No Image
عمان اليوم

سلطنة عمان تحتفل بيوم البيئة ..ومشروعات ومبادرات تعزز تصنيفها الدولي

08 يناير 2023
إزدهار مستمر للبيئات العمانية وتحسن في المؤشرات
08 يناير 2023

- العمري : مشروعات للاستثمار في المحميات ونأمل الإنتهاء من تقييمها خلال الربع الأول من العام

- هشام السيابي: خطة لتدشين غرفة تحكم مركزية للرقابة البيئية بتقنيات مجربة عالميا

- مسح وجرد 236 أرض رطبة ساحلية تتركز أغلبها في ظفار

- تنفيذ أكثر من 140 مبادرة ومشروع في مختلف القطاعات الأساسية

كشفت اليوم هيئة البيئة في احتفال سلطنة عمان بيوم البيئة العماني الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام عن أبرز مشاريعها ومبادراتها والإنجازات التي تم تحقيقها خلال عام 2022، واستعرضت مؤشرات الأداء ، وجهود تعزيز التصنيف الدولي للأداء البيئي للسلطنة ورفع الانفاق بما يحقق الاستدامة المالية والجودة في الإنجاز، وتطرق عدد من المختصون في المجال البيئي في لقاء إعلامي إلى الحديث عن أبرز الخطط والبرامج التي سيتم تفعيلها أو تدشينها في العام الحالي 2023م.

تخطيط واستراتيجيات

قال سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة " الثامن من يناير من كل عام نحتفي بيوم البيئة العماني ويتم تسليط الضوء على المشروعات والمبادرات التي تم إنجازها خلال العام المنصرم، ويأتي يوم البيئة العماني تقديرا بأهمية البيئة العمانية وضمان استدامة مواردها الطبيعية والحفاظ على مكتسباتها،" موضحا أنه تم تنفيذ أكثر من 140 مبادرة ومشروع في مختلف القطاعات الأساسية، مؤكد أن البيئات العمانية في ازدهار مستمر من خلال ملاحظة وجود تحسن في المؤشرات والأرقام التي تتم عبر عمليات الرصد في مختلف البيئات، وتم تنفيذ مجموعة من المشاريع والمبادرات في مختلف محافظات السلطنة وفي مختلف القطاعات التي تُعنى بالجانب البيئي، إلى جانب التخطيط المهني والاستراتيجيات والمتطلبات العالمية وفق الاتفاقيات التي وقعتها السلطنة والمنظمات التي انظمت لها، وأضاف "نسعى إلى رفع مستوى الأداء البيئي للسلطنة في التصنيف الدولي وإبراز جهودها البيئية ."

الاقتصاد الأخضر

وأوضح العمري أنه من بين المشاريع النوعية هناك خارطة طريق للاقتصاد الأخضر تنفذها هيئة البيئة بتمويل من شركة تنمية نفط عمان وهذه الخطة أوصت بإنشاء مختبر الكربون الحياد الصفري، وهناك مشاريع مطروحة للاستثمار في المحميات، حيث تم تخصيص لجنة لتقييم المشاريع ونتأمل خلال الربع الأول من هذا العام الانتهاء من مرحلة التقييم وبالتالي يتضح لدينا الفائزون ويتم التوقيع معهم كأحد أقصى خلال الربع الثاني من العام الحالي. وأشار إلى أهمية الشراكة التي قامت بها هيئة البيئة مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وتفعيل المسؤولية المجتمعية، وعملت الهيئة على تبسيط الاجراءات وحققت نسب إنجاز ورضا وإتقان عالية وهذا يحفز لبذل المزيد من الجهد وتحقيق أهداف أكثر. واختتم سعادته حديثه بالقول "لابد من وجود بعض التحديات وتلك التحديات تواجه كل دول العالم، وعندما يتمكن البحث العلمي والابتكار من تجاوزها سوف نستطيع نحن أيضا من تجاوزها."

غرفة تحكم

وقال هشام بن علي السيابي رئيس قسم مراقبة مصادر التلوث بمكتب الرقابة البيئية بهيئة البيئة " عام 2022م عام انجاز العديد من الأولويات البيئية منها أولوية تعزيز الرقابة والرصد البيئي، وتم التأكد من التزام المؤسسات والافراد بالقوانين والتشريعات البيئية، وذلك تم من خلال أكثر من 40 وحدة حماية فطرية وأكثر من 250 مراقب حياة فطرية، وتنفيذ أكثر من 22الف زيارة ميدانية، وبالتالي كان لا بد من تفعيل التحول الالكتروني وتدشين اول برنامج الكتروني للرقابة البيئية في أكتوبر 2022 الذي ساهم في تعزيز عمليات الرقابة البيئية." موضحا أن هناك خطة في العام الحالي 2023 م وهي تدشين غرفة التحكم المركزية بكافة عمليات الرقابة البيئية وتوفير العديد من التقنيات المجربة عالميا لتعزيز الرقابة البيئية بسلطنة عمان، حيث بدأنا في تجميع المواصفات والتقنيات ورصد معايير غرفة التحكم ونأمل تدشينها في بداية هذا العام الحالي.

