عمان اليوم

«جامعة التقنية» .. تطوير يواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة

17 نوفمبر 2022
6 كليات تمنح 94 مؤهلا أكاديميا في مختلف البرامج والتخصصات
17 نوفمبر 2022

يعد التعليم التقني واحدا من المرتكزات الوطنية لتحقيق «رؤية عمان 2040»، حيث عززت سلطنة عمان توجهها لتطوير التعليم التقني بصدور المرسوم السلطاني رقم (76/ 2020) بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، لترسم بذلك مسيرة جديدة للتعليم التقني وتفتح مجالات تتناسق مع التوجه العالمي نحو النهوض بالقطاع التعليمي التقني والتطبيقي الذي بدوره يساهم في إيجاد فرص عمل جديدة، ويسهم في شغل الوظائف المرتبطة بالمشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية واجتماعية واستثمارية وتنموية متنوعة.

كما يسهم التعليم التقني في تنويع مخرجات التعليم العالي، ويوسع من التخصصات التي تطرحها مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان، التي تتجه إلى الانتقال لمرحلة جديدة من التوسع في المشروعات الاستثمارية والنهوض بالقطاعات التنموية في جميع محافظات سلطنة عمان.

وكانت الجامعة قد حصلت على دعم لتمويل بحوث في مختلف فروع الجامعة ضمن المؤسسات المستفيدة من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة بدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لـ115 بحثا بمبلغ قدره 494437 ريالا عمانيا في برنامج المنح البحثية لـ30 بحثًا وبرنامج بحوث الخريجين لـ37 بحثًا وبحوث الطلبة لـ48 بحثا.

ويأتي تمويل البحوث العلمية من منطلق الاهتمام بالبحث العلمي الذي يُعد أحد أهداف الجامعة الاستراتيجية حيث تتمثل رؤيتها بأن تكون ضمن أفضل الجامعات الوطنية التي تتميز بنوعية التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتؤكد الجامعة على إيجاد بيئة بحثية تُمكِّنُ الهيئة التدريسية والفنية والطلبة وتزيد وعيهم بأهمية البحوث التي تُعنى بالابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

«عمان» تقترب من رحاب جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، بعد مرور 3 أعوام منذ صدور المرسوم السلطاني لإنشائها ودمج الكليات التقنية مع كليات العلوم التطبيقية تحت مظلتها، لتتعرف على حجم الجهود المبذولة من قبل الكلية للانتقال بالتعليم التقني والتطبيقي لمراحل جديدة، تزامنا مع العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد، الذي تتهيأ فيه الجامعة لمرحلة جديدة من التطوير في الشأن الأكاديمي والتقني.

وقال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن الجامعة جعلت من «رؤية عمان 2040»، نبراسا لاستراتيجيتها، إذ أن التعليم أحد مرتكزات البناء في أولويات هذه الرؤية الوطنية، ولتكون الجامعة وفروعها وكلياتها معاول بناء لمستقبل مشرق لهذا الوطن، ومشعل نور للولوج نحو المستقبل.

وأضاف سعادته: إنه تزامنا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الثاني والخمسين المجيد فإن الجامعة تؤكد المضي قدما نحو مواكبة التوجهات الحديثة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، ومحفزة للتنمية الشاملة من خلال مخرجات الكوادر الوطنية المدربة وفق أحدث الأساليب التكنولوجية والمعايير الدولية.

تحديث البرامج

من جانبه أشار الدكتور عبدالله الشبلي نائب رئيس الجامعة إلى أن الجامعة انتهت من مراجعة تحديث البرامج الأكاديمية، واعتمادها من مجلس الجامعة، وتم البدء بتطبيقها في بداية العام الأكاديمي الحالي 2022/ 2023م.

وأكد الشبلي أن الجامعة تسعى إلى تحقيق التنوع في الحقول التعليمية المختلفة التي يتطلع طلبة دبلوم التعليم العام الالتحاق بها والتي تعكس وتحقق «رؤية عمان 2040» فيما يتعلق بتنوع البرامج الأكاديمية وجودتها ودعمها لاستراتيجيات الابتكار ومهارات المستقبل، مشيرًا إلى أن الجامعة تطرح برامجها الأكاديمية من خلال ست كليات تمنح 94 مؤهلًا أكاديميًا في مختلف البرامج والتخصصات، كما يمكن للطلبة الالتحاق ببرامج الجامعة من خلال نظام التفرغ الكامل أو التفرغ الجزئي (يتم الالتحاق به وفق ضوابط محددة)، كما أن الجامعة تقبل الطلبة من خلال برامج مثل: برنامج التوطين للوظائف التدريسية، البرنامج العماني للتعاون الثقافي والعلمي، وبرامج مخصصة للطلبة ذوي الإعاقات الخاصة.

مواءمة الخطط

من جانبها تحدثت الدكتورة هدى بنت سالم الشعيلية نائبة رئيس الجامعة للأنظمة الإلكترونية والخدمات الطلابية عن الحرص الذي توليه الجامعة لمواءمة خططها الاستراتيجية والتشغيلية مع الأهداف الوطنية، وأوضحت أن ذلك يأتي من خلال الاهتمام بمشروعات البنية الأساسية الرقمية والمنصات الإلكترونية اللتين تعدان من ركائز الاقتصاد الرقمي.

