حملة «ما يجوز» وجهت رسائل توعوية للمواطنين بطابع محلي في شخصية حبوه خولة
كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -
نشرت الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة»، المسح الاستقصائي الذي نفذته لمشكلة هدر نفايات الطعام، والعادات المرتبطة بها في شهر رمضان لعام 2020م والذي بناء على نتائجه ظهرت الحملة الرمضانية «ما يجوز» التي أطلقتها الشركة بداية شهر رمضان المبارك للتقليل من هدر الطعام، وكانت حملة «#ما_يجوز» قد شهدت تفاعلا كبيرا من المواطنين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت لتحقق هدف الحد من إهدار الطعام بشكل خاص، وتطبيق الممارسات الصحيحة، حفاظًا على بيئة نظيفة مستدامة خالية من النفايات، وانطلقت الحملة من المقطع المرئي المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي وجهت فيه الوالدة خولة المعولية، العديد من الرسائل التوعوية، بطريقة قريبة من المجتمع مستخدمة كلمات ذات طابع محلي وكانت من عبارات الوالدة خولة المعولية في الرسالة التي وجهتها للمجتمع محذرة من الإسراف «ما يجوز عند الله تعالى، اطلب القليل يجيك الكثير، والقناعة كنز لا يفنى».
وقد تباينت ردود المشاركين حسب نتائج المسح الذي أجرته «بيئة» في طريقة استخدام الطعام المهدر، إذ أشار المسح إلى أن 57% من إجمالي العينة تقوم باستخدام الطعام الزائد في إطعام المواشي كحل بديل لهدر الطعام، بينما 43% من العينة تتخلص من الطعام الفائض مباشرة في حاوية النفايات، ومن إجمالي العينتين 54% منهم من يشعرون دائمًا بالانزعاج حينما يقومون بإهدار الطعام، وقد شمل المسح 615 شخصًا نصفهم من الذكور، وركز المسح على ثلاث نقاط رئيسية وهي العادات الشرائية، وطرق حفظ الأطعمة، والتقليل من هدر الطعام من المصدر، واستهدف المسح عددًا من المقيمين في محافظة مسقط، يشار إلى أن 48% من المشاركين يقعون ضمن نطاق أصحاب الدخل الجيد، وأغلب المشاركين هم المسؤولون عن قضاء احتياجات المنزل.
وكان لنا مع الوالدة خولة بنت درويش بن سعيد المعولية لقاء لبيان مدى استفادتها من مشاركتها في الحملة التي أطلقتها شركة «بيئة» في شهر رمضان الماضي، حيث أكدت أن مشاركتها في الحملة كان لها صدى واسع خصوصا في مجتمعها المحيط بها، والجميع يقدم لها الاحترام والتقدير خصوصا من فئة الأطفال الذين أعجبوا بشخصيتها في مقاطع الفيديو ويهتفون باسمها مرددين «وصلت حبوه خولة»، وشرحت الوالدة خولة كيف كان للحملة أثر خصوصا في مجتمعها المحيط بها في التقليل من إهدار الطعام والاستفادة من الفائض منه بصورة صحيحة مثل الاحتفاظ به في الثلاجة أو إطعامه للحيوانات، وشكرت الجميع على احترامهم لنصائحها التي قدمتها لهم للتقليل من شراء الطعام بكميات كبيرة وبالتالي انتهاء صلاحيتها وتركها في المخازن.
وكان لمناظرات عمان دور كبير في حملة «ما يجوز» وهي مؤسسة شبابية تعنى بتخريج جيل قادر على الحوار بطريقة منهجية ومن أهم المناظرات التي نظمتها المناظرة المفتوحة لفئة الجامعات، والمناظرات الداخلية لشركة «بيئة» ومناظرة بين كلية البريمي الجامعية وفريق من جامعة الشرقية وكان الهدف من المناظرة التشجيع على إعادة استخدام الطعام الفائض بين الفريقين إضافة إلى المناظرة الرمضانية لفئة الأندية الرياضية كمناظرة بين فريق نادي صحار وفريق نادي بهلا والتي تناظر فيها الفريقان عن أن سن القوانين هو الحل الأمثل لتقليل الاستهلاك الغذائي الخاطئ.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الجهات شاركت في هذه الحملة كهيئة البيئة، ووزارة الإعلام، وهيئة حماية المستهلك، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وجمعية البيئة العمانية، والمكتبة الرئيسية بجامعة السلطان قابوس، والعديد من الشركات الحكومية كشركة إسمنت عمان، وشركة كهرباء مزون، ومزون للألبان إضافة إلى بنك العز الإسلامي والعديد من الشركاء والشركات الخاصة.
وقامت «بيئة» بالعديد من البرامج التوعوية الافتراضية، حيث تحدث الدكتور السيد منذر بن هلال البوسعيدي، استشاري في مجال الاقتصاد السلوكي عبر حلقات معرفية على منصات «بيئة» حول الاقتصاد السلوكي في هدر الطعام، والذي يركز على دراسة صناعة القرار لدى الأفراد وأهميتها في توجيه سلوكهم ومساعدتهم على اتخاذ أفضل القرارات، وتحدث أيضا عن نظريات تغيير السلوك، ووضح نماذج تبين الأسباب وراء التبدلات في أنماط السلوك الفردي إضافة إلى الرسائل التي وجهها عن الخطوات المثلى لتغيير السلوك نحو الأفضل.
وشارك الدكتور وائل بن سيف الحراصي، رئيس مجلس مجلس الأمناء بالكلية الحديثة للتجارة والعلوم، عبر حلقات معرفية عبر منصات «بيئة» تحدث فيها عن الإسراف في حكم الإسلام وآثاره على كوكبنا وأنفسنا وأهداف الاستدامة، وأكد الحراصي على أن نسبة هدر الغذاء في العالم يساوي 25-30% من الطعام المنتج في العالم، وأن ما ينتجه العالم يكفي لإطعام 10 مليارات إنسان أي أنه يغطي حاجة سكان العالم البالغ عددهم 7.6 مليار ويزيد عليها، ورغم ذلك ينام 800 مليون إنسان -بينهم 114 مليون طفل دون سن الخامسة- جائعا.
وأشار إلى أن 1.3 مليار هكتار أراضٍ زراعية تزرع غذاء سيتم رميه، وقدّر الحراصي أن مساحة تلك الأراضي يساوي 42 ضعف مساحة السلطنة في إشارة لسلبية ظاهرة الإسراف.
