«التربية والتعليم» تبدأ اليوم الفترة الثانية من تصنيف المـدارس الخاصـة في مرحـلتها التجـريبية
استعدادا لتطبيق نظام تصنيف المدارس الخاصة -
37 مدرسة خاصة يتم تصنيفها وفق معايير وطنية ودولية معتمدة -
تبدأ اليوم وزارة التربية والتعليم تنفيذ الفترة الثانية من المرحلة التجريبية لتصنيف المدارس الخاصة على (37) مدرسة خاصة بمختلف برامجها وأنواعها في جميع المديريات التعليمية بمحافظات السلطنة، وذلك استعدادا للبدء في تطبيق نظام التصنيف بشكل رسمي. وفي هذا الإطار أشار سليمان بن حمود الحراصي- مستشار وزيرة التربية والتعليم للدراسات والبحوث، المكلف بإدارة مكتب تصنيف المدارس الخاصة بأن نظام تصنيف المدارس الخاصة يلقى كل الدعم والمتابعة المستمرة من قبل معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وقد كانت لتوجيهاتها المستمرة الأثر الكبير في نجاح تجربة الفترة الأولى من المرحلة التجريبية للنظام الذي بدأ في العام الدراسي الماضي على عدد (30) مدرسة خاصة في جميع المديريات التعليمية بالمحافظات.
وتأتي الفترة الثانية من هذا النظام الذي تبدأ اليوم بتاريخ 16 /2 وتستمر حتى تاريخ 23/4/2020م استمرارا لتلك الجهود المبذولة في هذا المجال، وقد بدأت الوزارة استعدادها لتطبيق نظام التصنيف منذ وقت مبكر، وذلك من خلال تنفيذ عدد من البرامج التدريبية للمدارس الخاصة التي سيطبق عليها النظام، كما قام المكتب خلال الفترة السابقة بتدريب مجموعة من المقيمين الذين سيشاركون في عملية التصنيف.
وأشار سليمان الحراصي إلى أن المدارس التي سيبدأ اليوم تطبيق التصنيف عليها تم اختيارها بناء على رغبتها في تطوير مستوى أدائها والوصول إلى الجودة المنشودة في كافة مجالات العمل التربوي، مما ينعكس إيجابا على المستويات التحصيلية لأبنائنا الطلبة والطالبات. كما سيقوم مكتب التصنيف بعد الزيارات التصنيفية بإعداد التقارير النهائية والمستويات التي حصلت عليها المدارس، إلا أنها لن يتم الإعلان عنها في الوقت الحاضر.
وأشارت بدرية بنت صالح الحمراشدية -عضو تصنيف المدارس الخاصة- إلى أن وزارة التربية والتعليم ممثلة في مكتب تصنيف المدارس الخاصة تستعد للبدء في المرحلة التجريبية الثانية، وأن المدارس التي دخلت في هذه المرحلة التجريبية كانت قد اجتازت البرنامج التدريبي في الفترة من ١٤- ١٦ أكتوبر ٢٠١٩م ، تم فيه تقديم أوراق عمل حول مجالات التصنيف وهي: القيادة والحوكمة، والبيئة المدرسية، والتعليم والتعلم، والصحة والسلامة والأمن، والقيم والمواطنة، والشراكة المجتمعية، والقدرة المالية للمدرسة. كما قدم في البرنامج التدريبي ورقة عمل تناولت تفاصيل إجراءات التقييم الذاتي التي ستقوم به المدرسة قبل زيارة فريق التصنيف لها، وكذلك ورقة عن الزيارات التصنيفية التي سيقوم بها الفريق قبل زيارتهم للمدرسة، وأثناء الزيارة، وبعد الزيارة.
وقد سبق تصنيف هذه المدارس زيارات دعم ومساندة من قبل أعضاء مكتب التصنيف خلال الفترة من ٨ - ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩م للوقوف على مدى استعدادها للتصنيف وتقديم الاستشارات التطويرية بالإضافة للإجابة عن استفسارات هذه المدارس من أجل الوصول إلى أعلى مستوى من الجودة في جميع المجالات السبعة لوثيقة التصنيف.
