عمان اليوم

طهاة عُمانيون يبتكرون طرقا لمحاكاة الأسلوب التقليدي في تقديم وجبات العيد

19 يوليو 2021
الواقع يحكم بقطع العادة الاجتماعية «التنور»
19 يوليو 2021

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية

ابتكرت مجموعة من الطهاة العمانيين طرقا بديلة للوجبات التقليدية التي يتميز بها العيد في أغلب محافظات السلطنة، التي من أهمها الشواء والمشاكيك والمقلي العماني، وقد نجحت الوصفات التي قدموها في تسهيل إعدادها خاصة للأسر التي لا تمتلك مسكنا مهيأ لإعداد تلك الوجبات حسب الطريقة التقليدية المتعارف عليها.

مسميات مختلفة

قال معاذ بن سالم البادي: إن الشعب العماني يشتهر بثلاث مأكولات تقليدية في العيد هي وجبة المقلي التي تشتهر بها بعض المحافظات في صباح العيد وبعضها في اليوم الثاني للعيد والشواء العماني والمشاكيك وكل محافظة يختلف اسم المقلي فيها عن غيرها فالبعض يسميه «مقلاي» والبعض الآخر يسميه «تقلية» والبعض يسميه «حميس». وأضاف: إن الشواء يسميه البعض «تنور» والآخر يسميه «شواء»، والوجبة الثالثة هي المشاكيك المتعارف عليها في جميع المحافظات. وأشار البادي إلى دور تبزيرة الشواء العماني في تحسين الطعم وإضافة طعم لذيذ ونكهة قوية في اللحم وأيضا تسريع نضوج اللحم بسبب الخل الذي تحتويه، وقال: إنهم يعدونها حسب التقاليد العمانية المعروفة منذ القدم، كما ذكر أن التبزيرة تتكون من الخل العماني الذي يحفظ تحت الأرض ويدخل في صناعته التمر مخلوط مع الثوم والبهارات، وهو ما يميز الشواء والمقلي العماني.

وأكد البادي على دورهم في ابتكار وصفات جديدة تساعد العمانيين على تجسيد فرحة العيد من داخل المنازل، وأن قطع بعض العادات يمكن أن يتم بإيجاد بدائل لها حتى لا تندثر عادات الأجداد الأصيلة في الأعياد، وقال: إن موضوع المقلي سهل جدا ويمكن إعداده في كل منزل لكن الشواء والمشاكيك تختلف، فالشواء عادة اجتماعية جماعية مع أهل الحارة، حيث يجتمع الجميع ويحضر «الخيف» و«جواني الشواء» ويجعلونها في حفرة مشتركة تسمى «التنور»، لكن البادي ابتكر طريقة سهلة للشواء يمكن أن يتم تنفيذها في المطبخ، وقال: يحضر قدر عادي أو قدر ضغط يوضع في قاعه حصى أو شبك أو أي شيء لعزل اللحم عن الماء ويوضع في القدر ماء وفوقه ورق موز أو شوع، بعدها يتم تتبيل اللحم بتبزيرة الشواء العماني ويوضع فوق الورق ثم يغلق جيدا بتغطيته من جميع الجوانب حتى لا يتسرب البخار، ويصبح الشواء بنفس طعم الطريقة التقليدية ولكن يختلف فقط في رائحة الدخان التي لا تحصل عليها في طريقة المنزل الحديثة.

وينصح البادي بضرورة تغيير وجبات اللحم ثالث ورابع أيام العيد والاتجاه للوجبات البحرية والسلطات حتى لا يصاب الإنسان بالتخمة، وينصح بسلطة التونة كونها خفيفة ومتوفرة في كل مكان، وشرح البادي على حسابه بـ«الإنستجرام» طريقته في إعداد سلطة التونة التي تتمثل في خضروات مشكلة مع تونة وذرة وليمون وملح وفلفل أسود، وأشار إلى أهمية موضوع المأكولات البحرية بعد العيد مثل السمك فهو مفيد سواء كان مشويا أو غير مشوي.

خيار أنسب

وابتكر أحمد بن علي العيسائي، طريقة جديدة في إعداد المشاكيك في المطبخ، وقال: إن الأغلبية لا ترضى بتغيير الطريقة المعتادة في إعداد المشاكيك، ولكن هناك استثناءات للأشخاص الذين لا يتوفر لديهم المكان المناسب لإعداد المشاكيك بالطريقة التقليدية، وخصوصا الذين يمضي عليهم العيد وهم في مكان العمل، وذكر أن الفكرة برزت من كونه يعاني من هذه المعضلة، وتتمثل طريقته في الشوي على الحصى من خلال تسخينه ووضع المشاكيك المتبلة بالتبزيرة العمانية فوقه، ومصدر الحرارة هو غاز الفرن في البيت بدل الفحم، وذكر أن الطريقة التي ابتكرها هي الخيار الأنسب الذي يحصل فيها على الطعم القريب من الطعم الأصلي للطريقة التقليدية.

وبالنسبة للشواء ذكر أنه ابتكر طرق جديدة لوجبات العيد لثلاثة أعياد مر عليها كورونا، العيد الأول كان ابتكار طريقة الشواء على القدر العادي، وثاني عيد استخدم القدر الكهربائي في إعداد الشواء، حيث ذكر أن القدر العادي بالبخار ممكن استخدامه ولكن القدور الكهربائية بتبزيرة الشواء مع الإضافات الخاصة بالشواء مثل ورق الموز، وبوجود خاصية تعزل الماء تحت اللحم على مسافة متباعدة سهلت العملية أكثر، وهذا العيد ابتكر العيسائي طريقة إعداد المشاكيك على الحصى باستخدام الفرن، وبهذا يكونوا قد قاموا بتغطية أهم الوصفات الشعبية بالنظام التقليدي، وقال: إنه لا يوجد مستحيل فلكل شيء بدائل للشواء والمشاكيك والمقلي.

لمسات جديدة

وقالت حورية بنت عبدالله المغيرية: إنها وضعت خطة لوجبات تقليدية عمانية ووجبات متعارف عليها في العيد ولكن بلمسات جديدة، وقالت: إن العرسية في مقدمة الوجبات التي يتم تجهيزها في أول أيام عيد الأضحى المبارك يتبعها المقلي أو المقلاي بالطريقة التقليدية والمشاكيك والشواء أو لحم التنور، إلى جانب حلويات العيد والحلوى والقهوة العمانية، وشرحت المغيرية طريقة تجهيز العرسية من خلال طهي الدجاج حتى يتفتت جيدا باستخدام قدر الضغط العادي، ثم إزالة العظام وإضافة الأرز المنقوع لعدة ساعات وضربه بالمضرب التقليدي حتى يستوي، وتجهيز «الترشة» التي تحتوي على البصل والثوم والزبيب مع إضافات أخرى تخلط بالخلاط حتى تصبح ناعمة وتوضع فوق العرسية للتغميس.

وتعد المغيرية وجبات صحية لكبار السن كون أمها واحدة من كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم، حيث تركز على شرح وجبات صحية في حسابها على «الانستجرام» مثل شوربة الخضار، وشوربة حب الهريس، وشوربة الشوفان، والهريس والعرسية، ووجبة الخضار المسلوقة وغيرها من الوجبات الصحية، حيث تنصح بضرورة الأخذ بالاعتبار تقليل الملح والبهارات والدهون في الوجبات قدر المستطاع حتى يتسنى للمرضى الاحتفال بلحظات العيد دون تعب.