No Image
عمان اليوم

وادي دربات .. أيقونة سياحية تزدهر بروح الابتكار وريادة الأعمال

20 يوليو 2025
20 يوليو 2025

يشهد وادي دربات بمحافظة ظفار خلال موسم الخريف نشاطًا سياحيا متناميًا، يتمثل في سلسلة من المشروعات والمبادرات التي تعكس روح الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب، في بيئة تزخر بالجمال الطبيعي وتستقطب الزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

ويعكس ازدهار المشروعات الشبابية وعيًا متناميًا بأهمية الاستثمار المحلي في السياحة البيئية والمجتمعية، ويؤكد على الدور الحيوي الذي يضطلع به الشباب العُماني في تنشيط الاقتصاد السياحي من خلال أفكار نوعية ومبادرات تنموية تعزز الهوية والثقافة المحلية.

وتتنوّع هذه المشروعات بين الأنشطة الترفيهية، والقوارب المائية، والمطاعم، والأكشاك المتنقلة، والمنتجات الحرفية واليدوية، إضافة إلى مبادرات بيئية وتوعوية تسعى للحفاظ على نظافة وجمالية الوادي، ما يعكس نجاحها في تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز التجربة السياحية.

وتحظى هذه المبادرات بدعم مباشر من الجهات الحكومية المعنية، في إطار جهود تمكين الشباب العُماني من استثمار المقومات السياحية لموسم الخريف، لاسيما في المناطق ذات الجذب الكبير مثل وادي دربات، الذي أصبح وجهة رئيسة لاستقطاب المشروعات الريادية التي ترفد التنمية المحلية المستدامة.

كما أسهمت المقومات الطبيعية التي يتميز بها وادي دربات خلال موسم الخريف في تعزيز فرص ريادة الأعمال، من خلال توفير بيئة محفّزة لعرض المنتجات وتنمية المهارات الريادية، وجذب السياح وتوسيع الحراك الاقتصادي المحلي.

وقال محمد بن محسن المعمري، صاحب مشروع «قوارب دربات بارك»: إنّ المشروع انطلق رسميًا عام 2008 بعد بداية متواضعة في عام سابق، حين كان الوادي يعاني من قلة الزوار وضعف في الخدمات مضيفًا: إن المشروع بدأ بثلاثة قوارب فقط وطاقم من أربعة موظفين، وتطور تدريجيًّا ليضم اليوم أكثر من 85 قاربًا، مع طاقم عمل يشمل 33 موظفًا عمانيًّا و15 وافدًا.

ووضح أن التحسينات شملت البنية الأساسية ومرافق الضيافة، بما في ذلك إنشاء مقهى بطابع عصري، مؤكدًا على أن الإقبال الكبير دفعهم إلى التوسع لتلبية الطلب وتقليل أوقات الانتظار، ما ساهم في تنشيط الحركة السياحية بالوادي.

من جانبه، بين سالم بن محمد المعشني، صاحب مشروع «استراحة ريف دربات»، أن فكرته تقوم على تجسيد الهوية الريفية العُمانية في موقع مميز عند مدخل الوادي، مبينًا أن الاستراحة توفّر تجربة إقامة ريفية أصيلة باستخدام مواد طبيعية كالخشب والطين، وتقدّم منتجات محلية متنوعة مثل السمن والعسل والفخاريات.

وأشار إلى أن الإقبال المتزايد على الاستراحة دفعه للتخطيط لتوسعة المشروع مستقبلًا، مؤكدًا على أن هذه المشروعات التراثية تسهم في تنشيط السياحة المجتمعية وتعزيز مصادر دخل الأسر المنتجة والحرفيين المحليين.

بدوره، قال سعيد بن محاد المعشني، صاحب مشروع «أكواخ دربات»، أن مشروعه بدأ قبل أربع سنوات بثلاثة أكواخ، وتوسّع ليشمل تسعة أكواخ بنموذجين مختلفين، موضحًا أن المشروع يقدّم خدمات الضيافة وسط بيئة طبيعية خلّابة، مع توفير إمكانية الحجز المسبق واستقبال الزوار من داخل سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون.

وأضاف: إن المشروع يعمل به عدد من الشباب العُمانيين، مشيرًا إلى أن تحديات المشروع تتمثل في محدودية الموسم السياحي، والازدحام، وقلة مواقف المركبات، معربًا عن أمله في توفير حلول دائمة تُمكّن من استدامة هذه المشروعات طوال العام.

