"سراج" تهدف إلى تجديد الدور التنموي للوقف في رعاية التعليم ودعم برامجه وفتح بوابة معاصرة للوقف التعليمي
"سراج" تهدف إلى تجديد الدور التنموي للوقف في رعاية التعليم ودعم برامجه وفتح بوابة معاصرة للوقف التعليمي
عمان اليوم

«سراج».. مؤسسة وقفية لدعم التعليم في سلطنة عمان

05 ديسمبر 2021
05 ديسمبر 2021

ـ د. شفيق العبري: نهدف إلى شراكة فاعلة مع المجتمع لإيجاد مصادر تمويل مستدامة لقطاع التعليم

ـ خالد العميري: تدشين «سراج» يأتي تماشياً مع النهج الذي اختطه العمانيون عبر التاريخ لدعم التعليم والمتعلمين

ـ عبدالله الشحري: دعم الوقف التعليمي يعزز جودة المرافق والأداء

ـ د. خليفة الهنائي: «سراج» لا تقوم بدور الحكومة وإنما داعمة لقطاع التعليم

الوقف التعليمي يمثل عصباً مهماً للأوقاف في سلطنة عمان منذ القدم إذ أولى العمانيون على مر الزمان لهذا النوع من الأوقاف اهتماماً بالغاً، وذلك لأهمية العلم والعناية بطلاب العلم وتوفير البيئة المناسبة للتشجيع على طلب العلم إدراكاً منهم بأهمية العلم إذ بالعلم تبنى الأمم وتتطور الحضارات، وقد أنشئت المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج» لتتيح لقطاعات المجتمع المختلفة من أفراد ومؤسسات وشركات فرصة التجارة مع الله بالقرض الحسن من خلال المشاركة في بناء حاضر علمي مشرق لأبنائنا وفي مؤسساتنا التعليمية بمختلف مراحلها، وتأسيس قاعدة وطيدة لمستقبلٍ علميٍ باهر فيها حتى تصبح عمان في مصاف الدول المتقدمة علمياً واقتصادياً تحقيقاً لرؤية عمان 2040.

«عمان» اقتربت من القائمين على هذه المؤسسة الوقفية التي أتت تماشياً مع النهج الذي اختطه العمانيون عبر التاريخ لدعم التعليم والمتعلمين، وذلك من أجل أداء رسالة سامية تتمثل في تطوير الأوقاف التعليمية وفق رؤية معاصرة وتجديد الدور التنموي للوقف في رعاية التعليم من خلال شراكة مجتمعية فاعلة لإيجاد موارد مالية مستدامة دعماً للعملية التعليمية وبرامجها وتعزيزاً لأبعاد التكافل وأعمال البر والإحسان لطلبة العلم والباحثين والمبتكرين.

أولوية التعليم

وقال الدكتور شفيق بن درويش العبري، مدير دائرة الترخيص المؤسسي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج» جاءت لتتماشى مع أحد أولويات رؤية عُمان 2040 ألا وهي أولوية «التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية» والتي من بين أهدافها توفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة للتعليم والبحث العلمي والابتكار، حيث تهدف مؤسسة سراج إلى تجديد الدور التنموي للوقف في رعاية التعليم ودعم برامجه، وإلى فتح بوابة معاصرة للوقف التعليمي، ولتوّفر مصدراً تمويلياً مستداماً للتعليم والبحث العلمي والابتكار وذلك من خلال الاعتماد على مصادر متنوعة تضمن الاستمرارية والنمو والتقدم المنشود في مختلف المجالات التعليمية والعلمية.. كما تهدف هذه المؤسسة إلى إيجاد شراكة مجتمعية فاعلة بين المؤسسات التعليمية وبين المجتمع بأفراده ومؤسساته من أجل إيجاد مصادر تمويلية مستدامة لدعم قطاع التعليم ودفعه لتحقيق الأهداف والطموحات المنشودة منه، وليكون للمؤسسات التعليمية العُمانية مكانة مرموقة على المستوى العالمي من خلال تمكينها مادياً من تحقيق رؤاها ورسالتها وأهدافها التي أنشئت من أجلها، ويشكل الدعم المالي الركيزة الأساسية التي تمكن المؤسسات التعليمية من الرقي بمستواها وبلوغ مستويات متقدمة من الجودة في كافة مجالات العملية التعليمية، وستعزز مؤسسة سراج التكافل المجتمعي وأعمال الخير الموجهة لخدمة العملية التعليمية والعلمية، مما سيجعل المجتمع شريكاً أساسياً ومحوراً مهماً في تحقيق النجاحات المأمولة لهذا القطاع الحيوي الذي يعتبر أساساً لنجاح كافة القطاعات الأخرى.

