مشروع للحفاظ على التنوع الوراثي للأرانب البرية في سلطنة عمان
د. إيهاب مصطفى:
- الأرنب البري أحد الموارد الوراثية الحيوانية المهددة بالانقراض
- مهمات ميدانية لجمع عينات من الأرانب البرية لاستخراج الـ«DNA»
ينفذ مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد» التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع جامعة الشرقية وهيئة البيئة مشروع التوصيف المظهري والوراثي للأرنب البري في سلطنة عمان، إذ يهدف إلى توصيف وتصنيف الأرنب البري الذي بدوره سيساهم في الحفاظ على التنوع الوراثي للأرانب البرية في سلطنة عمان.
وقد تم القيام بثلاث زيارات ميدانية لجمع عينات الدم وأخذ القياسات المظهرية للأرنب البري، وشملت الزيارات محافظات الوسطى والشرقية وظفار، حيث تم جمع 39 عينة دم و39 عينة من شعر و34 مسحة من الفم وذلك من الأرانب البرية التي تم الحصول عليها أثناء هذه الزيارات.
وأكد مركز موارد أنه خلال هذه الزيارات تم أخذ القياسات المظهرية وعددها 28 قياسًا لكل حيوان على حدة من قطيع الأرنب البري للوصول إلى توصيف قطعان الأرانب البرية في سلطنة عمان من حيث الصفات الشكلية والمظهرية حيث اشتملت هذه القياسات على «اللون، الوزن، طول الجسم، طول الأذن، طول الأرجل الأمامية والخلفية» وغيرها من القياسات.
أخطار محدقة
وقال الدكتور إيهاب مصطفى شعت، مستشار الموارد الوراثية الحيوانية بمركز «موارد» التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: يهتم مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد» التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بحفظ الموارد الوراثية المحلية بكافة أنواعها سواء كانت حيوانية، نباتية، بحرية أو كائنات دقيقة، ويعتبر الأرنب البري أو الصحراوي أحد الموارد الوراثية الحيوانية المحلية الذي يواجه عدة أخطار أثرت على تناقص أعداده تدريجيا مما يجعله معرضًا للتهديد بالانقراض. وتشمل التهديدات التي قد تؤثر على قطعان الأرانب البرية التنمية الحضرية والزحف العمراني التي أدت إلى تناقص مصادر الغذاء، كذلك المنافسة على الغذاء من بعض الأنواع الحيوانية الأخرى بالإضافة إلى الصيد والمطاردة، الأمراض، وتغير المناخ، وفقدان الموائل الطبيعية، ومن هذا المنطلق بدأ مركز موارد بتنفيذ مشروع مشترك بالتعاون مع هيئة البيئة وجامعة الشرقية يهدف إلى الحفاظ على قطعان الأرانب البرية لضمان استدامتها كأحد الموارد الوراثية الحيوانية المهمة في سلطنة عمان.
التوصيف المظهري
وأشار إلى أن الأرنب الصحراوي هو نوع من الثدييات يتبع عائلة (الأرانب البرية والأرنب جاك) حيث تقع جذوره الأصلية في إفريقيا وتمتد إلى الهند، وقد تم توثيق ثلاثة أنواع فرعية هي (الأرنب الرملي)، (الأرنب العربي) و(الأرنب العماني) .. مشيرًا إلى أنه لا توجد حتى الآن أي دراسات عن التوصيف المظهري والوراثي للأرانب البرية في سلطنة عمان أو تحديد أماكن تواجدها وانتشارها على مستوى المحافظات المختلفة، ويلاحظ تتناقص أعددها تدريجيا بسبب الصيد المفرط، وتُعد محافظة الوسطى هي واحدة من المواطن الطبيعية للأرنب البري في سلطنة عمان، وهو حيوان سريع الركض إذ تصل سرعته إلى 77كم في الساعة.
