002
002
عمان اليوم

داود الشيباني يهوى مغامرات التسلق ويشارك في رحلات البحث عن العسل بجبال أدم

04 يونيو 2021
04 يونيو 2021

العسل الجبلي يصل سعره إلى ١٥٠ ريالا للكيلوجرام الواحد

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

لطالما تجاوز العسل العماني المحلية لينطلق إلى العالمية لما يتميز به من جودة عالية ترجع إلى طبيعة السلطنة وأنواع الزهور والأعشاب التي يتغذى عليها النحل العماني، وأفضل أنواعه هو عسل البرم والبرم هو ثمرة أشجار السمر الذي تتغذى نحلة بوطويق المعروفة بالسلطنة عليه لتنتج أجود أنواع العسل المتصف بكثافته الشديدة وقتامة لونه، وقد أجمع كثير من النحالين على أن جبال ولاية أدم تحوي أجود أنواع العسل العماني الجبلي نظرًا لطبيعة الولاية الجافة أغلب أيام السنة، وقد توارث أبناء ولاية أدم رحلة جبي العسل من جبال الولاية، ويفضل أغلبهم البحث عن العسل في جبل المضمار بالولاية ليس لكثرة انتشار العسل فيه بل لقلة مخاطره بالنسبة للجبال الأخرى.

داود بن محمد بن سيف الشيباني، شاب في مقتبل العمر من أبناء ولاية أدم يبلغ من العمر 24 عاما، يتخذ من رحلة جباية العسل هواية شيقة، وقد بدأ في ممارستها منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، ليكتسب بذلك خبرة كبيرة وينطلق هو وثلاثة من أشقائه في مواسم جبي العسل منذ الصباح الباكر ويعودون قبل الغروب حاملين معهم إرث أجدادهم الذي يتجدد جيلًا بعد جيل، ورغم خطورة الرحلة إلا أن شغف البحث والمغامرة هو الحافز.

قال الشيباني في حواره مع «عُمان»: إن سعر العسل الجبلي في الوقت الحالي يصل من ١٠٠ ريال عماني إلى ١٥٠ ريالًا عمانيًا للكيلو جرام الواحد، نظرًا لجودته العالية وصعوبة الوصول إليه وصعوبة استخراجه من الجبل في مواسم جمع العسل والتي يتم تقسيمها حسب كل نوع من أنواع العسل، وهي موسم السمر في شهري مايو ويونيو، وموسم السدر في شهر نوفمبر، وموسم الزهور والحرمل في شهري فبراير ومارس.

وأضاف: إنه يقوم بتسويق العسل باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الفترة لتجنب التجمعات والاختلاط بالمجتمع.

وحول سؤاله عن أنواع العسل التي يستخرجها من الجبل قال: يتوفر العديد من أنواع العسل أهمها عسل السمر وعسل السدر وعسل الزهور والحرمل الذي تتميز به جبال ولاية أدم، كما أشار إلى القوة العلاجية والمذاق المركز الرائع الذي يتميز به عسل الجبل إضافة إلى صلابته ورطوبته المعتدلة.

وأضاف: يجب حفظ العسل بعيدا عن أشعة الشمس والضوء ووضعه في درجة حرارة معتدلة للمحافظة على جودته لمدة أطول.

وشرح الشيباني خطة البحث عن العسل التي تبدأ في الصباح الباكر من بداية شروق الشمس وهو أفضل وقت لجمع عسل الجبل، وقال: إن الرحلة تبدأ بحيث يبحث كل شخصين في اتجاه ومكان معين، وعند عثور أحد الفرق على خلية نحل يقومون بإرسال إشارة للفرق الأخرى باستخدام الصفير والإشارات في حالة انعدام أجهزة الإرسال لمساندتهم على استخراج الخلية.

وحول طريقة استخراج العسل من خلية النحل ذكر الشيباني أنهم يقومون بأخذ العسل وهو الجزء الأعلى من الخلية وإعادة الجزء الأسفل من الخلية إلى مكانه الأصلي كي يستقر النحل في مكانه، ويقوم النحل بتجميع العسل مرة أخرى، ثم يقومون بعصر العسل تحت أشعة الشمس في وعاء يعزل الشمع عن العسل، وقال أيضا: إن هناك عدة إشارات تساعد على إيجاد أماكن العسل ومعرفة مكان الخلية أهمها اتجاه حركة النحل عند طيرانه من موقع الماء وزهور الأشجار، وكذلك تتبع القص، والقص هو النقط الصفراء الموجودة على الصخور وهي براز النحل، وكل هذه الإشارات تدل على مواقع وجود خلايا النحل.

وأكد الشيباني أن هناك تحديات كبيرة تبرز أثناء إيجاد خلايا النحل خصوصا في الأماكن المرتفعة التي تتطلب اصطحاب أدوات التسلق ومعدات السلامة للتعامل معها، وذكر أن الأدوات الأساسية التي يستخدمونها في رحلة البحث عن العسل هي حقيبة الظهر وحذاء جبلي ومنظار يساعد على اكتشاف مواقع خلايا النحل، إضافة إلى سكين وحبال التسلق التي يحتاجها النحال في بعض الأحيان.

وأشار النحال خلف بن سعود الشيباني إلى أسباب تميز العسل العماني المستخرج من جبال ولاية أدم بمحافظة الداخلية، والتي من أهمها انخفاض نسبة الرطوبة وخلو الجو من الملوثات، كما أشار إلى ضرورة الانتباه للمخاطر التي قد تعتري الأفراد الذين يذهبون للبحث عن العسل في الجبال، مثل الحرارة الشديدة والأفاعي السامة، وأكد على ضرورة أخذ قدر كافٍ من الماء واصطحاب معدات السلامة والإسعافات الأولية، إضافة إلى المعدات الخاصة بمواجهة الأفاعي السامة التي قد تعترض طريق النحال.

وفي السياق نفسه أشار إلى بعض المسميات التي أطلقها النحالون منذ القدم في رحلة البحث عن العسل، من ضمنها ما يعرف بـ«الخبوب» وهو مصطلح محلي للتعريف بمسارات الجبل وتمثل فتحات أو بوابات الجبل التي تصادفهم كلما دخلوا أعمق إلى داخل الجبل، وذكر من أهم تلك الخبوب «خب السرير وخب الزرقية وخب النكدة وخب عيسى وخب القيعة وخب السدر وخب الدواب وخب الروع وخب الكتب وخب الشوع وخب الضبع وخب الظبي وخب الناقة وخب المجعجاع وخب الكدس وخب المضاجعات الشرقي والغربي وخب الفجيج وخب القطار».