No Image
عمان اليوم

عمان تحتفل غداً بنسائها الماجدات وتكرِّم 30 شخصية

16 أكتوبر 2022
فعاليات على مدى 3 أيام تبرز إنجازات المرأة العمانية
16 أكتوبر 2022

تحتفل سلطنة عمان غداً بيوم المرأة العمانية وسط إنجازات مشهودة سجلتها المرأة العمانية على مختلف المستويات، في ظل الرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- انطلاقا من دورها الماجد في تنمية المجتمع والمساهمة في منظومة البناء المجتمعي والوطني، وإيمانا بما قدمته المرأة العمانية من إسهامات خلال الحقب الماضية، ودورها المهم في تكوين منظومة الأسرة العمانية والحفاظ على هويتها العمانية الأصيلة.

ويأتي السابع عشر من أكتوبر من كل عام لتجدد سلطنة عمان دعمها للمرأة عبر تخصيصها يوما للمرأة يُحتفى بها لتتوَّج مسيرتها بمزيد من الدعم والتمكين وإتاحة الفرصة للتنافس والإبداع في مختلف المجالات لتسمو بها الأوطان وترتقي المجتمعات إلى غايات سامية تنبع من الإيمان بأهمية المرأة باعتبارها عنصرا مهما لتحقق غايات المستقبل.

وتحتفي سلطنة عمان بيوم المرأة هذا العام تحت شعار (المرأة شريكة في التنمية)، لترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية مع أخيها الرجل، حتى وإن كانت المرأة شريكة منذ وقت مبكر في النهضة والتنمية، فإن شعار هذا العام يؤكد المكانة الراسخة للمرأة ودورها كشريكة في التنمية وبناء الوطن ومنجزاته.

واحتفالا بيوم المرأة العمانية تنظم وزارة التنمية الاجتماعية سلسلة من الفعاليات بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، حيث افتُتح أمس معرض "نساء عمان" بمشاركة 150 مؤسسة صغيرة ومتوسطة إضافة إلى أركان لأصحاب المشاريع المنزلية والأسر المنتجة، كما ضم المعرض "نساء عمان" معرض الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي عُرضت فيه 43 لوحة تشكيلية و18 صورة فوتوغرافية، ويفتح المعرض أبوابه للزوار لثلاثة أيام متتالية.

افتُتح المعرض برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، بحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وعدد من المسؤولين والحضور.

وفي إطار متصل، أقامت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس (حوار اليافعين) بعنوان «التنشئة التربوية السليمة لليافعين ودور المرأة العمانية» بمشاركة 200 من طلبة جامعة السلطان قابوس.

وتهدف الجلسة الحوارية إلى تعزيز قيم التنشئة التربوية لليافعين في سلطنة عمان، وصقل مداركهم وقدراتهم لتعزيز المشاركة المجتمعية ومد جسور للتواصل مع اليافعين والاستماع إلى آرائهم ودعم قدراتهم خاصة في القضايا المحلية والمجتمعية.

واستعرض المشاركون الأدوار المهمة للمرأة العمانية نحو تنشئة اليافعين والعوامل المساعدة لأدوارها في سلطنة عمان، وشبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في التنشئة القيمية لدى اليافعين، حيث رعى افتتاح الجلسة سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية.

وأكدت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية على أن الحكومة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- سعت إلى تهيئة المناخ الملائم للأجيال واليافعين من أجل استثمار طاقاتهم خدمة لعمان، إذ نعيش عالم التكنولوجيا واسع الآفاق، ومتجاوز الحدود، ومتسارع التطور، ومختلطًا بين الحقيقة والافتراض.

واستشهدت السيدة معاني البوسعيدية في كلمتها بالنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- خلال لقائه بشيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى بحصن الشموخ العامر بولاية منح في الرابع من شهر يناير من العام الجاري والذي أكد -أعزه الله- فيه على أن "تربية الأبناء لا تتم عبر شبكات التواصل، وأن تربية الأبناء هي جزء من أصل المجتمع العماني، عندما يتشرب أبناؤنا عاداتنا وتقاليدنا، والتمسك بالأسرة والمجتمع سبيل نجاح المجتمع"، وما أشار إليه -أبقاه الله- إلى أن "التقنية أصلها خدمة البشرية، لكن للأسف استُغلت بطريقة سلبية جدًا، وأثّرت على النشء، ليس في بلدنا فحسب، فكل أنحاء العالم يعاني منها، لكن علينا أن نحافظ على إرثنا وترابطنا الأسري لتربية أبنائنا التربية الصالحة، فبناء الأوطان من بناء الشباب".

كما لفتت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية إلى ما تضمنته رؤية "عمان 2040" في محور الإنسان والمجتمع، معربة عن أملها من الحوار الخروج برؤى وأفكار تسهم في تحقيق التنمية الأسرية، وتلامس طموحات هذا الوطن العزيز.

ثروة وطنية

من جانبها أكدت المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية عضوة بمجلس الدولة وأستاذة مشاركة بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس خلال تقديمها وإدارتها لمحور الحوار الأول، على ضرورة النظر إلى الأبناء على أنهم ثروة وطنية، والعمل على تشخيص التحديات بالاقتراب النفسي والفكري المناسب لهم.

