المركز يضم بين جنباته محتويات لمعدات متنوعة تزيد عن المائة قطعة
المركز يضم بين جنباته محتويات لمعدات متنوعة تزيد عن المائة قطعة
عمان اليوم

مركز «صُناع عُمان» منصة إبداعية تعزز أهداف المنظومة الوطنية للابتكار

21 مايو 2022
أحد ممكنات الاقتصاد المحققة لغايات البحث العلمي في رؤية عمان 2040
21 مايو 2022

  • هلال الشبلي لـ «عمان»:

    ـ المركز يضم أجهزة متطورة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة

    ـ تحويل أفكار الشباب إلى شركات ناشئة ومنتجات تلبي حاجات المجتمع

مركز صُناع عُمان يمثل أحد أهم المشاريع الوطنية المنفذة بشراكة استراتيجية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة في مجمع الابتكار مسقط، ووزارة المالية من خلال برنامج توازن، إذ تأسس على تقنيات ومعدات بمواصفات عالية، بهدف إتاحة الفرصة لمرتادي المركز لتحويل الأفكار الإبداعية للشباب العماني من رواد الأعمال والمبتكرين والباحثين والأكاديميين والطلاب إلى نماذج ابتكارية حية، ودراسة جدوى إمكانية قابلية تصنيع هذه النماذج مع اختصار الوقت والجهد.

وقال المهندس هلال بن ناصر الشبلي مدير عام مركز صناع عمان بمجمع الابتكار مسقط لـ«عمان»: إن البحث العلمي والابتكار يستضيء بالنطق السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي رسم الطريق لهذا الركن المهم من رؤية عمان 2040 التي تؤكد على التعليم والتعلم والبحث العلمي والابتكار «باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة».

وأشار إلى أن مركز صُناع عُمان يهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتمكين الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب وتوظيف المخرجات الوطنية من ذوي الكفاءات وتشجيعهم على الريادة في الأعمال الخاصة.

  • ركيزة أساسية

وأوضح المهندس هلال الشبلي أن مركز صناع عُمان بما يحتويه من أدوات ومعدات متكاملة تتواكب مع تطلعات الشباب، يقدم البيئة الحاضنة لإبداعاتهم ويوفر الإمكانات التي تحفزهم على الابتكار ليكونوا الركيزة الأساسية في مسيرة رفد السوق بشركات ومنتجات عُمانية والمساهمة في عملية التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، كما يهدف إلى تطوير مهارات المبتكرين من أفراد ومؤسسات وتأهيلهم ليكونوا روادا أو صناعا لمستقبل عُمان وازدهارها وفقا للأهداف المرجوة منها، والحصول على نموذج يعكس الشكل الأولي للمنتج بجودة ودقة عالية مع اختصار في الوقت والجهد، من خلال فتح أبواب الاستفادة من خدمات المركز وفقا لخطة التشغيل المعدة لذلك، وأكد بالقول أن مركز صناع عُمان يعتبر منارة لتقديم مختلف أشكال الدعم للمستفيدين من خلال استعراض نماذج من أجهزة التصنيع التي يتضمنها المركز، والتي تمت تهيئتها للباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال وطلاب الجامعات والكليات والمعاهد والشركات والمؤسسات العلمية والورش والمعامل الصناعية، والأفراد من جميع فئات المجتمع الراغبين في تصنيع نماذج ابتكارية، لمواكبة التطور والتقدم الذي تشهده السلطنة في مختلف النواحي الاقتصادية والعلمية، في ظل الطفرة الكبرى للمجال الصناعي، وما رافق ذلك من تطور واضح في دخول العديد من الصناعات القائمة على المعرفة في الأسواق المحلية والخارجية، لتعكس جدية المجتمع نحو التقدم.

وأضاف: أن مفهوم مراكز النمذجة حول العالم يستند إلى سياسة المختبرات المفتوحة سهلة الوصول حيث تتبنى هذه المراكز مفهوم الأبواب المفتوحة والأفكار الطموحة، لذلك لا توجد أي حدود أو سقف للأفكار المراد تنفيذها وتطبيقها، وستكون أبواب المركز مفتوحة لاستقبال جميع فئات المجتمع بمختلف مراحلهم العمرية والعملية والعلمية، مضيفا: أن المكان زاخر بمجموعة متنوعة من الأجهزة المختلفة والمعدات التي أبهرت كل من أرتاد المكان، لما يتمتع به مقومات حقيقية مشجعة على الدخول بأفكار والخروج بمنتجات ملموسة، وغيره من معالم تعكس حضور الابتكار والتطور بين جنباته، ليصبح بمرور الأيام رافدا أصيلا للتميز وتنمية الإبداع، وبنحو لافت حيث اجتماع المعرفة بالعلم مع الثقافة بمعية الخبرة بالتقنية الأكثر حداثة، في توليفة ممزوجة بنكهة البحث العلمي والتحول نحو اقتصاد المعرفة.

  • مواجهة كوفيد 19

وقال مدير عام مركز صناع عمان: تتواءم في خضم مواجهة العالم الخارجي والمجتمع المحلي لانتشار فيروس كورونا كوفيد 19 مختلف الجهود التي انبثقت منها مبادرات ذات قدرا وفيرا من القيمة المضافة، والتوازن بين الاحتياجات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، تمثل أهمها في تطوير وتصنيع درع للوجه، بالتعاون مع وزارة الصحة وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وباستخدام قاطعات الليزر التي تقلص من وقت التصنيع من ساعتين إلى 12دقيقة؛ حيث تمت صناعته من الأكريليك كبديل أرخص من الأغطية المصنعة بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك باستخدام تصميم مجاني مفتوح المصدر ومصمم على أيدي خبراء، كما تم تصنيع مقبض شخصي لفتح الأبواب أو الضغط على أزرار المصاعد من دون لمسها بالأيدي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، عن طريق قاطعات الليزر، بالإضافة إلى محاكاة جهاز تنفس صناعي إلكتروني، وكذلك تصنيع موصل صمام الأكسجين للاستخدام الطبي، وذلك بالتعاون مع إنتاج صحار، وأيضا تصنيع جهاز تعقيم الكمام باستخدام الأشعة فوق البنفسجية بالتعاون مع الجامعة الألمانية نظرا لصعوبة توفرها في الأسواق في فترة الجائحة، وتصنيع قطعة لأقنعة الوجه الطبية، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وتصنيع قطعة لتثبيت الكمام، للمساعدة على التخلص من آلام الضغط على الأذن بسبب لبس الكمامات لفترة طويلة.

وأكد أن جهود المركز لم تتوقف أبدا في بذل الجهد لتقديم الحلول الذكية والسريعة لتلبية تطلعات الجمهور الذين باركوا ذلك، فها هم الشباب العُمانيون يعملون كالعادة بجد واجتهاد، ولعلنا رويدا ندرك متعة الابتكار ودوره في تأجيج الاتصال والتواصل مع كافة المستويات الابداعية، لتبدو متألقة على نحو يشهد بقوة الابتكار والتطوير الفعال متحليا بأعلى درجات الجودة والدقة التي تسمح بالاستفادة من مختلف خدمات المركز ومن كل الوسائل التقنية والفنية والهندسية الممكنة.

  • شركات ناشئة

وحول أبرز المشروعات والشركات الناشئة التي تم دعمها وتطويرها عبر مركز صُناع عمان، فقال المهندس هلال الشبلي: تمكن المركز من دعم (6 مشاريع تقنية)، حيث يتمحور دور المركز في تأصيل البحث العلمي وتطوير الأعمال وتقديم الدعم اللوجستي للمشروعات وربطها مع مجموعة من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص وتوفير مساحات عمل للشركات وتزويدها بالمعدات اللازمة لبناء النماذج للأولية وتقديم الدعم اللازم وإكساب فريق العمل بالمهارات التسويقية وغيرها من أشكال الدعم، وهو ما يساهم بشكل كبير في ردم هوة وادي الموت التي تقع فيها معظم الشركات الناشئة والصغيرة على المستوى العالمي.

وأضاف أن من المشروعات والشركات الناشئة التي تم دعمها وتطويرها عبر مركز صُناع عمان، شركة مرسال، وهي أول شركة تقنية عمانية متخصصة في صناعة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث تمكنت الشركة في مدة 6 أشهر التحول من شركة ناشئة إلى شركة متسارعة النمو وتوقيع أول اتفاقية في معرض إكسبو دبي 2020، كما تم تجميع أول هاتف ذكي عماني بمركز صناع عمان، وكذلك دعم المركز ابتكار جهاز فصل الماء عن الزيت على يد أول شركة تقنية عُمانية متخصصة في تطوير التقنيات البيئية لشركات النفط والغاز، حيث تم تسجيل براءة اختراع بدعم من المركز وقد تم إنتاج 4نماذج أولية، ويعمل المركز على ربط المبتكر بشركات النفط لإجراء التجارب ورصد النتائج في بيئة العمل الفعلية.

ويوجد في المركز، شركة الواحة، وهي شركة تقنية عمانية متخصصة في إنتاج تكنولوجيا التعليم وإنترنت الأشياء، وتطوير تكنولوجيا التعليم في سلطنة عمان من خلال إنتاج حقيبة تعليمية للطلبة متخصصة في إنترنت الأشياء بالتعاون مع شركة نفط عمان حيث تم صناعة أول (200) حقيبة تعليمية، ويحتضن المركز كذلك شركة 3D فاكتوري، وهي أول شركة تقنية عُمانية متخصصة في صناعة الطابعات ثلاثية الأبعاد، حيث تمكنت الشركة من تصميم وتصنيع طابعات ثلاثية الأبعاد وتجهيز خط إنتاج مصغر بمركز صُناع عُمان له القدرة على إنتاج 100طابعة شهريا، وقد تعاون المركز مع شركة Cure Tech، وهي شركة عمانية متخصصة في صناعة الأطراف الطبية الصناعية، كما نجح المركز في تصميم وتصنيع أداة تستخدم في جراحة الركبة بالتعاون مع قسم جراحة العظام بمستشفى جامعة السلطان قابوس وتوفير مبلغ قدره 7000ريال عماني ومعالجة نقص سلاسل الإمداد والتوريدات لا سيما وقت أزمة كورونا.

