1402818
1402818
عمان اليوم

الخنجر العماني في طريقه إلى القائمة العالمية لليونسكو

23 ديسمبر 2019
23 ديسمبر 2019

اكتمال الملف فنيا وإحالته للجنة خبراء التقييم -

تتم صناعته بطريقة يدوية وبآلات بسيطة تساعد الحرفي على القيام بعمله -

العمانية: تقوم السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة بجهود كبيرة في المحافظة على التراث الثقافي غير المادي للسلطنة من خلال العمل على توثيقه وصونه على الصعيد الوطني والدولي، وفي هذا الإطار قامت خلال السنوات الماضية على إعداد ملفات ترشيح للعديد من العناصر الثقافية التي من بينها ملف الخنجر العماني.

وقال ناصر بن سالم الصوافي مدير دائرة التراث الثقافي غير المادي بوزارة التراث والثقافة لوكالة الأنباء العمانية إن «الوزارة قامت بإعداد ملف الخنجر كونه عنصرا من عناصر الهوية والأصالة العمانية المتمثلة في مهارة صناعته واتخاذه كهوية وطنية للباس العماني في مختلف المناسبات، لذلك قامت الوزارة بصياغة ملف للترشيح وفقا للمعايير الفنية الدولية المعمول بها مثل هذه الترشيحات، حيث اشتمل الملف على العديد من الجوانب المتعلقة بالنطاقات الجغرافية لصناعته واستخداماته اليومية في اللباس، بالإضافة إلى اعتباره شعارا وطنيا للسلطنة».

وأوضح أن «الملف تضمن كذلك الجوانب الأخرى التي منها كيفية انتقال العنصر عبر الأجيال من خلال نقل المهارات والمعارف والالتزامات المترتبة بالتنمية المستدامة في خطط الصون التي تحرص اليونسكو على الأخذ بها في مختلف الجوانب التي يتم العمل عليها في الأعمال المرتبطة بالعناصر الثقافية».

من جانبه قال إبراهيم بن سيف بني عرابة رئيس قسم صون التراث الثقافي غير المادي بوزارة التراث والثقافة إنه « في عام 2017 بدأ التحضير لإعداد الملف لتقديمه لمنظمة اليونسكو لتسجيله كعنصر من العناصر الثقافية للسلطنة. وقد تلقت السلطنة مؤخرا تأكيدا رسميا من سكرتارية اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي تفيد باكتمال الملف فنيا، وإحالته للجنة خبراء تقييم الملفات باليونسكو لعرض مسودة قرارها على اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي الذي ستناقشه في اجتماع دورتها الخامسة عشرة المقرر انعقادها في جامايكا خلال الربع الأخير من عام 2020م».

وأشار أن «هناك عدة معايير للتسجيل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية وتشمل أن يشكل العنصر تراثا ثقافيا غير مادي وفقا لتعريفه في المادة 2 من الاتفاقية، وأن يسهم إدراج العنصر في تأمين إبراز التراث الثقافي غير المادي وزيادة الوعي بأهميته، وتشجيع الحوار، وبذلك يعبّر عن التنوع الثقافي في العالم كله وينهض دليلا على الإبداع البشري، وأن تكون قد وضعت تدابير للصون من شأنها أن تحمي العنصر وتكفل الترويج له، وأن يكون العنصر قد رشّح للصون عقب مشاركة على أوسع نطاق ممكن من جانب الجماعة أو المجموعة المعنية أو الأفراد المعنيين بحسب الحالة، وبموافقتهم الحرة والمسبقة والمستنيرة، وأن يكون العنصر قد أدرج في قائمة حصر التراث الثقافي غير المادي الموجود في أراضي الدولة الطرف (الدول الأطراف) التي قدمت الترشيح، وفقا للمادتين 11 و12 من الاتفاقية.

والخنجر العماني يصنع من الفضة، ويعد من مميزات اللباس التقليدي للعمانيين وإحدى سمات شخصية الرجل العماني، إذ يُتزين به في المناسبات الاجتماعية والوطنية وهو إحدى سمات الوجاهة، والخنجر كان يصنع من الفضة الخالصة التي تستخلص من صهر النقود الفضية المتداولة قديمًا، أما في الوقت الحالي فتستخدم سبائك الفضة الخالصة في تصنيعه.

المواصفة القياسية العمانية

لـ «الخنجر العماني»

وقد أصدر وزير التجارة والصناعة قرارًا وزاريًا رقم (195/‏‏‏2017) بتحديث المواصفة القياسية العمانية لـ «الخنجر العماني»؛ حيث اعتمدت هذه المواصفة كـ ( مواصفة قياسية/‏‏‏ لائحة فنية) عمانية بدلاً من المواصفة السابقة. وأوضحت وزارة التجارة والصناعة أنَّ المواصفة القياسية العمانية تختص بالمتطلبات العامة للخنجر العماني وأنواعه وأجزائه الرئيسية سواء المعد للبس أو المستخدم كهدايا تذكارية ولا تشمل الخناجر غير المعروضة للبيع. وبحسب المواصفة فإنَّ الخنجر العُماني يتكون من عدة أجزاء، أهمها: القرن (المقبض)، والغمد، الحزاق (الحزام)، ويختلف شكله حسب مُحافظات السلطنة، والحثية: الزخرفة بغرس مسامير فضية في القرن (مقبض الخنجر)، والزمي: هو خياطة الجزء الخلفي من الغمد المغطى بالمخمل بخيوط فضية، اللك: الشمع الأحمر وهي مادة صمغية تستخدم بعد إذابتها لتثبيت بعض أجزاء الخنجر.

وبينت المواصفة القياسية العمانية «الخنجر العماني» الشكل العام للخنجر، حيث يكون الشكل العام للخنجر العماني بمقبضه على هيئة أسطوانة بيضاوية لا تتجاوز المسافة بين ضلعيها القريبين عن 4 سم، والبعد بين رأسي الأسطوانة البيضاوية 10 سم، وتتغير هذه القياسات حسب حجم الخنجر

وأشارت المواصفة إلى الأجزاء الرئيسية للخنجر العماني التي تتمثل في: الجزء العلوي: ويتكون من: القرن (المقبض): وهو الذي يتصل بالنصلة وهو أعلى جزء في الخنجر، ويختلف حجمه ونقشه حسب نوع الخنجر ويعد الأهم في مكونات الخنجر، ويصنع من مواد مختلفة باختلاف محافظات السلطنة (كالخشب، أو الصندل أو العاج، أو قرون بعض الحيوانات أو من مواد شمعية صلبة) وتسمى أطراف القرن العلوية (كباشه أو كبشان) وأطرافه السفلى (كتاف أو أكتاف)، وهناك أنواع من القرن كالتالي: القرن ذو الصفيحة: تصنع عليه صفيحة فضية تتناغم مع شكله، والقرن ذو الحثية: يتم تزينه بطرق الفضة داخل القرن على شكل مسامير صغيرة. والقرن ذو الطمس: يتم تغليف أغلب القرن أو بالكامل.

وبينت المواصفة أنه إذا كان القرن مائلا إلى السواد ونحل قوامه وقصرت أكباشه كثيرا يسمى قرن (سيفاني)، حيث يكثر هذا النوع من القرون لدى سكان الصحراء.