توثيق الأرنب
وأوضح الدكتور إيهاب شعت أنه فيما يخص الصفات الشكلية للأرنب البري، فالرأس في الإناث أكبر قليلا من الذكور ويتراوح الوزن من 1.5كجم إلى 2.5كجم وهو حيوان غير موسمي ويتوالد على مدار العام، حيث تلد الإناث من واحد إلى ثلاثة مواليد بعد فترة حمل مدتها 42 يوما، موضحًا أن هذا المشروع سيساعد في توثيق الأرنب البري في سلطنة عمان ومعرفة أماكن تواجده حيث إنه حاليا يتم تصنيفه على أنه أقل اهتمام (Least Concern) في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
البصمة الوراثية
وأضاف: تتمثل الأهداف الرئيسية لهذا المشروع في دراسة التنوع الوراثي للأرنب البري في سلطنة عمان في مختلف المحافظات، وتحديد القطعان الموجودة فيها وكذلك التوصيف المظهري والوراثي الجزيئي لقطعان الأرانب البرية من خلال تحديد البار كود الخاص بها ومعرفة التتابع الجيني، ويمول المشروع من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وذلك لمدة سنتين، إذ تشتمل خطة عمل المشروع على مرحلتين: الأولى هي التوصيف المظهري ويتم فيها تجميع عينات من الأرنب البري في جميع محافظات سلطنة عمان (مسقط، مسندم، ظفار، البريمي، شمال وجنوب الباطنة، شمال وجنوب الشرقية، الوسطى، والظاهرة) وتستهدف هذه الدراسة من 10 إلى 20 عينات من كل محافظة حيث تم استخدام معايير خاصة لقياس المواصفات الشكلية والمظهرية خلال مرحلة أخذ العينات والتي تشمل المحافظة، الولاية، القرية، الوزن الحي، اللون، طول الأذن، الساقين، الفك السفلي، حجم الجمجمة، وغيرها من المقاييس الأخرى، أما المرحلة الثانية فهي التوصيف الوراثي حيث يتم جمع عينات من الدم والشعر والأنسجة من الأرانب البرية المتوقع الحصول عليها من مختلف محافظات عمان وتخزينها في مختبرات الدراسات الجينية تمهيدًا للبدء في استخراج الـDNA وعمل تحليل للمادة الوراثية لهذه العينات ثم يتم إنتاج الـPCR ثم الحصول على التتابعات الجينية للحامض النووي لمعرفة البصمة الوراثية لهذا النوع.
تحديات المشروع
وأكد أن من التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع هي طريقة الحصول على الأرنب البري والإمساك به لأخذ القياسات المطلوبة نظرًا لسرعته الفائقة في الركض والمراوغة عند المطاردة.
وأوضح الدكتور شعت أنه تم حتى الآن تنفيذ ثلاث مهمات ميدانية شملت محافظات الوسطى، ظفار، الشرقية وتم خلال هذه الزيارات أخذ 39 عينة دم، 39 عينة شعر من الأرانب البرية التي تم الحصول عليها لإجراء التوصيف الوراثي، 35 عينة مسحة من الفم (Swab) لاستخدامها مستقبلًا لدراسة مسببات الأمراض التي قد تصيب الأرنب وتم حفظهم جميعا في بنك الجينات للموارد الوراثية الحيوانية التابع لمركز موارد، كما تم تسجيل القياسات والمواصفات الشكلية والمظهرية والتي اشتملت على تسجيل 28 قياسا مختلف لكل حيوان على حدة من الـ39 أرنب الذي تم الإمساك بهم، ومن الفوائد والنتائج المتوقعة من تنفيذ هذا المشروع هي الانتهاء من التوصيف المظهري والوراثي للأرنب البري في سلطنة عمان وبالتالي يساهم ذلك في تسجيل وتوثيق قطعان الأرانب البرية في سلطنة عمان كمورد وراثي محلي وحفظ حقوق الملكية الفكرية لها، بالإضافة إلى صون وحفظ الأرنب البري ووضع برنامج واضح للحفاظ عليه كجزء من الموارد الوراثية المهمة في سلطنة عمان.
