طلبة الجامعات والكليات يعربون عن ارتياحهم لعودة الدراسة حضوريا
استطلاع ـ حارث الحربي:
عاد طلبة الجامعات والكليات إلى مقاعد الدراسة بعد توقف الدراسة حضوريا في مؤسسات التعليم العالي لمدة عامين دراسيين عقب تأثرها بجائحة كوفيد19، حيث كانت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) قد دعت مؤسسات التعليم العالي إلى اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لاستقبال الطلبة حضوريا للعام الأكاديمي الحالي 2021-2022م، ووضع خطط تتناسب مع الوضع الصحي وتطبيق البرتوكولات المعتمدة، وإمكانية فتح المجال في بعض الكليات للتعليم عن بعد، بنسبة معينة.
واستطلعت "عمان" آراء مجموعة من طلبة مؤسسات التعليم العالي لتسليط الضوء على عودتهم إلى مقاعد الدراسة حضوريا، وما أضافته من إيجابيات تختلف نوعا ما عن التعليم عن بعد، في المستوى التعليمي، أو المستوى التحصيلي، أو المستوى التفاعلي، أو الانضباط والالتزام.
لغة الجسد
في البداية قال الطالب عمر البوسعيدي من جامعة السلطان قابوس: بعد عامين من التعليم عن بعد وتأثر الدراسة الجامعية كثيرا بجائحة كوفيد19 نعود إلى رحاب الجامعة، لنلمس العديد من الإيجابيات للدراسة حضوريا، حيث نجد سهولة في إيصال وتلقي المعرفة والمعلومات من خلال التواصل مباشرة بين الطالب والأكاديمي وتكون الاستفادة العلمية أكبر من خلال لغة الجسد والإيماءات ونبرة الصوت لذا فإن التعليم الحضوري يكون أكثر ثراء من ناحية المعلومات.
واكد البوسعيدي على أن التعليم عن بعد له إيجابياته، ولكن يفتقد إلى التواصل المباشر بلغة الجسد ويعتمد على التواصل غير اللفظي في التفاعلات، حيث إن الطريقة التي يتم بها نقل المعلومات تبدو بالنسبة للطالب غير متعمقة بالرغم من أن التكنولوجيا سهلت الكثير من الطرق الآن إلا انه لا يمكن مقارنتها بالتعليم المباشر.
وأضاف البوسعيدي: التعليم الحضوري يتيح للطلاب التفاعل معاً ومشاركة وتبادل الخبرات الشخصية والأفكار والتعرف على صعوبات المنهج الدراسي والتي تواجههم بشأن المحتوى المقدم لهم في المحاضرة وهذا يمكن أن يكون مصدرا غنيا للتعليم والذي يكاد يكون غير موجود بالنسبة للطلاب في التعليم عن بعد، لان دور المعلم فيه معقد حيث إن توصيل المعلومات يكون سريعا وغير واضح، مشيرا إلى أن من اهم المميزات التي يقدمها التعليم الحضوري هي تقييم الطلاب وتحسين إمكانياتهم، مؤكدا على أن التعليم عن بعد له إيجابيات منها تنمية قدرات الطلاب مع تطور تقنيات العصر، وخلق منظومة علمية جديدة.
مخزون فكري
ومن جانبها قالت لورا الحافظ: إن التعليم الحضوري أفضل بكثير من التعليم عن بعد، وهذا ما يزيد من تنمية قدرات الطالب في الحرم الجامعي، مشيرة إلى أن التعليم الحضوري يتيح الرجوع إلى المعلم في الساعات المكتبية لأي استفسار أو أي معلومة غير واضحة للطلاب.
وذكرت الحافظ أن التعليم المباشر والحضور إلى الجامعات يكسب الطلاب القدرة على التعامل مع الحياة الجامعية، وتنمي شخصية الطالب في العمل مع الزملاء والتعامل مع الظروف والمواقف التي يمكن أن يمر بها في الحياة الجامعية.
وبينت لورا الحافظ أن التعليم في الصروح الجامعية يعد من اهم المراحل في تكوين قدرات الطلاب واكتسابهم لمهارات عديدة، وتكوين علاقات اجتماعية والتعرف على شخصيات جديدة وهذا ما يكسب الطلاب مخزونا فكريا جديدا.
متعة المحاضرات
أما الطالب محمد العريمي من تقنية إبراء قال: الأجواء الدراسية في المقاعد أفضل والحضور إلى الجامعات يعطي روح التفاؤل للطلبة، مشيرا إلى متعة الاستماع إلى المحاضرات داخل القاعات التدريسية، مبينا أنها مفيدة أكثر من الجلوس خلف الشاشات أو عن طريق شبكة المعلومات، لان الحضور في القاعات الدراسية يتيح للطالب تلقي الأفكار والمقررات الدراسية بكل سهولة بدون أي إزعاج، إضافة إلى أنه يوفر التواصل المباشر بين المعلم والطالب ونقل المعلومات بينهم بالصوت الصورة.
