1440247
1440247
عمان اليوم

رحــلة في الخطــــابات السامية.. رؤى وأطروحات فكرية ومنطقية وترفع عـــــــن الجمود بلين الدعوة والخطــاب الجميل

18 فبراير 2020
18 فبراير 2020

هلال بن حسن اللواتي -

هناك الكثير من الكلمات والخطب والحوارات واللقاءات والندوات والمؤتمرات التي فيها الكثير لقراءة الفكر القابوسي، وبالنظر إلى كل ما ذكر فإن أول ما يمكن تسجيله هو عن شخصية صاحبها، فقد كان يتميز بالتواضع والفكر الثاقب وحب الوطن وشعبه ورغبته في نهوض الشعب والوطن ووضعه في مصاف الدول المتقدمة.

ومن الأمور النادرة التي قلما نجد الحكام يتصفون بها هو أن تتخلل في سطور الكلمات والخطب المسائل الفكرية، وأحياناً العقدية، حيث اعتدنا في الأعم الأغلب أن تغلب على خطب الأغلب الأعم من الحكام والأمراء والسلاطين والملوك الجنبة السياسية، ولكن أن نجد في كلمتهم بروز الخطاب الفكري والعلمي الرصيد، والمنطق العقلي المتزن، فهذا الأمر من النوادر، وكان صاحب الجلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- من أولئك النوادر، حيث كانت الكثير من خطبه وكلماته تتخللها الرؤى والأطروحات الفكرية والمنطقية، وكانت تترفع عن الجمود بلين الدعوة والخطاب الجميل، وكأنها تريد أن تصل إلى فرد من أفراد المجتمع العماني بلا استثناء، عالماً بأن في هذا الوطن طبقات علمية متفاوتة، وأن مسؤولية الجميع النهوض بأمر وطنه بما يرفعه إلى المستويات العالمية، وسوف يجد القارئ العزيز هذه اللمسات واضحة وصريحة فيما سننقله من كلامه -طيب الله ثراه- طي هذه المقالة المتواضعة إن شاء الله تعالى.

كما نجد في كلماته -طيب الله ثراه- جزالة الأسلوب وسلاسة التعبير، وفخامة المفاهيم، وجمال الفكرة، وإخلاص المطلب، وثراء المصطلحات.

يلحظ في خطابات جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- توجيه خطابه إلى المواطنين بوصف «الأعزاء»، وقد كان يتكرر مثل هذا في خطاب جلالته كثيراً، الأمر الذي يوقف المستمع والقارئ عند مكانة المواطنين في قلب ونفس هذا الرجل -طيب الله ثراه- فإن اهتمام جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- كان جلياً وواضحاً للجميع، فلقد صرح في البيان التاريخي الأول يوم تسلمه الحكم بتاريخ 23 يوليو 1970م إذ قال:« سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سعَداء لمستقبل أفضل»، ثم قال:« شعبي وإخواني .. كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على مسقط وعمان وعلى أهلها»، ثم قال في خطابه بعد وصوله إلى أرض الوطن، وكان هذا أول خطاب له آنذاك فقال: «إننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وطننا العزيز»، ثم عاد جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- في التاسع من أغسطس 1970م عبر الإذاعة الوطنية ولأول افتتاحها ليؤكد بعزيمة وإصرار على نهجه المخلص لوطنه وشعبه فقال:« انه لمن دواعي سروري أن أتحدث إليكم هذا المساء، عبر إذاعتنا العمانية، وقصدنا أن نتأكد من أنكم تعرفون عن كثب، خطط الحكومة للمستقبل والخطوات التي تتخذها لتحقيق الاطمئنان والتقدم لشعبنا والازدهار والأمن لبلدنا».

وفي الخطاب ذاته نجده يبين ما قام به من دعوة الكفاءات من المعلمين لتدريب وتعليم المواطنين لنقلهم من حالة الحرمان إلى حيث ما هو ضمن الرسم الاستراتيجي القابوسي فقال:« وحيث إن بلادنا قد حرمت لفترة طويلة جدا من التعليم الذي هو أساس الكفاءة الإدارية والفنية يتوجب علينا في المدى القريب الاستمرار في سد النقص في الإدارة بموظفين أجانب، الذين يجب أن تتوفر فيهم الكفاءة والإخلاص، وذلك لتدريب وإعداد شعبنا لمسؤولياته في المستقبل ومن هنا تنشأ الحقيقة بأن تعليم شعبنا وتدريبه يجب أن يكون بأسرع وقت ممكن لكي يصبح في الإمكان في المدى الأبعد، حكم البلاد بالعمانيين للعمانيين»، وهنا نلحظ مستوى رغبة صاحب الجلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- في إحلال الأيدي العمانية لتدير بلادها.