وحول استعداد هذه المدارس لنظام التصنيف أشار الأستاذ جابر سيد عطيتو الأسواني من مدرسة ريدان الخاصة بمحافظة ظفار إلى أن المدرسة استعدت لعملية التصنيف وتواصل استعدادها على قدم وساق وفي انتظار زيارة فريق التصنيف من خلال فريق التقييم الذاتي والجودة بالمدرسة الذي تم تشكيله، وقد بذلت المدرسة جهدا كبيرا في مسيرة التطوير والتحسين وما زالت تسابق الخطى للوصول إلى الأفضل.
وحول فائدة نظام التصنيف للمدرسة أشار الأستاذ جابر إلى أن التصنيف يساعد على تحسين جودة التعليم في المدرسة ومخرجاتها التعليمية، وتطوير النظام الإداري في مختلف المؤسسات التعليمية، كما يؤدي إلى رفع مستوى الطلاب التعليمي وبالتالي الكفاءة في التعليم، ويؤدي إلى ضبط وتطوير النظام القيادي والتعليمي داخل المدرسة، ويعمل على الارتقاء بالمستوى المعرفي والمهاري والنفسي والاجتماعي للطلاب، ورفع كفاءة ومستوى أداء المعلمين والإداريين، والتعرف على نقاط القوة والضعف في المدرسة والعمل على التطوير والتحسين.
أما الأستاذة يسرا الفاضل الطريفي - مساعد مديرة مدرسة التكوين الخاصة- فأشارت إلى أن المدرسة بدأت بالاستعداد لنظام التصنيف منذ العام الدراسي ٢٠١٧/٢٠١٨ وذلك من خلال قسم الجودة بالمدرسة، وقد كانت المدرسة من أولى المبادرات في مشروع التصنيف، حيث شكلت الفرق حسب مجالات التصنيف المعتمدة، وباشرت اللجان في العمل على استكمال وتوثيق كافة الأنشطة والفعاليات المدرسية، وكذلك استكمال المستندات والسجلات المختلفة التي تتطلبها عملية التصنيف، وكان لفريق دعم المدارس الخاصة المشكل من قبل مديرية التربية والتعليم بالمحافظة دور مقدر في الوقوف بجانب المدرسة ودعمها في المجالات المختلفة، كما تم الاستفادة سابقا من فريق وزارة التربية والتعليم الذي كان له دور كبير في مساعدة المدرسة في هذا المجال. وترى المدرسة بأن هذا المشروع اكسبها الكثير من الخبرات وإعادة هيكلة الوثائق وفق أطر تربوية منظمة.
أما الأستاذة ندى مفيد من مدارس الصحوة فبدأت حديثها بالشكر لوزارة التربية والتعليم على اختيارها مدارس الصحوة لتكون ضمن المدارس المشاركة في التجربة الثانية من مشروع تصنيف المدارس الخاصة، وخاصةً أن الهدف هو تحسين جودة التعليم والتعلم في سلطنة عمان. مشيرة إلى أن مكتب تصنيف المدارس الخاصة قدم كثيراً من مستويات الدعم المستمر لهذا المشروع؛ لضمان فهم دور المدارس بوضوح لما يجب القيام به، بدايةً من ورش العمل لتدريب ممثلي المدارس الخاصة حول وثيقة التصنيف التي توضح كلاً من: المجالات، والمحاور والمؤشرات، إضافة إلى كيفية عمل التقييم الذاتي وتوثيق الأدلة. كما خصص مكتب التصنيف أحد المختصين لكل مجموعة مدارس معينة؛ لدعمها والإجابة عن استفساراتهم بشكل سريع و مفصل ، لهذا فإننا ممتنون للغاية لفريق التصنيف على جهودهم.
كما أشارت الأستاذة ندى إلى أن مدارس الصحوة تسعى نحو تحقيق التميز، والحصول على الاعترافات الدولية، التي تتمثل في اعتماد المدارس كمدرسة معتمدة من البكالوريا الدولية، والاعتراف من قبل مجلس المدارس الدولية (CIS). كما تدخل مدارس الصحوة حالياً الدورة الثانية من التقييم التابع لمجلس المدارس الدولية (CIS)، فكانت تجربةً ثرية جداً أن نطابق بين وثيقة تصنيف المدارس الخاصة ومعايير مجلس المدارس الدولية، والخروج بوثيقة تمكن فريق المدارس من القيام بالتقييم الذاتي في آنٍ واحد. وقد بدأنا بالعمل الآن مع مختلف المجموعات بالمدارس لجمع البيانات والأدلة المطلوبة، حيث تطوع العديد من موظفي مدارس الصحوة بالمشاركة بحماس وجاهزية تامة لدعم هذا المشروع.