وأشار إلى إن المؤسسة الوقفية سراج كغيرها من المؤسسات الوقفية الموجهة لدعم التعليم على المستوى العالمي، جاءت لتشكل داعماً أساسياً واستراتيجياً للتعليم، حيث إنها تلعب دوراً محورياً في تحقيق النماء الاقتصادي والاجتماعي وبناء مستقبل الأوطان والمجتمعات، وتفتح آفاقاً رحبة ومعاصرة ومستدامة وجديدة للعملية التعليمية، ويعد الوقف التعليمي ركيزة مهمة للتقدم الفكري والعلمي والثقافي في مختلف مجالات العلم والمعرفة.. كما أن هذه المؤسسة جاءت لتتغلب على العديد من التحديات والمستجدات والتي من بينها الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية العالمية وجائحة كورونا التي ألقت بظلالها السلبية على كافة المجالات بما فيها التعليم، فبالرغم من الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاع التعليم إلا أن الدور المنشود من مؤسسات التعليم العالي والالتزامات التعليمية والعلمية يجعل من الأهمية بما كان ضرورة تنويع مصادر التمويل وعدم الاعتماد على مصدر واحد لتسيير كافة جوانب العملية التعليمية وللتغلب على أية تحديات وآثار اقتصادية سلبية. إذ أن تلك المؤسسات التعليمية مطالبة بدور ريادي في تنمية وبناء القدرات البشرية وتمكينها من أن تكون المحرك الأساسي لكافة القطاعات، وهذا يحتم على المؤسسات أهمية إيجاد مصادر تمويل متنوعة ومستدامة، وقد جاءت المؤسسة الوقفية سراج لتلبي الطلب المتزايد على التعليم العالي، وكذلك مواكبة المطالبات المجتمعية برفع جودة هذا القطاع والنهوض بمستواه ليكون منافساً ليس على المستوى المحلي فقط بل وحتى على المستويات الإقليمية والعالمية.. كما أن هذه المؤسسة جاءت لتكون مساندة لجهود المؤسسات التعليمية وداعمة لها للتغلب على كافة التحديات المالية التي تواجهها والتي تعيق قدرتها على تحقيق رؤيتها ورسالتها وأهداف التي أنشئت من أجلها، بالإضافة إلى جاءت مؤسسة سراج لتلبي الطلب المتزايد على البحث العلمي والإبداع والابتكار الذي كلما زاد الاهتمام به أسهم في وضع المؤسسات التعليمية في مستويات عالمية مرموقة.

