عمان اليوم

ملتقى الألكسو بصلالة يبحث تعزيز الأبعاد الثقافية والفنية في التعليم

01 سبتمبر 2025
01 سبتمبر 2025

انطلقت اليوم بولاية صلالة أعمال الملتقى الإقليمي الأول لـ"برنامج الألكسو لتعليم الثقافة والفنون" برعاية سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار.

وتنظم الملتقى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتعاون مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ويأتي في إطار "خطة العمل المستقبلية للألكسو للسنوات 2023-2028".

ويهدف إلى تطوير تعليم الفنون، والتربية على الخيال والإبداع، واكتشاف المواهب ودعمها.

كما يركز البرنامج على أهداف فرعية منها: تعزيز الميول الفنية، وتنمية المواهب، وتدعيم قيم التعاون والإبداع والتسامح، وتحسين التعليم الفعّال، ويستهدف دعم فنون المسرح والموسيقى والرسم والشعر والسينما وأنشطتها المدرسية والجامعية، وقد تمت صياغة هذه البرامج الاستراتيجية بما يتماشى مع الخطط الوطنية للدول العربية والأطر الدولية، وتحديدًا "خطة التنمية المستدامة 2030" و"إطار اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون"، كما يركز البرنامج على توظيف التعليم في تعزيز الثقافة الشعبية، والمواطنة العالمية، وتحقيق السلام والمساواة بين الجنسين.

وعلى مدار ثلاثة أيام، يسعى الملتقى إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الأطر التربوية والثقافية في الدول العربية، وصياغة خطط وبرامج عمل مستقبلية تفعيلًا للخطط الوطنية والأطر الدولية، وتوفير أدب مرجعي متخصص في المجال.

وأكد الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة، في كلمته أن التعليم التقليدي لم يعد قادرًا على تلبية احتياجات الأجيال الجديدة، مشددًا على ضرورة تحويل التعليم ليصبح أكثر ارتباطًا بالثقافة والفنون والإبداع.

وأضاف: إن البرنامج الجديد يهدف إلى تعزيز التفكير النقدي، وتنمية المواهب الفنية، وترسيخ قيم التعاون والتسامح والانتماء، فضلًا عن دعم المعلمين ببرامج تدريب وتأهيل متخصصة.

ويُمثل هذا الإطار أداة استراتيجية للدول الأعضاء تساعدها على وضع سياسات شاملة لترسيخ البعد الثقافي في التعليم، والاستثمار في تطوير الكفاءات والمهارات، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة 2030 ومخرجات قمة تحويل التعليم 2022.

كما أكد النوفلي التزام الألكسو بمواصلة التعاون مع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والفنانين والمؤسسات التعليمية من أجل تصميم وتنفيذ برامج مبتكرة تُسهم في بناء مجتمعات أكثر عدلًا وشمولًا واستدامة، وتعزز مكانة الثقافة والفنون في تشكيل مستقبل التعليم العربي.

وأكد بدر بن سليمان الحارثي مساعد أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى، أهمية إدماج الثقافة والفنون ضمن منظومات التعليم العربية باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الهوية الثقافية.

وأشار إلى أن هذا التوجه يتماشى مع "رؤية عُمان 2040" والاستراتيجية الثقافية الوطنية، مؤكدًا أن التعليم المرتبط بالثقافة والفنون يسهم في تنمية الخيال والإبداع، وتكريس قيم العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، كما استعرض أبرز مبادرات اللجنة الوطنية، ومنها المعرض الفني المشترك مع الكلية العلمية للتصميم ومكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، ومبادرة مسرح الدمى التي تهدف إلى غرس مفاهيم التنمية المستدامة في مرحلة الطفولة المبكرة.

واختتم الحارثي كلمته بالتأكيد على دور الملتقى كمنصة إقليمية لتبادل الخبرات وصياغة رؤى مشتركة تعزز مكانة الثقافة والفنون في العملية التعليمية، بما يسهم في إعداد أجيال عربية قادرة على الإبداع والمنافسة في المستقبل.

وتضمن برنامج الافتتاح عرض محاور وأهداف الملتقى، وتقديم مداخلات علمية حول إطار اليونسكو والألكسو للتربية على الثقافة والفنون، كما شهدت الجلسة الأولى مناقشة قضايا محورية أبرزها: تفعيل الإطار الدولي، وحوكمة السياسات، ودور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتعليم الفنون عبر المتاحف والبرامج الثقافية، فيما خُصصت الجلسة الثانية لعرض الأدلة المرجعية الخاصة بالمسرح المدرسي، والتربية الموسيقية، والتربية التشكيلية، مع نقاشات تفاعلية ومداخلات عامة.