليوم

ولاية مدحاء.. وجهة تشتهر بالمقومات التراثية والطبيعية وقراها الجبلية الجاذبة للسياح

15 فبراير 2019
15 فبراير 2019

نظراً لموقعها الجغرافي وتضاريسها الجبلية ومناخها المعتدل -

مدحاء- قاسم بن عبدالله السعدي -

تشهد ولاية مدحاء بمحافظة مسندم حركة سياحية نشطة خصوصاً خلال فصل الشتاء حيث المناخ المعتدل والهواء العليل ولموقعها الجغرافي وتضاريسها الجبلية والطبيعية ومناخها المعتدل، كما تتميز بهدوئها بعيداً عن ضجيج الحياة وصخب العمل وازدحام المدن مما يجعلها قبلة للعديد من السياح من داخل السلطنة وخارجها. وتشهد المواقع السياحية والترفيهية بالولاية أيضا إقبالا من سكان الولاية حيث تشمل الحديقة العامة والشلال والقرية التراثية ومنتزه المكسر ومنطقتي أحصنة وحجر بني حميد. وتعتبر منطقة مدحاء الجديدة مركز الولاية والمنطقة الحيوية إذ أن أكثر سكان الولاية البالغ عددهم حوالي 2500 نسمة تقريباً يقطنون فيها وتتواجد بها أكثر الدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمنشآت الصناعية والمحلات التجارية المتنوعة وتتوفر بها الخدمات الأساسية للمواطنين، كما تضم الولاية العديد من القرى ومن بينها الحارة، والغونة، والصاروج، والعارضية، والانظار، وسعد، وصهناء، وحجر بني حميد، ومشيحطان، والشرية، وطوي بنت راشد. ومن أهم المواقع السياحية في ولاية مدحاء.

الحديقة العامة وشلال مدحاء

تعتبر حديقة مدحاء العامة من بين أجمل الحدائق في السلطنة من حيث التصميم وتقع بمنطقة مشيحطان وتبلغ مساحتها (43000) متر مربع وتم تصميمها بشكل هندسي رائع يربط جميع أجزاء الحديقة بعضها ببعض وتحتوي على مساحات خضراء وألعاب للأطفال ونافورة تتوسط الحديقة، كما تحتوي على مقاعد للزوار ليستمتع زوار الحديقة بزيارتهم في جو من الاسترخاء والبهجة والراحة ومتنفساً لهم، وتشهد الحديقة إقبالاً كبيراً من الزوار من داخل الولاية وخارجها نظراً للاهتمام الذي توليه بلدية مدحاء بأعمال التشجير داخل الحديقة وتوسع المسطحات الخضراء ووجود مساحات يستطيع الزائر الاستمتاع بها ومرتعاً مهماً للعائلات. ولعل ما يميز موقع الحديقة العامة وجود شلال صناعي ويتكون من ستة مدرجات وحوض مائي أسفله ويبلغ طوله ما يقارب (115) مترا كما تم وضع استراحات مبسطة للزائرين وتم افتتاحه في عام 2014.

متنزه المكسر

يقع المتنزه بمنطقة المكسر السياحية وقد تم افتتاحه سنة 1992 وقد مر بالعديد من مراحل التعديل والصيانة طوال السنوات الماضية ويعد إضافة جمالية للولاية وزود بأماكن استراحة للزوار لقضاء أوقات خاصة في أيام الإجازات ويبعد المتنزه عن مركز الولاية مسافة 6 كيلومترات ويقع على هضبة بين جبلي المكسر وبمحاذاة الوادي، كما يبعد عن المتنزه الحالي متنزه آخر تابع له وهو تكملة لأعمال تطوير الحدائق والمنتزهات والذي تنفذه بلدية مدحاء لأهالي الولاية وزوارها.

منطقة أحصنة

هي إحدى القرى الجبلية في ولاية مدحاء ويمكن الوصول إليها عن طريق مدحاء الداخلي الذي يربط بين منطقتي سعد وحجر بني حميد والذي سيفتح على المنطقة أفاقاً اقتصادية وسياحيةً مستقبلاً، وبالرغم من افتتاح الطريق منذ أشهر معدودة إلا ان القرية شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار إذ أنها تتميز بموقعها الجغرافي بعيداً عن الازدحام والضوضاء كما أن هواءها العليل حتى في فترة الصيف يجذب أعداداً كبيرة من السياح إليها.

