مركز "نور البادية" منارة تعليمية بشمال الشرقية تستقطب طلبة العلم من مختلف محافظات سلطنة عمان
يواصل مركز نور البادية بقرية القويعة بولاية سناو بمحافظة شمال الشرقية استقطاب عشرات الطلاب سنويا لدراسة علوم القرآن الكريم و السنة النبوية والفقه والنحو والعقيدة الإسلامية، وأصول التربية و غرس الهوية الوطنية من خلال برنامجه الصيفي السنوي الذي يُعقد كل عام بالتزامن مع الإجازة الصيفية لطلبة المدارس.
وحقق المركز منذ إنشائه في عام 2013م تقدما على كافة المستويات، حيث يعمل في كل عام على زيادة الأعداد المقبولة للانتظام في الدراسة الصيفية، فقد استقطب هذا العام قرابة 270 طالبا من مختلف محافظات سلطنة عمان، عبر برنامج تدريسي شامل استمر أكثر من شهر.
وعلى الرغم من أن فكرة إنشاء المركز في البداية كانت لنشر العلم بين أبناء البادية في ولاية سناو، إلا أن المركز استطاع أن يحقق سمعة طيبة بين أولياء الأمور في كافة محافظات سلطنة عمان، الأمر الذي دعا القائمون على المركز لتبني مشروع توسعة المركز عبر بناء مرافق وقاعات تدريسية و سكن ملائم ومكتبة تضم أكبر من 10 آلاف عنوان لتكون مقصدًا للباحثين وطلبة المركز.
وللتعرف عن قرب على مركز نور البادية بولاية سناو شاركت (عمان) في الحفل الختامي لمركز النور للبرنامج الصيفي للعام الحالي، الذي أفيم تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء وبحضور عدد من أولياء أمور الطلبة والأهالي والداعمين للمركز.
حيث أعرب سعادته عن إعجابه لما شهده المركز من تطور على مدى سنوات، وقال: إن المركز بما يحمله من أهداف سامية لنشر العلم والمعرفة والتدبر في كتاب الله تعالى وسنة نبيه و تعلم الأخلاق الحسنة و التربية الصالحة فإنه يضيء نور وسط بادية سلطنة عمان.
وثمّن سعادته جهود القائمين على المركز في استمرارية استقطاب كوادر تدريسية في مختلف العلوم واستطقاب طلبة من مختلف محافظات سلطنة عمان لقضاء برنامج صيفي حافل يوسع مداركهم و ينمي قدراتهم ويكسبهم العديد من الجوانب في مختلف أوجه الحياة.
من جانبه قال حمد بن محمد بن سالم الوهيبي المشرف العام على مركز نور البادية: إن المركز استطاع أن يحقق نجاحات متتالية عبر منظومة وبرنامج سنوي يهدف إلى صقل المواهب لدى الطلبة و تنمية قدراتهم وتوسعة مداركهم في مجال حفظ القران الكريم و التفقه في الدين والسنة و تعلم النحو والفقه و العقيدة.
و أضاف: نحرص في المركز على توسعة البرنامج الصيفي ليكون حافلًا بالفعاليات التي تغرس في الطلبة حب الوطن و التفاخر بالهوية العمانية، حيث يتم إدخال جوانب اجتماعية ضمن البرنامج اليومي.
و أكد الوهيبي على أن واقع الحياة المعاصرة اليوم تفرض تحدياتها حاجة ماسة لشغل فكر الأجيال بما هو مفيد لهم في حياتهم اليومية، ومواجهة الضغوط ببرامج تغرس في نفوس الأجيال حب دينهم و تمسكهم بهويتهم وعاداتهم الاجتماعية السمحة التي تنبع من إرث عماني خالد.
من جانبه قال الدكتور سعيد بن محمد الفزاري رئيس البرنامج الصيفي بمركز النور: يبدأ البرنامج اليومي لطلبة المركز منذ صلاة الفجر حيث الحرص على أداء الصلاة جماعة يتبعها حلقات أذكار ما بعد الصلاة ثم يتوجهون إلى حلقات القرآن التي وُزعوا فيها حسب مستوياتهم مع معلميهم حتى تشرق الشمس فيصلون سنة الشروق اتباعًا لهدي الحبيب، ثم يخرجون بعدها لتناول وجبة الفطور التي لا تخلو من مناقشات و مسائل نحوية و إعرابية كما هو الحال أيضا في جميع الوجبات ثم ينصرفون بعد حمد الله و شكره كلّ حيث يشاء، فبين مطالع للكتب و محضّر للدروس و مراجع للحفظ و ممارس للرياضة البدنية التي تكسب الجسم صحة و نشاطًا في البدن والعقل ثم يبدأ الطلبة بالاستعداد لبدء المحاضرات الدراسية في تمام 8:00 صباحا حتى 11:50 صباحا بعدها يتجمع الطلاب في درس عام يستمعون فيه لدروس شذرات إسلامية و تتخلل فترة الدراسة استراحة لمدة ثلث ساعة يتناول فيها الطلاب التمر و القهوة العربية.
وأشار الفزاري إلى أن الطلبة قُسّموا إلى سبع حلقات يدرسون فيها النحو والعقيدة والتجويد والفقه على اختلاف مستوياتهم منها حلقة خارجية مخصصة لأبناء المناطق القريبة من المركز الذين لم يسجلوا ولم ينتظموا في المركز أداءً لحقهم في تعلّم كتاب الله عز وجل. و بعد انتهاء الحلقات يستعد الطلبة لأداء صلاة الظهر ثم ينصرفون لتناول وجبة الغداء و بعدها يهرعون إلى النوم حتى 4:00 مساءً ليستيقظوا بعدها لأداء صلاة العصر و بعد الصلاة ينتشرون في المسجد بين مراجع لدروسه ومثبت لمحفوظاته ومؤدٍ واجباته حتى 6:00 مساءً ثم ينصرفون حيث شاؤوا فبعضهم يواصل مراجعته في المسجد و بعضهم يتجول في رياض مكتبة المركز العامرة والباقي ينتشرون في أرجاء المركز لأداء ما هو مسموح به من الأنشطة المختلفة و ذلك حتى صلاة المغرب و بعد أداء الصلاة يكون الطلبة في رباط بين العشاءين يحضرون فيها درس الفقه أو مختلف المحاضرات لزوار المركز من المشايخ الفضلاء، وبعد الصلاة ينصرفون لتناول وجبة العشاء و القهوة ثم يقيمون برنامجًا ثقافيًا لمدة ثلث ساعة تقريبًا تتنوع فقراته بين الإنشاد والشعر والمساجلات الشعرية التي تشهد تنافسًا قويًا بين مجموعات الطلاب، يغادر بعدها الطلبة إلى مضاجعهم.