التنوع الأحيائي

تحدث المهندس أحمد بن سعيد الشكيلي مدير دائرة البيئة البحرية عن مسح وجرد الأراضي الرطبة الساحلية البالغ عددها 236 تتركز أغلبها في محافظة ظفار بواقع 80 موقع، وتم اعداد منهجية اختيار مواقع استزراع أشجار القرم، كما تم مسح وتجميع بيانات بيئات الشعاب المرجانية بمحافظة مسندم في 11 موقع، ودراسة نجاح أعشاش سلاحف الريماني في جزيرة مصيرة حيث بلغت نسبة النجاح 11-74 %، وتم إعداد خطة عمل وحماية السلاحف البحرية، بالإضافة إلى رصد جودة البيئة البحرية في الموانئ الصناعية وبعض المواقع ذات الأهمية، وتم استعراض دليل إجراءات انشاء المحميات الطبيعية والمرحلة الثانية من استخدام الكاميرات الفخية لرصد الحياة الفطرية ومشروع استثمار المحمية الطبيعية، بجانب الخطة الاقتصادية لمحمية جزر الديمانيات الطبيعية.

من جهته استعرضت ايمان بنت صالح الخنجرية رئيسة قسم مكافحة التصحر جهود الهيئة في مشروع زراعة 10 ملايين شجرة، والإعلان عن الأرقام التي سُجلت منذ انطلاق المبادرة، حيث بلغ عدد الأشجار المستزرعة أكثر من مليوني شجرة (2084698) وغرس أكثر من مليونين ونصف بذرة (2542250) وتوسعة المشاتل التابعة للهيئة إلى 11 مشتلًا، وجسدت هذه المبادرة تعزيز الشراكة مع مختلف القطاعات من أجل حماية البيئة وتحسين جودة الحياة والتكيف مع التغيير المناخي والتقليل من الاحتباس الحراري.

حماية البيئة من التلوث

وكشف الدكتور محمد الكاسبي – بهيئة البيئة عن الجهود المبذولة لحماية البيئة من التلوث من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي تعزز تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي عملت عليها سلطنة عمان منذ وقت مبكر، بجاب الزيارات المتكررة والرقابة المستمرة للمنشئات الصناعية ومصادر التلوث المتوقعة تأكيدا على تنفيذ التشريعات والقوانين المنظمة، وشهد عام 2022 جملة من المشاريع والمبادرات الخاصة لحماية البيئة من التلوث، أبرزها مشروع انشاء شبكات محطات رصد جودة الهواء المحيط في ولايتي صور وصلالة، ومشروع تطوير وتعزيز شبكة رصد جودة الهواء في المناطق الحضرية ومن وسائل النقل، ومشروع مسح تركيزات عنصر الرصاص في الهواء بمدينة صلالة، ومشروع تقييم جودة الهواء في مناطق الامتياز بمحافظة الوسطى، ومشاريع الحماية من الاشعاع، منها مشروع توسعة نظام الإنذار المبكر لرصد الإشعاع ، ومشروع دراسة الزئبق ومركباته ونفاياتها في السلطنة، ومشروع فحص تراكيز الزئبق والرصاص ببعض عينات من منتجات السوق المحلي " الكحل ومواد التجميل". وضمن مشاريع حماية البيئة من التلوث استعرضت الهيئة مشاريع تعزيز إدارة النفايات ونظافة البيئة من بينها مشروع "النفايات الالكترونية" إنشاء التطبيق الالكتروني الهاتفي للنفايات الالكترونية والكهربائية، مشروع "النفايات الخضراء "إدارة النفايات الزراعية.

دعم الاقتصاد البيئي

وأوضحت المهندسة فايزة الحارثية مشرفة دعم أولوية البيئة والموارد الطبيعية في وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 الاستراتيجية الوطنية لسلطنة عمان للانتقال المنظم إلى خطة الحياد الصفري، بجانب المسار المنظم وفق خطة تركز على القطاعات المسببة للانبعاثات الكربونية للغازات الدفيئة، والطموح حتى 2040 بالوصول إلى 54% من إجمالي المسار، مشيرة إلى أن السلطنة تعمل على تحقيق مبادئ الأهداف الخمسة من خلال مسار الانتقال المنظم عبر استدامة البيئة والأثر الاجتماعي والاقتصادي وتكنولوجيا البطاريات الكهربائية، كما وضعت السلطنة خطوات قادمة تتمثل في حوكمة فعّالة وجدول زمني واضح واستمرارية المتابعة والتفاعل الإيجابي وايجاد سياسة داعمة، وتم تبنّي مشاريع للاقتصاد الأخضر في السلطنة وإقامة مختبرات للاقتصاد الاخضر في قطاعات النقل، الصناعة، كفاءة الطاقة، المباني، النفايات والمياه، وذلك لإيجاد مبادرات ومشاريع منسجمة مع خارطة طريق الاقتصاد الاخضر للسلطنة ومحققة لهدف رؤية عمان 2040، منها مشروع نظام تصنيف المنشآت الخضراء "النجوم الخضراء"، ومشروع التحالف الأخضر. واختتمت الحارثية حديثها حول التركيز على جهود دعم الاقتصاد الدائري وتجسيد مفهوم أهداف التنمية المستدامة من خلال أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

