رهبة الاختبارات: كيف يتجاوزها الأبناء بمساعدة الآباء؟
إدارة فترة الامتحانات فن تتقنه المدارس والأسر -
الخابورة - سعيد الهنداسي -
تبقى للاختبارات هاجسها الذي يؤرق أولياء أمور طلبة المدارس ويشغلهم من أجل مساعدة أبنائهم على تجاوز رهبتها والوصول بهم إلى حالة من الأريحية والاستعداد النفسي الجيد لها، ولا يقل استعداد إدارات المدارس ومعلميها عن ذلك من خلال تهيئة البيئة المدرسية المثالية لأداء الطلاب اختباراتهم بكل سلاسة ويسر ويسبقها بلا أدنى شك تقديم المادة العلمية بطريقة تحبب الطالب بها ولا تشعره بالخوف منها.
إدارة فترة الامتحانات
ويقول سعيد بن عبدالله الجابري مشرف إدارة مدرسية بتعليمية شمال الباطنة لـ(عمان): إن الامتحان يتكوّن من مجموعة من الأسئلة تُقيّم معارف الطالب بعد الانتهاء من المقررات الدراسية خلال الفصل الدراسي الواحد، وتعتبر الحالة التي تسبق وتصاحب ذلك الامتحان بمثابة إعلان حالة الطوارئ في المدرسة والأسرة فإدارة فترة الامتحانات فن تتقنه المدارس والأسر ويجني ثماره الطلاب، لذا أجمع التربويون أن مراحل ما قبل وأثناء الامتحان وما يصاحبها من رهبة لدى الطلاب تستوجب الانتباه لها لما قد تشكله تلك المراحل من منعطف حاسم لنتيجة الطلاب. وأضاف أن دور المدرسة قبل الامتحان يتطلب التأكد التام من الانتهاء من المقررات الدراسية، على الوجه الأمثل ثم تنفيذ مراجعة لجميع المواد ليتمكن الطلاب من التركيز، وهو أمر يخفف من حدة القلق من الامتحان قبل البدء في سير الامتحانات، وإقامة بعض الندوات، للطلاب وأولياء أمورهم لتهيئة الطالب للامتحان ودور أولياء الأمور في دعم الطالب، فإن هذا مما سوف يساهم في السيطرة على الرهبة عند الطلاب وتهيئتهم جيدا للامتحانات. ودعا إلى أهمية التخطيط لجدول مراجعة متوازن يتخلله الاستراحة بعض الشيء والاطلاع على الأسئلة الامتحانية للأعوام السابقة والتدريب على مهارة الإجابة على الأسئلة، واعتماد أسلوب تلخيص سهل وتدوين النقاط والملاحظات الهامة والالتزام بالهدوء والتهيئة النفسية قبل الامتحان والابتعاد عن الأشخاص الذين يتحدثون عن صعوبة الامتحان وأن يثق الطالب في نفسه وفي قدرته ويتوكل على الله وأخيرا عدم الإفراط في شرب المنبهات وعدم السهر بالليل والمذاكرة في الوقت المبكر.
أسباب التوتر
وتحدثت بدرية بنت حمد الشبلية مديرة مدرسة هند بنت المهلب بشمال الباطنة إلى أسباب التوتر التي تسبق الاختبارات فقالت: مع تزامن فترة الامتحانات للمراحل الدراسية الذي يعتبر جزءا حاسما من المسار الدراسي ومصدرا للتوتر والخوف عند كثير من الطلاب فرهبة الامتحان تصحبها ردود فعل نفسية وجسمية نتيجة الخوف من سوء الأداء أو من ردود فعل الأهل أو ضعف في الثقة بالنفس أو الرغبة في الحصول على مركز متقدم أو التفوق على الآخرين
وتضيف الشبلية: للتغلب على رهبة الامتحان لابد من تغير الأفكار السلبية تجاه الورقة الامتحانية والثقة في القدرات والإمكانيات واعتبار الامتحان محطة أو وسيلة يمر فيه جميع الطلاب حيث يتعرف الطالب على مدى ما يحققه من تقدم في المستوى التحصيلي الدراسي و يتعرف أيضا على قدراته وخبراته المعرفية ومهاراته.
من جانبها تطرقت نوال العجمية ولية أمر إحدى الطالبات إلى كيفية تجاوز رهبة الاختبار لدى الطالب وذكرت منها : ممارسة الرياضة الذي يتوقعها البعض أنها نقطة تجلب التعب والإرهاق والجهد بل إنها نقطة ترسل لدماغ الطالب النشاط والثقة وتجدد النفسية وتزيل التوتر والقلق والرهبة، وكذلك النوم جيدا وعدم السهر ويجب على الطالب المتقدم لتأدية الاختبار أن يكون قد أخذ وقتا كافيا صحيا في نومه لتجدد خلايا عقله للمذاكرة والقدرة على الاستيعاب، وكذلك تناول الطعام الصحي وأن يكون حريصا في تناول وجباته الثلاث في وقتها والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
كما تحدثت الطالبة مريم الشيزاوية عن اختلاط المشاعر في مثل هذه الظروف فقالت: في فترة الاختبارات يراود الطالب الكثير من المشاعر المختلطة بين خوف وحماس وتوتر لذلك يجب إعداد جدول لتنظيم وقته بحيث يكون فيه مرونة وفترات من الراحة وعدم إطالة وقت المذاكرة لفترات طويلة لأنه يصعب على الطالب التركيز، كما يجب على الطالب استبعاد كافة المشتتات التي تضيع الوقت ومن أهم الأمور التي يجب على الطالب الاهتمام بها حل الاختبارات السابقة سواء إلكترونيا أو ورقيا لأنه يساعده على التدرب والتعود على شكل الورقة الامتحانية والأجوبة النموذجية.