القرية التراثية

تعد القرية التراثية هي المكان الأبرز في الولاية خلال السنوات الأربع الماضية حيث تمت إعادة إنشائها وبنائها بأسلوب ولمسات تدمج بين عبق الماضي والحاضر، وتحكي قصة إنسان عاش في هذه المنطقة وتمثل بمحتوياتها الحياة القديمة لأهالي الولاية وبها عدد من الغرف التراثية تم تشييدها من الطين والحصى (كالسبلة والعريش والكرين) وتخصيص منطقة لألعاب الأطفال ومزرعة مصغرة تجمع أنواعاً مختلفة من النخيل وأشجار الفاكهة المختلفة وتقع القرية التراثية بين أحضان الجبال بمنطقة سعد التي تبعد عن مركز الولاية بمسافة 6 كيلومترات وبجانب سد الصاروج وتتميز القرية بهوائها النقي وهدوء المنطقة بعيداً عن الضوضاء وتشهد توافدا من الزوار والسياح خلال السنوات القليلة الماضية خاصةً أيام الإجازات ونهاية الأسبوع لتشكل رافداً سياحياً للولاية، كما أن من عوامل الجذب للقرية التراثية وجودها بجانب سد الصاروج الذي يعد من أهم المشاريع الحيوية التي تبنتها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وتم افتتاحه سنة 2004 ويعد من المقومات السياحية الأساسية في ولاية مدحاء.

تعزيز النمو الاقتصادي

في الوقت الذي يشهد فيه قطاع السياحة في السلطنة نموا مطردا فإن ولاية مدحاء من الولايات التي تعد مقصدا سياحيا وتشهدا توافدا مستمرا من قبل السياح من داخل السلطنة وخارجها ومن خلال هذا التقرير نسلط الضوء على أراء المواطنين وقراءة وجهات نظرهم حول هذا القطاع وسبل تعزيز دور الولاية في هذا الجانب.

وقال محمد بن راشد بن عبدالله السعدي أحد أهالي الولاية: «تزخر ولاية مدحاء بالعديد من المقومات ومواقع الجذب السياحي جعلتها مقصدا للسياح ومن تلك المواقع الأودية التي تشهد تدفقا في الحركة السياحية خصوصاً وقت هطول الأمطار وتدفق المياه وجريان الأودية، كما أنها تتميز بوجود القرى الجبلية الجميلة ومزارع أشجار النخيل والمانجو وتعد قرية الحورة الجبلية التي تتميز بجمالها الطبيعي بوجود الأفلاج ومنطقة أحصنة التي ازدهرت بعد إنشاء طريق مدحاء الداخلي بأوامر سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- أبقاه الله- والذي يربط منطقتي سعد ومنطقة حجر بني حميد ولمسافة (11) كم وهي منطقة مؤهلة لاستحداث مخططات لأراضي سكنية وتجارية وصناعية وسياحية».

وأضاف محمد السعدي: «لا شك أن السائح والزائر للولاية بحاجة الى خدمات متنوعة لتسهيل قدومه وتوفير احتياجاته ويجب أن تشكل السياحة عائداً فعالاً للمواطن ولإيجاد هذا العائد لابد من توفير الخدمات التي تساهم في تعزيز القطاع السياحي وزيادة الاهتمام به من خلال إقامة المشاريع السياحية الأساسية التي تحتاج إليها الولاية كالمنتجعات السياحية والشقق الفندقية والمطاعم والاستراحات كما نأمل من المختصين بزيادة الاهتمام بالمواقع السياحية الموجودة كالقرية التراثية، كما يجب استغلال السدود الموجودة كسد الصاروج وسد صهناء وإقامة مشاريع جاذبة في محيطها وتفعيل التسويق السياحي من خلال وسائل الإعلام وبرامجها والتي تزيد الإقبال السياحي مستقبلاً».

