عمان اليوم

مركز نخل العلمي .. برامج نوعية لإعداد جيل متمسك بدينه ومعتز بوطنه

15 أغسطس 2025
15 أغسطس 2025

بدأت انطلاقة مركز نخل العلمي بولاية نخل منذ صيف عام 2024م، وهو مركز علمي قائم على الجهود الذاتية والعمل التطوعي، بدعم من الأهالي والمؤسسات الخيرية والأيادي السخية، ويعد أحد أبرز أنشطة مدرسة نخل العامة لتعليم القرآن الكريم، وهي مدرسة ذات طابع رسمي تشرف على أعمالها وأنشطتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بإدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة جنوب الباطنة.

فكرة الانطلاق

انبثقت فكرة المركز من عدة عوامل تضافرت حتى تحولت إلى واقع ملموس، أبرزها غياب مركز علمي في الولاية يقدم برامج تعليمية نوعية تجمع بين العلوم الدينية والعلمية والتربوية والترفيهية، وتحقق التكامل بينها خلال فترة الإجازة الصيفية، مع توفير بيئة دراسية مهيأة تتطلب مكوثا مستمرا للطالب طوال فترة الدراسة. هذا الهدف كان الدافع الرئيس لتأسيس المركز، خاصة مع خبرة المؤسسين في العمل بمراكز علمية في ولايات أخرى، سواء كطلبة أو معلمين، مما أتاح لهم التعرف عن قرب على البرامج الدراسية وآليات التقييم وإدارة المراكز ومسؤولياتها، إلى جانب الحرص على سلامة الطلبة طوال مكوثهم. وقد تجلت الخبرة المتراكمة ووضوح الأهداف في إطلاق أول مركز علمي صيفي في الولاية يمكث فيه الطلبة طوال فترة الدراسة.

واستقبل المركز في دورته الأولى 18 طالبًا تم اختيارهم وفق شروط التسجيل واجتياز المقابلة، وفي هذا العام ارتفع العدد إلى 34 طالبا.

أهداف وبرامج المركز

ويهدف مركز نخل العلمي إلى إعداد جيل متمسك بدينه، معتز بوطنه، محافظ على هويته، قادر على تحمل المسؤولية في خدمة دينه ووطنه وأمته، من خلال برامج نوعية منتقاة تناسب أعمار الطلبة وميولهم ومستواهم التعليمي، مع الحرص على شغل أوقاتهم طوال شهر كامل بكل ما ينمي عقولهم وأبدانهم.

وتبدأ الفترة الصباحية بالحلقات الفجرية لتلاوة مقرر الحفظ وبيان أحكامه التجويدية، ثم حفظه وسرده على المعلم، يليها دروس في السيرة النبوية، الفقه، واللغة العربية (النحو والإملاء)، واللغة الإنجليزية، إضافة إلى حلقات عمل ودورات توعوية، منها محاضرة بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية حول الجرائم الإلكترونية، ودورات لتنمية الذات، والتفكير الإبداعي، ومسابقات، وعرض ملخصات كتب. ويحتضن جامع السلطان قابوس البرنامج الصباحي للمركز.

كما حرصت إدارة المركز على تبني جلسات تعليمية مسائية مصاحبة تجمع بين التعليم والترفيه ويكون تنفيذها في استراحات مهيأة أو في موقع خارجي يتم اختياره بعناية والمبتغى من ذلك هو تنويع بيئة التعلم بما يتناسب مع الدروس العلمية والعملية التي تحتاج وقتا أطول وبالتالي بيئة أكثر جاذبية، وفي هذا الجانب أضاف المركز في دورته الثانية ثلة من المشايخ تم التنسيق معهم سلفا، فقد أضاف المركز في دورته لهذا العام الشيخ سليمان بن ناصر الناعبي، والشيخ الأديب أحمد بن ناصر السلامي، والشيخ راشد بن سالم البوصافي، والشيخ سالم بن علي النعماني ومشايخ آخرون، وتتيح هذه الجلسات للطلبة إظهار مواهبهم في التقديم والإلقاء، كما تفسح لهم مجالا رحبا لسؤال الشيخ عن موضوع الجلسة، والاستفادة منه بشكل مباشر، كما يلقي الشيخ المضاف درسا علميا حول الموضوع الذي تم التنسيق معه بشأنه سلفا، فمن هذه الدروس، آداب طالب العلم، وكيف تعلو بهمتك يا طالب العلم؟ ومعرفة شروط الصلاة، وفائدة المراكز العلمية الصيفية للطالب والأسرة والمجتمع والوطن، ويقوم الشيخ بطرح أسئلة على الطلبة تدور حول موضوع الجلسة، ثم يجري تكريم المشاركين منهم.

