عمان اليوم

توقيع 21 اتفاقية «شراكة وتطوير» لمدينة السلطان هيثم بأكثر من مليار ريال

20 يونيو 2023
في مجالات البنية الأساسية والتطوير العقاري والتمويل والخدمات
20 يونيو 2023

وقّعت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني اليوم على 21 اتفاقية تطوير وشراكة للمرحلة الأولى لمدينة السلطان هيثم بمنطقة المعبيلة بولاية السيب، مع عدد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، تعزيزا للشراكة والعمل كفريق واحد لتنفيذ المشروع، حيث تجاوزت قيمة الاتفاقيات الموقعة مليار ريال عماني، بمجالات الشراكة والتعاون الحكومي والتطوير العقاري والتمويل والخدمات والبنية الأساسية.

وقع الاتفاقية معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني فيما وقعها نيابة عن المؤسسات الحكومية والخاصة ممثلون من مختلف القطاعات، وذلك بدار الفنون بدار الأوبرا.

وأكد معالي الدكتور وزير الإسكان والتخطيط العمراني خلال عرض مرئي حول مدينة السلطان هيثم بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وممثلين عن مجالس إدارات الشركات العقارية والبنوك على أن هذه الاتفاقيات تأتي تحقيقًا لأهداف تفعيل الخدمات الأساسية والمشروعات الخدمية بتكاملية للمرحلة الأولى من التنفيذ، وتنفيذ مشروعات المدن الذكية وصولا بالمدينة إلى مرحلة الاستدامة، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمرحلة الأولى من التنفيذ، وتسهيل إجراءات اعتماد مشروعات التحول الرقمي والأتمتة، وتبسيط إجراءات اعتماد التراخيص المرتبطة بالمشروعات، وتسريع استخراج إباحات البناء للمطورين العقاريين، وتنفيذ مشاريع الطرق الداخلية للمرحلة الأولى من التنفيذ، وإنشاء عدد من المساجد ومحطات تعبئة الوقود، وتنفيذ خدمات البنية الأساسية لتقنية المعلومات وخدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وشبكة الري.

الشراكة الحكومية

ففي مجال تعزيز التكاملية ومشاركة مختلف القطاعات في بناء المدينة، جاءت الاتفاقيات الموقعة مع عدد من الوحدات الحكومية لتطوير وتنفيذ مجموعة من المرافق، من بينها تمويل سنوي من برنامج إسكان لمستحقي الزكاة، وتمليك أرضين لمحطتي وقود لصالح مشروع البر والإحسان وبناء جامع ومجلس عام في حي (12) بالتعاون مع (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية) بمبلغ 2 مليون ريال عماني، وبناء 5 مساجد ومجالس عامة في حي (6) و (9) و(10) بمدينة السلطان هيثم.

كما تم توقيع اتفاقية لإنشاء مركز وطني لصحة المرأة والطفل بسعة 500 سرير بالتعاون مع (وزارة الصحة) ومؤسسات صحية أخرى بقيمة استثمارية بلغت 90 مليون ريال عماني.

وتم التوقيع على إنشاء مجمع خدمات التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة في حي (8) بمساحة 17 ألف متر مربع للموقع و13 ألف متر مربع للمبنى، بالتعاون مع (وزارة التنمية الاجتماعية) بقيمة استثمارية بلغت 6 ملايين ريال عماني.

كما تم توقيع اتفاقية لإنشاء كلية التقنية المتقدمة بالارتباط مع NANYANG TECHNOLOGICAl UNIVERSITY وبالتعاون مع (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والجامعة الوطنية) تستهدف 1500 طالب، بقيمة استثمارية بلغت 5 ملايين ريال عماني. وفي اتفاقيات الخدمات والبنية الأساسية جاءت اتفاقية تطوير وتمكين تقنيات المدن الذكية بالتعاون مع (وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات) بقيمة استثمارية بلغت 10 ملايين ريال عماني.

التطوير العقاري

وفي مجال التطوير العقاري تم التوقيع على اتفاقيات التطوير العقاري لتطوير الحي (9) والحي ( 6 ) للمدينة بالشراكة مع شركة (أريان العقارية) بتكلفة بلغت 327 مليون ريال عماني على مساحة 1,203,082 متر مربع للحي (9) و1,018,735 متر مربع للحي (6)، وتطوير الحي (10) للمدينة بالشراكة مع شركة (الأبرار العقارية) بتكلفة بلغت 208 ملايين ريال عماني على مساحة 910,453 متر مربع.

التمويل

وفي مجال التمويل نصت الاتفاقية على تمويل 3000 قرض إسكاني على امتداد مراحل المدينة، ورفع السقف من 60 ألفا إلى 80 ألف ريال عماني، بالتعاون مع (بنك الإسكان العماني)، حيث بلغت القيمة الإجمالية للقروض 240 مليون ريال عماني. إضافة إلى تقديم قروض إسكانية مخفضة بنسبة 3.4% بما لا يقل عن 150 قرضا من بنك مسقط و100 قرض من كل من: (البنك الأهلي، وبنك عمان العربي، والبنك الوطني العماني، وبنك صحار الدولي، وبنك صحار الإسلامي، وبنك ظفار، وبنك العز الإسلامي)، وتقدر القيمة الإجمالية للقروض أكثر من 43 مليون ريال عماني.