والطوق: الشريط الفضي أو الذهبي المزخرف بالنقوش ويثبت بين ملتقى النصلة والمقبض (القرن) ويعمل في الوقت نفسه كغطاء للنصلة عند إدخالها إلى الغمد، ويسمى الطوق بهذا الاسم لأنه يطوق القرن من الطرف السفلي (اكتاف القرن)، والنصلة (شفرة الخنجر): هي معدن حاد، هلالي الشكل، طرفه الأعلى عريض ويسمى الكعب وبه بروز كالمسمار مثبت في الجزء السفلي من المقبض، ويكون الطرف السفلي للنصلة حادا ويسمى الباردة، وتدخل النصلة في تجويف الخنجر (الشحف)، وتأخذ انحناءة الخنجر وتصنع عادة من الحديد القوي (الفولاذ) كما تتميز النصلة بوجود بروز في المنتصف يسمى السيلان، وتختلف الخناجر من حيث قوة النصلة وجودتها فهي أبرز ما يحدد قيمة الخنجر وأهميته.

وتتم صناعة الخنجر العماني بطريقة يدوية وبآلات بسيطة تساعد الحرفي على القيام بعمله حيث يقوم بقطع وتشكيل ونحت المقبض حتى يأخذ شكل القرن (المقبض) ومن ثم تزيينه بأسلاك رفيعة من الفضة وبزخارف مختلفة الأشكال وتثبت عليه قطعتان زهريتان من الفضة تسميان محليا (بالحثية)، ويلصق القرن بالنصل بمواد تسمى محليا بـ»اللك»، ويربط رأس الخنجر (القرن) إطار بصفيحة فضية منقوشة تسمى (الطوق) يثبت عليها القرن وتمر النصلة من خلاله ممسكة بالقرن، و(الشحف) مصنوع من الخشب وهو جراب للنصلة. ويطرز على قطعة جلدية تأخذ شكل الشحف زخارف دقيقة باستخدام خيوط فضية أو مذهبة وتسمى (المريرة والمفضوض) ويطلق على هذه المرحلة (التطريز على القطاعة)، أما صياغة الجزء البارز من الخنجر وهو الطمس، فيتم تثبيته على (الشحف) باللصق لإعطائه منظرا يجذب الناظر إليه، ويثبت عليه من كلا الطرفين حلقات مزخرفة بدوائر تأخذ الشكل الهرمي وتسمى (العمائم) ويزين بالخيوط الفضية المقلودة (السيم). ثم تثبيت القبع ويصنع عادة من الفضة ويوضع في آخر طرف من القطاعة والتي تسمى المكحلة.

وبينت المواصفة القياسية المكونات الداخلة في صناعة الخنجر العماني، حيث يدخل في صناعة الخنجر العماني الذهب والفضة أو أي مواد أخرى يرى الحرفي استخدامها ولا تؤثر على هوية الخنجر العماني، حيث تستخدم الفضة في صناعة الخنجر العماني بشكل كبير وبكمية أكثر من باقي المواد الداخلة في صناعته، قد يصل إلى أكثر من 300 جرام في بعض أنواع الخناجر، ويكون استخدامها على هيئة صفائح وأسلاك ومسامير، ويندر استخدام الذهب في الخنجر إلا بطلب خاص،

صناعة القرن

وأوضحت المواصفة المواد التي يصنع منها القرن وهي: (العاج الصناعي وخشب الصندل والخشب وعظام الماشية «البقر، الإبل، الجاموس» وقرون الماشية والبلاستيك) كما تدخل جلود الحيوانات بصفة خاصة في صناعة أجزاء من الخنجر مثل القطاعة والحزام وبعض الملحقات. كما تدخل الأقمشة: القطنية والصوفية والمخمل في صناعة الخنجر لاستخدامها كبطانات للجلد والخشب. بالإضافة إلى ذلك تستخدم الأحجار الكريمة كبدائل لصناعة بعض أجزاء الخنجر على سبيل المثال: مقبض الخنجر، وفيما يتعلق بطريقة النقش على الخنجر، فهناك النقش بالقلع (نقش قلم) (ترميل): ويُسْتخدم مسمار دقيق لنقش الصفيحة الفضية. ونقش التكاسير: يستخدم الصائغ خيوط الفضة في تزيين الخنجر. والنقش بالشفت: وذلك باستخدام المنقاش وهي أداة تشبه الملقط.