وفي هذه الكلمة بالخصوص نجد الرسم العام لكيفية إدارة البلد في المراحل القادمة، فظللت كلماته على أهم مرافق الحياة مؤكدة على المواطن أنه مقبل على تغييرات جذرية لم يكن يحلم بها ولم يعهدها من قبل سواء على مستوى النقل والانتقال والسفر والصحة والتنمية التجارية والاقتصادية والمواصلات والزراعة والعسكرية إضافة إلى الاهتمام بالكهرباء والماء، وبدأت المسيرة فعلاً على قدم وساق.

ولا نجد خطابا للسلطان الراحل -طيب الله ثراه- يخلو من ذكر المنجزات والمراحل الأساسية التي تقدم فيها الشعب والحكومة، ففي العيد الوطني الثاني قال:« أيها الإخوة المواطنون.. يا أبناء عمان.. اليوم الثامن عشر من نوفمبر هو العيد الوطني لبلادنا، والأعياد الوطنية للأمم رمز عزة وكرامة، ووقفة تأمل وأمل للماضي والمستقبل ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟ وليست المهرجانات والاحتفالات والأفراح سوى نقطة استراحة والتقاط للأنفاس لمواصلة رحلة البناء الشاقة والانطلاق بالبلاد نحو الهدف المنشود.

إن هدفنا السامي هو إعادة أمجاد بلادنا السالفة»، ثم قال:« وهدفنا أن نرى عمان وقد استعادت حضارتها الآفلة وقامت من جديد واحتلت مكانتها العظيمة بين شقيقاتها العربيات في النصف الثاني من القرن العشرين وأن نرى العماني يعيش على أرضه سعيدا وكريما. أيها الإخوة.. يا أبنا وطني، الدرب شاق وطويل ولكن بالجهد والمثابرة سوف نصل إلى هدفنا بأسرع وقت وبإذن الله.

إننا نباهي ونعتز بما حققناه لبلادنا خلال العامين المنصرمين ولم يكن بلوغ ما وصلنا إليه شيئا ميسورا فقد اقتضى تفكرا واختبارا وتخطيطا وإنجازا».

وفي العيد الوطني السادس عشر قال:

‏«إن احتفالاتنا إذ تأخذ هذا العام طابع مهرجان شعبي يبرز د‏ور القوى الوطنية العاملة وسائر القطاعات في مجتمعنا العماني بأنها تعبر عن اعتزازنا بكل ما أحرزته مسيرتنا خلال ستة عشر عاما من تقدم كافة المجالات..

‏لقد كان لإيماننا الراسخ وجهود‏نا المتضافرة التي لا تعرف الكلل الأثر الأكبر فيما تم تحقيقه من إنجازات أرسينا بها الأساس القوي لنهضتنا الشاملة، وأكملنا مراحل مهمة للبناء الاقتصادي والاجتماعي أتت بثمار طيبة والحمد لله.. واليوم وحيث نواجه معا مسؤوليات وواجبات أكبر فإن علينا جميعا أن نستمد من ديننا الحنيف وقيمنا العمانية الأصيلة ومن تجاربنا عبر الأعوام الماضية ما يزيدنا قوة وإصرارا على مضاعفة الجهود ‏ومواصلة التقدم بكل التعاون والتكاتف وبكل الوفاء لعماننا الأبية متذكرين

دائما قول الله تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).

فهذه بعض النماذج المتعلقة لما رسمه صاحب الجلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- لهذا البلد ولشعبه الأبي.

وفي ذات الخطاب سنجده عازما على عدم الفصل بين التراث وأصالته وبين الحاضر ومعاصرته، فهو كان في عين دعوته للنهوض في عالم التطور والرقي بالتنمية الشاملة إلا أنه كان حريصا على الحفاظ على المنجزات الماضية، وعدم التفريط فيها، مؤكد أنها هي التي تعطي للشعوب عزتها ورفعتها بين الأمم، فمن كلماته في خطاباته السامية نجده يقول:« إن هدفنا السامي هو إعادة أمجاد بلادنا السالفة»، وهذا كان في خطاب جلالته -طيب الله ثراه- في العيد الوطني الثاني، وقال في خطابه في العيد الوطني الرابع:« إن الشعوب حينما تحتفل بأعيادها الوطنية، إنما تفعل ذلك تمجدا لأيام في تاريخها مشرقة، وحوادث من الزمان نادرة. إن الأيام في حياة شعبنا لا تقاس بوحدات الزمن، وإنما بوزن ما تفتحه من آفاق، وما تلهمه من أفكار، وما حولته من الآمال إلى واقع حي لتأخذ مكانها بين طلائع الشعوب السائرة من أجل التقدم والسلام والرخاء، في هذا اليوم الخالد منذ أربع سنوات أشرقت على أرضنا الطيبة شمس جديدة أوقدت روح الوطنية، وألهبت حماس المواطنين، فهبوا يشيدون النهضة ويستعيدون أمجاد الماضي العريق ويؤكدون للعالم أن حياة الشعوب لا تحتسب بالسنين، وإنما تحصى بالإنجازات التي حققتها على طريق التطور الحضاري، والنمو الشامل في المجالات المختلفة، ومدى تأثيرها في قضايا العالم، وتأثرها بتفاعلاته المتجددة. لقد تمكن أبناء هذا الوطن العزيز من تحقيق نتائج إيجابيه في شتى المجالات، وسط ظروف صعبة قاسية، ساعد شعبنا في التغلب عليها صدقه مع نفسه، وإيمانه بربه وبوطنه».

