"حرائق المركبات" تزداد مع حرارة الصيف.. و"الدفاع المدني" توضح الأسباب

تسرب الوقود وإهمال إجراءات السلامة وقطع الغيار المقلدة وراء العديد من الحوادث -

تؤدي حرارة الصيف المرتفعة إلى زيادة حوادث احتراق المركبات بصورة مفاجئة، ما يشكل خطرا كبيرا على الأرواح والممتلكات، وتهدد سلامة الإنسان في المقام الأول مع الزيادة المطردة لمثل هذه الحوادث.

وقد شهدنا منذ بداية فترة الصيف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة مقرونة بتسجيل حرائق للمركبات الأمر الذي يتوجب معه رفع درجة الانتباه، وتسليط الضوء على هذه الحالات عبر الإرشادات التوعوية.

هيئة الدفاع المدني أوضحت في بيان خاص لها الأسباب التي تؤدي إلى نشوب حرائق في المركبات، ومن أبرزها تسرب الوقود أو الزيوت من الخزان والأنابيب، مع زيادة الضغط على الإطارات نتيجة الحمولة الزائدة، ونقص نسبة الهواء بها، بالإضافة إلى عدم اتباع إجراءات السلامة أثناء تعبئة الوقود كالتدخين واستخدام الهاتف النقال، وكذا تركيب بعض القطع غير المطابقة لمواصفات المركبة كالقطع المقلدة والتوصيلات الكهربائية، بالإضافة إلى عدم صيانة المركبة من قبل مختصين وأشخاص مؤهلين، ونقص مستوى الماء بالمبرد (الراديتر)، والحوادث المرورية، وأكدت شرطة عمان السلطانية أهمية وضع أنبوبة الإطفاء اليدوية في المركبة مع معرفة كيفية استخدامها.

"عمان" تناولت تجارب بعض من تعرضوا لهذه الحوادث وآراء بعض العاملين في صيانة المركبات والتأمين حول أسباب نشوب حرائق السيارات لتقديم أبرز الإرشادات بهذا الخصوص.

إجراءات السلامة

تقول منى بنت سعيد البلوشية: معظم النساء لا يعرفن الكثير عن آليات السلامة في السيارة، مُبينة أن المنشورات التوعوية التي تنشرها بعض الجهات غير كافية وهناك الكثير غير مطلعين عليها بالذات من فئة النساء، حيث يجب أن تكون هناك تطبيقات عملية، قائلة: نتمنى تكثيف جانب التوعية في فن القيادة وعمل بعض الدورات خاصة للعنصر النسائي ويشمل هذا الأمر كل محافظات سلطنة عمان لرفع ثقافة ووعي النساء في قيادة السيارات، وعمل التدابير اللازمة إذا ما صادفن بعض المشاكل أثناء القيادة، فأنا واحدة من الفتيات التي لا أعلم كيف أتصرف إذا ما صادفت هذا الأمر لا قدر الله.

تجربة صعبة

علي بن عبدالله العجمي أحد الأشخاص الذين وقعت لهم حادثة اشتعال مركبة حيث قال: في أحد الأيام بينما كنت خارجا من منطقة المعبيلة الصناعية ومتجهًا إلى منطقة الخوض وعند وصولي إلى إشارات المرور في المعبيلة، كانت الإشارة باللون الأحمر ولاحظت بأن المركبة تنبعث منها أدخنة، ولم أكن أدري مكان انبعاث الدخان لكثافته، وعند وصول إشارة المرور باللون الأخضر تحركت فزاد انبعاث الدخان فقمت على الفور بالتوقف خارج الطريق لتأمين سلامة المسار ومستخدمي الطريق، وعندما نزلت من المركبة رأيت انبعاث الدخان مع وجود نيران أسفل المركبة، ولسوء الحظ لم أكن أحمل طفاية حريق وليس لدي حل سوى الابتعاد عن المركبة واللجوء إلى الدفاع المدني الذين لم يستغرق وصولهم سوى 6 دقائق وقاموا بعمل اللازم لإطفاء الحريق، أدركت بعدها ضرورة طفاية الحريق.