وأشارت المواصفة القياسية لتصنيفات الخنجر العماني التي تتمثل في الخنجر السعيدي: تاريخيا هو الخنجر الذي كان يرتديه أفراد أسرة «آل بو سعيد» الحاكمة في سلطنة عمان، ويتميز هذا النوع من الخناجر بكبر حجمه وطوله الممشوق، وثقل وزنه نسبيا مقارنة بباقي أنواع الخناجر وذلك لكثرة أشغال الفضة فيه وبقرنه المميز الجذاب الأنيق الشكل والمشغول بالفضة بالكامل ويسمى أحيانا (قرن مكذب)، أما غمد الخنجر (القطاعة) فهو مكسو بخيوط فضية أو مذهبة يتم إعدادها بدقة ومهارة على أشكال طولية وعرضية وتكون خالية من الجلد، بينما ينتهي الجزء السفلي من غمد الخنجر بالقبع المصنوع من الذهب أو الفضة والمنقوش بطريقة رائعة وجميلة، ويتميز هذا الخنجر بالنقوش الموجودة على الطوق والصدر والقبع والمختلفة عن باقي الخناجر التي تدعى بنقش التكاسير، ويسمى الخنجر السعيدي أيضًا «طمس السعيدي» عندما يظهر جزء من نوع المادة التي صنع منها رأس الخنجر.

الخنجران النزواني والصوري:

ومن تصنيفات الخنجر العماني الخنجر النزواني: يرجع أصله إلى مدينة نزوى، ولهذا النوع من الخناجر زخارف ذات تصميمات متداخلة منقوشة بعناية فائقة على اللوح الفضي المغطى للجزء السفلي من غمد الخنجر الذي يصنع من الخشب، ويرتبط هذا اللوح الفضي بغطاء فضي موضوع على المؤخرة، أما مقبض الخنجر النزواني فيتميز بكبر حجمه وعادة ما يصنع من العاج وتتم تغطيته بالفضة وزخرفته بعناية وتكون النقوش إما بمسامير النقش (الترميل) وأحيانا بنقش التكاسير، كما تكون درجة ميلان الجزء لأخير من القطاعة (المكحلة) أكبر ومائلة إلى الأسفل قليلا، ويشكل الطمس مع القطاعة زاوية أكبر من الزاوية القائمة بقليل.

كما أن هناك الخنجر الصوري الذي يتميز بصغر حجمه وخفة وزنه نسبيا، وبه الكثير من الخصائص المميزة، وتتم صناعته بصفة خاصة في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، ومقبض هذا الخنجر مغطى ومطلي بالذهب تسمى (بالجبيرة) تتوسط القرن، أما الجزء السفلي من غمد الخنجر فهو مصنوع من الجلد ومزين بالأسلاك والخيوط الفضية المطرزة بالذهب وينتهي بالقبع المصنوع من الذهب أو الفضة والمنقوشة عليه أشكال فنية جميلة وتكون نقوش هذا الخنجر إما بمسامير النقش ( الترميل) وأحيانا بنقش التكاسير حيث تتشابه نقوشه التي على الطوق والصدر والقبع مع تلك التي توجد على الخنجر النزواني، وقد تطعم أحيانا بالذهب، وتكون درجة ميلان الجزء الأخير من القطاعة (المكحلة) أقل من الزاوية القائمة بقليل بحيث يكون مرتفعا إلى الأعلى قليلا.

وإضافة إلى تلك الأنواع هناك الخنجر الباطنية أو الساحلية وهي تشبه من حيث الشكل الخنجر النزوانية وتختلف معها في الحجم بحيث تكون أصغر قليلاً، ويكثر استعمال هذه الخنجر في محافظتي الباطنة والمناطق الداخلية المجاورة لها وأيضا سواحل الخليج العربي.