No Image
عمان اليوم

كيف نواجه ضغوطات الحياة وأعباءها اليومية؟

03 ديسمبر 2022
أخصائيون يحذرون من الاستسلام للقلق وينصحون بالرياضة والتأمل
03 ديسمبر 2022

تتزايد مسؤوليات الفرد، مع توسع أعماله اليومية والتزاماته تجاه الأسرة والعمل وملاحقة متطلبات الحياة ومتغيراتها المتسارعة.

في ظل هذه الظروف، قد تتسبب ضغوطات الحياة اليومية التي يمر بها الفرد في الكثير من المشكلات الصحية، وقد تؤدي إلى حدوث الاضطرابات النفسية لدى الأفراد، وما ينتج عنها من توتر وضيق وخوف وتفكير مبالغ فيه في بعض المواقف والأحداث.

"عمان" استطلعت آراء عدد من أفراد المجتمع حول كيفية التعامل مع القلق والإرهاق النفسي الذي قد تسببه أحداث الحياة اليومية.

ممارسة الرياضة

يشير محمد بن راشد المقبالي إلى أن القلق والخوف حالة طبيعية، حيث يمر الشخص بصراع نفسي نتيجة كثرة التفكير حول موضوع أو مشكلة معينة مما يسبب له إجهادا نفسيا وجسديا، وغالبية الناس تمر بهذه الظروف فهي طبيعة الحياة، ولكن من المهم أن يعرف الشخص كيفية التعامل مع هذا القلق، فربما البعض يفقد أعصابه في ردات فعله التي تكون عكسية عليه لا سيما في العمل، وعن نفسي حين أمرّ بمشكلة أو إرهاق نفسي حول موضوع معيّن أفصل المشكلة عن مهمات عملي ومسؤولياتي اليومية حتى لا تؤثر على جودة سير مهماتي الوظيفية، بل على العكس أُكرّس طاقتي في التركيز على العمل الذي أقوم فيه باللحظة وأسلم الأمر لله، كذلك أخصص وقتا لتفريغ مشاعر القلق والخوف وأُمارس رياضة المشي حتى أشعر بالراحة النفسية، وبعدها تمضي الأمور بشكل سلس وطبيعي.

تحديد المواقف

ويضيف أحمد بن محمد اليحيائي: للتخلص من الضغوطات النفسية التي يمر بها الإنسان، عليه أولا تحديد المواقف والأحداث التي تسبب له إرهاقا نفسيا، كذلك معرفة كيفية التخلص من هذا القلق خطوة بخطوة وعلى الشخص إعطاء كل شيء حقه دون تضخيم للأمور، ويحتاج الإنسان دائما إلى أقرب الناس إليه سواء كانت زوجة أو صديقا قريبا ليعبِّر عما بداخله من تراكمات، كذلك من الأفضل أن يقوم الشخص بين وقت وآخر بتغيير ما هو متعود عليه من أعمال يومية، ويستغل فترة الإجازات للخروج والمتعة، وممارسة الرياضة والسباحة والزراعة وغيرها من الأنشطة المستحبة، أيضا الإنسان بحاجة للراحة النفسية والنوم المبكر، وعدم المبالغة في التفكير في المستقبل ويعيش يومه بتوكل وتسليم لله عز وجل، ويحث ديننا الإسلامي دائما على ذكر الله لطمأنينة النفس والروح، وإخراج الصدقات التي تدفع البلاء، والزيارات العائلية.

الراحة

وتقول أحلام بنت إبراهيم البلوشية: لدي أسرة أعتني بها وفي المقابل لدي وظيفة ومهمات عمل ومسؤوليات متعددة، ودائما ما تمر عليّ لحظات وأيام شاقة تنهك جسدي وتشتت عقلي وتركيزي، وفي هذه الحالة أحاول استرجاع أنفاسي وأتحلى بالصبر والهدوء، ودائما ما توضح لي الضغوطات المشكلة الأساسية التي ينبغي إعادة ترتيبها وتنظيمها في حياتي سواء فيما يخص العمل أو الأبناء، وبالتالي اتّخذ القرار تجاهها بشكل سليم، وبعدها أُكافئ نفسي بأخذ قسط من الراحة والخروج في رحلات داخلية أو خارجية.