وأضاف: إن التجارب العالمية المعاصرة لدعم التعليم تقوم في أساسها على تنويع مصادر التمويل وعلى استثمار الأموال المحصلة من قبل الداعمين بحيث تكون عوائد تلك الاستثمارات هي الأساس الذي يحقق لتلك المؤسسات أهدافها وهي التي تضمن الاستدامة والاستمرارية لتلك المؤسسات الوقفية، ولم تغفل مؤسسة سراج عن التجارب العالمية الناجحة، وقد كانت الأساس الذي انطلقت من هذه المؤسسة الوقفية، وقد سعت إلى استقطاب أموال التبرعات والهبات والوصايا وإيجاد أفضل السبل لتشغيلها وتنميتها واستثمارها، ومن ثم توظيف أموال المؤسسة وعائدات استثماراتها لدعم وتمويل المشاريع ذات الصلة بتنمية قطاع التعليم بسلطنة عُمان، وتأمل مؤسسة سراج استثمار الأموال في المجالات العقارية والصناعية والزراعية وغيرها من المجالات وفق ضوابط الشريعة الإسلامية في استثمار الوقف.. مضيفاً: إن مجالات الوقف التعليمي لدعم التعليم العالي تشتمل على جوانب عدة تلبي كافة الحاجات التعليمية والعلمية، إذ يتمثل ذلك الدعم على سبيل المثال وليس الحصر في توفير أجور أفضل للمعلمين لتحفيزهم على الإبداع والعمل بشكل أفضل، ولاستقطاب الكفاءات ذات المستويات العلمية المشهود لها بالتميز والإجادة، وكذلك دعم الطلبة في بعض الحالات كالمعسرين مادياً أو ذوي الاحتياجات الخاصة وتقليل المصروفات عليهم.. كما يمكن توجيه أموال الوقف لدعم البحث العلمي والابتكار والتكنولوجيا وصيانة المباني وتوفير الأجهزة الخاصة بها ورفع جودة العملية التعليمية بكافة مكوناتها، ومن مجالات الوقف التعليمي دعم المشاريع البحثية والدراسات العلمية في مجالات التطوير التقني والمجالات الطبية وغيرها.. كما يمكن توجيه الأموال الوقفية لإقامة الحلقات التدريبية والندوات العلمية واللقاءات الثقافية والدورات التدريبية لمختلف فئات المجتمع، ويمكن كذلك أن تخصص أموال الوقف لدعم برامج تنموية لخدمة المرضى، والأيتام، والمعسرين، وذوي الإعاقة.

وأكد أن مصادر تمويل المؤسسة متنوعة وتشتمل على ما تحصل عليه المؤسسة من ريع الأموال التي يوقفها الواقف للمؤسسة، وكذلك الأراضي وغيرها من العقارات التي يخصصها الواقفون للمؤسسة بغية استثمارها، هذا بالإضافة إلى التبرعات والمساعدات والهبات والمنح والوصايا والأوقاف من المؤسسات ورجال الأعمال والأغنياء، والدخل الذي تحققه المؤسسة من الاستثمارات التي تملكها وعائدات الأصول المالية، ومن آليات التمويل التي تعتمد عليها المؤسسة هو الدعم الموجه مباشرة لتمويل الأبحاث والكراسي البحثية والأنشطة الأكاديمية في مجالات يحتاجها المجتمع مثل أبحاث السرطان أو الأبحاث في الجانب التقني وغيرها من المجالات التي تخدم المجتمع، والتمويل لا يقتصر على التوجيه المباشر لأموال المتبرعين لخدمة العملية التعليمية بل يتم استثمار تلك الأموال للمحافظة على استدامتها ولتعظيم الفائدة المرجوة منها.

الوقف التعليمي

وقال خالد بن سعيد العميري، أمين سر مجلس إدارة المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج»: أولى العمانيون على مر الزمان لهذا النوع من الأوقاف اهتماماً بالغاً، وذلك لأهمية العلم والعناية بطلاب العلم وتوفير البيئة المناسبة للتشجيع على طلب العلم إدراكاً منهم بأهمية العلم إذ بالعلم تبنى الأمم وتتطور الحضارات، وقد تنوعت الأوقاف في عمان منذ عهد الإمام الوارث بن كعب الخروصي في نهاية القرن الثاني الهجري لتشمل جميع مناحي الحياة المختلفة التي يحتاجها المجتمع بل امتد خير بعض هذه الأوقاف إلى خارج ربوع الوطن ومن أمثلة ذلك البساتين المزروعة في بهلا التي أوقفت لبيت الله الحرام بمكة المكرمة، ولم تكن الأوقاف التعليمية مقتصرة على العقارات، إنما تنوعت إلى أموال منقولة كالكتب والمرافع والأحبار وإلى أصول كالأراضي الزراعية والمباني والمرافق السكنية والمحلات التجارية وأسهم مياه الأفلاج وغيرها ومن الأمثلة على ذلك وقف جز من أسهم مياه فلج الملكي بإزكي لدعم التعليم، وقد أسهمت هذه الأوقاف في انتعاش الحركة العلمية والتعليمية في عمان لإعانة طلاب العلم ومساعدتهم من خلال عائدات الأوقاف كما أدى ذلك إلى تفعيل الدور التعليمي للمسجد فأصبحت المساجد مؤسسات تعليمية إلى جانب دورها الأساسي في إقامة العبادات فيها بالإضافة إلى مساهتمها في رعاية المكتبات وتوفير الكتب وصيانتها.

