صقل 30 أمًا بأدوات عملية لغرس حب القراءة لدى الأبناء
نظّمت دائرة المكتبات ممثّلة في مكتبة جامع السلطان قابوس بصحار لقاءًا تربويًا بعنوان "كيف أصنع طفلًا قارئًا؟" بمشاركة30 من الأمهات بمختلف ولايات محافظة شمال الباطنة.
جاء هذا اللقاء ضمن الخطة الثقافية للمركز وتفعيلًا لدور مكتبات الجوامع السلطانية في تعزيز الوعي المجتمعي ودعم الأسرة العُمانية في أداء دورها الحيوي في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته منذ سنواته الأولى، وقد سعى اللقاء إلى تمكين الأمهات المشاركات من امتلاك أدوات تربوية وتطبيقية تساعدهن في غرس حب القراءة لدى الأبناء، وتكوين علاقة صحية بين الطفل والكتاب كرافد أساسي للتعلم والتفكير والإبداع.
قدّمت اللقاء إيمان بنت علي العوفية أخصائية مصادر تعلم بمدرسة الشفاء بنت عبد الله للتعليم الأساسي 5-10 بنات تناولت فيه محاور عدة تؤكد على مركزية الأسرة في غرس العادات القرائية الإيجابية لدى الأطفال.
وتمحور العرض حول أهمية القدوة في تعزيز سلوك القراءة وطرق اختيار الكتب المناسبة لمراحل النمو العقلي والوجداني إضافة إلى أساليب تهيئة ركن قرائي محفّز داخل المنزل يشجّع الطفل على التفاعل الذاتي مع القصص والكتب المصورة.
كما شهد اللقاء تفاعلًا مثريًا من الأمهات المشاركات حيث طرحن تساؤلات وتحديات تواجههن في جذب الأطفال نحو الكتاب في ظل هيمنة الوسائل الرقمية الحديثة وقد أجابت مقدمة اللقاء على هذه التساؤلات بأسلوب عملي وقدّمت حلولًا واقعية تساعد في تحويل القراءة إلى نشاط عائلي مشترك ومحبّب، يتسم بالمتعة والتشويق.
وأكدت العوفية على أهمية القراءة التفاعلية كأسلوب فعّال لتعزيز الحصيلة اللغوية وتنمية الخيال لدى الطفل مشيرة إلى أن وجود مكتبة منزلية ولو صغيرة يمكن أن يكون له بالغ الأثر في ترسيخ عادة القراءة كأسلوب حياة داخل الأسرة لا كواجب مدرسي عابر.
تأتي هذه الفعالية انطلاقًا من الحرص الذي يوليه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني للنهوض بالقطاع الثقافي في سلطنة عُمان وتفعيلًا لدور مكتبات الجوامع السلطانية في تمكين أولياء الأمور وخاصة الأمهات من أدوات التوجيه والتشجيع وتوفير بيئة منزلية محفّزة على القراءة والاطلاع بما يُسهم في بناء جيل قارئ يمتلك مهارات التعبير والتفكير ويشارك بفعالية في تشكيل مجتمع معرفي واعٍ بقيمة الثقافة في التنمية المستدامة.