قيمة مضافة

قالت مروى بنت حمد المحروقية رئيسة قسم دراسة المشاريع بهيئة البيئة " تم تبنّي استراتيجيات ذات جودة وأداء عالي تتركز على آليات سير العمل والعمليات في الهيئة بقيمة مضافة توفرها كل خدمة تقدمها لعملائها، وحققت هذه الإجراءات تطوير وتحسين للخدمات في مركز التقييم البيئي والتصاريح، وتم تطوير خدمة إصدار التصاريح بجميع أنواعها، لتكون إلكترونية يمكن الحصول عليها بكل يسر عبر موقع الهيئة الإلكتروني، بجانب إعادة هندسة الإجراءات للخدمات الخاصة بالمتعاملين من خارج الهيئة، حيث تم استهداف 42 خدمة منها 39 خدمة إلكترونية و3 خدمات ورقية، واستعرضت أبرز انجازات مركز التقييم البيئي والتصاريح خلال عام 2022 أبرزها إطلاق النظام الإلكتروني للرقابة والتفتيش بهدف تعزيز التقنيات والدعم اللوجستي لعملية التفتيش بتوفير الأجهزة الفنية لعمليات الرصد.

مشاريع ومنجزات

وقدم مختصون في مجال البيئة أبرز مشاريع ومنجزات إدارات البيئة في مختلف محافظات السلطنة من بينها، تطوير المختبر البيئي في محافظة ظفار، ومبادرة مرجان في محافظة مسندم، ومشروع المسح الميداني للحياة الفطرية في محافظة البريمي، ومشروع حصر وتوثيق الأشجار البرية المعمرة في محافظة الداخلية، ومشروع فحص غاز الأمزون في محطات الوقود في محافظة شمال الباطنة، ومشروع إنشاء قاعدة بيانات للمشاريع في محافظة الظاهرة. واستعرض الحصاد البيئي جملة من المشاريع التي بلغ عددها 118 مشروعا، معززا بنسبة إنجاز كل مشروع، بجانب الجهود الوطنية في مجال حماية البيئة من التلوث وجودة الهواء، والدراسات والابتكارات المقدمة في حماية البيئة، والمشاريع التي عملت على الهيئة في انشاء وتعزيز شبكات رصد جودة الهواء في مختلف محافظات السلطنة، ومشاريع الحماية من الإشعاع وإدارة المواد الكيميائية والنفايات الخضراء، ودعم الاقتصاد الأخضر والدائري ودعم السياحة البيئية، وتطوير وتأهيل بعض المناطق والمحميات، بجانب الأرقام المرصودة من مركز التقييم البيئي والتصاريح ومركز الطوارئ البيئية ومركز الرقابة البيئية.

عروض مرئية

شهد المؤتمر تقديم عرض مرئي يوضح الأدلة الاسترشادية من بينها دليل الممارسات والتراخيص والرقابة والرصد للوقاية من الإشعاع الذي تم إنجازه بنسبة 100% ودليل تطوير إجراءات إدارة النفايات المنجز بنسبة 100% ويهدف إلى تطوير وتحديث إجراءات تصنيف إصدار تراخيص إدارة النفايات الخطرة وغير الخطرة بما يتضمن إدارتها بطرق سليمة ومستدامة، كما تم تقديم عرض مرئي حول مؤشر الأداء البيئي لسلطنة عمان، حيث حلت عالميا في المرتبة 149 و 92 و 162 في محاور سياسات حيوية النظم البيئية والصحة البيئية والتغير المناخي على الترتيب بنقاط 33.5، 39، 23.2. ويصنف أداء سلطنة عمان في مؤشر الأداء البيئي بمقبول، وفي خطة الهيئة الحالية تم التركيز على تحسين قطاعات مؤشر الأداء البيئي من خلال تشكيل لجنة توجيهية برئاسة سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة والجهات ذات العلاقة لمتابعة فريق وطني وفرق فنية معنية بدراسة وتحليل قطاعات المؤشر، سيتم خلالها نشر وتوفير البيانات المطلوبة سواء على صعيد المنظمات الأممية مثل الأمم المتحدة أو المواقع التي تهتم بنشر بيانات بيئية مثل البنك الدولي، ووضع خطة زمنية لمدة 6 أشهر للعمل والانتهاء من استيفاء كافة الحلول قصيرة المدى وتحقيق التقدم في تقرير 2024 بمختلف القطاعات.

الجدير بالذكر، في ختام المؤتمر الإعلامي تم فتح باب النقاش وتلقي الاستفسارات حول مشاريع الهيئة وخططها، بجانب المبادرات والأرقام التي تم استعراضها بمشاركة مجموعة من الإعلاميين والصحفيين ممثلي عدد من الجهات الحكومية والخاصة، والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي.