مهرجان الجبل الأخضر يستقطب 250 ألف زائر وينجح في تحفيز المحتوى المحلي

كتب - سهيل بن ناصر النهدي

استقطب مهرجان الجبل الأخضر 2025 أكثر من 250 ألف زائر مع اختتام فعالياته بميدان الاحتفالات بولاية الجبل الأخضر في محافظة الداخلية، مسجلا ارتفاعا في عدد الزوار مقارنة بالنسخ السابقة، ما يعكس تنامي الإقبال على الفعاليات السياحية الداخلية، ويؤكد المكانة التي باتت تحظى بها الولاية كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين المقومات الطبيعية والمشروعات التنموية الحديثة.

رضا الزوار

من جانبه، قال أحمد بن سالم التوبي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بمحافظة الداخلية ورئيس لجنة تنظيم فعاليات المهرجان: إن المؤشرات النهائية لفعاليات المهرجان أظهرت نجاحا مشجعا على المستويين السياحي والاقتصادي، حيث ارتفعت نسب رضا الزوار والمشاركين وفق ما رُصد من التقييمات والاستطلاعات الميدانية، موضحا أن نسخة العام الجاري تميزت بتركيزها على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمزارعين، وهو ما أوجد حراكا اقتصاديا مكملا للمشروعات التنموية القائمة.

وأشار إلى أنه شارك في المهرجان نحو 100 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وأسر منتجة عرضت منتجاتها وخدماتها في مجالات الصناعات الغذائية والحرف اليدوية، ما أتاح لها فرصا للتسويق المباشر أمام آلاف الزوار، وأسهم في تعزيز مكانتها بالسوق المحلي. كما ساهمت فعاليات المهرجان في تعزيز المحتوى المحلي من خلال عرض المنتجات الموسمية للمزارعين كالرمان والعسل والزيتون والمشمش، التي لاقت إقبالا واسعا من الزوار وأسهمت في رفع قيمتها التسويقية وربطها بالأنشطة السياحية.

فرص عمل

وأوضح التوبي أن المهرجان وفر أكثر من 300 فرصة عمل مؤقتة لأبناء الولاية في مجالات التنظيم والإرشاد والخدمات اللوجستية، وهو ما أتاح للشباب فرصا عملية لاكتساب الخبرة والمشاركة المباشرة في الفعاليات السياحية والاقتصادية، إلى جانب المردود المباشر الذي انعكس على المجتمع المحلي من خلال ارتفاع نسب الإشغال الفندقي وزيادة الطلب على المطاعم والمقاهي وخدمات النقل والتسوق طوال فترة الفعاليات.

وقال: إن نجاح المهرجان اعتمد على تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة وأبناء المجتمع المحلي، مشيرا إلى أن المهرجان حظي بتغطية إعلامية موسعة من الصحف والقنوات المحلية والعربية، إلى جانب حضور رقمي لافت عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أسهم في الترويج للفعاليات وجذب المزيد من الزوار.

وأكد أن الجانب التوعوي شكّل أحد محاور المهرجان من خلال حلقات عمل وبرامج تثقيفية تناولت الزراعة المستدامة وحماية البيئة الجبلية، بما ينسجم مع جهود سلطنة عُمان لتعزيز السياحة المسؤولة والمستدامة.

وأضاف: إن المهرجان مثل واجهة عملية لترجمة مستهدفات "رؤية عُمان 2040" في مجالات التنويع الاقتصادي وتمكين المجتمع وتعزيز الهوية الثقافية.

وأوضح أن اللجنة المنظمة ستبدأ في الإعداد المبكر لنسخة عام 2026، من خلال دراسة مقترحات الزوار والمشاركين، وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية والمؤسسية، وإضافة برامج مبتكرة تعزز مردود المهرجان وتدعم مكانة محافظة الداخلية كوجهة سياحية وتنموية على المستويين الوطني والإقليمي.

خطة متكاملة

وقال سعادة الشيخ سلطان بن منصور الغفيلي والي الجبل الأخضر: إن المشروعات التنموية والخدمية تأتي في إطار خطة متكاملة لتطوير ولاية الجبل الأخضر بالتعاون والتكامل مع مكتب محافظ الداخلية، وتهيئة بيئة جاذبة للسياحة والاستثمار، مشيرا إلى أن اكتمال هذه المشروعات سيسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان والزوار، ويدعم أهداف "رؤية عُمان 2040" في التنويع الاقتصادي وتعزيز جودة الحياة.

وتشهد ولاية الجبل الأخضر تنفيذ حزمة واسعة من المشروعات الخدمية والتنموية التي تُعد رافدا مهما لتطوير البنية الأساسية وتعزيز جاهزيتها لاستقبال الزوار والمستثمرين، حيث وقعت المحافظة اتفاقيات استثمارية لمشروعات تنموية في الولاية بتكلفة تتجاوز 8.5 مليون ريال عماني في أغسطس الماضي، كما حظيت الولاية بافتتاح الحديقة العامة بمساحة 20 ألف متر مربع، تضم مرافق خدمية وترفيهية، لتكون متنفسا جديدا للسكان والزوار ومرفقا يضيف بعدا جماليا وخدميا للولاية.

ويجري العمل على تنفيذ وتصميم طرق داخلية في الولاية بعدة مراحل، حيث استلمت الولاية مؤخرا طرقا داخلية بتكلفة 1.37 مليون ريال عماني، كما يجري تنفيذ حزمة أخرى بقيمة 1.4 مليون ريال عماني، ما يعزز الربط بين المناطق ويسهل حركة التنقل ودعم الأنشطة الاقتصادية والسياحية. كما تشهد الولاية مشروع تطوير مدخل ولاية الجبل الأخضر وازدواجية الطريق الرئيس، الذي يقترب من الانتهاء من مرحلة الخدمات الاستشارية، ويتضمن تحديثات هندسية متكاملة تلبي احتياجات التوسع العمراني والنمو السكاني.

كما استلمت الولاية عددا من المشروعات الخدمية، منها مشروع إنشاء مصلى ودورات مياه في بعض المواقع السياحية، ليخدم الزوار والسائحين ويوفر لهم مرافق متكاملة.

وفي الإطار ذاته، اكتملت أعمال توريد وتركيب ألعاب جديدة في متنزه المناخر، بهدف توفير مرافق ترفيهية للأطفال والعائلات، كما أُدرجت مشروعات مكملة ضمن فعاليات المهرجان، مثل إقامة الفعاليات الترفيهية.

وأعلنت محافظة الداخلية عن تشكيل فريق عمل مشترك لتطوير مشروع متكامل يُعنى بالسياحة الزراعية، يتضمن مرافق تعليمية وترفيهية وخدمية، كمتحف العسل، ومختبر علمي، ومزرعة للورد البلدي ومصنع تقطير ماء الورد، ومزرعة للزيتون، وحديقة عامة، وسيُنفذ المشروع على أرض مملوكة للمحافظة، وفق نظام الاستثمار المؤسسي بالشراكة مع القطاع الخاص.

كما تم الاتفاق على تشكيل فريق فني من المحافظة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لدراسة تنفيذ مشروعات سدود لتجميع مياه الأمطار، وصيانة المدرجات الزراعية، بما يعزز كفاءة الموارد المائية، ويحفظ الموروث الزراعي الجبلي.

وتأتي هذه الجهود في إطار حرص محافظة الداخلية على تطبيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، في مجالات الأمن الغذائي واستدامة الموارد، وتعزيز السياحة البيئية، ودعم المجتمعات الريفية، مما يُسهم في بناء اقتصاد محلي متنوع ومستدام.