No Image
عمان اليوم

دراسة : تخطيط القلب أداة أساسية لتشخيص تأثر البطين الأيمن بالشريان التاجي

28 سبتمبر 2025
28 سبتمبر 2025

نشرت مجلة عمان الطبية دراسة حديثة تسلط الضوء على خطورة مرض الشريان التاجي الذي يُعد أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة عالميًا؛ حيث يتسبب في أكثر من 17.5 مليون حالة وفاة سنويًا.

وذكرت الدراسة أن هذه الأمراض قد تظهر في صورة متلازمة الشريان التاجي الحادة مثل احتشاء عضلة القلب المصحوب أو غير المصحوب بارتفاع في قطعة ST، أو الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو الذبحة الصدرية المزمنة المستقرة المعروفة بالمتلازمات التاجية المزمنة. كما تصنف حالات احتشاء عضلة القلب المصحوبة بارتفاع قطعة ST بحسب الجانب المصاب من جدار البطين الأيسر.

وحملت الدراسة عنوان "تقييم معايير تخطيط القلب الكهربائي لتشخيص تأثر البطين الأيمن" بإشراف الدكتور سونيل نادر، ومشاركة كل من الدكتور صهيب المعشري، وريم الحبسي، وأمل الحبسي، والدكتور ياسر المالكي، والدكتور مشعل السعدي، والدكتور عادل الريامي.

وهدفت الدراسة إلى سد الفجوة البحثية الحديثة من خلال مقارنة دقة معايير تخطيط القلب الكهربائي المختلفة في الكشف عن انسداد الجزء القريب من الشريان التاجي الأيمن وتفرعه المغذي للبطين الأيمن؛ استنادًا إلى نتائج تصوير الشرايين التاجية.

وأبرزت النتائج أهمية استخدام المعايير الحديثة لتخطيط القلب الكهربائي في تشخيص تأثر البطين الأيمن بدقة أكبر ما يسهم في تحسين التشخيص المبكر، وتقديم الرعاية الطبية الملائمة للمرضى، وتقليل المضاعفات المحتملة الناتجة عن انسداد الشريان التاجي.

وأوضحت الدراسة أن احتشاء عضلة القلب السفلي يمثل نحو 40–50% من جميع حالات احتشاء عضلة القلب المصحوب بارتفاع قطعة ST، ويُعتقد أن ثلث حالات الاحتشاء الحاد في الجدار السفلي ترتبط بتأثر البطين الأيمن. ويحدث هذا التأثر عادة عند انسداد الشريان التاجي الأيمن قبل منشأ فرع البطين الأيمن الذي يقع غالبًا في منتصف مجرى الشريان.

وأظهرت معايير تخطيط القلب الكهربائي المختلفة لتشخيص إصابة البطين الأيمن درجات متفاوتة من الحساسية، إلا أن معظم هذه المعايير مستندة إلى دراسات قديمة نُشرت في ثمانينيات القرن الماضي معتمدة على تصوير تروية عضلة القلب أو بيانات ما بعد الوفاة. وعلى الرغم من التطورات الكبيرة في تقنيات التشخيص فإن الأدلة الحديثة المستندة إلى تصوير الشرايين التاجية لا تزال محدودة.

ولتحقيق نتائج أكثر دقة أجرى الباحثون تحليلًا استرجاعياً لحالات مرضى أُدخلوا المستشفى بسبب احتشاء عضلة القلب السفلي بين يناير 2014 ومايو 2016؛ حيث اعتُبر الانسداد القريب في الشريان التاجي الأيمن دليلًا تشخيصيًا على تأثر البطين الأيمن.

شملت الدراسة 129 مريضًا بمتوسط عمر 55.8 عامًا، وكان 81.4% منهم من الذكور، جميعهم يعانون من احتشاء عضلة القلب السفلي مع ارتفاع قطعة ST، وكان الألم الصدري حاضرًا في جميع الحالات مدعومًا بتخطيط قلب كهربائي يؤكد التشخيص.

وأظهرت النتائج أن غالبية المرضى كانوا يعانون من مرض مصاحب واحد أو أكثر، مثل داء السكري (40.8%)، وارتفاع ضغط الدم (59.2%)، واضطراب شحميات الدم (55.1%).

وأظهرت نتائج تصوير الشرايين التاجية أن 16 مريضًا لديهم انسداد في الشريان التاجي المنعطف بينما 113 مريضًا عانوا من انسداد في الشريان التاجي الأيمن من بينهم 49 مريضًا كان الانسداد لديهم في الجزء القريب قبل منشأ فرع البطين الأيمن ما يشير إلى احتمال تأثر البطين الأيمن في تلك الحالات.

ولم يُظهر تأثر البطين الأيمن ارتباطًا ذا دلالة إحصائية مع العمر، أو الجنس، أو عوامل الخطر، أو المؤشرات الديناميكية الدموية، أو نتائج تخطيط القلب من حيث اضطرابات كهربائية القلب أو عدم انتظام ضربات القلب. ومع ذلك كان المرضى الذين تأثر لديهم البطين الأيمن أكثر عرضة للإصابة بضيق النفس (42.9%) والإغماء (14.3%).

على الرغم من عدم وجود اختلاف ملحوظ في معدلات البقاء على قيد الحياة بعد سنة واحدة بين المرضى؛ لوحظ ارتفاع معدل الوفيات بشكل كبير بين المرضى المصابين بتأثر البطين الأيمن؛ حيث بلغ 91.3% مقارنة بـ 13.6% بين غير المصابين.

وأوضحت الدراسة أن المؤشرات الأكثر حساسية لتشخيص تأثر البطين الأيمن كانت ارتفاع قطعة ST في القطب V4R (72.9%) وارتفاع قطعة ST في القطب III أكثر من القطب II (80.4%) بينما كانت المؤشرات الأكثر نوعية هي ارتفاع قطعة ST في القطب V1 (88.7%) وارتفاع ST في V1 مع انخفاض في القطب V2 (97.1%). وأظهر دمج جميع المعايير زيادة في الحساسية لتصل إلى 85.7%، إلا أن ذلك جاء على حساب انخفاض النوعية إلى 21.2%.

واستنتجت الدراسة أنه لا يمكن لأي معيار منفرد من معايير تخطيط القلب الكهربائي كشف جميع حالات تأثر البطين الأيمن لدى مرضى احتشاء عضلة القلب السفلي. ومع ذلك فإن دمج المعايير المختلفة ساعد في اكتشاف عدد أكبر من الحالات رغم ارتفاع معدل النتائج الإيجابية الكاذبة. وأكدت الدراسة أن تخطيط القلب الكهربائي عند استخدامه ضمن تقييم سريري شامل للأعراض والعلامات يظل أداة أساسية في تشخيص تأثر البطين الأيمن، وتوجيه القرارات العلاجية.