المرأة العمانية

وأشار إلى أن الوقف في مجال التعليم أصبح ممولاً رئيسياً لاستمرار المؤسسات التعليمية للقيام بدورها وتطويرها، فكانت عائدات الأوقاف التعليمية تضخ لإنشاء مؤسسات تعليمية من مساجد ومدارس وكذلك لتوفير الخدمات الأساسية التي تحتاجها المؤسسات التعليمية وطلاب العلم من غذاء ومسكن وملبس وغيرها من الخدمات.. مشيراً إلى أن الوقف لم يقتصر على الرجال فقط، فقد كان للمرأة العمانية الدور الكبير بالمشاركة في تلك الأوقاف التعليمية، وضربن أروع الأمثلة في ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما أوقفته الشيخة عائشة بنت راشد الريامية للتعليم في بهلا، حيث أنشأت مدرسة هناك بالإضافة إلى المكتبة التي حرصت على تعميرها بالكتب في مختلف التخصصات الفقهية واللغوية والأدبية، وأوقفت لتلك المكتبة أموالاً من فلج «أبو ثعلب» بالرستاق، كما أوصت احدى النساء في القرن الثاني عشر هجري بما كانت تملكه من كتب لطلبة العلم، وأوصت شيخة بنت محمد بن عبيد الراشدية الهناوية الرستاقية بتوقيف ريع المال المسمى «الملتقى» الذي يسقى من فلج الميسر بالرستاق لطلبة العلم، وكذلك ظهر إلى جانب ذلك الأوقاف التعليمية التي تحمل أسماء القبائل أو الأسر العمانية ومنها مكتبة وقف بني رَوح، ومكتبة وقف السليمانيين، ومكتبة وقف السيبانيين، ومكتبة وقف بني سيف، ومكتبة وقف بني مفرج، وقد خصص لهذه المكتبات أوقافاً لصيانتها وحفظها، أو لتزويدها بالكتب.

وأضاف: جاء تدشين المؤسسة الوقفية «سراج» وفق رؤية معاصرة وتجديد الدور التنموي للوقف في رعاية التعليم من خلال شراكة مجتمعية فاعلة لإيجاد موارد مالية مستدامة دعماً للعملية التعليمية وبرامجها وتعزيزاً لأبعاد التكافل وأعمال البر والإحسان لطلبة العلم والباحثين والمبتكرين، وإن نور سراج هو امتداد لأنوار الأوقاف التعليمية التي أنشئت عبر العصور، ليكون رافداً من الروافد المهمة لدعم التعليم والبحث العلمي والابتكار، فسراج يسطع بنوره ليضيء آفاقا رحبة لطلاب العلم ومؤسساته، كما إن من أولى اهتماماته تشجيع الباحثين في المجالات العلمية والمبتكرين ومساندتهم وتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة، وسيصل سراج إلى هذه الأهداف المنشودة بفضل الله تعالى ثم بتضافر الجهود الخيرية من الأفراد والمؤسسات، إيماناً من الجميع بأن التعليم يمثل أولوية قصوى لدى الجميع، وينبغي أن تشحذ الهمم من أجل تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لطلابه ومؤسساته التعليمية.

