دراسة: ارتباط تحصين الأطفال ضد "كوفيد" بثقافة الأمهات
"عمان" أكدت دراسة بحثية ارتباط تحصين الأطفال ضد "كوفيد19" بثقافة الأمهات، حيث إن الأمهات الأكبر سنا وذات دخل ومستوى تعليمي أعلى أكثر ميلا لتحصين أطفالهن، مبينة أن تحصين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 عامًا ضد الفيروس يعد مهما لصحتهم وصحة القائمين على رعايتهم، حيث يمكن أن تؤدي عدوى كوفيد عند الأطفال إلى متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة والعديد من العواقب الأخرى طويلة الأمد مع إمكانية أن يكون حوالي 16-19٪ من الأطفال مصابين بالفيروس ولكن بدون أعراض وبالتالي قد يكونوا ناشرين صامتين للفيروس.
وذكرت الدراسة المنشورة في مجلة عمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية أن سلطنة عُمان بدأت التطعيمات للبالغين في عمر أكبر من 18 عامًا في ديسمبر 2020، وقد حظيت حملة التطعيم بقبول واسع، حيث نفذت وزارة الصحة نظامًا إلكترونيًا موحدًا "ترصد" كسجل للتحصين، وتم إجراء المراقبة للأحداث السلبية للقاح والإبلاغ عنها باستخدام هذا النظام، وبدأت التطعيمات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا في أغسطس 2021 في المدارس ومركز عمان للمؤتمرات والمعارض كمواقع للتطعيم.
وأشارت الدراسات التي وثقت على مدى العامين الماضيين إلى أسباب التردد في تلقي اللقاح بين البالغين ومقدمي الرعاية قبل وبعد تطوير اللقاحات، وشملت الأسباب الأيديولوجية السياسية، والإيمان بنظريات المؤامرة، وعدم الثقة في القرارات الطبية وصناع الأدوية، والشكوك حول مأمونية اللقاحات وفعاليتها وآثارها الجانبية، ويميل الانتشار الأكثر للتردد بين النساء الحوامل والمرضعات ومقدمي الرعاية للأطفال الصغار، كما أن البيانات المأخوذة من مسوح متعددة أظهرت أن 42-66٪ من الآباء كانوا إما مترددين أو يعارضون تطعيم أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 عامًا، وتشمل المتغيرات التي تتنبأ بمستوى أعلى من التردد في تطعيم الأطفال جنس مقدمي الرعاية (أنثى)، والنساء الحوامل، ومقدمي الرعاية ذوي المستوى التعليمي المنخفض.
وأوضحت أنه من بين 954 من الأمهات اللاتي تم الاتصال بهن، شاركت 700 مثلت ما نسبته 73.4٪ في استبيان مقطعي أجراه المحاور وجهًا لوجه في مسقط بين 20 فبراير و13 مارس 2022م، حيث تم جمع بيانات عن العمر، والدخل، ومستوى التعليم، والثقة بالأطباء، وتردد اللقاحات، والنية لتطعيم الأطفال، وتم استخدام الانحدار اللوجستي لتقييم محددات نية الأمهات في تطعيم أطفالهن واتضح انه كان لدى معظم الأمهات 1-2 طفل، وكانت 73.0٪ منهن حاصلات على شهادة جامعية أو تعليم عالٍ، و70.8٪ كن موظفات، وأفادت أكثر من النصف بنسبة 56.0٪ أنهن كن على الأرجح أو من المرجح جدًا أن يطعمن أطفالهن باللقاح، وارتبط التوجه لتطعيم الأطفال بالعمر الأكبر، والثقة بالطبيب، وانخفاض التردد على اللقاح.
وقد هدفت الدراسة إلى تحديد العوامل التي من شأنها أن تؤثر على توجهات الأمهات لتطعيم أطفالهن الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 عامًا إذا توفرت لقاحات الأطفال، حيث إن فهم هذه العوامل مهم لتطوير حملة تطعيم مقنعة ومبنية على الأدلة وستساعد نتائج هذه الدراسة صانعي السياسات ومقدمي الرعاية الصحية ومسؤولي الصحة العامة على تصميم استراتيجيات الصحة العامة لتشجيع الأمهات على تطعيم أطفالهن الصغار.