وحول رأيها في نظام التصنيف فأشارت بأنه سيكون خطوة كبيرة للمدارس الخاصة والدولية في سلطنة عمان لضمان أن جودة التّعليم وتعلُّم الطلبة يقعان في صميم أهداف المدارس وكذلك الخدمات التي تقدمها للمجتمع، فالمجالات والمعايير شاملة للغاية وتغطي كل جانب من جوانب الحياة المدرسية واحتياجات الطلبة التعليمية.
كما أشارت الأستاذة ندى بأنه من الرائع أيضا أن نرى هناك مجالا يركز على القيم والمواطنة، وهو مجال يرتبط بشكل كبير بمهمة مدارس الصحوة التي تنص على التالي: «نحن مجتمع تعلُّمي، نلتزم بقيمنا الأساسية وبالموروث الثقافي العُماني الأصيل، وفي الوقت نفسه نُطبق تعليما دُوليا عالي الجودة».
إننا ننظر في مدارس الصحوة إلى هذا البرنامج على أنه فرصة للتعاون مع وزارة التربية والتعليم من حيث كيفية التنفيذ والحصول على التغذية الراجعة، وكيف يمكن للمشروع المضي قدما ليتم تنفيذه بالكامل لجميع المدارس في السلطنة. كما سيكون من الرائع رؤية المزيد من التعاون في المستقبل لمواصلة العمل على المجالات والمعايير للاستمرار بتطوير وثيقة التصنيف بهدف التحسين المستمر لإطار التقييم الذاتي.
وحول آراء المقيمين المساندين الذين تمت الاستعانة بهم لتصنيف المدارس الخاصة فأشار عمر بن سيف الحارثي -مشرف تقويم أداء مدرسي- إلى أن مشروع تصنيف المدارس الخاصة يعتبر من المشاريع الوطنية الرائدة التي تسهم في تطوير قطاع التعليم الخاص بالسلطنة عن طريق تعزيز جودة الأداء المدرسي للمدارس الخاصة في المجالات الأكاديمية والتربوية والإدارية والشراكة مع المجتمع المحلي. مشيرا إلى أن مكتب التصنيف قام بتدريب المقيمين المساندين على استراتيجيات جمع وتوثيق الأدلة وآلية عقد اللقاءات مع مختلف فئات المجتمع المدرسي بالمدارس الخاصة وكتابة تقرير التقييم بشكل دقيق وعلمي.
كما أشار إسحاق بن سعيد الفهدي -مشرف تقويم أداء مدرسي إلى أن المدارس الخاصة تعتبر شريك رئيسي للمدارس الحكومية التي تعمل تحت مظلة ومنظومة وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان والتي تسهم إسهاما كبيرا في إخراج جيل قادر على خدمة هذا الوطن العزيز في ظل التغيرات التي يشهدها العالم وبصورة متسارعة في مواكبة الثورة الصناعية القادمة، ومن هذا المنطلق أصبح لزاما
على وزارة التربية والتعليم بالسلطنة أن تسعى جاهدة مثلها مثل دول العالم في أن توجد نظاما لتصنيف المدارس الخاصة يتوافق مع المعاير العالمية في السعي لتحقيق الجودة المطلوبة لمخرجات النظام التعليمي في عدة مجالات بحيث تضمن الوزارة أن تكون مخرجات المدارس الخاصة متوافقة تماما مع الفلسفة الموضوعة للتربية والتعليم بالسلطنة.
كما أشار الفهدي إلى أنه من خلال الاطلاع على تجارب الدول في نظام تصنيف المدارس الخاصة أجد أن لهذا النظام العديد من الإيجابيات ذات المردود الكبير على طلاب هذه المدارس وأولياء أمورهم ومؤسسات المجتمع المختلفة نذكر منها على سبيل الحصر:
أ- إعطاء صورة واضحة لولي الأمر عن مستوى جودة أداء المدرسة في المجالات التي تخضع للتصنيف وهو ما سيسهل عليه اختيار المدرسة الأفضل لابنه .
ب- ترتيب المدارس بالسلطنة حسب جودة الأداء في المجالات المصنفة فيها والذي سيحقق التنافسية العالية بين جميع المدارس لتكون في مصاف المدارس ذات التقييم العالي .