وبين العريمي أن الأجواء في القاعات الدراسية مهيأة للدراسة وتسهل على الطلاب تلقي المعلومات بشكل مفهوم، وبشكل أجده افضل من التعليم عن بعد نظرا للأماكن التي قد لا تتوافر للطلبة في المنزل.
ضعف الشبكات
من جانبها تطرقت الطالبة نور المعمرية إلى الصعوبات التي واجهت الطلاب في الدراسة عن بعد، وبينت أن اهم المشاكل التي واجهت الطالب هي ضعف الشبكات في بعض المناطق، والخلل في بعض الأحيان بالمنصات التعلمية، وضعف الإلمام بمعرفة استخدام جهاز الحاسب وعدم معرفة البرامج بسبب عدم الخبرة المسبقة، وضعف التفاعل بين الطالب والمعلم ومشاركة الأفكار والآراء، وذهاب الطلاب لمواقع التسلية والتوجه للألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي أثناء الجلوس أمام الشاشة والانشغال عن التعليم، الشعور بالعزلة الدراسية بسبب غياب المناقشات الجماعية والحوار بين المعلم والمتعلم.
مؤكدة على أن الجانب الإيجابي للتعليم عن بعد يكمن في عدد من النقاط وهي تحقيق السلامة للطلبة والأكاديميين والإداريين بمؤسسات التعليم العالي للوقاية من فيروس "كورونا"، واستكمال الدراسة دون الحاجة إلى الخروج من المنزل، وفي نفس الوقت ضمان عدم ضياع الفصل الدراسي، وإثبات قدرة المجتمع فيما يتعلق بالتكييف مع أي أزمة وهو دافع لنجاح التعليم عن بعد وتنميته وكسب مهارات جديدة وتعلم البحث عن المعلومات والتحقق منها عبر مواقع شبكة المعلومات.
وضوح الأسئلة
من جانبه قال الطالب أحمد العلوي من جامعة السلطان قابوس: في التعلم عن بعد هناك سلبيات وإيجابيات ومن اهم السلبيات التي كانت حاضرة في التعلم عن بعد عدم وضوح الأسئلة (إلكترونيا) خلال الاختبارات وقد شكلت عائقا أمام الطلبة، وغياب دور المعلم في شرح وتبسيط السؤال للطالب، وكذلك ما يحدث من أعطال فنية في الجهاز أو شبكة الإنترنت، إضافة إلى عدم إعطاء الوقت الكافي للاختبارات وعدم القدرة على الرجوع للإجابة وتعديل وتصحيح الجواب في بعض الأسئلة، مؤكدا على أن الاختبارات الإلكترونية تتطلب مهارات وخبرة جيدة بتكنولوجيا المعلومات من قبل الطلاب.
وأوضح العلوي أن الاختبارات الورقية في الفصول الجامعية أفضل بكثير للطلاب والمعلم في نفس الوقت، لتفادي نسبة الغش في الاختبارات، وكذلك لإعطاء الطالب الوقت الكافي للاختبارات.
أما الطالبة مريم الفارسية من جامعة الشرقية قالت: الحضور إلى الجامعة خطوة جيدة للطلبة ومهمة للمواد العلمية التي من الممكن أن تفيد الطلبة بشكل أكبر وأسرع في التعلم والمعرفة، والتعرف عليها عن كثب في المختبرات الجامعية وتعلم طريقة استخدامها وكيفية التعامل معها تحت إشراف مدرس المادة.
وأكدت الفارسية: أن التعليم عن بعد افتقد فيه الطلاب ميزة التجربة والتعليم النظري والعملي حيث إن المواد العلمية أصبحت مقتصرة على التعلم النظري فقط.
وبينت الفارسية مميزات التعليم الإلكتروني وقالت: ساعد التعلم عن بعد الطالب على التكيف إلكترونيا مع كل الظروف وفي أي مكان واي زمان، ويوفر سهولة وسرعة تحديث البيانات والمعلومات الخاصة بالمحتوى التعليمي، والتقييم الفوري والسريع والاطلاع على النتائج وتقديم التغذية الراجعة للمتعلمين، وكذلك سهولة الوصول إلى المعلومات والبيانات الدراسية والاطلاع على تجارب الآخرين إلكترونيا لتقليل الوقت والجهد.
وقالت غدير العريمي من كلية صور الجامعية: إن الدراسة عن بعد ممتعة للطالب وممكن أن تعطي الطالب الفائدة عن طريق الشبكات المعلوماتية، ومسايرة العصر الرقمي، كما توفر الدراسة عن بعد الوقت والتعلم بشكل أسرع والبحث في محرك البحث، وكذلك توفير إمكانية الاستعانة بالمكتبة الإلكترونية في أي وقت واي زمن بكل سهولة وبساطة وبدون أي صعوبة.
كما بينت العريمية أن الدراسة عن بعد أتاحت للدارسين من الموظفين فرصة إكمال الدراسة مع مواصلة العمل والتوفيق بين العمل والدراسة.
