89
89
عمان اليوم

عودة الحياة والحركة الشرائية إلى سوق «أبو ثمانية» في الرستاق

28 مايو 2021
جهود المسؤولين وتعاون الأهالي رده لرونقه التاريخي
28 مايو 2021

الرستاق - سعيد السلماني​

عادت الحياة لسوق الرستاق القديم والمعروف بسوق « أبو ثمانية « بعدما توقف فترات طويلة عن الحركة الشرائية وذلك لعدة أسباب ، كما تم إعادة بناء السوق في حلته الجديدة بناء على الرؤية الحكومية القائمة على إيلاء أهمية للأسواق العمانية التاريخية ، وبتعاون الأهالي والمسؤولين في المحافظة عادت الحياة والحركة الشرائية للسوق مع تنوع للبضائع والمنتجات التراثية وسط ابتسامة بادية على وجوه أصحاب المحلات في السوق حيث يعتبر سوق الرستاق الشهير بمسمى سوق «أبو ثمانية» من أقدم أسواق السلطنة وهو معلم يقصده السياح من كل مكان ، وكان يزخر في السابق بوفرة البضائع التي يحتاجها رواد السوق من مختلف الولايات والقرى القريبة كما يتميز بموقعه الفريد بجانب قلعة الرستاق التاريخية حيث يشتمل السوق على (54) محلا وكذلك به عدد من الخدمات ، وقد قامت « عمان « بالتجوال في أورقة السوق واستطلعت آراء بعض أصحاب المحلات وكذلك المعنيين بالسوق بعد عودة الحركة الشرائية إليه .

الاتفاق مع أصحاب المحلات

في البداية حدثنا بدر بن محمد السعيدي المدير العام المساعد ببلدية المحافظة فقال : بدأت الحركة الشرائية بالعودة إلى سوق الرستاق والمعروف بسوق «أبو ثمانية» بعد أن تم الجلوس مع أصحاب المحلات والمستأجرين ومعرفة متطلباتهم وهكذا رجعت الحركة الشرائية مع توفير وتنوع البضائع ، كما قامت البلدية بنقل موظف للعمل كناظر للسوق بدل ناظر السوق المتقاعد ، وتم توفير عمال نظافة بشكل يومي مهمتهم نظافة السوق ودورات المياه ، كما تم عمل بعض الصيانة لدورات المياه الرجالية والنسائية وإمداد السوق بالمياه ، كما تم صيانة الإنارة الداخلية وتركيب عدد (6) كشافات لإنارة الممرات الداخلية ، إلى جانب صيانة واستبدال بعض الأبواب الرئيسية للسوق وصبغ الكربستون للطريق ومواقف السيارات الداخلية، كما قامت البلدية بتشجيع الباعة الموجودين في الساحة الخارجية المقابلة للسوق للدخول إلي السوق والحصول على محل بداخل السوق لعرض بضائعهم وممارسة حرفهم التقليدية ونقل المناداة للمنتجات الموسمية بجميع أنواعها لداخل السوق.

تأجير المحلات

وقال المهندس هارون بن ناصر العوفي أحد المستثمرين بجانب السوق : سوق الرستاق بوثمانية يعتبر من أبرز وأنشط الأسواق على مستوى السلطنة على امتداد التاريخ العماني العريق حيث يقع السوق بجانب قلعة الرستاق ويتميز بموقعه على ضفاف مجرى شرجة الماء التي يسلكها الأهالي من مختلف قرى الولاية والولايات المجاورة لتصل كل مجموعة إلى الباب المواجه لها من بين الأبواب الثمانية المتوزعة على زوايا السوق وجهاته ويضم السوق الذي يقع على مساحة ٤٠٠٠ متر مربع و ٥٤ محلاً بمقاسات ٣ أمتار عرضاً و٤ أمتار طولاً وتشكل ٤٦ محلاً منها حلقة حول السوق مع مواقف للسيارات داخل السوق بينما تقع ٨ محلات في الوسط مع مظلة للمناداة وبيع المحاصيل المحلية الموسمية المختلفة.

وأضاف العوفي : استبشر التجار باكتمال تأجير المحلات مما يعكس الإقبال الجيد من التجار لعرض بضاعتهم وتطوير طرق عرضهم للأدوات والأغراض المختلفة ، وقد تعددت الأنشطة المفتوحة ما بين بيع التحف والمقتنيات الأثرية وكذلك الفخاريات والسعفيات بالإضافة لبيع أدوات الزراعة والبذور ومعدات العناية بالنخيل وحصد الأعلاف كما توجد محلات بيع المواد الغذائية الأساسية والأواني والأدوات المنزلية.