والأمر الذي لوحظ في خطابات جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- هو تأكيده على السلم والسلام، وداعيا جميع الشعب إلى جعل هذا الأمر من أولى مسؤولياته الوطنية، فقال في خطابه في العيد الوطني السادس:« ونحن نهيب بكم أن تقطعوا على أنفسكم معنا عهدا جديدا لخدمة بلادنا وقضية الحرية والسلام»، وقال في خطاب العيد الوطني السابع:« إننا إذا أردنا أن نضمن لبلدنا القيام بدوره كاملا من أجل الخدمة قضايا الحرية والسلام، فإنه يجب علينا أن نواصل جهودنا لبناء وتعزيز قوة بلدنا، وأن نعد أجيالنا الصاعدة للمهام والمسؤوليات التي تنتظرهم»، وقد عمل جلالته -طيب الله ثراه- بهذا المبدأ عملياً إذ فتح آفاق الصداقة وتبادل الخبرات بين عمان وسائر الدول في العالم، ليكون هذا عنواناً عملياً على ما تنهجه السلطنة من منهج السلام والحرية الناشئة من الثقة بالنفس وبمنجزاتها تحت مظلة التراث وعرق الأجداد.

وتجاوزت دعوته للمواطنين إلى ضرورة التحلي بالسلام إلى دعوة المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر للسلام، فقال في خطاب العيد الوطني الثامن عشر:« وفي هذا الصدد فإننا ندعو المجتمع الدولي وكل القوى العالمية لتقديم المزيد من المساندة والدعم للجهود الرامية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط»، وكان هذا في سياق الدعوة لوضع حلول سلمية للشعب الفلسطيني.

وأما عن القضية الفلسطينية فقد كانت تأخذ اهتمام جلالة السلطان الراحل - طيب الله ثراه- وبنحو ملحوظ، فناهيك عن إرسال المبعوثين والمسؤولين إلى الجهات المعنية في العالم لأجل حل القضية الفلسطينية بما يحفظ كرامة شعب فلسطين وشرفه وعزته، فقد تعرض لهذه القضية في خطابات العيد الوطني، فهذا هو في العيد الوطني التاسع يقول:« فليس السلام وحده هو المهدد بالخطر، بل إن الخطر يكمن في عدم إصلاح الأخطاء التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وعدم وضع نهاية للآلام والمصائب التي حلت به. وهذه حقيقة يجب أن يعترف بها العالم وأن يعمل على إيجاد تسوية تعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه وتحفظ له كرامته. فلا عناد إسرائيل وتصلبها وتحديها لإرادة الأمم المتحدة ولا الأعمال المؤذية التي يقوم بها أولئك الذين يرون أن من مصلحتهم استمرار هذا الوضع يجب أن تقف في سبيل تحقيق هذا الهدف»، وقال في خطابه في العيد الوطني الخامس عشر:« وعلى صعيد آخر فإننا قد اتخذنا دائما موقفا موضوعيا وإيجابيا تجاه كافة المبادرات والجهود العربية والدولية الهادفة إلى إيجاد حل عادل وشامل لمشكلة الشرق الأوسط انطلاقا من قناعتنا بالحوار كوسيلة لتحقيق السلام في المنطقة على أساس من الشرعية الدولية بكل ما يعنيه ذلك من التزام متبادل بقرارات الأمم المتحدة ومبادئ ميثاقها وبالقوانين والأعراف الدولية.

‏وإذ ننوه بأهمية تجاوز حالة الجمود الراهنة لما تنطوي عليه من محاولات إسرائيلية لتكريس الأمر الواقع، فإننا نساند التحرك الأردني - الفلسطيني وكل تحرك عربي ودولي يفضي إلى السلام الدائم والمشرف، ونطالب القوى الدولية الصديقة لإسرائيل بالقيام بمسؤولياتها وممارسة تأثيرها كاملا لوضع حد للتعنت الإسرائيلي لكي تتاح الفرصة لإحراز تقدم إيجابي نحو التوصل إلى حل ‏يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويضمن العدل والسلام للجميع»، وقال في خطاب العيد الوطني الثامن عشر:« وفي هذا الصدد فإننا ندعو المجتمع الدولي وكل القوى العالمية لتقديم المزيد من المساندة والدعم للجهود الرامية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وبالمستوى الذي يمهد الطريق لتحرك جاد يعمل على التوصل إلى تسوية سلمية عادلة ودائمة تضع حدا للمعاناة القاسية التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني، وإننا لنشيد بما توصل إليه المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماعه في الجزائر من نتائج إيجابية توفر فرصة جديدة لإيجاد حل يعيد إلى هذا الشعب المناضل حقوقه المشروعة، ويضمن الأمن والسلام لجميع الأطراف المعنية»، وقال في خطاب العيد الوطني التاسع عشر:« وفي‏ الوقت الذي نتابع باهتمام التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية فإننا نؤكد‏ تأييدنا ودعمنا للمبادرات السلمية الفلسطينية ولكل المساعي والجهود التي تقدم مساهمة جادة ومخلصة في‏ التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية يرفع عن ‏كاهل الشعب الفلسطيني نير الاحتلال وكل ألوان الظلم والمعاناة ويعيد إليه حقوقه الوطنية في‏ تقرير المصير وإقامة د‏ولته المستقلة».

هذا ولقد كانت دعوته دائما وأبداً إلى ضرورة لم الشمل وعدم التفرق والفرقة، وإلى ضرورة حل الخلافات الداخلية بالحوار، فقال في خطابه في العيد الوطني التاسع عشر:« لقد حذرنا باستمرار من خطورة الخلافات العربية على المصالح الحقيقية لأمتنا، ونادينا بتوحيد الصف وإحلال الوئام محل الفرقة والتشتت، واليوم فإننا نؤكد مرة أخرى انه لا بديل لهذه الأمة في مواجهة الأخطار المحدقة بها عن تضامن عربي كامل يعيد إليها هيبتها ويوفر لها القدرة على التعامل مع الواقع الدولي بما يخدم قضاياها المصيرية».

ومن أهم ما يميز خطابات جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- هو دعوته للشعب المشاركة في تنمية الوطن، وعدم الاعتماد على الحكومة فقط، فإن الأوطان تقوم بسواعد أبنائها، ولا أحد أغير على ترابه وهوائه من ابن البلد، وقد تكررت منه الدعوة إلى الشراكة الوطنية في أغلب خطاباته، فمنها ما كان في العيد الوطني الثاني والعشرين لما وجه خطابه إلى الشباب قائلا:« وفي مقابل هذا ينبغي على الشباب العماني أن يظهر رغبته الجاد‏ة في العمل، وان يستفيد من الفرص الكثيرة المتوفرة لدى هذا القطاع بدلا من إضاعة الوقت في انتظار وظيفة حكومية ولو كانت في غير مجال تخصصه. فالوطن بحاجة ماسة إلى جهده في مياد‏ين متنوعة، وتعطيله لطاقاته وقدراته أو استنزافها في غير المجالات التي أعدت لها إنما هو تقصير في حق وطنه الذي أعطاه بسخاء فكان حريا نظير ذلك أن يقوم بخدمته بإخلاص وتجرد، وأن يصقل من مهاراته، وينمي من خبراته وتجاربه، ويطور من إمكاناته بجد واقتدار د‏ون كلل أو يأس، فنحن مجتمع د‏أب على العمل وليس من شعارنا التباطؤ والتخاذل وإنما البذل والعطاء والأمانة في أد‏اء المسؤوليات المنوطة بنا، فتلك هي الوسيلة الوحيدة نحو الرقي بهذا المجتمع وتمكينه من استيعاب معطيات العصر».

ختاماً أقول .. هناك الكثير من المفاهيم الفكرية والسياسة المعتدلة التي ارتسمت في خطابات صاحب الجلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- وأظهرت السلوك القابوسي العماني فيها، إلا أن المجال لا يسمح في هذه العجالة لسرد ما في تلكم الخطابات ناهيك عن بقية ما صدر عنه من الكلمات والمواقف تجاه الوطن والشعب والقضايا الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية، أسأل الله تبارك وتعالى أن يتغمده برحمته، وأن ينقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور من جنته، ونحمد الله تبارك وتعالى على ما أنعم علينا أهل عمان من نعمة الأمن والسلام والرخاء، وأن يزيدها علينا وعلى كل من يهمنا أمره، ونحمده على ما رزقنا من وصي السلطان قابوس -طيب الله ثراه- صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- والحمد لله على كونه نعم خلف لنعم سلف، وأن عمان ترى أن قابوس بهيثم لم يمت.