الخدمات والبنية الأساسية

وفي مجال الخدمات والبنية الأساسية تم توقيع اتفاقية لتمويل وتنفيذ البنية الأساسية لخدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وشبكة الري في المرحلة الأولى بالتعاون مع مجموعة (نماء) بتلكفة تقديرية 112 مليون ريال عماني، وتمويل وتنفيذ البنية الأساسية لشبكة النطاق العريض بالتعاون مع (العمانية للنطاق العريض ومجموعة إذكاء والعمانية للأبراج)، بتكلفة تقديرية بلغت 5 ملايين ريال عماني، وبهدف تسهيل وتسريع الحصول على إباحات البناء افتتح مكتب تراخيص خاص في المشروع، بالإضافة إلى التعاون الفني مع (بلدية مسقط) في تنفيذ البنية الأساسية للشوارع والحدائق.

الحوار الإعلامي

وقبل توقيع الاتفاقيات عقد معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، بحضور معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام حوارا إعلاميا تحدث فيه وزير الإسكان عن مشروع مدينة السلطان هيثم واستعرض معاليه أبرز ملامح المشروع والعمل بشراكة كفريق عمل واحد من قبل الجميع من أجل تحقيق أهداف المشروع الوطنية الرامية إلى بناء مدن حديثة تتواكب مع متطلبات العصر، مؤكدا معاليه على أن مشروع مدينة السلطان هيثم نموذجا أوليا لمدن قادمة سوف يتم إنشاؤها وفق مواصفات راقية يجد فيها السكان كافة احتيجاجاتهم، ومزدوة بكافة المرافق التي تلبي حاجة السكن، من خدمات صحية وتعليمية وترفيهية وتسويقية ورياضية وغيرها من المرافق التي توجد بالمدن الحديثة.

وقال الشعيلي: إن مدينة السلطان هيثم تعد إرث المستقبل وهدية مستدامة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للأجيال القادمة، لتكون بمرافقها البديعة وتفاصيلها مدينة للأجيال على مدى طويل، برؤية متجددة وملهمة بطبيعتها ونابضة بالحياة ومحبوبة، وحالمة ومتجددة تُثري وتمكّن، وتكون مدينة للجميع.

وأضاف: إن المدينة حرصت على ترسيخ مبدأ «مدينة للجميع» حيث ستضم المستحقين من هم ضمن نظام منح الأراضي الحكومية السكنية، وإتاحة المجال لتملك الأجانب، كما سيتم تخصيص 5% من الوحدات السكنية في المدينة لبرنامج المساعدات السكنية.

المرحلة الأولى

وقال إن المرحلة الأولى التي سيتم البدء في تنفيذها بداية من عام 2024 ولغاية 2030 تتضمن تطوير مركز المدينة بمساحة تقدر بحوالي 5 ملايين متر مربع والتي تشمل 6 أحياء عصرية ومتكاملة بمساحة بناء تقدر بحوالي 2,2 مليون متر مربع، تتوسطها الحديقة المركزية واستصلاح الوادي لتكون قلب المدينة النابض بالحياة بمساحة 1,6 مليون متر مربع، ومرافقها المتكاملة بمعايير عالمية لتشمل أكثر من 35 ألف نسمة، ومرافق متنوعة ومدمجة، تحتوي على 6,743 وحدة سكنية تشمل 608 فلل منفصلة و872 فللا شبه منفصلة و1156 تاون هاوس و4107 شقق، و8 مصليات ومستشفى خاصا ومحطة تعبئة وقود و4 مواقع لمدارس و19 أرضا مخصصة لمكاتب، وبتعدد مرافقها بين المرافق الاجتماعية والثقافية والخدمية تصبح مدينة السلطان هيثم مدينة قريبة من سكانها وزوارها تحتضنهم وتحتويهم وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم. وتضم المرحلة الأولى لبناء المدينة 6 أحياء، وتم إسناد الحي رقم (6) و(9) و(10) للاستثمار بمساحة إجمالية 3,1 مليون متر مربع وتضم 3,730 وحدة سكنية، فيما يبقى الحي رقم (8) و(12) و(13) بمساحة إجمالية 2,2 مليون متر مربع متاح للاستثمار.

المرحلة الثانية

فيما سيتم تنفيذ المرحلة الثانية بين عامي (2028م -2035م) بمساحة 2,6 مليون متر مربع وتستوعب أكثر من 23 ألف نسمة وتضم 4200 وحدة سكنية ومساحة بناء حوالي 1,4 مليون متر مربع.

المرحلة الثالثة

وسيتم تنفيذ المرحلة الثالثة بين عامي (2033م -2040م)، وتحتل مساحتها 2,3 مليون متر مربع وتضم أكثر من 21 ألف نسمة، وتحتوي على 3,500 وحدة سكنية ومساحة بناء 1,3 مليون متر مربع.

المرحلة الرابعة

أما المرحلة الرابعة فمن المزمع تنفيذها بين عامي (2038م-2045م)، وهي الأخيرة في المشروع وتتمثل بمراحل البناء في مساحة حوالي 5,5 مليون متر مربع واستيعاب أكثر من 26 ألف نسمة، وتضم 4,500 وحدة سكنية ومساحة بناء تقدر حوالي 1,9 مليون متر مربع.

وأشار معاليه إلى أن المنظومة الإسكانية انطلاقا من التكاملية تقدم خيارات إسكانية متنوعة للمواطن توافق تطلعاته وإمكانياته، حيث ارتكزت على ثلاث أدوات رئيسة وهي برنامج الخيارات الإسكانية وبرنامج الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة ومشاريع المدن المستقبلية والخيارات الإسكانية، ومواكبة للمتطلبات والتوجهات، وتنوعت الخيارات الإسكانية لمنح الأراضي السكنية الحكومية للمواطنين المستحقين على أربعة خيارات رئيسة: منها برنامج اختر أرضك لاختيار قطعة الأرض المناسبة من النظام وفق الخرائط الجغرافية التفاعلية، وبرنامج اقتنِ أرضك لاقتناء أرض مميزة بسعر مدعوم حكوميا في مخططات متكاملة الخدمات، وبرنامج خطط أرضك لتخطيط أرض في المناطق التي لا تتوفر بها مخططات شاغرة وخارج نطاق مناطق التخطيط الحضري، وبرنامج استبدل أرضك لاستبدال مكان الأرض من منطقة لأخرى وفق معايير محددة.

وأكد معالي الدكتور خلفان الشعيلي وزير الإسكان على أن مدينة السلطان هيثم تتربع على رأس الهرم في المدن المستقبلية الذكية في عمان، والتي تنقل الحياة الحضرية إلى مسار وآفاق أوسع، تحقق من خلالها رفاه العيش وجودة الحياة بمعايير عالمية، وتفصح اليوم وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في حوارها الإعلامي الأول لمدينة السلطان هيثم عن التفاصيل التنفيذية للمدينة البالغة مساحتها 14,8 مليون متر مربع وتستوعب 100 ألف نسمة وتضم 19 حيا متكاملا، حيث تنقسم مراحل بناء المدينة إلى أربع مراحل تنفيذية تمتد من 2024م إلى 2045م.

وأشار معاليه في حديثه إلى أن المدينة راعت سهولة الوصول والتنقل حيث توفر سلسلة من الطرق الرابطة الجديدة إلى المدينة عبر طريق مسقط السريع وشارع السلطان قابوس، حيث تتوفر 23 نقطة وصول مختلف لتحقيق الوصول السريع وتجنب الازدحام، كما سيتم توسعة نقطتي الوصول الرئيسيتين الحاليتين من شارع السلطان قابوس لإثبات الوصول الاتجاهي الكامل من وإلى المدينة، كما ستعمل الجسور والأقسام تحت الأرض على ضمان التدفق السلس للمركبات، وإضافة رابط جديد إلى تقاطع طريق مسقط السريع باتجاه بركاء، وتحسين الوصول من خلال التقاطعات الجديدة مع طريق حلبان المطوّر مع شارع السلام، وتحسين الوصول من المعبيلة من خلال إنشاء تقاطعات جديدة.

وداخليا أوضح معالي الدكتور بأن هناك شبكة من الطرق المقترحة داخل المدينة توفر نظامًا هرميًا منظمًا جيدًا للشوارع والذي يتكون من البوليفارد وهو شارع خاص يركز على المشاة ومرافق النقل العام بطول 3.4 كم، وشوارع رئيسية للمدينة بطول 32كم، وشوارع الأحياء بطول 150كم، أما ممرات الأحياء والتي تسمح بمرور الترام، والسكوترات الكهربائية / الدراجات الهوائية، وغيرها من وسائل التنقل الخفيفة والذكية بطول 32 كم، وفي جانب تعزيز التنقل النشط تتوفر مسارات للمشي ولمستخدمي التنقل الخفيف (الدراجات الهوائية وغيرها) بطول 25 كم، وتتكامل مع مسارات ضيقة ومظللة ومريحة بصريًا تعمل كحلقات وصل مباشرة للحديقة، وتتكامل هذه الممرات الصغيرة بسلاسة مع وسائل النقل العام.

مشيرا إلى أن شبكة الطرق تتضمن تصميم التقاطعات التي تحقق أهداف التنقل والسلامة، وتعزز المدينة ثقافة استخدام النقل العام من خلال توفير ستة مسارات جديدة للحافلات وترام بدون مسار، وأكثر من 50 محطة للحافلات والتي ستوفر جميعها معايير عالية المستوى للوصول إلى السكان والموظفين والزوار الذين يرغبون باستخدام وسائل النقل العام بدلا من المركبات الخاصة.

وفي ختام الحوار الإعلامي أكد معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني على أهمية العمل والتعاون بين كافة الجهات، وثمّن معاليه دور الإعلام في التنمية التي تشهدها البلاد، معربا عن أمله في أن تكلل الجهود بالنجاح.