هل حقق التعليم عن بعد أهدافه لدى الطالب؟ وكيف يرى أولياء الأمور هذه التجربة؟
مر طلاب مدارس التعليم الأساسي وما بعد الأساسي في سلطنة عمان بتجربة نظام تعليمي جديد، وهو التعليم عن بعد باستخدام منصة "منظرة" التعليمية والتي شهدت تفاعل كبير من الطلاب وأولياء الأمور لا سيما خلال فترة الإغلاق التي شهدتها سلطنة عمان في فترة ذروة الجائحة الفيروسية لمرض كورونا "كوفيد 19".
وشهدت التجربة الأولى من نوعها لطلابنا تنوع العديد من الآراء والأفكار بين القبول والرفض، وما يترتب على الطالب من تغذية تعليمية ناجحة مأمولة يمكن أن تحقق العائد التعليمي والتدريسي على خلاف ما كان معتاد عليه الطالب.
وللوقوف على حيثيات تلك التجربة، ومعرفة الفارق بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، استطلعت "عمان" آراء عدد من أولياء أمور ومعلمين وطلبة حول الفروقات المتحصلة من التغذية الراجعة للنظام التعليمي خاصة لطلبة الصفوف من ( 5-11) خلال فترة التعليم عن بعد وفترة رجوعهم للتعلم في المدارس حضوريا.
فقالت رياء بنت حمود الفارسية ولية أمر ومعلمة لغة عربية "مما لا شك فيه أن التطور والتكنولوجيا عاملان مهمان في دفع عجلة التعليم إلى الأمام وحين نسابق الزمن في الحداثة فهذا أمر رائع ومهم، وقد لاحظت فرق واضح في مستوى أداء أبنائي التعليمي، فالتعلم الحضوري أفضل بكثير عن التعلم عن بعد من حيث أن الطالب يلتقي بالمعلم مباشرة ويحاوره ويناقشه ويفهم ويسأل ويستكشف ويختبر أمام معلمه ويأخذ حقه كاملا ويكون هناك عدالة في تقييم الطلبة، أما التعلم عن بعد قد لا تكون نتيجة الطلبة ذات مصداقية فقد يغش الطالب أو يساعده أحد في حل الاختبار وقد يتعرض لأشياء خارجة عن إرادته مثل ضعف الشبكة أو انقطاعها".
وأضافت " بالنسبة لي كولية أمر نتائج أبنائي هذا العام كانت مرضية لي وله وقد كان التعليم المباشر والحضوري فعال وكان كفيلا بحصوله على درجات عالية".
غياب المفاهيم التعليمية
سهام بنت سيف الشكيلية ولية أمر ذكرت أن التعلم عن بعد يهدد المنظومة التعليمية كاملة لما رأيت في العام الماضي من الفاقد التعليمي لأبنائي وضياع الكثير من أدوات التعلم والتعليم وغياب المفاهيم التعليمية والمصطلحات وعدم حفظها والتركيز على البرامج غير التعليمية والألعاب على الأجهزة أكثر من التركيز على التعليم، وكان الوقت ضيق فثلاث ساعات لا تكفي لاستكمال كل الدروس، وإذا نتائج الاختبارات كيف تكون؟ حيث لا يوجد مصداقية لابني في التعلم عن بعد فالكتاب موجود والبحث في محرك جوجل متاح، النتائج مبهرة ولكن نتيجة الاختبار بعيدة عن المصداقية، أما بالنسبة لهذا العام الدراسي قد لاحظت تحسن درجات ابني فالاختبارات الحضورية تعطي المصداقية في التعليم والدرجات وأخذ وعطاء بين الطالب والمعلم وتعتبر المقياس الحقيقي لأداء الطالب طوال الفصل الدراسي.
فجوة تعليمية
منيرة بنت ناصر الجهورية ولية أمر تحدثت عن نتائج بناتها وقد لاحظت نزول درجاتهم في معظم المواد المختبرة عن بعد، مبينة أنهم لا يهتمون بالمذاكرة للاختبارات النهائية إطلاقا وأن الدرجات باتت سهلة الحصول عليها عن طريق المساعدة أو الغش من الكتب ودون مراقبة الأساتذة لهم وكانت الدرجات متدنية والفاقد التعليمي واضح جدا.