وفي مجال أنشطة المغامرات، تحدث المهندس عبدالحكيم بن عامر المعشني، أحد مؤسسي شركة ظفار للسياحة والاستثمار، عن مشروع «السلك الانزلاقي» الذي انطلق في وادي دربات عام 2022 بطول 120 مترًا، مضيفًا: إن المشروع شهد تطويرًا متسارعًا ليشمل خطوطًا مزدوجة ذهابًا وإيابًا وموقعين للتجربة، ويوفر قرابة 60 فرصة عمل مؤقتة للشباب العُماني.

وذكر أن خطة هذا العام تتضمن إنشاء سلك انزلاقي رئيس يضم 4 خطوط للذهاب و4 للعودة، ما سيمكن من توظيف نحو 140 باحثًا عن عمل، مؤكدًا على أن المشروع يهدف إلى تطوير سياحة المغامرات وتدريب الكوادر العُمانية لتكون الأساس في التشغيل والإدارة.

وفي قطاع الأغذية والمشروبات، أشار محمد بن خالد جعبوب، صاحب مشروع «كافيه فوج لندن»، إلى أن فكرته جاءت من حبّ الطبيعة ورغبته في تقديم تجربة تجمع بين الذوق العصري والطبيعة الخلابة، إذ يقع مشروعه في مكان مطلّ على وادي دربات، ويقدّم قائمة من المشروبات والحلويات والمأكولات الخفيفة وسط تصميم أنيق يوفّر جلسات داخلية وخارجية.

وأكد جعبوب على أن المشروع حظي بإقبال واسع من الزوار الباحثين عن أجواء هادئة وسط الضباب والخُضرة، وهو ما يعكس جاهزية وادي دربات لاحتضان مشروعات نوعية تعزّز تجربة السائح وتثريها.

وتشكل الأجواء المسائية الخريفية في وادي دربات تجربة من أروع التجارب التي يمكن للزائر الاستمتاع بها، حيث يمتزج جمال الطبيعة مع الأجواء اللطيفة والهادئة فخلال موسم الخريف، يصبح الطقس في وادي دربات أكثر اعتدالًا في المساء، حيث تنخفض درجات الحرارة مع تساقط الرذاذ اللطيف مما يجعل الجلوس في الهواء الطلق ممتعًا، ويتكاثف الضباب في بعض الأوقات، ما يضيف سحرًا وجوًا غامضًا للوادي. وما يميز المساء في وادي دربات هو الهدوء الذي يبعدنا عن صخب المدن، مما يمنح الزائر فرصة للاسترخاء والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية، ويضفي صوت جريان المياه في الجداول والشلالات يضفي لمسة لطيفة على الأجواء.

والزائر للوادي يلاحظ استمتاع الجميع بالتنزه الليلي وسط الطبيعة مع الأضواء الخافتة وركوب القوارب في البحيرة والاستمتاع بالمطاعم والمقاهي المنتشرة بشكل كبير، كما أن الأجواء المسائية تضيف رونقًا خاصًا للشلالات والبحيرات في الوادي، حيث تعكس المياه لون الطبيعة الخلابة مما يوفر مشهدًا ساحرًا للتجمعات العائلية وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء، في بيئة هادئة ومريحة توفر فرصة رائعة لالتقاط صور ساحرة للطبيعة.

كما أن الأجواء المسائية في الوادي تتيح للسائح فرصة للتواصل مع البيئة المحلية بكافة تفاصيلها من بيوت ريفية قديمة ومراع ومواشي تعيش في وئام تام مع محيطها مما يضيف بُعدًا ثقافيًا وتجربة فريدة.

الأجواء المسائية الخريفية في وادي دربات تحمل سحرًا خاصًا يصعب وصفه بالكلمات حيث يضم الوادي تنوعًا كبيرًا في الحياة البرية، مثل الطيور، والجمال، والماعز، والحيوانات البرية الأخرى التي تضيف لمسة خاصة للتجربة السياحية.

وفي الآونة الأخيرة حرصت بلدية ظفار ووزارة التراث والسياحة على تطوير الوادي ليشمل مرافق سياحية ومشروعات تنوّعت بين الأنشطة الترفيهية، والقوارب المائية، والمطاعم، والأكشاك المتنقلة، والمنتجات الحرفية واليدوية، إضافة إلى مبادرات بيئية وتوعوية تسعى للحفاظ على نظافة وجمالية الوادي، ما يعكس نجاحها في تلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز التجربة السياحية.