تاريخ الوقف

وقال الشيخ عبدالله بن علي الشحري، إمام وخطيب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم عضو مجلس إدارة «سراج»: إن التاريخ العماني بفضل الله يمتاز بأمور عديدة يصعب حصرها إن لم نقل يستحيل ذلك ومن تلك المآثر التي أعطاها العمانيون اهتمامهم الشديد وتألقت في تاريخهم المجيد «الوقف».. واستمراراً في ذلك النهج فإن مؤسسة سراج معتنية بالدرجة الأولى بالوقف التعليمي وازدهاره، حيث تولي كل أهمية لأي أمر يتعلق بالعلم سواء من جهة رفع الوعي بأهمية الوقف التعليمي وكذلك دعم طلبة العلم والمشاريع العلمية لكي تكون رافداً ومعيناً ومشاركاً في خدمة هذا البلد المعطاء.

البنية القانونية

وقال الدكتور خليفة بن سيف الهنائي، نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج»: إن البنية القانونية والتنظيمية للمؤسسات والصناديق الوقفية اشتغل عليها المختصون في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وأصدروا كتيباً في هذا المجال تحت مسمى «فلسفة الأوقاف في عمان» لم ينشر حتى الآن، تناول الجوانب القانونية وما يتعلق بالحوكمة.

وأشار إلى أن المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج» هي إحدى المؤسسات الوقفية، إذ أن هذه المؤسسات عالجها المرسوم السلطاني رقم «54/2013» الذي صدر بتعديل قانون الأوقاف، وأضاف في الفصل التاسع «المؤسسات الوقفية» ليعطيها الصفة القانونية وليميزها عن أعمال الخير والبر ومؤسسات المجتمع المدني التطوعية والخيرية المختلفة، باعتبار أن الوقف له طابع مختلف عن تلك المؤسسات، ومن طابعه بأنه من أنواعه الوقف المنجز وهو الوقف الذي لا يجوز الرجوع فيه، ولا يحل التعدي عليه، وصدرت اللائحة التنفيذية لقانون الأوقاف وخصص في الفصل التاسع منها أحكام المؤسسات الوقفية وذلك لإعطاء قواعد إجرائية سليمة لكل ما يتعلق بتفاصيل الوقف وعلاقته بالحوكمة والواجبات والمسؤوليات وآليات العمل.

وكذلك مما قامت به وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التنسيق وتوقيع مذكرات تفاهم مع بعض المؤسسات المصرفية كميثاق للصيرفة الإسلامية وميسرة للخدمات المصرفية الإسلامية.. مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بالحوكمة فقد أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية دليلي الحوكمة المؤسسية للمؤسسات الوقفية العامة والخاصة وهيكلتها إدارياً ومالياً ورقابياً ومحاسبياً، والتي قامت بتنفيذه شركة ديليوت بهدف ضمان الأداء الفاعل إدارياً ومالياً لهذه المؤسسات، وهذا أبرز ما يمكن أن يقال فيما يتعلق بجانب الحوكمة.

وأضاف: المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج» تتجه إلى وضع خطة استراتيجية لعملها خلال المرحلة القادمة وهي تعمل كذلك في الوقت الحالي على إعداد الهيكل التنظيمي للمؤسسة، بالإضافة إلى أنّ مجلس إدارتها أقر في الفترة الماضية شعار المؤسسة وهو بصدد عمل شعار لفظي للمؤسسة ليكون بارزاً في منشوراتها، ويسعى مجلس إدارة «سراج» في المرحلة القادمة إلى التعرف بالمؤسسة ودورها وما ينبغي عليها القيام به، كما أن «سراج» لا تتداخل في العمل المؤسسي الحكومي ومن المهم الإشارة إلى هذه النقطة، إذ أن المؤسسة الوقفية لدعم التعليم «سراج» لا تحل محل الحكومة فيما يتعلق بجانب التعليم سواء أكان في التعليم العام أو التعليم الجامعي، وما بعد الجامعي والبحث العلمي، وإنما هي داعمة للتعليم وتضع استراتيجية خاصة لها، ففي بعض الدول توجد جامعات كبرى خاصةً في أوروبا أساسها الوقف، و«سراج» تفتح المجال لأهل الخير الراغبين في التبرع في وقف أموالهم في حياتهم وبعد مماتهم لتكون صدقة جارية لهم في مجال التعليم والبحث العلمي والابتكار، خدمةً للوطن وأهله، والإنسانية جمعاء.