دراسة: ارتفاع مستويات الضوضاء في المناطق الصناعية بشمال الشرقية
أجرى فريق بحثي من جامعة الشرقية دراسة بحثية حول "قياس مستويات الضوضاء في محافظة شمال الشرقية"وتوصل إلى وجود ارتفاع في مستويات الضوضاء في المناطق الصناعية، يمكن أن يؤثر على صحة الأشخاص على المدى الطويل من خلال وجودهم بشكل مستمر في المواقع التي شملتها الدراسة. جرى تمويل المشروع البحثي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وتكون الفريق البحثي من الدكتور محمد بن إبراهيم البحري، أستاذ مساعد فيزياء بكلية العلوم التطبيقية والصحية مشرفا، والطالب إبراهيم الرشيدي، والطالبة فاطمة العجمية، وبمشاركة خالد الهاشمي، فني مختبر فيزياء للإشراف على الطلبة في جمع وتحليل البيانات.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور محمد البحري لـ(عمان): إن الهدف الرئيسي من هذه الدراسة البحثية هو التعرف على مستويات الضوضاء في أماكن مختلفة مثل المناطق الصناعية، والطرق الرئيسة، والمدارس، والفنادق، والمناطق السكنية في محافظة شمال الشرقية، حيث تم قياس مستويات الضوضاء في أكثر من 30 موقعا مختلفا مثل صناعية ولاية إبراء، وصناعية ولاية سناو، وتم استخدام جهاز قياس شدة الصوت بمدى قياس "30 إلى 130 ديسيبل".
ووجدت الدراسة أن المصدر الرئيس للضوضاء في المناطق الصناعية هو صوت الآلات المستخدمة والذي يتجاوز في شدته "90" ديسيبل، وفي بعض المواقع يكون معدل وقت التعرض للضوضاء العالية مرتفعًا وضارًا بالناس، وفي الطرق تساهم المركبات في زيادة التلوث الضوضائي، ففي ساعات الصباح الأولى، يتراوح متوسط ضوضاء حركة المرور بين "59.8" و"74.5" ديسيبل، وهذا يتجاوز القيمة المتوقعة "60 ديسيبل"، وفي ساعات الظهيرة تتراوح مستويات الضوضاء المرورية بين "57.8" و"65" ديسيبل، وهو ما يتجاوز المعيار العماني "55" ديسيبل، وفي المدارس تراوحت مستويات الضوضاء داخل المدارس بين "56.8" و"75.4" ديسيبل، ومع ذلك، كانت مستويات الضوضاء خارج المدارس بين "46.1" ديسيبل و"57.9" ديسيبل، وهو ما يتوافق مع المعايير العمانية، وهذا يعني أن المدارس بنيت في أماكن هادئة وبعيدة عن مصادر الضوضاء، وعلاوة على ذلك، تم جمع "70%" من بيانات مستويات الضوضاء الناتجة عن صراخ الطلبة واستخدام مكبر الصوت والموسيقى أثناء الطابور الصباحي التي تؤدي إلى ارتفاع الضوضاء إلى حد يفوق الحد القياسي للمواصفات، وفي الفنادق، وجدنا أن مستويات الضوضاء داخل الفنادق تعتمد على مواقعها، بحيث يقع بعضها في منطقة هادئة بمستوى ضوضاء متفق عليها مع المعايير بينما تقع المواقع الأخرى في وسط المدينة، حيث تكون مستويات الضوضاء أعلى من المعايير.
توصيات
وقد أوصت الدراسة بإجراء دراسات مستفيضة للتحقيق في الآثار الصحية المرتبطة بالضوضاء على الناس وتحديث المعايير المتعلقة باللوائح البيئية العُمانية وفق الارتفاع في مستوى الضوضاء، كما أوصت بتوعية العاملين في المناطق الصناعية بالاهتمام بالسلامة وارتداء حماية الأذن من الضوضاء، علاوة على ذلك، اقترحت الدراسة إجراء قياسات منتظمة للضوضاء من قبل هيئة البيئة لرصد مستويات الضوضاء مرتين على الأقل في السنة، وحثت الدراسة وزارة التربية والتعليم باستخدام بعض وسائل امتصاص الضوضاء داخل المدارس، بالإضافة إلى إجراء المزيد من الدراسات في المستقبل لبحث تأثير الضوضاء داخل المدرسة على تعلم الطلبة.