وبينت المنذرية أن المرأة تحتاج إلى مواكبة المستجدات والمتغيرات المتعلقة بتربية الأبناء من خلال القراءة والاطلاع والذي من شأنه العمل على تقليل الفجوة بين الآباء والأبناء، وذلك كي لا ينصدم الأبناء لاحقًا بالواقع المعيش في حال حرمانهم من احتياجاتهم أو متطلباتهم التي تمليها عليهم متغيرات الحياة.

وأكدت المكرمة ريا المنذرية على أهمية دور المرأة التربوي في تصحيح الأخطاء والمفاهيم المساعدة في قراءة ما يدور من أحداث، والعمل على تشجيع ودعم الأبناء، وعليه يتوقع من ذلك ظهور الأبناء بشخصية مؤهلة للحياة بأكملها من حيث امتلاك الثقة والتفاعل الواعي مع البيئة المحيطة، والقدرة على امتلاك مهارات الحوار والتمكين.

واستعرضت الدكتورة تسنيم بنت إبراهيم الشكيلية من جامعة السلطان قابوس خلال إدارتها للمحور الثاني في هذا الحوار، تعريف وأهمية وإيجابيات شبكات التواصل الاجتماعي، والقيم وأهميتها وأنواعها، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على التنشئة القيمية، واستعراض الدراسات البحثية حول هذا الجانب، إلى جانب دور المرأة العمانية في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد عدد من الطلبة المشاركين في "حوار اليافعين" على أهمية مثل هذه الجلسات الحوارية مع الشباب واليافعين، والاستماع إلى آرائهم وفهم توجهاتهم والأخذ برؤيتهم وأفكارهم والخروج بمقترحات وتوصيات تخدم مستقبلهم.

وقال صهيب بن خلفان الشوكري من جامعة السلطان قابوس إنه يؤكد على دور المرأة العمانية في دفع عجلة التنمية، ومعززًا لمبدأ التكامل بين الجنسين، وكذلك أهمية استحداث مقررات في التربية والتنشئة الأسرية لطلاب المدارس ومؤسسات التعليم الجامعي.

وبيّن المشارك هلال بن حمود النقبي من جامعة السلطان قابوس أن حوار اليافعين يركز على الدور الكبير للمرأة العمانية التربوي والتنشئة الصالحة في بناء عمان ومستقبلها المشرق، وعلى أفراد المجتمع ومؤسساته التربوية والتعليمية مساندة المرأة في القيام بهذا الدور على أكمل وجه.

ولفتت المشاركة ميثاق بنت بدر المعولية من كلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس إلى أهمية موضوعات هذا الحوار وانعكاسه على تربية الأبناء ليكونوا أفرادًا صالحين لأسرهم ومجتمعهم ووطنهم، وقد ركز الحوار على ركائز وأسس مهمة في علاقة الآباء بأبنائهم كضرورة الحرص على القرب النفسي من الأبناء ومواكبة المتغيرات المستمرة، وتجنب منع الأبناء من الوسائل التي قد يخشى منها في التأثير على تربيتهم، آملةً الخروج بتوصيات مثمرة تلاقي ترجمتها على أرض الواقع.

من جانبها توجهت المشاركة بيان بنت حمود البراشدية طالبة بكلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس، بعبارات الشكر والثناء نظير إقامة هذا الحوار المثمر، حيث إن له أهمية في توسيع مدارك المشاركين فيما يخص تربية الأبناء والاهتمام بهم، والنظر إلى متغيرات الحياة ومستجداتها من منظور إيجابي، وذلك لا يأتي إلا من خلال التوجيه السليم للأبناء في التعامل مع هذه المتغيرات.

فعاليات اليوم

وتواصل وزارة التنمية الاجتماعية اليوم تنظيم عدد من الفعاليات إذ يقام اليوم (الاثنين) منتدى بعنوان (المرأة العمانية ومؤشرات التمكين الاقتصادي والمعرفي ضمن رؤية "عمان 2040")، حيث يستعرض المنتدى في يومه الأول: الآليات الوطنية نحو تمكين المرأة العمانية ضمن رؤية "عمان 2040"، والاتجاهات التنموية للمرأة العمانية ضمن مؤشرات التنمية المستدامة 2030، ويتطرق المنتدى في يومه الثاني إلى محوري الشراكة المجتمعية "تجارب ناجحة"، ودور القطاعين الحكومي والخاص في تمكين المرأة العمانية في سوق العمل وخدمة المجتمع.

كما تحتفل وزارة التنمية الاجتماعية مساء اليوم بتكريم 30 شخصية نسائية بينهن صاحبات الأعمال في الشركات الكبرى، ورائدات الأعمال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيات، والمرأة الريفية ورائدة العمل الزراعي، والباحثات المجيدات ممّن أسهمن في أبحاث ومشاريع علمية واقتصادية، كما يشهد الحفل إطلاق منصة "ريفي"، والإعلان عن نتائج جائزة "مُبادرة" الموجهة لجمعيات المرأة العمانية، والتي تأتي ثمرة تعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية وشركة عمانتل، إلى جانب تكريم مؤسسات القطاع الخاص الداعمة لبرامج تمكين المرأة.