عمان اليوم

«شباب عُمان الثانية» تُزين مرفأ أمستردام وتخطف الأضواء في مهرجان الإبحار الدولي

21 أغسطس 2025
رافعة أشرعة التواصل الإنساني والإرث الحضاري
21 أغسطس 2025

شاركت سفينة البحرية السلطانية العُمانية «شباب عُمان الثانية» في فعاليات مهرجان أمستردام للإبحار الدولي 2025 وسط مشهد بحري استثنائي وبحضور جماهيري غفير غصّت به أرصفة ميناء العاصمة الهولندية.

وجاءت هذه المشاركة إلى جانب عشرات السفن الشراعية والتاريخية القادمة من مختلف دول العالم في لوحة بحرية مهيبة اختزلت تاريخ الملاحة وروعة الحاضر، وجعلت من المرفأ مسرحًا عالميًا تتلاقى فيه الثقافات تحت أشرعة المحبة والسلام.

وقد حظيت السفينة باهتمام استثنائي من الزوار ووسائل الإعلام، حيث اصطفت الجماهير لمشاهدتها وهي ترسو بين أضخم المراكب التاريخية التي حملت ذاكرة قرون من الإبحار، وتميزت «شباب عُمان الثانية» بأشرعتها البيضاء وأناقتها البحرية التي تعكس إرث سلطنة عُمان العريق في الفنون البحرية، لتؤكد مكانة عُمان كأمة بحرية ذات حضور حضاري متجدد.

Image

وفي إطار الفعاليات المصاحبة لهذه المشاركة، يشارك جهاز الاستثمار العُماني في تقديم مجموعة من المحاضرات والعروض الترويجية للتعريف بسلطنة عُمان وما تزخر به من فرص استثمارية واعدة، إضافة إلى استعراض مقوماتها الاقتصادية واللوجستية المتميزة، وذلك أمام نخبة من المستثمرين ورواد الأعمال وخبراء القطاعات البحرية والاقتصادية المشاركين في المهرجان، بما يعزز الصورة الحضارية لسلطنة عُمان ويبرز مكانتها كوجهة استثمارية رائدة.

وصرح سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان لدى مملكة هولندا بـ«أن مشاركة شباب عُمان الثانية في هذا الحدث الدولي تعكس عمق العلاقات التاريخية والودية بين سلطنة عُمان والمملكة الهولندية، كما تجسد حرص عُمان على أن تكون حاضرة في المحافل الدولية عبر رسالة إنسانية قائمة على السلام والمحبة، ونحن فخورون بهذه المشاركة التي تظهر للعالم الوجه الحضاري لعُمان وما تزخر به من قيم أصيلة وإرث بحري متجدد».

كما أدلى العميد الركن بحري عادل بن حمود البوسعيدي من البحرية السلطانية العُمانية بتصريحٍ قال فيه: «إن شباب عُمان الثانية ليست مجرد سفينة بحرية، بل رمز وطني يعكس تاريخنا العريق ويجسّد تطلعات حاضرنا ومستقبلنا، كما أن هذه المشاركات البحرية العالمية تمثل منصة حقيقية لإبراز قدرات شبابنا العُماني، وتعكس التزام البحرية السلطانية العُمانية بالمضي قُدُمًا في تطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم، بما يعزز حضور سلطنة عُمان في الساحات الدولية البحرية والثقافية».

ومن جانبه قال المقدَّم الركن بحري عيسى بن سليم الجهوري، قائد السفينة: «إن مشاركتنا في هذا المهرجان العالمي ليست مجرد حضور رمزي، بل هي رسالة من سلطنة عُمان إلى العالم، رسالة سلام وتفاهم بين الشعوب. لقد لمسنا حفاوة كبيرة من الجمهور الهولندي ومن مختلف الجنسيات، وهذا يدفعنا إلى المضي في رسالتنا البحرية التي تهدف إلى مد جسور الصداقة وتعزيز الحوار الحضاري».

كما عبّر عدد من الزوار عن إعجابهم بالسفينة، حيث قالت السيدة الهولندية مجيتا: «لقد أدهشني جمال التفاصيل وروعة التصميم، كما أن الطاقم يتميز بحفاوة الاستقبال، وبالنسبة لي هذه السفينة ليست مجرد مركب بحري، بل قطعة من تاريخٍ حيّ يحمل هوية بلد عريق». أما الزائر بيتر فأوضح قائلا: «حين صعدت إلى السفينة شعرت وكأنني في رحلة عبر الزمن، تنقلني بين حاضر عُمان المشرق وماضيها البحري العريق الذي يروي قصص البحارة والمستكشفين».

وبمشاركتها المميزة في هذا المهرجان العالمي أثبتت سفينة شباب عُمان الثانية أنها سفيرة سلام عائمة تحمل في أشرعتها رسائل المحبة بين الأمم، وتُرسّخ حضور سلطنة عُمان في المحافل الدولية كجسر للتواصل الإنساني والثقافي، وقد غادرت السفينة ميناء أمستردام وهي محمّلة بذكريات اللقاءات والاحتفاءات، لتواصل مسيرتها في نشر القيم التي طالما ميّزت عُمان أرضًا وبحرًا.

Image