كما نفذ المركز (25) دورة بمشاركة (528) متدربا، ومنها مخيم الصناع الصيفي والشتوي، في مجالات التدريب على التصنيع الرقمي والثورة الصناعية الرابعة والأعمال اليدوية وغيرها، كما شارك المركز في (10) فعاليات محلية ودولية منها معرض الصناع، ومهرجان العلوم، ومسابقة مختبر الدران المتساقطة، وهاكاثون موارد، والملتقى الافتراضي للملكية الفكرية، والمؤتمر الافتراضي العالمي الأول لدعم منظومة الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، والمسابقة السنوية للابتكار بسلاح الجو السلطاني العماني، وملتقى التحدي والابتكار بدولة قطر، وأسبوع ريادة الأعمال بجامعة نزوى، كما استقبل مركز صناع عمان الكثير من الوفود والزيارات الرسمية للاطلاع على تجربة السلطنة في مجال البحث العلمي والابتكار من منظمة التعاون الرقمي، والمفوضية الأوربية، وسعادة سفير اليابان، ومنظمة الأمن السيبراني بالسفارة الكورية بسلطنة عمان، ومايكل تورن – أحد مؤسسي شركة جوجل ورئيس مشروع السيارات ذاتية القيادة، وشركة سيمنس.

وقال: أن المركز يضم بين جنباته معدات متنوعة تساهم في تلبية احتياجات الباحثين كافة، ومن أهمها الطابعات الثلاثية الأبعاد إذ يتمكن المبتكر والمنتسب للمركز من إنشاء تصميم ثلاثي الأبعاد وتصديره ثم تعديله وتجهيزه للطباعة، وتعمل هذه الآلات على طباعة أي تصميم بكل بساطة وسهولة، لذلك يمكن للمستخدم العمل على مشاريع مختلفة وتطبيق مختلف الابتكارات والقطع المصنوعة من البلاستيك الصلب.. كما يضم طابعات الأشعة فوق البنفسجية وهي شكل من أشكال الطباعة الرقمية يستخدم أضواء فوق البنفسجية لتجفيف الحبر على المنتجات كما تقوم الطابعة بتوزيع الحبر على سطح المواد لإظهارها بشكل مميز

وأضاف: أن من بين محتويات المركز آلات صنع القوالب بواسطة تقنية التفريغ الهوائي وبواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن للمستخدم بناء مجسمات استعدادا لتحويلها إلى قوالب بواسطة تقنية التفريغ الهوائي التي تعمل على تشكيل البلاستيك فوق القطعة وتشكيل القالب منها، ويتطلب من المستخدم مهارة التصميم ثلاثي الأبعاد واستخدام تقنية التفريغ الهوائي لمشاريع مختلفة، يمكن استخدام القوالب لأغراض كثيرة منها قوالب الشكولاتة والصابون أو حتى الشمع، ويمكن تخصيص أشكال وتصاميم مختلفة في القوالب لمنحها جمالية أكثر ولتخصيصها للمؤسسات أو صناعة الشعارات.. كما يضم آلات المنسوجات والخياطة والتطريز الآلي ويمكن للمستخدم تعلم أساسيات الخياطة واستخدام المكائن لصنع قطع ومشاريع مبسطة يمكنهم من خلالها تطوير مهاراتهم لصنع قطع أكثر تعقيدا، بعد تمكنهم من صنع قطع المنسوجات يمكن الآن بدء مرحلة التطريز باستخدام آلة التطريز الآلية التي تعمل بعشرة خيوط مختلفة الألوان لتطريز أشكال متنوعة، إذ يمكن بواسطة ما يتعلمه المشاركون في هذه الورشة تحويل التصاميم الرقمية من علامات تجارية أو أسماء إلى تطريز ملون على القطع التي قاموا بخياطتها.

كما توجد ورش النجارة والحدادة ويمتلك مركز صناع عمان مرفقات متكاملة لورش النجارة والحدادة تمكن المستخدم من إنهاء المشروع في مكان واحد، وتتنوع الآلات بين اليدوية والآلية حسب طبيعة المشروع، كما يوفر المركز تجربة رائدة في صناعة التحف باستخدام الأخشاب العمانية مما يضفي قيمة معنوية وجمالية على الهدايا والتحف، كذلك يمتلك مركز صناع عمان قسما للإلكترونيات والبرمجيات ويسانده مختبر للحاسب الآلي وذلك لتمكين الزوار من كتابة الكود الخاص والسوفت وير المتعلق بإنترنت الأشياء، كما يمتلك متجر للإلكترونيات يستطيع من خلاله الأفراد والمؤسسات شراء القطع الإلكترونية اللازمة لإنجاز المشاريع مما يوفر الوقت والجهد وعناء الشحن من الخارج.