ومن جانبه اكد سيف بن محمد بن راشد السعدي في إطار تطوير القطاع السياحي في ولاية مدحاء: «إقامة منتزهات أو نزل خضراء أو حدائق ترفيهية في الأراضي الزراعية لكون بعض الأراضي قد أصبحت غير مؤهلة للإنتاج الزراعي إضافة الى تطوير المناطق السياحية وتزويدها بمرافق جديدة تساهم في زيادة حركة عدد السياح إليها كمنتزه المكسر ومنطقة الصاروج والقرية التراثية».

وأضاف سيف السعدي: «إن من الوسائل التي تساهم على تطوير القطاع السياحي في الولاية فتح المجال في تنويع الأنشطة السياحية دون حصرها على أنشطة معينة وتطوير الحدائق العامة الموجودة وإقامة حدائق جديدة مزودة بمرافق حديثة وإنشاء المشاريع السياحية في القرى الجبلية وتسهيل استثمار الأراضي لتنشيط الخدمات في الولاية كالمطاعم والمقاهي ومحلات بيع المواد الغذائية وغيرها من الخدمات الأخرى التي تساعد على جذب السائح إلى الولاية»

وقال أحمد بن غدير المدحاني: «تعد ولاية مدحاء من الولايات ذات الطابع القديم ويوجد بها العديد من الآثار القديمة وقد ذكرها المؤرخ العماني في القرن الثاني الهجري بطبيعتها الجميلة ما بين سهل وجبل وبها أودية خصيبة وتتميز بموقعها الاستراتيجي وتعد السياحة فيها موسمية خصوصاً في المواسم الممطرة وما زال قطاع السياحة فيها يحتاج الى تطوير واهتمام، وهناك العديد من المشاريع التي يمكن تنفيذها في الولاية كإقامة البيوت الخضراء على الأودية وتطوير المشاريع والمزارع القائمة وما بينها بما يتناسب مع الجوانب السياحية وإقامة الأنشطة المرتبطة بها كالتخييم وتسلق الجبال وتطوير القرى التراثية وإقامة الشقق الفندقية».

وأضاف أحمد المدحاني: «نأمل من الجهات الحكومية في الولاية الاهتمام والسعي لإقامة المشاريع السياحية بالتعاون مع القطاع الخاص لأن لها عوائد اقتصادية ومردودا ماديا يرتقي بالولاية عامة كما نأمل منها تذليل العقبات التي تواجه التنمية السياحية وضرورة توفر شركات التأمين للقادمين الى للولاية إذ أن الولاية تفتقر الى وجود أي مكتب للتأمين مما أدى الى مخالفتهم، كما اكد ضرورة وجود مخططات إسكانية سياحية فالسياحة هي من بين مصادر التوظيف للشباب ولتنمية القطاعات الأخرى وللتعريف بالولايات وحضارة المجتمعات».

وقال حميد بن عبدالله بن محمد الحميدي: «لا شك أن ولاية مدحاء بموقعها الجغرافي تعد من الولايات التي تشهد توافدا سياحيا مستمر وهي بحاجة الى العديد من العوامل التي تساعد على تطوير القطاع السياحي ولعل أبرز هذه العوامل الاستفادة من وجود المواقع الطبيعية والأثرية وإعطاء المزيد من الاهتمام بهذا الجانب، كما أن الولاية تتميز بطقسها المعتدل ووجود بعض المعالم الأساسية كالأفلاج والأشجار المختلفة كشجرة الرولة والنخيل ويجب تزويد هذه المواقع بالاستراحات المزودة بكافة الخدمات وزيادة الترويج السياحي للولاية على المستوى المحلي والخارجي واستقطاب مشاريع سياحية تخدم هذا القطاع وتساهم في تطويره»

وأضاف حميد الحميدي: إن «من أبرز المواقع الأثرية في الولاية حصن الغونة وحصن مدحاء ومقبرة حجر بني حميد، وندعو المختصين بوزارة السياحة بضرورة التواصل مع الأهالي أو المكاتب السياحية من اجل التسويق الإعلامي لهذه المواقع وتأهيلها بما يتناسب مع متطلبات القادمين الى الولاية وتسهيل الإجراءات على القطاع الخاص ودعمه بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية وتحسين وتطوير القطاع السياحي بالولاية وعدم التركيز الكلي على المؤسسات الحكومية في تنفيذ المشاريع السياحية».