عمان اليوم

مصنع تقطير الورد والنباتات العطرية والطبية من البيئة العمانية بالجبل الأخضر يبحث فوائد الزيوت العطرية للصحة

28 أبريل 2023
من خلال 1300 شجرة ورد والعمل على زراعة 800 أخرى خلال العام الحالي
28 أبريل 2023

أحمد الصقري:- شهر أبريل يُقطر الورد ومن شهر مايو يبدأ تقطير الياس والريحان وشجرة الليمون والنعناع ونبتة الجعدة

- نعمل على استقطاب أنواع أخرى من الورد مثل الورد الدمشقي وغيرها من الأنواع

- خصصنا قطعة أرض خارج الجبل الأخضر لزراعة نباتات عطرية مثل إكليل الجبل واللافندر والريحان وغيره

- تكلفة جهاز التقطير تقارب 30 ألف ريال عماني

- المزرعة تنتج طنا واحدا من الورد ونحتاج إلى 5 أطنان تقريبا من الورد في الموسم الواحد لإنتاج دهن الورد بدرجة عالية

- شجرة العلعلان تفيد في خفض ضغط الدم بشكل كبير

- الماء المقطر من لحاء نبات النخيل أفضل ماء طبي وله فوائد صحية عظيمة ويتميز برائحة عطرية نفاثة

- نحتاج إلى دراسات علمية ومختبرات كيميائية في مجال النباتات العطرية

تفوح ولاية الجبل الأخضر برائحة الورد خلال شهري مارس وأبريل من كل عام، ويبدأ موسم الحصاد ويتم تجميع الورود في الصباح الباكر لنقلها إلى مراكز التقطير، ويُنتج بعدها الماء المقطر والزيوت العطرية والدهن.

قصدت «عمان» زيارة مصنع تقطير الورد والنباتات العطرية والطبية من البيئة العمانية بولاية الجبل الأخضر والتقت بصاحب المصنع أحمد بن عبد الله الصقري، وقال: «بدأ العمل بالمصنع عام ٢٠١٨م من خلال زراعة أشجار الورد وبدأ مشروع التقطير في عام ٢٠٢٠م من خلال جهاز ذي جودة عالية صُنع في الصين لتقطير أنواع مختلفة من الورد والنباتات العطرية، وأُنشئ المشروع بهدف التحول من النظام التقليدي إلى النظام الحديث بدعم من بنك التنمية العماني، حيث تستقطب مختلف الأنواع والأصناف من خارج سلطنة عُمان مثل الورد البلغاري والورد الجوري والشيرازي والباكستاني والتونسي ونعمل الآن على استقطاب أنواع أخرى من الورد مثل الورد الدمشقي وغيرها من الأنواع».

وأكد الصقري أن عدد أشجار الورد في المزرعة ١٣٠٠ شجرة، ويجري العمل خلال العام الحالي على زراعة حوالي ٨٠٠ شجرة ورد أخرى، والهدف الأسمى من المشروع ليس الاهتمام بالورد فقط وإنما الاهتمام والاستفادة من النباتات العطرية عموما. موضحا أنه في شهر أبريل إلى شهر مايو يبدأ موسم تقطير الورد، ومن شهر مايو يبدأ تقطير الياس والريحان وشجرة الليمون والنعناع ونبتة الجعدة وحاليا أضفنا زراعة اللافندر وإكليل الجبل والياسمين. وأضاف: «قمنا بتخصيص قطعة أرض خارج الجبل الأخضر لزراعة النباتات العطرية إكليل الجبل واللافندر والريحان وغيره».

وحول جهاز التقطير أفاد أحمد الصقري: «يستطيع الجهاز حمل ٢٠٠ كيلو من الخام، ويشتغل بنظام البخار ويضخ البخار من الأسفل إلى الأعلى بضغط عالٍ، ومن ثم ينتقل البخار إلى المكثف ويحدث اصطدام بين درجة الحرارة العالية من البخار ودرجة البرودة من المكثف، ويتم فصل الزيت خلال هذه العملية واستخراج الزيت من خلال عملية التكثيف، وتنتهي العملية باستخراج ماء مقطر وزيت نقي وتستغرق العملية حوالي ٤ ساعات» موضحا أن الزيوت العطرية غالية الثمن.

وأضاف: «تبلغ تكلفة جهاز التقطير ما يقارب ٣٠ ألف ريال عماني، وهناك ثقافة متدنية حول الزيوت العطرية وفوائدها صحيا، ومعظم الناس يعرفون عن دهن الورد فقط، وقمنا بتعزيز ثقافة المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبعد التثقيف وتوعية المجتمع وتعريفهم بأهمية وفوائد الزيوت العطرية الطبيعية لاحظنا أن هناك تفاعلا كبيرا وتم الإقبال على المنتجات المتنوعة».

وحدثنا الصقري عن نبتة الجعدة حيث يقول: قام بتقطيرها، وريحتها مشابهة لريحة العود وتداوي المغص وتقلصات البطن وأمراض البرد عموما، كما قمت بصنع شامبو وصابون من شجرة الليمون، وهناك إقبال جيد عليه بعد تجربته من المستهلكين.

وعن مخلفات الورد يقول: نقوم بتزويده إلى بعض الشركات لصنع صابون وشامبو، حيث يحمل نسبة تركيز ٨٠ ٪، أما الماء المقطر من شجرة العلعلان فيفيد بشكل كبير في خفض ضغط الدم، وأفاد الكثير من الأشخاص، كما توجد فوائد لنبتة الياس من ضمنها فوائد عظيمة لأمراض السرطان. ويتم الترويج للمنتجات من خلال الشراكات والتعاون مع بعض الشركات المتخصصة في تصنيع العطور ومستحضرات التجميل وصناعة الصابون.

وأضاف: إنني أواجه بعض التحديات في مشروعه بالجبل الأخضر مثل استصلاح الأرض وشح المياه وأتمنى التوسع بدرجة كبيرة في زراعة النباتات العطرية وزراعة الورد، حيث أقوم باستخلاص ربع توله من الدهن فقط من ٢٠٠ كيلوجرام من الورد، وحاليا المزرعة تنتج طنا واحدا من الورد، ونحتاج تقريبا ٥ أطنان من الورد في الموسم الواحد لإنتاج دهن الورد بدرجة عالية. مشيرا إلى أن عشبة الليمون تنتج كمية ممتازة حيث إن ٢٠٠ كيلوجرام من عشبة الليمون تنتج ١٥٠ إلى ٢٠٠ ملم من الدهن وهذه تعد كمية ممتازة.

واختتم حديثه قائلا: «قمت بفتح المشروع للاهتمام بالبيع محليا وللترويج السياحي أيضا، حيث كانت لدي حرفة في مجال الورد وبدأت بالعمل في المشروع وعملت خطة تطوير صناعة الورد من الجانب التقليدي إلى الحديث، حيث يعد هذا أول مصنع في الجبل الأخضر، وأول جهاز على مستوى سلطنة عمان للزيوت العطرية، حيث لا يوجد اهتمام بالزيوت العطرية في سلطنة عمان». موضحا أنه قبل شهر رمضان الماضي قام بتقطير قطرات الكيف وهو لحاء نبات النخيل حوالي ٢٣٠ كيلوجراما، وأنتج ماء مقطرا، ويعد أفضل ماء طبي ومصطلحه العلمي ماء اللقاح وله فوائد صحية عظيمة، ويتميز برائحة عطرية نفاذة، ولكن نحتاج إلى دراسات علمية ومختبرات كيميائية في مجال النباتات العطرية.