ج- سيحقق التصنيف تشخيص واقعي لوضع المدرسة لتستطيع الوقوف على نقاط القوة بها وتستثمرها الاستثمار الأمثل وأيضا الوقوف على أولويات التطوير للعمل بشكل يضمن السعي للتغلب عليها لتحقيق الجودة المنشودة في مجال التعليم والتعلم.
د- ضمان الحصول على مخرجات تعليمية ذات قدرات وإمكانيات كبيرة يمكن ان تلتحق بمؤسسات التعليم العالي في مختلف دول العالم وهو ما سيعود بالنفع الكبير على الإسهام في تطوير الوطن وتقدمه بسواعد أبنائه.
أما عن البرامج التدريبية التي تلقاها المقيمون للتدريب على عملية التقييم لتصنيف المدارس الخاصة ومدى استفادتهم منه، فأشار الفهدي إلى أن الكوادر العاملة في مشروع تصنيف المدارس الخاصة في تجربتها الثانية هي من الكوادر العمانية والتي تنتسب لوزارة التربية والتعليم بالسلطنة وهذا يعتبر من الأشياء التي يحق لنا ان نفاخر بها بين الدول التي سبقتنا في هذا المجال، وبما أن هذه الكوادر قد أعدت مسبقا الإعداد الجيد في الحقل التربوي خلال الفترات السابقة فقد تم اختيار هذه الكوادر بعناية من الحقل لتعمل خلال الفترة التجريبية الأولى، وحصلت على برامج تدريبية متخصصة في مجال التصنيف لتكون هذه الدورات التي حصل عليها هؤلاء الكوادر إضافة أخرى داعمة لخبراتهم السابقة التي أثبتت نجاحها في الفترة السابقة من المرحلة التجريبية الأولى. وبالنظر لنوعية البرامج التدريبية التي خضع لها المقيمون المنتسبون لمكتب تصنيف المدارس الخاصة والمقيمون المساندون من مختلف قطاعات وزارة التربية والتعليم فقد امتازت هذه البرامج بالتخصصية في هذا المجال ليصبح المقيمون متسلحين بمهارات وخبرات تؤهلهم للتعامل بكل احترافية ومهارة مع الوثيقة المعدة لتصنيف المدارس الخاصة.
من جانبها تحدثت الدكتورة هادية بنت صالح المشيخية نائبة مديرة مدرسة الشموخ العالمية، قائلة: يعتبر مشروع التصنيف مشروعا استراتيجيا وطنيا حيويا يسعى إلى تطوير المدارس الخاصة والارتقاء بها إلى الجودة وفق معايير محلية تراعي الطابع المحلي وأخرى دولية تواكب المستجدات التربوية الدولية بحسب جودتها وقدرتها على تقديم الخدمة التعليمية المتميزة.
وقد خاضت مدرسة الشموخ العالمية هذه التجربة في السنة الدراسية 2018-2019 حيث استقبلت فريق التصنيف المتكون من كفاءات وخبرات مختصة في الجودة بعد أن قامت بالتقييم الذاتي وفق معايير الجودة، والذي تبينت من خلاله نقاط القوة وأولويات التطوير في المجالات السبعة المتعلقة بالبيئة المدرسية، وتمكّنت من معرفة إمكانياتها وكيفية المحافظة على موقعها المتميز في ظل منافسة المؤسسات التعليمية الداخلية والخارجية.
وستكرر التجرية هذه السنة في شهر مارس 2020 إيمانا من أصحابها بضرورة الارتقاء بجودة التعليم والتطوير الذاتي المستمر. وبالنظر للاستفادة من البرامج التدريبية التي خضع لها المقيمون فقد تنوعت بين النظرية والتطبيق العملي وهذا بدوره أسهم إسهاما كبيرا لضمان عمل جميع المقيمين بكل حيادية وإتقان لتخرج التجربة الثانية لتصنيف المدارس الخاصة حسب ما كان مخطط لها وتحقق الأهداف المرسومة بكل احترافية ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لمعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم على ما تقدمه من دعم واضح منذ العام الماضي وذلك لتذليل كافة التحديات والصعوبات التي واجهت فرق التصنيف في تجربته الأولى لتصنيف المدارس الخاصة سائلين المولى عز وجل أن يوفق الجميع لخدمة هذا الوطن العزيز تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه.