وأضافت عندما رجع الطلبة للمدارس كانت هناك فجوة تعليمية كبيرة ومعظمهم قد نسى المصطلحات العلمية المدروسة في السنوات الماضية ولكن رغم ذلك كانت النتائج أحسن بكثير.
فاطمة بنت محمد القيوضية معلمة رياضيات ذكرت أن نتائج الطلبة كانت جدا متفاوتة بين الضعيفة والعالية في التعليم عن بعد، فقد وجدت مستوى لطلبة ذات مستوى ضعيف وارتفعت درجاتهم بشكل غير طبيعي وأن ورقتهم الإيجابية كانت مثالية على عكس أدائهم الفعلي حضوريا مما زاد الشك أنهم يستخدمون طرق معينة للحصول على الإجابات الصحيحة.
معدلات الرسوب
وأردفت القيوضية "مادة الرياضيات تعتبر تراكمية ما يدرس في الصفوف السابقة يجب أن يدرس في الصفوف اللاحقة ومن هنا كانت الصعوبة فغالبية الطلبة حضروا إلى المدارس ومعهم فاقد تعليمي مخيف، فالمسائل البسيطة كانت صعبة بالنسبة لهم وهذا يعتبر صعب بالنسبة لي أيضا فقد بدأت بمراجعة دروس سابقة لهم وأخذ الكثير من الوقت، حتى في أداء الطلبة للاختبارات النهائية كانت النتائج غير مرضية أطلاقا وزادت معدلات الرسوب في المادة
نتائج مقبولة ومرضية
خالد بن عبدالله البلوشي معلم دراسات اجتماعية تطرق إلى نتائج الطلبة وكانت مرتفعة جدا مقارنة بالأعوام الماضية ولكن لم يعجبني ذلك الارتفاع وقد لاحظت أن معظم الطلبة لا يحضرون الحصة في التعليم عن بعد ولا يهتمون بكتابة التقارير المتعلقة بهم، فكيف ارتفعت الدرجات؟ خاصة أنها مادة تحتاج الكثير من الحفظ والتركيز وأن الأسئلة تأتي بين السطور، عندما رجع الطلبة للصفوف الدراسية استعادوا النشاط المعهود وبدأت في التكثيف عليهم والتشديد في بعض النقاط وذلك نتائجهم مقبولة ومرضية.
كما التقت "عمان" عدد من الطلبة لمعرفة مدى الفارق بين النظامين – التعليم عن بعد والتعليم الحضوري -، حيث أشارت الطالبة بثينة بنت حمود الغامرية طالبة بالصف الثامن إلى تجربتها في التعليم عن بعد وأن مستواها التحصيلي تحسن كثيرا، مؤكدة ان البيئة المنزلية كانت جدا ملائمة وقالت " زاد تركيزي في الحصص الدراسية مما انعكس أيجابيا على درجاتي، وكنت أستطيع الحصول على الدروس بأي وقت احتاج إليهن مثل الفيديوهات والملفات المحملة على المنصة مما فادني في الحصول على الأجوبة للأسئلة المبهمة. من ناحية أخرى فقد كانت الاختبارات عن بعد مناسبة لي من حيث الهدوء وتقليل الخوف والتركيز المباشر من غير المشتتات الموجودة في القاعة الدراسية".
اما الطالب سعد بن أحمد المرشودي المقيد بالصف 11 فتحدث عن تجربته، وقال "كانت نتائجي متدنية في بعض المواد العلمية التي يحتاج الطالب إلى وجوده في الصف الدراسي لممارسة التطبيقات العلمية للدروس، فالشرح النظري غير مجدي أبدا بدون التطبيق، واجهت صعوبة أيضا أوقات الاختبارات حيث أن الشبكة كانت ضعيفة جدا وكانت تنفصل باستمرار مما تسبب في زيادة قلقي وعدم التركيز في الاختبار، أما برجوع المدارس إلى التعليم المباشر فكانت الأمور أسهل بالنسبة لي وكانت نتائجي الدراسية مرتفعة".