واضافت الشعيلية: تركزالجامعة على الاهتمام بمهارات طلبتها وموظفيها في مجال التكنولوجيا الرقمية وغيرها من مهارات المستقبل،مشيرة إلى أن الخطط التشغيلية شملت مجال التدريب على برامج وفعاليات تصقل شخصية الطالب وتؤهله الى التحاق بسوق العمل بينما شملت خطط الأنشطة الطلابية على الكثير من المهارات العلمية والفنية والرياضية.

وأوضحت نائبة رئيس الجامعة للأنظمة الإلكترونية والخدمات الطلابية أن الجامعة استقبلت العام الجاري ما يقارب 9033 طالبًا وطالبة من خريجي الدبلوم العام، مشيرة إلى أن حوالي 5216 خريجًا وخريجة سيتخرجون هذا العام لرفد سوق العمل في مختلف التخصصات.

بناء المعرفة

وقال الدكتور بسام بن خليل الطبش عميد كلية الاقتصاد والأعمال بالجامعة: إن الجامعة تسعى إلى بناء قدرات أبنائنا الطلبة في مجالات التعلم والمعرفة والبحث العلمي وريادة الأعمال والابتكار من خلال صقل مهارات طلبة الجامعة العلمية بشقيها النظرية والتطبيقية وبجودة تعليمية عالية لرفد قطاعات الأعمال المختلفة بالكوادر العمانية المؤهلة والمدربة، مشيرًا إلى أن الكلية دشنت معايير وأسس التقييم للمقررات الدراسية باستخدام منهجية الـ«Bloom’s Taxonomy» وهي أداة معتمدة عالميًا ومن قبل الكثير من مؤسسات التعليم العالي والجامعات العالمية للتقييم الأكاديمي.

مساهمات بحثية

من جانبه أكد الدكتور راشد المطاعني عميد فرع الجامعة بصور على مضي الجامعة بخطوات متسارعة وواثقة لممارسة الدور الرائد في مسيرة التنمية والنهضة المتجددة وذلك برفد الوطن بكوادر مسلحة بالمعرفة ومهارات المستقبل، تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي، مشيرًا إلى أن الإسهامات البحثية التي تقدمها الجامعة توجد حلولًا تطبيقية وتكنولوجية ذات أثر ملموس في شتى جوانب الحياة، وتميزت الجامعة بانتشار فروعها في جميع أرجاء الوطن مما جعل منها مؤسسة أكاديمية قريبة من المجتمع المحلي وهو ما ساهم في بناء شراكات استراتيجية فاعلة تخدم المسيرة التنموية لعمان.

تخصصات نوعية

وقال الدكتور محمد المعمري عميد فرع الجامعة بصلالة: تعد جامعة التقنية والعلوم التطبيقية أحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي التي ترفد سوق العمل بتخصصات نوعية ومدربة ومتمكنة، مؤكدًا أن الجامعة تعمل على تقليل الفجوة بين مخرجاتها وسوق العمل من خلال ربط احتياجات سوق العمل من التخصصات والمهارات بالتخصصات المطروحة بالجامعة، وربط مشروعات التخرج للطلبة بمؤسسات القطاع الصناعي وعمل زيارات ميدانية للتعرف عن قرب على واقع السوق.

جيل مبتكر

وأعربت الدكتورة عزة المسكرية عميدة فرع الجامعة بإبراء عن اعتزازها بالتقدم الذي حققته الجامعة في إعداد أجيال تتمتع بقدرات متفردة، وقالت: يشرفنا الاحتفاء بالوطن العزيز في عيده الثاني والخمسين المجيد، ونؤكد أن نجعل سلطنة عمان نصب أعيننا من خلال تحمل مقاليد المسؤولية بهذه الجامعة العريقة التي كانت وما زالت مصدرًا للعقول الماهرة والشخصيات القيادية مرسخين دورها بما حصلت عليه من امتيازات تكرسها في تخريج جيل ريادي ومبتكر ومبدع، وواعٍ بمتطلبات المرحلة، متسلح بكل ما يجعل عمان في مصاف الدول المتقدمة.

وأشارت المسكرية إلى أن الجامعة تضم 6 كليات وهي كلية العلوم التطبيقية والصيدلة، والتي تطرح 13 برنامجًا أكاديميًا في تخصصات الصيدلة - العلوم التطبيقية - التقنية الحيوية التطبيقية، وكلية الصناعات الإبداعية والتي تطرح 12 برنامجًا أكاديميًا في تخصصات التصميم، والاتصال الجماهيري، والتصوير، وتصميم الأزياء (للإناث)، وكلية الهندسة والتكنولوجيا وتطرح 32 برنامجا في تخصصات الهندسة والتكنولوجيا، كلية علوم الحاسوب والمعلومات وتطرح 13 برنامجًا أكاديميًا في الأمن المعلوماتي والسيبراني، علم البيانات والذكاء الاصطناعي، نظم المعلومات، حوسبة الشبكات، هندسة البرمجيات.

كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وتطرح 17 برنامجًا أكاديميًا في تخصصات المحاسبة، إدارة الموارد البشرية، إدارة السياحة والضيافة، إدارة سلاسل الإمداد واللوجستيات والتسويق.