مدير مكافحة المخدرات: البيئة المدرسية «نظيفة».. وارتفاع ملحوظ في أعداد المتعافين
ـ القبض على عدد كبير من تجار المخدرات وشبكات التهريب وأبرز المخدرات المهربة الكريستال
ـ التبغ غير المدخن بوابة الإدمان ويجب حماية النشء من عمليات الابتزاز للوقوع في براثن التعاطي
تولي سلطنة عمان قضايا مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والتصدي لها اهتماما بالغا، وتسخر لها إمكانيات بشرية وإجرائية نظرا لما تشكله من خطورة على مستقبل حياة الأفراد واستقرار المجتمعات، حيث تتخذ خطوات لمنع انتشارها وإعداد البرامج التدريبية لرجال مكافحة المخدرات و توعية المجتمع بعدة وسائل.
وقال العميد محمد بن صالح الغيلاني مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بشرطة عمان السلطانية: تمكن رجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية من إحباط العديد من محاولات التهريب للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية والقبض على المهربين، ومن يتعاون معهم في نقل وترويج المواد المخدرة مما أسهم بشكل كبير في تغير خارطة مسارات التهريب على المستوى الإقليمي ودفع شبكات التهريب إلى اتباع مسارات أخرى، مؤكدا على أهمية الوعي المجتمعي والتفاعل الكبير من كافة أفراد المجتمع في التعاون والتصدي والمتمثل في تقديم البلاغات عن كل ما يدعو إلى الشك والريبة عبر الخط الساخن المجاني 1444 التابع للإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأشار الغيلاني إلى أن جرائم المخدرات تشهد تنوعا وتطورا ملحوظا ومتسارعا في ارتكابها، إذ تلجأ عصابات التهريب إلى ابتكار وسائل متطورة للتواصل بينها وإخفاء ونقل سمومها بين مختلف أقطار العالم، موضحا بأن جرائم تجارة وتهريب المخدرات ذات طابع دولي منظم وعابرة للقارات فلم تعد مقصورة على بلد معين، فهي آفة تعاني منها جميع المجتمعات بسائر شرائحها وأطيافها بل إن المجتمع معرض للإصابة بهذه الآفة في حال فقدان الخواص الاجتماعية التي تتميز بها المجتمعات المحافظة على العادات والتقاليد والروابط الاجتماعية، مشيرا إلى أن قلة الوازع الديني وتدني المستوى الفكري والتعليمي يشكل لدى البعض عنصرا من عناصر الاجتياح والاستهداف من قبل تجار المخدرات والمهربين لعدد من أفراد المجتمع لجرهم إلى نفق التعاطي.
وأوضح الغيلاني في حديث لـ (عمان) بأن شرطة عمان السلطانية عملت من منطلق الحرص على صحة وسلامة المجتمع وضمانا لأمنه و استقراره على مكافحة المخدرات والتصدي لها لمنع انتشارها وتطويق تداعياتها، وسارعت في إعداد البرامج التدريبية بتأهيل رجل مكافحة المخدرات وتزويده بالمعرفة والمهارات اللازمة التي تعينه على أداء واجبه بالشكل المطلوب الذي يتواكب مع تطور الجريمة وأسلوب الإخفاء المتجدد والمتغير.
وكشف مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية عن استقرار أعداد المتعاطين عند المستوى نفسه وارتفاع ملحوظ في أعداد المتعافين من المخدرات بالنسبة للذكور والإناث في سلطنة عمان، موضحا بأن ذلك من الممكن أن يُعزى إلى الإجراءات الرقابية والعلاجية وتضافر جهود مختلف الجهات المعنية وتنفيذ عدد من البرامج الهادفة في سبيل علاج وتأهيل الأشخاص وإعادة دمجهم في المجتمع ليكونوا معول بناء خدمة لوطنهم ومجتمعهم وأفراد أسرتهم والحفاظ على صحتهم واستقرارهم، حيث أكدت الإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات للأعوام الأخيرة ذلك.
الصروح العلمية نظيفة
وقال الغيلاني: ما تزال بيئة المدارس والصروح التعليمية من الجامعات والكليات في سلطنة عمان نظيفة حيث لم ترد لدينا أي بلاغات من إدارات المدارس أو الصروح التعليمية بشكل مباشر عن أي حالة تعاطي فيها، ولكن هناك بعض الملاحظات التي من واجبنا التطرق إليها وهي استخدام بعض المواد البديلة سوى كانت من العقاقير الطبية المستخدمة من غير وصفة طبية أو أخذ أقراص من المؤثرات العقلية تحت أي إطار ترويجي بحجة أنها منشط ذهني أو مخفض للوزن أو لبناء الأجسام فهي كلها أساليب احتيالية للإيقاع بالشباب في فخ المخدرات، إضافة إلى استخدام مشتقات التبغ غير المدخن الذي قد يكون البوابة الأولى للإدمان.