المنتجات التراثية

والتقينا فاضل بن سليمان اليحيائي أحد الباعة في السوق والذي حدثنا عن السوق والخدمات التي يقدمها للمترددين فقال : السوق معروف منذ القدم وله تاريخ طويل والسوق في حلته الجديدة يعكس مدى التطور الذي وصلت له الأسواق في عمان إذ يجب علينا المحافظة على التراث وعلى الأسواق المحلية ، من أجل المحافظة على الموروث العماني الأصيل كما يوجد في السوق مختلف أنواع البضائع العمانية والتي يحتاجها المستهلك كالأسلحة والمقتنيات التراثية والخناجر وغيرها من الأدوات التراثية .

جيل بعد جيل

يقول صائغ الفضيات محمد بن عبيد الشقصي: لدي محل في السوق يختص بصياغة الخواتم والخناجر وغيرها وتصليح وتنظيف المقتنيات الفضية ، وأشكر القائمين على السوق بإعادة الحياة للسوق ، حيث يجب علينا المساهمة في المحافظة على مثل هذه الأسواق التاريخية وتشجيع الأبناء على ممارسة مهن الآباء والأجداد كي تتوارثها الأجيال .

الأدوات التراثية

ويقول هلال بن محمد الرمحي صاحب محل للخناجر العمانية والأسلحة التقليدية والأواني التراثية وغيرها من الأدوات : تم تجميع هذه الأدوات التراثية التي تشاهدونها في المحل منذ فترات طويلة وكان ميولي منذ فترة مبكرة متجها نحو الجانب التراثي في السوق ، حيث كان أكثر نشاطا ونتمنى أن تعود إليه الحياة بنفس الصورة التي كان عليه على مر التاريخ ، ويجب علينا نحن كعمانيين المحافظة على التراث العماني الأصيل وأنا قمت بتجميع مختلف الأدوات والأسلحة التقليدية والتاريخ أصيل بجهود كبيرة.

20 عاما في السوق

الشاب عامر بن عبدالله العبري قضى 20 عاما متفرغاً لتجارته بالسوق في بيع منتجات البذور والبقوليات وأدوات ومعدات الزراعة والعناية بالنخيل والعنب وكذلك الأعلاف ويحث الجميع على النشاط واغتنام الفرص وهو يتمنى فتح أبواب للمحلات إلى الخارج ليسهل ملاحظتها من سالكي الطريق حول السوق ، كما يتمنى الزوار توحيد اللوائح للمحلات وأن تكون بطابع تراثي وملحوظ ، وكذلك يطالب بتخفيض الإيجارات وتعاون البلدية وتمديد ساعات فتح السوق إلى الليل لكي ينجح السوق في زيادة إقبال التجار لفتح أنشطة متنوعة بالسوق ، وهو الأمر الذي سيسهم في توافد المشتريين كما يتمنى الإسراع بالموافقة لفتح أبواب للمحلات باتجاه الخارج كما هو في سوق الخضروات والفواكه بالولاية.

السوق المركزي

يقول خالد بن عبدالله العبري أحد الباعة في السوق : يعتبر سوق الرستاق من أهم الأسواق الشعبية والمعروفة في السلطنة، وهو بمثابة السوق المركزي للمحافظة، نتيجة لما يشهده من حركة تجارية مميزة وهو كذلك ملتقى الباعة يعرضون من خلاله مختلف البضائع المتنوعة والتي يتردد عليها الناس وكذلك عرض المنتجات التراثية ونحن سعداء بعودة الحياة في السوق بعد فترات من التوقف ونتمنى أن يتم إضافة لوحات موحدة لجميع المحلات في السوق ليسهل على الزائر معرفة المعروضات.

وقال خليفة بن ناصر الناصري : من خلال التجوال في السوق شاهدنا محلات متنوعة حيث البيت العماني الحرفي فيتميز بتوفر مختلف الفخاريات والسعفيات والمحاصيل المحلية من البقوليات والبذور والثوم والبصل وغيرها ،كما يوجد بالسوق مطحنة البهارات والقهوة التي يقوم عليها الشاب إسحاق العبري وكذلك يقصد الناس للسوق إلى شراء منتجات الثوم والسعفيات والمحاصيل الموسمية.

«أبو ثمانية»

الجدير بالذكر جاء تسمية سوق الرستاق (أبوثمانية) لأن له ثمانية أبواب لكل باب منها مسمى ولذلك سمي بهذا الاسم ويتميز بموقعة الفريد وكذلك المحلات المجاورة إلى جوار قلعة الرستاق التاريخية.