مؤتمر مسقط الدولي للعيون يمنح جائزة «ابن عميرة» لـ 4 أطباء

يقف على مستجدات طب العيون وحلقة علمية باستخدام تقنيات جراحية متطورة -

د. راشد السعيدي: تحسين مستوى التشخيص والتعرف إلى التقنيات الجراحية والعلاجية الجديدة -

انطلقت اليوم أعمال مؤتمر مسقط الدولي للعيون 2022م، الذي ينظمه مركز طب العيون بمستشفى القوات المسلحة بالتعاون مع الجمعية العمانية لطب العيون وبمشاركة واسعة من مختلف دول العالم بهدف الوقوف على آخر المستجدات العلمية والتقنية وتبادل الخبرات والتجارب في مجال التشخيص الطبي وعلاج العيون، ويقام المؤتمر الذي تشارك فيه وزارة الصحة والمجلس العماني للاختصاصات الطبية والجمعية الطبية العمانية ومستشفى جامعة السلطان قابوس والجهات الطبية الأخرى، بالتعاون مع القطاع الخاص خلال الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر الجاري وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض.

وافتتحت فعاليات المؤتمر برعاية معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، كما حضر افتتاح المؤتمر عدد من أصحاب المعالي والسعادة وكبار الضباط وعدد من المسؤولين والمدعوين والمشاركين من داخل سلطنة عمان ومن العديد من دول العالم.

وألقى الدكتور راشد بن محمد السعيدي رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر مسقط الدولي للعيون كلمة قال فيها: إن ما يميز المؤتمر هذا العام إدخال عدد كبير من الحلقات العملية والعلمية التي تقدم التدريب العملي المعتمد لنقل المهارات العلمية إلى العاملين في قطاع طب وجراحة العيون في كيفية التعامل مع أمراض العيون وتشخيصها وعلاجها وسوف تُمنح شهادات معتمدة للمسجلين الحاضرين من جهات الاعتماد سواء خارجية أو داخلية تساعدهم في ممارسة هذه التخصصات حيث يعملون وبعضها مصدقة من جهات علمية عالمية، كما توجد مشاركات مباشرة في الجلسات من قبل جمعيات علمية مختلفة، موضحا أن النسخة الجديدة من مؤتمر مسقط الدولي للعيون سيتم من خلاله نشر عدة بحوث علمية في مجال طب العيون.

توسع وتطور

وأضاف السعيدي: إن مؤتمر مسقط لطب العيون الدولي الذي يعقد سنويًا وارتبط اسمه بمسقط العامرة يشهد تطورا على مستوى الحضور وعدد المشاركين والمتحدثين من مختلف دول العالم، مؤكدا حرص اللجنة المنظمة على تطويره من خلال وضع اللمسات العلمية والتدريبية التي تتواكب مع التطور العلمي وحاجة المنطقة، ويعد المؤتمر من المؤتمرات المتميزة نظرا لما يتضمنه من جلسات علمية تتوزع في ثلاث قاعات على مدى ثلاثة أيام، كما يتضمن مختبرين للتدريب على عمليات العيون النادرة باستعمال عيون حيوانات أو معدات صناعية باستعمال الأدوات والأجهزة نفسها وكذلك للتدريب على تشغيل واستعمال وتفسير النتائج للأجهزة المتقدمة في طب العيون بوجود متخصصين من خارج سلطنة عمان ومن الشركات المصنعة من أجل نقل التكنولوجيا والخبرة للأطباء ومساعديهم الذين يعملون في هذا المجال بهدف تحسين مستوى التشخيص والعلاج في المؤسسات الطبية سواء للمحلية أو للدول المشاركة.

مساهمات طبية عمانية

وأضاف: إن ما تزخر به عمان من تقدم ليس وليد اليوم ولكن له جذور وأساسات منذ قديم الزمان، حيث أثرى العمانيون منذ آلاف السنين البشرية بما قدموه ونشروه من العلوم الأدبية والعلمية والطبية، ما أسهم في دفع عجلة العلوم والمعرفة حول العالم، ومن خلال البحث في مجال الطب برع عدد من العمانيين منذ مئات السنين، أثبتوا طريقة علاجهم بالتجربة والبرهان العلمي فكان لهم الريادة، ومن خلال المخطوطات التي كتبوها لاحظنا أن الكثير مما وصلوا يتوافق مع العلم الحديث التجريبي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التجارب العلمية والملاحظات التشريحية التي قاموا بها من أجل الوصول إلى هذه النتائج، وهنا نذكر الطبيب العماني ابن عميرة، الذي تم اعتماد جائزة باسمه تمنح للمستحقين حسب شروط اللجان العلمية، والطبيب العماني ابن الذهبي الصحاري الذي وضع أول موسوعة علمية طبية قبل حوالي ألف عام من الآن.