قراءة الكتب

منى بنت محفوظ الخنجرية قالت: إن الحياة لا تخلو من الأعباء والضغوطات النفسية، لكن يجب على الإنسان أن يكون مرنا وقادرا على تجاوز المواقف والأحداث التي تسهم في زيادة الضغوطات من حوله، مضيفة: هناك وسائل وأساليب متنوعة يمكن أن يتّبعها الإنسان ليخفف الضغوطات ومن أهمها أن يجعل في يومه وردا من القرآن الكريم حتى يجلب الطاقة لروحه ويشعر بالسكينة والطمأنينة، وملازمة الاستغفار وذكر الله، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين باعثي اليأس والإحباط، فهؤلاء يزيدون الحياة تعقيدا، والتنزه بصحبة الأصدقاء الإيجابيين من يبعثون الفرح ويجعلونك تنسى كل ضيق وهم مر عليك، والتأمل والاستمتاع بمناظر الطبيعة التي تبعث الراحة في النفس، كذلك قراءة بعض الكتب والقصص التي تبث الأمل والتفاؤل، كما يساعد التجديد الجسدَ على الاسترخاء والسكينة كالملبس وبعض ديكورات المكتب والمنزل.

أسباب القلق

وأوضحت الأخصائية النفسية علياء بنت محمد باعمر من مركز حياة للإرشاد النفسي والأسري: إن اضطراب القلق هو حالة نفسية مبالغ فيها من الخوف والتوتر والهم والتفكير الزائد حول الأحداث اليومية التي تصادف الفرد ويتوقع فيها حصول الأسوأ ويشعر بعدم الأمان مما قد يقع مستقبلا.

وأشارت إلى أن هناك عدة أسباب قد تعرِّض الشخص للإصابة بالقلق منها أسباب وراثية، عضوية، نفسية واجتماعية، أما الأسباب الوراثية فقد يكون أحد الأبوين يعاني من القلق بالتالي قد يكون أحد الأبناء عُرضة لإصابته بالقلق وبالأخص الابن الأكبر، أما الأسباب العضوية فقد يعاني الفرد من مشكلة عضوية بالغدة مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو مشكلة بالقلب واضطراب بالجهاز التنفسي، أو يعاني من مرض السكري أو التعرُّض لإصابة بالرأس أو إصابة الجهاز العصبي.

وعن الأسباب الاجتماعية أشارت إلى أن طريقة التنشئة والتربية أو البيئة غير المستقرة قد تعرِّض الفرد لمواقف أو تجارب صادمة في مرحلة الطفولة والمراهقة مثل العنف والتنمر، وتكون سببا في ضعف تقديره لذاته وثقته بالنفس.

تحديد القلق

وعن كيفية إدارة الضغوط وتجنب القلق بيّنت الأخصائية: توجد عدة ممارسات يتّبعها الشخص لتقليل الضغط النفسي منها ممارسة النشاط الرياضي الصباحي، وتفويض بعض الأمور للآخرين، والتنفس العميق، والكتابة تساعد على الهدوء وتفرغ المشاعر الداخلية، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، ومصاحبة الأصدقاء الإيجابيين، وعيش اللحظة، واتباع أسلوب الحياة الصحي.

وأضافت: القلق المرضي يسبب خللا وظيفيا في أدائك الاجتماعي والمهني والأكاديمي، ومن المهم عندما يصل الأمر إلى حد أن يؤثر هذا القلق على جودة حياتك أن تلجأ للعلاج إما بالأدوية أو بالجلسات النفسية، أو الدمج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي وكلاهما يؤدي إلى النتيجة نفسها.