جبل الكور.. تحفة طبيعية وكنز جيولوجي فريد من نوعه
أين وجهتك الأسبوعية ؟
تكثر التساؤلات حول أهم الوجهات السياحية في سلطنة عُمان، وخصوصا في وقت الإجازات الصيفية، فهناك الكثير من الأماكن التي لم يسلط عليها الضوء بشكل كبير في ربوع عُمان، كما أن هناك الكثير من الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار والسياح في الإجازة الصيفية وغيرها من الإجازات، التي تكون محل جذب سياحي، فتجد الكثير من الأماكن المخفية والكنوز غير المستكشفة في بلادنا الحبيبة عُمان.
محطتنا السياحية هذا الأسبوع في جبل الكور الواقع بين ولايتي عبري وبهلا وهو إحدى القمم الجبلية المعروفة في سلسلة جبال الحجر الغربي، كما يوجد به العديد من الأشجار مثل الليمون والخوخ والرمان، وسكان هذا الجبل يمارسون العديد من الأعمال، أهمها الزراعة والرعي. كما أنه يعدّ تحفة طبيعية وكنزا جيولوجيا رائعا شديد الجمال، هذا الجبل الذي يحتضن بداخله الكثير من الأسرار والكنوز الطبيعية الجيولوجية غير المستكشفة. التقت «$» بعددٍ من المواطنين والمغامرين العمانيين الذين تحدثوا عن جبل الكور ذي الطبيعة الاستثنائية والأجواء المعتدلة والكنز الجيولوجي الفريد من نوعه.
محبو المغامرات
طالب بن علي الهنائي أحد سكان جبل الكور يقول: «جبل الكور هو موقع سياحي مميز بسبب طبيعته الخلابة وتضاريسه الجبلية الوعرة، حيث يقع في منطقة معروفة بجمالها الطبيعي، ويتميز بالعديد من المقومات السياحية، كما يعدّ جبل الكور وجهة مثالية لمحبي المغامرات والرياضات الخارجية ورياضة (الهايكنج)، حيث يمكن للسياح تجربة الصعود على الجبل، والتسلق والتنزه في الطبيعة، كما تتوفر في المنطقة أيضًا بحيرات وشلالات جميلة تزيد من جاذبية المكان».
وأشار «الهنائي» إلى أن جبل الكور يعدّ موقعًا ملائمًا للأسر لقضاء إجازة العيد، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة في المناظر الطبيعية الخلابة، واستكشاف المناطق المحيطة بالجبل، كما يمكن أيضًا تنظيم نزهات ونشاطات في الهواء الطلق مثل ركوب الدراجات الجبلية أو ركوب الخيل، إلى ذلك فإن هناك أيضًا إمكانية التخييم وقضاء الليل في المخيمات المجاورة.
التضاريس
كما أشار «الهنائي» إلى بعض الصعوبات التي يمكن أن تواجه السياح في جبل الكور، فالتضاريس الجبلية يمكن أن تكون تحديًا لبعض الأشخاص غير المعتادين على السفر في المناطق الجبلية، وقد يكون الصعود على الجبل متعبًا ويحتاج إلى لياقة بدنية جيدة، وقد تكون الطرق غير مريحة، وتتطلب تجهيزات خاصة للتنقل، فيجب على السياح أن يكونوا حذرين ويتبعوا إرشادات السلامة المحلية. كما أكد «الهنائي» أنه لا تتوفر شركات سياحية في جبل الكور، وحبذا لو يكون هناك شركات سياحية في هذه الأماكن الجميلة بحيث تقدم هذه الشركات خدمات مثل الإرشاد والجولات السياحية، ويمكن للزوار استئجار مرشدين محليين ليصحبوهم في رحلة استكشافية للمنطقة، وقد توفر أيضًا رحلات بالخيل أو ركوب الدراجات الجبلية ونشاطات أخرى لمحبي المغامرات.
