علي اليحيائي: جذبني التراث وتصاميم القلاع والحصون العمانية.. وأستوحي أعمالي من الطبيعة
عشق التصميم ورسم اللمسات الجمالية وهواية التصوير الضوئي مهارات متنوعة رافقت الشاب علي بن صالح اليحيائي من أبناء ولاية بهلا، عمل على استثمارها وتنميتها.. (عمان) التقت به في إحدى الاستراحات الجميلة التي قام بتصميمها بنفسه ناقلا خبراته التي اكتسبها محليا ودوليا.
منذ الصغر
يقول علي اليحيائي: بدأت مهارات التصميم معي منذ الطفولة، حيث تستهويني الأشياء الجميلة وأحب الرسم، كما تجذبني التراثيات وتصاميم القلاع والحصون العمانية والحرف والصناعات التقليدية، والمناظر المستوحاة من الطبيعة الخلابة وجمال الطبيعة البكر، لذا فأنا كثير السفر والترحال وأبحث عن جمال الطبيعة أينما وجد وأشجع الشباب العماني على الإبداع والابتكار والعمل الحر واستثمار الطاقات والمواهب.
مشروع لتطبيق التصميم
وأوضح علي بن صالح اليحيائي: بأنه ومن أجل استثمار مهاراته في مجال التصميم قام قبل 10 سنوات باستئجار أرض مملوكة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية لينفذ عليها مشروعه الذي يأمل أن يطبق فيه كل ما تعلمه وهوايته في مجال التصميم ليكون على أرض الواقع وليشارك الآخرين الجمال والإبداع. وقام بتسوير هذه الأرض ورسم من خلالها لوحة فنية تجذب كل زائر وبدأها بزراعة بعض الأشجار المثمرة وأشجار الزينة والنخيل إيمانا منه بأن الجمال ينطلق بداية من اللون الأخضر والذي يمثله كل زرع. وقام بتعشيب هذه الأرض من جميع الجوانب بالعشب الأخضر الطبيعي ومن ثم عمل الجلسات التراثية والحدائق المصغرة. وأضاف اليحيائي: في بداية مشروعي كان الهدف إيجاد مكان ترفيهي لأسرتي نقضي به وقتا جميلا خارجا وبعيدا عن موقع البيت لقضاء الإجازة الأسبوعية وأوقات العطلات الرسمية للترفيه عن النفس، وبعد زيارة عدد من الأصدقاء للموقع قاموا بتشجيعي لتطوير هذا الموقع حسب نظرتي ورؤيتي ووفق تصاميمي ليرتاد هذا الموقع من يرغب في ذلك. ومن هنا بدأت شرارة التفكير في ذلك لأستفيد وأفيد غيري وليكون ملاذا للكثير من الأسر تقضي فيه أوقاتا ممتعة وسط الطبيعة الخلابة والتصاميم الجميلة واللمسات التراثية وأماكن الترفيه.
تطوير وتحديث
وأضاف اليحيائي قائلا: بدأت في تطوير هذا المشروع وإضافة تصاميم مختلفة وفق الإمكانيات المادية المتاحة حيث أضع التصميم المناسب وأقوم بتنفيذه بنفسي وقمت بعمل الجلسات وأماكن "الشوي" تدريجيا إلى أن اكتمل هذا المشروع، بعدها تم فتحه للمرتادين في تصوره المبدئي لأقوم بتطويره لاحقا ليكون هذا التطوير تدريجيا مستندا إلى مؤشرات الأداء وانطباعات الزوار ووفق رؤيتي ونظرتي التطويرية التي وضعتها وتمت إضافة برك السباحة وفق أحدث التصاميم وعرضت علي الكثير من الأفكار وكنت أنتقيها بما يتوافق مع المشروع وينسجم مع تصاميم الحداثة المستوحاة من التراث العماني ليكون مزيجا بين الماضي والحاضر ووفق رؤية المستقبل.
وأشار اليحيائي بأنه استثمر إيجابيا فترة التوقف لظروف الجائحة التي ألمت بالعالم أجمع لانتشار فيروس كورونا كوفيد 19، وذلك في عملية التطوير والتحديث واستغلال خبرته في التصميم لإضافة جماليات أخرى بالموقع، وتم أخذ قرض تمويلي من أجل إحداث نقلة تطويرية وتحديثية لموقع المشروع وإضافة اللمسات التراثية والجلسات الشعبية وتمت تهيئة المسابح بالموقع لاستغلالها من قبل الزوار أو من خلال استثمارها في مركز لبرامج تدريبية لتعليم رياضة السباحة بوجود مدرب للسباحة لصقل المهارات لمختلف الأعمار في مجال السباحة للجنسين واستغلال الإجازة الصيفية بعد انتهاء هذه الجائحة بإذن الله. كما شمل التطوير بالمشروع عمل شاليه ومكان استجمام للأسر وتطوير إقامة المجالس المفتوحة التي تكتسي بالتصاميم التراثية الشعبية، وتنفيذ ملاعب للأطفال وحديقة متكاملة وصالة الألعاب للكبار وملعب معشب لممارسة عدد من الألعاب والأنشطة الرياضية إلى جانب الألعاب الشعبية التي نشجع الشباب على استعادتها فهي إرث وتاريخ، كما تم عمل خيمة كبيرة وتم تهيئتها لتكون خيمة تراثية شعبية تمثل البيئة البدوية.