أسباب متعددة

وأوضح علي بن محمد المقبالي فني ومساعد مدرب ميكانيكي سيارات أن احتراق السيارات لا يمكن التوصل فيها إلى معرفة السبب الرئيسي إلا إذا كشف الدفاع المدني عنه، أو أن صاحب السيارة أفصح عن بعض البيانات التي أدت للاشتعال كترك شاحن الجوال يعمل في السيارة حتى بعد إيقافها بدون تشغيل، أو معرفة بعض التفاصيل من الوكالة إذا ما كانت هناك بعض الاستدعاءات أو بعض العيوب من المصنع.

وأضاف المقبالي قائلا: إن بعض الأسباب التي رأيتها في بعض المركبات قد يحدث فيها خلل في الفرامل، كمثال أن السيارة تتوقف عن التحرك فجأة بالرغم أن الشخص لم يقم بالضغط على الفرامل، وهذا يولد احتكاكا أثناء القيادة وبالتالي يؤدي إلى اشتعال ملحقات المركبة، وهذا بسبب تركيب نوعية فرامل رديئة وأيضا إساءة استخدام الفرامل أثناء الهبوط من المرتفعات العالية، ومن الأسباب أيضا نسيان الفرامل اليدوية والقيادة لمسافة طويلة، مما يولد حرارة ونيران، ووجود تسرب البترول من بعض الأنابيب، كذلك قد يؤدي النظام العادم عند حدوث خلل في الاشتغال أو خلط البترول في المحرك إلى احتكاك في بعض التوصيلات في السيارة، مما يسبب الاحتراق، علاوة على ذلك قد يقود السائق المركبة بدون الانتباه لصيانة نظام التبريد، بالإضافة إلى تلامس الأسلاك بسبب تركيب ملحقات غير أصلية وغير متوافقة مع مواصفات السيارة كبعض المصابيح وعدم تغليف هذه الملحقات بالشكل الصحيح كل هذه الأسباب تؤدي إلى نشوب حريق داخل السيارة.

ونوّه المقبالي إلى خطر ترك بعض الأشياء القابلة للاشتعال أو تلك العبوات المحتوية على غازات، وعن الصيانة للسيارات يجب على سائق المركبة أن يقوم بفحص السيارة بشكل دوري واتباع جدول الصيانة على حسب نوعية السيارة وعدم إهمال هذا الأمر، مؤكدًا أن الصيانة لا تقتصر على تبديل الزيوت والفلتر، وإنما إجراء فحص شامل للسيارة من الأسفل لبعض خطوط الأنابيب وفحص نظام تصريف الوقود، والتأكد إذا ما كان هناك بعض التسرب للزيوت وأشياء أخرى، ويجب على سائق المركبة في حين شم انبعاث رائحة الوقود من السيارة ضرورة أخذ المركبة لفني مختص لفحص هذه المشكلة.

تغطية شركات التأمين

من جهته أشار بدر بن سالم المرزوقي نائب المدير العام في الشركة الوطنية للتأمين إلى أن وثيقة التأمين الموحدة على المركبات الصادرة من الهيئة العامة لسوق المال تشمل كل ما يقع بفعل المركبة أو نتيجة استخدامها، أو تناثر أو سقوط شيء منها أو انفجارها أو حريقها أو سرقتها، ولو لم تكن في حالة سير، وبذلك فإن خطر احتراق السيارة هو خطر مغطى في وثيقة التأمين الشامل ما لم يتم إثبات وجود أي أسباب مستثناه كانت سببا وراء هذا الاحتراق، كما أن بنود التأمين تختلف باختلاف نوع التأمين حيث يوجد لتأمين المركبات نوعين من التأمين هما تأمين الطرف الثالث والتأمين الشامل، كما أكد المرزوقي إلى ضرورة الإطلاع على بنود وثيقة التأمين على المركبات وعلى موظف شركة التأمين توضيح هذه البنود والتغطيات التي تم الاتفاق عليها، موضحًا بأنه في حال لم تكن المركبة شاملة التأمين ضد الحريق فبالإمكان إضافة تغطية تأمين الحريق على وثيقة تأمين الطرف الثالث، وذلك عند شراء وثيقة التأمين مقابل دفع قسط إضافي على قسط التأمين الأصلي، أما في حالة احتراق المركبة فلا يمكن تأمينها ضد الحريق فالتأمين يكون على الشيء قبل وقوع الخطر لا بعده.