عمان اليوم

«حيل الأشخريين» بصحار.. مناظر خلابة بين أحضان الطبيعة

26 مايو 2023
26 مايو 2023

زوايا مخفية بين جبال ولاية صحار وأحضان الطبيعة، تأسر الناظرين بجمالية مسطحاتها الخضراء، ومياهها العذبة المتدفقة من وادي عاهن ووادي حيبي، إنها قرية حيل الأشخريين، ذات المناظر الخلابة، والبيوت الأثرية القديمة، حيث كانت لـ«عُمان» زيارة لها، واللقاء بأهل القرية ومعرفة تفاصيل قد يجهلها البعض عن هذه القرية التي تقع على بُعد (٤٠) كيلومترا عن مركز ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة.

لقاؤنا الأول مع محمد بن صالح الأشخري الذي حدثنا عن مزارعها ومياهها الوفيرة ويقول: تتميز القرية بمزارعها الخضراء التي تكسوها أشجار النخيل في جميع مساحاتها، لتكون من القرى الأولى في تباشير القيظ، مع وجود أشجار ونباتات أخرى، فهي تقع على مستوى منخفض بين الجبال في ممرات واديي عاهن وحيبي، مما جعل أفلاج مزارعها دائمة الوفرة من المياه العذبة، هذا إلى جانب استفادتها من هطول الأمطار وجريان أودية أخرى قريبة منها وهي وادي صدم وحيل الخنابشة والعقير وعدة أودية أخرى، لتكون بذلك مقصدا للسياح طوال العام.

أما سالم بن علي بن بخيت الأشخري فيتحدث عن الزراعة التي تشتهر بها قرية حيل الأشخريين قائلا: يقوم الأهالي بزراعة عددا من الأصناف والمحاصيل الزراعية ومنها النخيل بأنواعها الشهيرة (النغال والقسويح والخصاب والخلاص والخشكار)، إضافة إلى المحاصيل الزراعية الموسمية مثل القمح والشعير والبصل والثوم، وكذلك أشجار المانجو والليمون، كما تتميز القرية بزراعة نبات الحناء، فيما نجح المزارعون في زراعة أشجار الفيفاي والموز.

ويوضح أن هناك نظاما لسقي المزارع هو نظام «البادة»، حيث يقسم الماء إلى سبع بادات في الأسبوع كل بادة لمجموعة من مالكي النخيل والمزروعات بحيث تسقى النخيل ومن ثم باقي المزروعات، مع وجود بئر مساعدة في حالة شح المياه في الفلج، وفي هذه الحالة يتم تغيير تقسيم الماء من سبع بادات إلى ١٣ بادة ويتم تجميع مبالغ من أصحاب المزروعات لدفع الفواتير والصيانة وغيرها من التكاليف للفلج والبئر.

إن موقع القرية وتوسطها الجبال وبعدها عن مركز الولاية لم يحرمها من الخدمات الحكومية، حيث يؤكد سالم بن سعيد الأشخري أن قرية حيل الأشخريين مع ما تتميز به من طبيعة خلابة، قد حظيت باهتمام الحكومة بتوفير كافة الخدمات من الطرق وشبكة المياه، وشبكات الاتصالات.

ويقول عبدالله بن سالم بن عبيد الاشخري: إن أهالي القرية محافظون على العادات العمانية الأصيلة، التي تمتد إلى عصور سابقة تحمل إرثا ثقافيا، ومنها «السبلة» حيث يجتمع أهل القرية فيها في جميع أمورهم ومناسباتهم الاجتماعية والجيل الحاضر مستمر على النهج نفسه من عادات وتقاليد وأعراف حميدة متعارف عليها في سلطنة عمان، كما يرجع الجماعة دائما لمسؤول القرية لما لديه من خبرة وحكمة.