عمان اليوم

"رأس الحرق" بجبل شمس .. حرائق متكررة تهدد الغطاء النباتي وتقلق السكان

22 أغسطس 2025
22 أغسطس 2025

تُعد منطقة رأس الحرق بجبل شمس من المواقع المعرضة لاشتعال الحرائق، خصوصًا في فصل الصيف، مما يشكل هاجسًا ومصدر قلق لسكان القرى القريبة، كما أن طبيعة المكان تزيد من تعقيد الأمر؛ فإطفاء الحريق ليس بالأمر السهل نظرًا لصعوبة التضاريس الجبلية الوعرة، وعدم وجود مصادر للمياه وجفاف جبل شمس، حيث إن النيران عند اشتعالها تلتهم الأشجار المعمرة كأشجار العتم والعلعلان والبوت.

ويستدعي الأمر تدخل هيئة الدفاع المدني والإسعاف، وطيران شرطة عُمان السلطانية، بالإضافة إلى الفرق الأهلية والمتطوعين من المواطنين ليقوموا بعملية تكاملية لإطفاء الحريق. وقد عُرفت هذه المنطقة بكثرة تعرضها للحرائق، خصوصًا في فصل الصيف، مع جفاف الأشجار الصغيرة وتأخر هطول الأمطار لفترة طويلة، إلى جانب هبوب الرياح النشطة التي تساعد أحيانًا في انتشار الحريق وتوسع رقعته، فضلًا عن عدم وصول وسائل النقل الحديثة إلى مكان الحريق.

وقال حمد بن سليمان العبري، عضو المجلس البلدي بولاية الحمراء: إنه بسبب وعورة الطريق، لا بد للفرق التطوعية من استخدام طرق بدائية في التعامل مع الحريق، منها استخدام الحمير لنقل العبوات المحملة بالمياه، حيث تم جلب المياه من البرك والأحواض التي أنشئت لتجميع المياه لري الأغنام والماعز أثناء الرعي. وقد قُدرت مساحة الحريق الأخير الذي أثر على منطقة دار جمانة بحوالي كيلومترين. وزادت معاناة المشاركين في عملية الإطفاء بسبب الطرق المليئة بالأتربة والرماد، مما دفع البعض إلى تغطية الأشجار بالأتربة بدلًا من الماء للمساعدة في الإطفاء ودفن الأشجار التي تحتوي على الجمر.

وعن الأسباب المحتملة للحريق، أوضح العبري أنه لا توجد تأكيدات فعلية، حيث يشير بعض الأهالي إلى كثافة الصواعق التي تضرب الأشجار أثناء هطول الأمطار، فيما يتوقع البعض الآخر أن تكون ناتجة عن مواقع التخييم القريبة من مكان الحريق.

ودعا العبري الجهات المختصة إلى ضرورة تركيب مجسات للحرائق، وكاميرات للمراقبة الحية، وتعيين مراقبين لحماية الحياة الفطرية في المحميات الجبلية، إلى جانب تعزيز التوعية الإعلامية بأهمية الحفاظ على المكان والابتعاد عن الأشجار والحشائش أثناء التخييم وإشعال نيران الطبخ أو التدفئة. كما دعا إلى إقامة حواجز مائية متعددة للمساهمة في تقليل المخاطر، وإيجاد مصدر دائم للمياه.

Image