حملة بيئية برأس الحد لحماية السلاحف وتنظيف الشواطئ
رأس الحد - حمد العريمي
نفذ فريق من المتطوعين في مبادرة حماة البيئة برنامجًا بيئيًا متكاملًا في محمية السلاحف برأس الحد، استهدف حماية السلاحف البحرية والمحافظة على نظافة الشواطئ، وذلك بإشراف هيئة البيئة وبمشاركة واسعة من الشباب والمهتمين بالعمل التطوعي البيئي، في مبادرة تعكس تكاتف الجهود الوطنية وتعزيز روح العمل التطوعي.
وبدأت الأنشطة بجولة لتنظيف الشواطئ من المخلفات بما يضمن بيئة آمنة للسلاحف خلال فترة تعشيشها السنوية، تلتها حملة خاصة لجمع صغار السلاحف التائهة التي قد تتعرض لخطر الموت نتيجة الانجراف بعيدًا عن البحر، وتم إرجاعها بأمان إلى بيئتها الطبيعية في مشهد مؤثر جسد معنى العطاء والمسؤولية تجاه الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض. كما شارك المتطوعون في رصد عملية تعشيش السلاحف التي تعد من أبرز الظواهر الطبيعية التي تنفرد بها سلطنة عُمان عالميًا، حيث تضع آلاف السلاحف بيوضها على شواطئ رأس الحد سنويًا. وقد أتيح للمتطوعين فرصة التعرف على المراحل الدقيقة لعملية التعشيش وأهمية ضمان عدم إزعاج هذه الكائنات في تلك اللحظات الحرجة.
ومن بين الأنشطة التي أُقيمت في البرنامج، نفذ الفريق تجربة عملية حول تأثير الإضاءة على صغار السلاحف بهدف رفع مستوى الوعي البيئي لدى المشاركين، حيث أظهرت التجربة أن الإضاءة المباشرة قد تربك السلاحف الصغيرة وتمنعها من التوجه إلى البحر، مما يبرز الحاجة إلى الالتزام بالتعليمات البيئية التي تمنع استخدام الإضاءة الساطعة على الشواطئ خلال موسم التعشيش.
وفي ختام الفعاليات عبّر المشاركون عن سعادتهم بالمساهمة في حماية ثروة طبيعية نادرة، مؤكدين أن المبادرة لم تقتصر على العمل الميداني فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى تعزيز ثقافة التطوع البيئي وبناء وعي مجتمعي مستدام.
من جانبها، أكدت هيئة البيئة أن مثل هذه المبادرات تأتي ضمن خططها لتشجيع العمل التطوعي البيئي وصون التنوع الأحيائي وتحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040" الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية كركيزة للتنمية الشاملة. وتدعو الهيئة مختلف فئات المجتمع وخاصة الشباب والطلبة إلى الانضمام لهذه البرامج التي تُنظم بشكل دوري لما تمثله من فرصة لاكتساب خبرة عملية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية والمساهمة في حماية واحدة من أهم المحميات الطبيعية على مستوى العالم.