رفع مستوى الوعي
وأكد مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية أن شرطة عمان السلطانية أولت جانب التوعية بأضرار المخدرات والمؤثرات العقلية أهمية كبيرة إيمانا منها بأن الوقاية خير من العلاج وتعمل إدارة العلاقات والإعلام الأمني بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية على رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية عبر مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والسمعية لتضمن وصول الرسالة الأمنية إلى جميع شرائح المجتمع وتقديم الأخبار والبرامج والتقارير الموضوعية والمقالات والكاركتيرات التوعوية وإنتاج الأفلام التوعوية عن مشكلة المخدرات.
وأشار إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية سخرت خطا ساخنا مجانيا (1444) للتواصل مع الجمهور والرد على الاستفسارات، إلى جانب الدور التوعوي الكبير للمعرض المتنقل وهو عبارة عن حافلات تجوب محافظات سلطنة عمان من أجل الوصول إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع وتوعيتهم بشكل مباشر، كما يتم تحديث المعلومات المتعلقة بالمخدرات ونشر وترجمة قانون مكافحة المخدرات في موقع شرطة عمان السلطانية.
و أضاف: إن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تقوم بإعداد برنامج توعوي سنوي يشتمل على العديد من الفقرات التوعوية للمدارس أو الكليات والمبتعثين إلى الخارج بالتنسيق مع الجهات المعنية وقد تم تنفيذ بعض تلك البرامج بوجود المعرض المتنقل التوعوي إضافة إلى تقديم محاضرات توعية وتوزيع المطويات التوعوية.
المخدرات الكيميائية
وعن الأنواع الأكثر من حيث التهريب والضبطيات، قال مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية: تختلف الكميات حسب المصدر ودول الإنتاج وتعد المخدرات المصنعة (الكيميائية) الأكثر من حيث التهريب والضبطيات وفي المقابل تأتي المواد القنبية والأفيونية في آخر قائمة المواد المهربة التي يتم ضبطها، أما الجرائم المنظمة والعابرة للحدود والقارات فهي الأخطر بسبب طبيعتها الإجرامية وانتماء عناصرها إلى شبكات خفية داخل الدول التي تنتمي لخطوط التهريب حيث تستغرق وقتًا في تفكيك هذه العناصر سواء كانت جهود مبذولة من الأجهزة الأمنية داخل الدول أو من خلال الخطط الأمنية الدولية المشتركة بين دول الإقليم، مشيرا إلى أن هذه الجهود أسهمت في تفكيك عدد كبير من عناصر هذه الشبكات وإلقاء القبض على عدد كبير من تجار المخدرات وشبكات التهريب، ومن أبرز المخدرات المُهربة مخدر الكريستال وهو من المخدرات ذات الطابع المصنع يليه مخدري الحشيش والمرجوانا، التي تعد من المخدرات القنبية وبعدها مخدري الأفيون والمورفين وأقراص المؤثرات العقلية.
وأكد الغيلاني أنه لا يمكن تسمية محافظة بعينها كأكثر المحافظات تضررا بسبب كثرة تنقل فئة المتعاطين بين الولايات والمحافظات، مشيرا إلى أن تصنيف محافظة شمال الباطنة الأعلى بين المحافظات في جرائم المخدرات، قد يعود إلى حجم مساحتها ولكثافتها السكانية العالية وكثرة زوار المحافظة والسياح والحركة التجارية النشطة المتمثلة في المناطق التجارية والصناعية حيث توجد شريحة كبيرة من العمال الوافدين التي قد تستغل في عمليات التهريب، بالإضافة إلى طول الشريط الساحلي، ولذلك فإن تشکیلات شرطة عمان السلطانية المعنية تقوم بدور كبير في تسيير دوريات مستمرة ومتواصلة على طول الطرق المحاذية للشواطئ من أجل حماية وتأمين المناطق الساحلية، ويمكن أن يسهم قاطنو تلك المناطق في هذه الجهود من خلال الإبلاغ من أجل ضبط المروجين والمعاونين لهم وتقديمهم للعدالة.
وفي ختام حديث، أكد العميد محمد بن صالح الغيلاني مدير عام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بشرطة عمان السلطانية على أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، توجب علينا جميعا تحذير النشء لحمايتهم من الاستغلال أو الابتزاز من أشخاص مجهولين يغررون بهم للوقوع في براثن التعاطي ويجب تحذيرهم كذلك من المواد التبغية غير المدخنة وعقاقير بناء الأجسام والأقراص التي يتم الترويج لها للتخسيس أو زيادة الوزن وغيرها من الاستخدامات لما تشكله من خطورة على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية، موضحا بأن هذه المواد في أغلب الأحيان لا تخضع للرقابة الدوائية وقد تؤدي إلى الإدمان، وهنا ننصح بفحص هذه المواد قبل الشروع في تناولها وأخذ الاستشارة الطبية من المختصين، مبينا أهمية توحيد الجهود لمنع ومكافحة المخدرات باعتبارها مسؤولية مشتركة لإيجاد مجتمع خال من المخدرات.