تنمية المهارات
وأشار اليحيائي بأن هواية التصميم والرسم والتصوير بدأت معه في المدرسة وكان يعشق الطبيعة والتراث ويعمل على تحويل خامات البيئة لمنتج جميل، حيث عمل اليحيائي على تطوير مهاراته في مجال التصميم من خلال الالتحاق بالعديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في عدة مجالات في التصميم ويكاد لا تفوته أي من هذه البرامج التدريبية ليستفيد مما تعلمه ويسعى لتطوير إمكاناته ومهاراته. وأضاف علي اليحيائي بأنه من هواة السفر وقال: لقد زرت الكثير من البلدان وشد انتباهي الحدائق الجميلة والمواقع التراثية المنفذة في مختلف المواقع وأحاول أن أنقل الأفكار وأقوم بتصويرها ونقلها إلى البيئة المحلية سواء بتنفيذها كما هي أو من خلال تطويرها ومزجها مع التراث والحداثة، كما أستفيد من تنسيق الزهور وتوزيع الفخاريات بأشكالها المختلفة في المواقع وإضافة اللمسات الجميلة عليها وعمل جذوع النخيل وتصميمها، والتعرف على مختلف البروتوكولات المتعلقة بالتصميم للحدائق والمنازل. ويشدني تناغم البيئة مع الطبيعة والتراث القديم مع الحداثة لتعطي مزيجا من الجمال غير محدود.
خدمة مجتمعية
وأكد علي بن صالح اليحيائي: بأن خبرته في التصميم ليست حكرا عليه حيث يسعد بتقديم المشورة لغيره ويضع التصاميم اللازمة وقال: الشباب يستعينون بي لمن يرغب في تصميم حديقة لمنزله أو تصاميم لبيته وكذلك التصاميم المنزلية والجلسات ومواقع الخدمات بالمنزل وتوزيعاتها ومختلف الأمور الفنية ولدي شغف كبير لممارسة هواياتي وأسعد بتقديم الاستشارات وعمل التصاميم للآخرين دون مقابل مادي ولكن لتفريغ طاقاتي وهواياتي والحمد لله صممت للكثير من الزملاء، وفي منزلي لدي جلسات وحديقة وأماكن للعشب والزراعة وأمارس مهاراتي في تنظيم ديكور المنزل ووضع التصاميم اللازمة، كما أقدم لأصحاب الاستراحات المشورة وأضع لهم التصاميم اللازمة وأجد الحلول لكافة العقبات التي تواجههم في التصميم.
عشق السياحة
يقول علي اليحيائي: إلى جانب هواياتي في التصوير والتصميم والرسم أمارس لعبة تنس الطاولة والبلياردو ورياضة المشي ويستهويني السفر والسياحة والاستجمام خاصة في الأماكن الريفية والطبيعة الخلابة والأماكن الخضراء والتراثية وزيارة بلدان بها طبيعة أرى أنها ملاذ للاستجمام والراحة النفسية. وعن السياحة في عمان قال: لدى السلطنة مقومات سياحية متنوعة منها القلاع والحصون من تراث عمان الخالد و الأفلاج والأودية والبحار والطبيعة في محافظة ظفار والتي هي بحق جنة رائعة الجمال، ونناشد الجهات المعنية للاهتمام بمحافظة ظفار وجعلها وجهة سياحية. فالسلطنة لديها مقومات سياحية كثيرة و بحاجة للاستغلال والاستثمار وتوفير كافة الخدمات والمرافق، وجبال السلطنة أجواؤها عليلة ومنها الجبل الأخضر وجبل شمس والجبل الشرقي، كما تعد الأسواق الشعبية في السلطنة إحدى مقومات السياحة إلى جانب القلاع والحصون، وهناك مقومات كثيرة في عمان لا يسع المجال لذكرها ونطالب من الجهات المعنية الاهتمام الأكبر بها، وبإذن الله المستقبل أجمل وأفضل ونأمل أن يتم الاهتمام بالسياحة الداخلية والشباب العماني لديه أفكار لتنمية كافة القطاعات لمستقبل عمان الزاهر. وفي كلمة أخيرة قال اليحيائي: نسأل الله أن يرفع البلاء من هذه الجائحة التي أثرت على جميع قطاعات التنمية الحكومية والشبابية والسياحية، ونأمل أن تعود الحياة لطبيعتها في مختلف المجالات وفي جميع قطاعات العمل ليعود الشباب للعمل ونعول ولنا أمل كبير في الشاب العماني الصبور المكافح في مختلف القطاعات، وتحية إجلال وتقدير للشباب العماني وبإذن الله نرى عمان تزهو بما هو جديد من أجل رفعة شأن الوطن وازدهاره، كما نناشد القطاعات المعنية بالسياحة من أجل دعم الشباب الموهوب والمثابر والوقوف معه لتنمية هذه المواقع السياحية.
