No Image
عمان اليوم

مؤتمر أمراض الكلى يوصي بتطبيق بروتوكولات مبنية على الأدلة لتحسين نتائج الغسيل الكلوي

06 سبتمبر 2025
06 سبتمبر 2025

صلالة عادل سعيد اليافعي - تصوير حافظ سويلم

اختتمت في مدينة صلالة بمحافظة ظفار اليوم أعمال المؤتمر الدولي الثالث لأمراض وزراعة الكلى، الذي نظمته الجمعية العُمانية لأمراض وزراعة الكلى (OSNT) على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 250 مختصًا من 15 دولة، بينهم أطباء وباحثون وأكاديميون وممثلون لمؤسسات صحية مرموقة إقليميًا ودوليًا.

وحمل المؤتمر هذا العام شعار: «رعاية مستدامة للكلى: رؤية نحو المستقبل»، حيث شكل منصة علمية تجمع بين المعرفة الطبية الحديثة والتجارب العملية، مع تسليط الضوء على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث في مجال أمراض الكلى وزراعتها، إضافة إلى مناقشة مستقبل الرعاية الصحية في ضوء الثورة الرقمية وتنامي دور الذكاء الاصطناعي.

التوصيات

وأوصى المجتمعون والمشاركون في ختام المؤتمر بتعزيز التعاون متعدد التخصصات ورعاية المريض المرتكزة على الإنسان، وتطبيق بروتوكولات مبنية على الأدلة لتحسين نتائج الغسيل الكلوي وإدارة الأوعية الدموية.

ودعت التوصيات إلى دعم التعليم المستمر وبرامج التدريب والتبادل العلمي، والعمل على تشجيع البحوث المشتركة والابتكار في الوقاية والكشف المبكر وإدارة أمراض الكلى.

كما أوصى المؤتمر على إطلاق حملات توعية مجتمعية للحد من عوامل الخطورة كالسمنة والسكري وارتفاع الضغط، وتطوير سياسات صحية مستدامة وبرامج للتبرع بالأعضاء والسجلات الوطنية لمتابعة النتائج.

برنامج علمي

وتميز المؤتمر ببرنامج علمي ثري اشتمل على جلسات نقاشية وأوراق عمل وورش تدريبية تخصصية، تناولت موضوعات دقيقة مثل التشخيص المبكر لأمراض الكلى، وتطورات العلاج المناعي في مجال زراعة الأعضاء، إضافة إلى تقنيات الغسيل البريتوني وأحدث البروتوكولات في الجراحات الميكروسكوبية الخاصة بالزراعة.

كما خُصصت جلسات لبحث العلاقة بين الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتأثيرها المباشر على الكلى، في حين أولت جلسات أخرى اهتمامًا خاصًا بأمراض الكلى لدى الأطفال والأورام المرتبطة بها، مع استعراض دراسات حديثة حول سبل الوقاية وتقليل نسب المضاعفات.

إحدى الإضافات البارزة لهذا العام تمثلت في مناقشة استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر ورصد المضاعفات، وهو ما فتح الباب أمام حوارات معمّقة حول كيفية دمج التقنيات الذكية في الممارسات الطبية اليومية، بما يسهم في خفض نسب الخطأ وتحسين جودة حياة المرضى.

معرض مصاحب

إلى جانب الجلسات العلمية، أقيم معرض توعوي وطبي بمشاركة عدد من الشركات العالمية والمؤسسات البحثية والمستشفيات المتخصصة، حيث عُرضت أحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة في علاج أمراض الكلى، إضافة إلى أدوية مبتكرة وبرمجيات طبية قائمة على الذكاء الاصطناعي.

وقد أتاح المعرض للمشاركين فرصة الاطلاع على التجارب الدولية وتبادل الخبرات المباشرة مع ممثلي شركات التكنولوجيا الطبية، فضلًا عن إسهامه في رفع وعي المجتمع المحلي عبر أركان توعوية سلطت الضوء على أساليب الوقاية من أمراض الكلى وأهمية الكشف المبكر.

مشاركة محلية ودولية

وشهد المؤتمر مشاركة فعالة من نخبة من الأطباء والاستشاريين من داخل السلطنة، الذين عرضوا تجاربهم في مجال الرعاية الصحية المتخصصة، وطرحوا قصص نجاح في التعامل مع الحالات المعقدة لزراعة الكلى. كما قدم خبراء من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية أوراقًا بحثية ركزت على التطورات العالمية في العلاج المناعي والجراحات الدقيقة.

هذه المشاركة الدولية أكدت مكانة السلطنة كوجهة علمية قادرة على استقطاب أبرز الكفاءات الطبية، كما وفرت فرصة ثمينة للأطباء المحليين للاطلاع على أحدث الممارسات وتبادل الخبرات التي من شأنها تطوير مستوى الخدمات الصحية الوطنية.

توعوية ومجتمعية

لم يقتصر دور المؤتمر على النقاشات الأكاديمية، بل حرص المنظمون على توسيع نطاق التأثير المجتمعي، من خلال برامج توعية موجهة لأفراد المجتمع في محافظة ظفار. وشملت هذه الفعاليات محاضرات مبسطة حول أهمية شرب المياه الكافية، وتبني أنماط غذائية صحية، وممارسة النشاط البدني كوسائل أساسية للوقاية من الفشل الكلوي.

كما تم تشجيع الحضور على إجراء الفحوصات الدورية التي تُعد خط الدفاع الأول للكشف المبكر، إلى جانب نشر ثقافة التبرع بالأعضاء باعتبارها ركيزة أساسية لإنقاذ حياة العديد من المرضى.

أهمية إقليمية ودولية

انعقاد هذا المؤتمر في سلطنة عمان يعكس إدراكها للتحديات الصحية العالمية المرتبطة بالأمراض المزمنة، خصوصًا أن أمراض الكلى تمثل عبئًا متزايدًا على الأنظمة الصحية في مختلف الدول. ويُبرز المؤتمر أيضًا التزام السلطنة بتعزيز البحث العلمي والتدريب الطبي المستمر، بما يتماشى مع استراتيجياتها الصحية ورؤيتها المستقبلية.

كما أن استضافة صلالة لهذا الحدث العلمي العالمي يعكس نجاح سلطنة عمان في الجمع بين السياحة والمؤتمرات الطبية، حيث استفاد المشاركون من أجواء المحافظة السياحية والثقافية، الأمر الذي يضيف بعدًا آخر لجاذبية الموسم كوجهة للفعاليات الدولية.