عمان اليوم

ملتقى « راقي بأخلاقي» في ظفار يوصي بزيادة تفعيل الوعي بمخاطر الابتزاز الإلكتروني

21 أكتوبر 2022
ناقش عددًا من الموضوعات الأسرية التربوية والحقوقية
21 أكتوبر 2022

اختتمت اليوم أعمال ملتقى «راقي بأخلاقي» في نسخته الخامسة، وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه الذي نظمته جمعية المرأة العمانية في صلالة بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الحكومية؛ لترسيخ المبادئ الأخلاقية ومفاهيم السلوك الحميدة بين أبناء المجتمع خاصة جيل الشباب؛ لتحفيزه على المشاركة البناءة، وتفعيل دور القطاعات الأهلية والحكومية في المشاركة لبث روح التعاون. ناقش الملتقى على مدى يومين متتاليين العديد من أوراق العمل التي قدمها نخبة من المختصين في مجال الشؤون التربوية والاجتماعية الأسرية، ومجال الأمن الإلكتروني والتنمية البشرية.

وخرج الملتقى بعدد من التوصيات، أبرزها: ضرورة زيادة تفعيل الوعي المجتمعي بمخاطر الابتزاز الإلكتروني، وكيفية محاربته والوقاية منه، والسعي لابتكار برامج ومناشط هادفة من شأنها ترسخ القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة لدى أفراد المجتمع. كما أوصى الملتقى إلى إيجاد مظلة تدعم الصفحات والحسابات والمواقع التي تهدف إلى كشف الشائعات،ودعوة وسائل الأعلام المختلفة لتدريب كوادرها على سبل التحقق من صحة الأخبار، والقدرة على التثبت الإلكتروني بكافة أشكاله، إضافة إلى الاهتمام بفئة الشباب العماني (ثروة الوطن) من خلال رصد الإمكانيات اللازمة لتزويده بالقيم الإسلامية والمهارات الفكرية والسلوكية الصحيحة، والتركيز على تعزيز قيم المواطنة الصالحة لدى فئة الشباب العماني، وضرورة رصد ضوابط لتنظيم التعامل مع وسائل التواصل؛ لحماية أفراد المجتمع من مخاطرها، والعمل على إيجاد حلول، وتنفيذ برامج فاعلة من شأنها التخفيف من حدة الإدمان الرقمي، مؤكدًا على تفعيل دور المراكز الثقافية والعلمية والفكرية والتربوية بشكل أكبر؛ لنشر مستوى الوعي المطلوب، وتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة، وترشيد واستثمار وقت أفراد المجتمع فيما هو مفيد من خلال إشراكهم في برامج وفعاليات ومناشط مجتمعية، وتحديد الأهداف أولًا، ثم التخطيط الجيد وتطوير المهارات اللازمة من أجل تحقيق النجاح، والانطلاق نحو الآفاق، وضرورة صياغة منهاج تربوي موحد في الأمة الواحدة من أجل بناء شخصية متزنة للأبناء، وغرس منظومة القيم السلوكية للأبناء، وتكوين الخارطة السلوكية السليمة التي يمارسها الأبناء باقي حياتهم الجلسة الحوارية. تضمن اليوم الختامي جلستين حواريتين الأولى بعنوان «الشائعة الإلكترونية وأخطارها على المجتمع » قدمها غانم بن سالم المشيخي أخصائي دراسات ومتابعة أول بتعليمية ظفار. تحدث فيها حول الشائعات وخصائصها وأنواعها، والآثار السلبية لها ومصادرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وآلية الكشف عنها، وسبل محاصرتها في مواقع التواصل، كما تطرق إلى طرح العديد من المقترحات والتوصيات في نهاية المحاضرة.

كما ناقشت الورقة الثانية الابتزاز الإلكتروني للنقيب هاشم بن حمد العجمي بشرطة عمان السلطانية تطرق فيها إلى عدة محاور حول ماهية الابتزاز الإلكتروني، وأساليب الابتزاز، وطرق الوقاية منه والقوانين المجرمة للابتزاز، وأهم ضحايا الابتزاز. كما تناول في ورقته كيفية التصرف في حال الوقوع كضحية ابتزاز، وعرض حالات واقعية، حيث ذكر فيها جهود شرطة عمان السلطانية في مكافحة ظاهرة الابتزاز في المجتمع.

وقدمت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان « صناعة الوعي في المجتمع » قدم فيها عبدالعزيز بن علي السعدي من اللجنة العمانية لحقوق الإنسان ورقة عمل حول النشأة، وآلية العمل للجنة العمانية لحقوق الإنسان التي تتبنى رصد الحالات، وتلقي الشكاوي، ومتابعة حقوق الإنسان ضمن الاتفاقيات المنصوص عليها في اللجنة. كما تحدث حول اختصاصات اللجنة، ومشاركتها وتقديمها للعديد من المحاضرات التوعوية في هذا المجال، بعدها قدمت ورقة عمل بعنوان «كيفية التأثير القيادي على الشباب» للدكتور أحمد بن محمد العامري رئيس أكاديمية الخليج الدولية التي ناقشت تأثير القدوة على الشباب، وتم التطرق فيها حول العديد من القوانين من بينها الثقة بالنفس، وتطوير الذات، كما ركزت على أساليب مختلفة حول كيفية التمسك بتلك القوانين.

واشتمل برنامج الملتقى على تنظيم ورش متخصصة في مجال التربية الأسرية والاجتماعية، حيث استعرضت ورقة عمل بعنوان «سيكولوجية الرجل والمرأة» ليوسف العطار استشاري تربوي ونفسي ومرشد علاقات أسرية من سلطنة عمان، إذ سلط الضوء فيها على الجوانب النفسية وخاصة بين الزوجين، والفرق بين تفكير المرأة والرجل، ولغات التفاهم بين الطرفين، والتعرف على السمات العامة النفسية لديهما، ومن جانبه تواصلت ورش العمل لمدربي التنمية البشرية، حيث قدم الدكتور طلال الرواحي خبير استشاري في التطوير والتدريب الفردي والمؤسسي ورشة عمل حول بناء الشخصية المتزنة، تحدث فيها حول الدعم النفسي، والفرق بين الإرشاد النفسي وبين الطب النفسي، والتسلسل بين التفكير والسلوك والعادة والشخصية، وأساليب تغذية الجانب الروحي والعقلي والنفسي بطريقة متزنة، كما استضاف الملتقى الدكتور خليفة المحرزي من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مستشار وكاتب ومدرب في مجال الأسرة والعلاقات لتقديم ورشة عمل بعنوان «مهارات غرس منظومة القيم» التي تهدف إلى بناء القيم الإيجابية، وغرسها في نفس الفرد، وبناء شخصية مستقلة تعتمد على ذاتها في بناء مسار حياتها بصورة إيجابية واعية.

واختتم الدكتور المحرزي فعاليات الملتقى بتقديم محاضرة في الفترة المسائية تناولت الحديث حول المهارات التي يجب أن تكتسبها الأسرة لكي ترفع من مستوى الأداء والتوافق بين الطرفين الرجل والمرأة في الأسرة الواحدة، وتحدث عن أسباب نشأة الخلافات الأسرية والنزاعات، وكيفية معالجتها بالطرق السليمة، ونوه على أن غياب الحوار في الأسرة هو أحد الأسباب الرئيسية لتلك الخلافات.

وفي الختام تم تكريم الجهات الراعية والمؤسسات والمنظمين القائمين على إنجاح الملتقى في نسخته الخامسة، بحضور رئيسة جمعية المرأة العمانية نور بنت حسن الغسانية وحضور عدد من المسؤولين.