مجلة علمية

وتمتلك الرابطة العمانية لطب العيون بصفتها جهة طبية غير ربحية مجلة علمية تصدر من سلطنة عمان، تعدّ من أوائل الدوريات العلمية المعتمدة والموثقة في المنطقة، حيث تعنى بنشر البحوث العلمية والخبرات في مجال طب العيون من جميع دول العالم، وتعد الذراع العلمي والبحثي لمجتمع طب العيون، إذ يعمل فريق المتابعة والمراجعة والتدقيق بكل جهد منذ تأسيس هذه المجلة لإظهارها بالمظهر العلمي الممتاز سواء في المحتوى العلمي أو التنظيم والدقة منذ أكثر من 14 عاما.

القرنية المخروطية

بعدها قُدّم عرض مرئي عن دراسة سلطنة عمان لمرض القرنية المخروطية، وألقى بعدها البروفيسور الدكتور مازن سنجاب جلسة بعنوان «القرنية المخروطية .. الداء الخفي» تحدث فيها عن أهمية الالتفات إلى هذا المرض الذي بات يعد مشكلة وطنية وتقديرا للدور العماني الرائد في مجال الطب وللأمانة العلمية التي تمتع بها الأطباء والعلماء العمانيون، وتذكيرا بالدور الإنساني الرائد والرسالة الإنسانية الطبية التي قام بها هؤلاء الأطباء من أمثال الطبيب العماني راشد ابن عميرة الذي اعتمدت جائزة باسمه سابقا، والطبيب العماني ابن الذهبي الذي تتلمذ على يد أشهر أطباء العرب وعلمائهم كابن سينا والبيروني، ثم عرض فيلم وثائقي عن سيرة حياة الطبيب ابن الذهبي.

تكريم

وكرم معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية راعي الحفل الطبيبين العمانيين المخضرمين السيد الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي والدكتور علي بن طالب الهنائي بجائزة الطبيب العماني «ابن عميرة» التي جاءت تقديرًا لجهودهما وتفانيهما؛ لما قدماه في سبيل خدمة الإنسانية في المجال الطبي، كما سُلمت الجائزة لطبيبين آخرين من خارج سلطنة عمان وهما البروفيسور الدكتور مازن سنجاب والدكتور طارق شعراوي.

معرض علمي

وفي ختام حفل افتتاح مؤتمر مسقط الدولي للعيون لعام 2022 تجول معالي السيد راعي الحفل والضيوف الحاضرون في رحاب المعرض العلمي الطبي المصاحب للمؤتمر الذي تضمن معروضات لأحدث الأجهزة والمعدات الطبية ووسائل العلاج الحديثة.

حلقات تدريبية

سبق الافتتاح تنفيذ حلقات عمل تدريبية قدمها نخبة من المدربين الأكفاء من مختلف الدول العربية والأوروبية والإفريقية من ذوي الخبرة، وقفوا من خلالها على آخر المستجدات في عالم طب وجراحة العيون كما تبادلوا الخبرات والتجارب مع المشاركين الإقليميين والدوليين، والتعرف إلى التقنيات الجراحية الجديدة المستخدمة في تشخيص وعلاج أمراض العيون.

جلسات علمية

تضمنت الجلسات العلمية في اليوم الأول محاضرات متنوعة حول آخر المستجدات في مجال تصوير العين، حيث تطرقت إلى أحدث التطورات في تشخيص وتدبير النزول الأسود (الجلوكوما) وآخر المستجدات حول اعتلال الشبكية السكري، كما نفذت دورة تدريبية حول استخدام تقنية المعالجة الضوئية المعدلة (PTK) على سطح القرنية غير المنتظم استُعرض فيها معايير الممارسة في الجراحة الانكسارية وتدبير القرنية المخروطية وآخر مستجدات وأُفق عملية تثبيت القرنية (CXL) وعملية النزول الأبيض باستخدام الجرح الصغير (MSICS).