No Image
عمان اليوم

نزوى تحتضن "هاكاثون الخير" الأول لتمكين الشباب في العمل التطوعي

05 سبتمبر 2025
05 سبتمبر 2025

انطلقت صباح اليوم في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية فعاليات "هاكاثون الخير" في نسخته الأولى على مستوى سلطنة عُمان، بتنظيم فريق إحياء التطوعي التابع لجمعية دار العطاء، برعاية المكرم الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة.

ويأتي تنظيم هذه المبادرة المجتمعية الرائدة بشعار: "شارك بفكرة.. وأحيِ الأثر"، تأكيدًا على أهمية دمج روح العطاء الإنساني بروح الابتكار الشبابي، من أجل صناعة أثر مستدام يعزز مكانة التطوع في سلطنة عُمان.

ويهدف الهاكاثون إلى تشجيع الشباب العُماني على تقديم أفكار تطوعية مبتكرة قابلة للتطبيق، وفتح المجال أمام المبادرات النوعية التي تسهم في خدمة المجتمع عبر أدوات وأساليب عصرية. وقد شهدت الفعالية مشاركة واسعة من الفرق الشبابية الطموحة التي قدّمت مشاريع متنوعة عكست الوعي المتنامي لدى الأجيال الجديدة بأهمية التطوع ودوره في تعزيز قيم التضامن والتكافل.

وتنوّعت التحديات التي طرحها "هاكاثون الخير" لتشمل ابتكار حلول تقنية تخدم العمل التطوعي، وتصميم فعاليات مجتمعية مبتكرة تستقطب مختلف شرائح المجتمع، فضلًا عن إنتاج مجسمات ورموز بصرية تحمل رسائل إنسانية وتوعوية.

كما أقيم على هامش الفعالية معرض متكامل في سور العقر ضم أركانًا تفاعلية وفنية متنوعة، واحتوى على أنشطة موجهة للأطفال والعائلات والزوار، ما حوّل الفعالية إلى ملتقى مفتوح يجمع بين المعرفة والمتعة والابتكار.

واختُتم البرنامج مساء اليوم بحفل رسمي في ميدان العقر، حيث تم خلاله تكريم الفرق الفائزة، إذ رُصدت ثلاث جوائز رئيسية تمثّلت في: رحلة عمرة، ورحلة مغامرة مع إقامة فندقية، بالإضافة إلى إقامة في أحد الشاليهات، وهي جوائز تهدف إلى تحفيز المشاركين وإبراز قيمة المبادرات التطوعية المبتكرة.

وفي تصريح خاص لـ «عُمان» أوضحت إبتهال بنت ناصر أمبوسعيدية رئيسة لجنة التخطيط بفريق إحياء التطوعي، أن اختيار التحديات في "هاكاثون الخير" جاء وفق معايير مدروسة تضمن أن تكون الأفكار واقعية وقابلة للتنفيذ، بحيث يستطيع المشاركون تحويلها إلى حلول عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، مؤكدة حرص الفريق على فتح المجال أمام الشباب لإطلاق العنان لابتكاراتهم، سواء عبر الحلول التقنية أو تصميم الفعاليات النوعية، أو إنتاج الرموز البصرية التي تجسد قيم العطاء.

وأضافت: تُواكب هذه التحديات احتياجات العمل التطوعي في سلطنة عُمان لأنها تستجيب مباشرة للتحديات الميدانية التي تُواجه الفرق التطوعية، مثل الحاجة إلى أدوات تقنية تُسهّل إدارة المبادرات، وابتكار أنشطة تجذب المجتمع، وتعزيز الوعي من خلال رموز ورسائل إنسانية مؤثرة.

وأشارت أمبوسعيدية إلى الثقة بأن هذه التوجهات ستُسهم في إحداث أثر مستدام يعزز من مكانة العمل التطوعي، ويؤكد دور الشباب العُماني في قيادة مبادرات تخدم مجتمعهم بروح عصرية وفاعلة.

وقالت: نحن نؤمن أن "هاكاثون الخير" سيكون منصة لترسيخ ثقافة جديدة تمزج بين التطوع والابتكار في عقول الشباب العُماني. وعلى المدى البعيد، نتوقع أن يسهم في بناء جيل واعٍ يرى في العمل التطوعي مجالًا خصبًا للإبداع، وفي الإبداع وسيلة لتعظيم أثر العطاء، بما يعزز استدامة المبادرات المجتمعية ويجعلها أكثر تأثيرًا وانتشارًا.

وأضافت: كما وضعنا منذ البداية خططًا تضمن استمرارية هذه المبادرة من خلال تنظيم نسخ قادمة بموضوعات أكثر تخصصًا، واحتضان الأفكار الفائزة ومتابعة تنفيذها بالشراكة مع الجهات الداعمة.

ويعد "هاكاثون الخير" خطوة نوعية غير مسبوقة في ساحة المبادرات التطوعية بسلطنة عمان، حيث يسعى إلى الجمع بين الطاقات الشبابية وأدوات التكنولوجيا الحديثة من أجل تطوير العمل التطوعي، وإيجاد حلول مبتكرة لتحدياته الميدانية. كما يعكس الحدث التوجّه الوطني نحو دعم الشباب وتمكينهم من تأدية أدوار قيادية في خدمة المجتمع، ويؤكد أن ثقافة العطاء يمكن أن تتجدد وتواكب متغيرات العصر بوسائل مبتكرة وأفكار قابلة للتنفيذ والتطوير.

وبذلك، يمثّل الهاكاثون بداية لتقليد سنوي متجدد، يهدف إلى أن يصبح منصة وطنية تعزز ثقافة التطوع والإبداع بين الشباب، وتسهم في ترسيخ قيم العطاء كأحد مرتكزات التنمية المجتمعية المستدامة في سلطنة عُمان.