تحسين الموقع السياحي
ويقول الهنائي: فيما يتعلق بنقاط التحسين، فإن منطقة جبل الكور تحتاج إلى بعض التحسينات في البنية الأساسية السياحية، مثل تطوير المناطق الترفيهية والمرافق العامة مثل المطاعم والفنادق، كما يمكن أيضًا تعزيز التوعية البيئية والممارسات السياحية المستدامة للحفاظ على جمال المنطقة.
كما أضاف «الهنائي» إن سياحة المغامرات تعدّ مهمة بشكل عام في العديد من البلدان، حيث توفر فرصًا للسياح للاستمتاع بتجارب مميزة وتحديات جديدة، كما أنها تعزز النشاط البدني وتوفر تواصلًا أعمق مع الطبيعة وتعزز الوعي البيئي، لذا، سياحة المغامرات تلعب دورًا مهماً في تنوع صناعة السياحة، وتجذب العديد من الزوار الباحثين عن تجارب فريدة.
حيوانات برية نادرة
أما محمد بن خليفة القصابي فيقول: «خلال رحلتي إلى جبل الكور كان الطريق ضيقا وصعبا بعض الشيء، لا تجتازه سوى سيارات الدفع الرباعي، ولزيادة الوفود السياحية حبذا لو يتم توسعة ورصف الطريق إليه وعمل استراحات ونزل على جانبي الطريق، بحيث تكون الإطلالات جميلة ورائعة من على سفح الجبل وأنت تنظر إلى الأسفل، حيث المناظر الخلابة التي تأسر الناظرين وأشجار (العلعلان) المورقة التي تشد الانتباه، ويتميز جبل الكور باحتضانه الحيوانات البرية الرائعة والنادرة كالوشق والوعل العربي وغيرها، راسمة لوحة ربانية رائعة تمد جسد الإنسان بطاقة إيجابية رائعة تهذب الروح والجسد وتصفي الذهن من الطاقة السلبية».
ويشير «القصابي» إلى ضرورة عمل منتجعات وفنادق راقية على مستوى الـ5 نجوم وبأسعار مناسبة، لكي تنتعش الحركة السياحية في المنطقة بشكل عام، والاستفادة من السياح الأجانب بشكل أكبر، حيث إن جبل الكور مناسب لرحلات التخييم بسبب اعتدال الجو في فصل الصيف وبرودة الجو فيه في فصل الشتاء، كما يمتاز جبل الكور بالمساحات الواسعة التي حبذا لو تقوم الجهات المختصة بجعلها محميات طبيعية للحيوانات البرية، وهو من شأنه أن يجذب محبي الحياة البرية ومحبي المغامرات، كما أن صخور جبل الكور واستكشاف الكهوف فيه من الأشياء التي تجذب علماء الجيولوجيا والفلك لدراسة المواقع والكنوز الجيولوجية الرائعة. كما أن الشلالات والأودية التي تأتي من أعالي الجبل في وقت الأمطار، التي تستمر في فصل الشتاء لأشهر تعد كنزا فطريا وبيئيا رائعا للزوار والسياح.
شلالات تتدلى من الأعلى
من جانبه، أشار المغامر علي بن راشد الكلباني إلى أن جبل الكور كنز سياحي فريد من نوعه ولكنه لم يتم استغلاله بالشكل الأمثل، حيث إنه لم يتم رصف شوارع ممهدة إلى قمته وكذلك يعاني من نقص في الخدمات، ويأملون في إيصال جميع الخدمات السياحية والترفيهية والخدمية، حيث إن جبل الكور يحتوي على مناظر طبيعية خلابة جدا وبه شلالات تتدلى من الأعلى وتشق الصخور الشاهقة تتساقط منها قطرات الماء كالبلورات الثلجية من الأعلى إلى الأسفل راسمة لوحة إبداعية جميلة تجذب الزوار والسياح، فحبذا لو يتم استغلال هذه الأماكن الجميلة ورفدها بالمشاريع السياحية والتنموية والترفيهية كالفنادق والمتنزهات والشاليهات ومدن الملاهي التي من شأنها تعزيز عجلة الاقتصاد ورفد خزينة الدولة بمردود كبير من الأموال.