أنشطة ترفيهية ورياضية

لم يغفل البرنامج عن الأنشطة الترفيهية والرياضية، إذ خصص وقتا رياضيًا أسبوعيًا بالتعاون مع نادي نخل، يتضمن مسابقات متنوعة، كما يستفيد الطلبة من مرافقة المعلمين في مقر الإقامة لطرح الأسئلة وتنمية مهارات الخطابة والإنشاد والإلقاء. هذه البيئة الثرية حفزت الطلبة على التعلم والتنافس، وفق معايير تقييم دقيقة، لإبراز المجيدين.

ختام الدورة الثانية

وقد اختتمت الدورة الثانية بحفل رعاه الشيخ الدكتور محمد بن راشد الغاربي، تضمن كلمة لرئيس المركز وعرضًا مرئيًا وفقرات قدمها الطلبة لإبراز مواهبهم، مع تكريم المجيدين، حيث حصل الطالب الوليد بن خالد الرواحي على المركز الأول.

وقال رئيس المركز المهندس صالح بن محمد الكندي: إن مركز نخل العلمي يسعى لإعداد جيل متفوق في العلم والقرآن، متمسك بالقيم الإسلامية والوطنية، قادر على خدمة دينه ووطنه ومجتمعه، عبر ترسيخ محبة القرآن وتنمية الإخلاص والعطاء. وأكد أن الدورة الثانية تميزت بتنوع المواد الدراسية والأنشطة الإثرائية والزيارات العلمية والفعاليات الرياضية، مما أثر إيجابا في تهذيب السلوك وبناء الشخصية.

الدعم والشراكات

ووجه الكندي شكره لإدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة جنوب الباطنة على إتاحة المجال لتنفيذ البرنامج بجامع السلطان قابوس، ولكافة المؤسسات الحكومية والخاصة الداعمة، وخص بالشكر مركز فضيلة الشيخ سليمان بن علي الكندي «أساسك» الذي تحمل العبء الأكبر في دعم برامج المركز ماديا ومعنويا، آملا استمرار هذه الشراكة.

آراء

أوضح الأستاذ أحمد بن ناصر الحضرمي، أحد المؤسسين والمعلمين بالمركز، أن مقرر الدراسة طُور بالاستفادة من الدورة السابقة ومقررات مراكز أخرى، ليضم ست مواد أساسية هي: العقيدة، والفقه (1)، والفقه (2)، والسنة النبوية، والسيرة النبوية، والنحو، وست مواد إثرائية هي: الإملاء، واللغة الإنجليزية، وفن الخطابة (نظري وعملي)، وشرح آداب سورة النور، وشرح الأذكار. وأشار إلى أن التقييم يشمل السلوك والمبادرة والمحفوظات (سورة النور، وثلاثين حديثا، وأذكار الصباح والمساء، والنوم، وما بعد الصلوات، وأذكار عامة)، مع تطبيق عملي وحلقات عمل مثل الإسعافات الأولية، واللقاءات الخارجية، مع الاهتمام بالجانب الترفيهي الرياضي.

من جانبه، قال ولي أمر الطالب كنان بن سالم بن سعيد المياحي: إن برامج المركز أثرت إيجابيا على سلوك الطلبة وحفزتهم على تطبيق ما تعلموه.

أما الطالب الأزهر بن سليمان العرفاتي فأشاد بالبيئة التعليمية المحفزة التي توفرها الإقامة بالمركز لمدة شهر، ودورها في تشجيعه على البحث والمعرفة، فيما أكد الطالب صلاح الدين بن عبدالباقي الكندي أن الجدول المنظم طوال اليوم جعله أكثر حرصا على استغلال الوقت وتنظيمه بما يعود عليه بالفائدة.