عمان اليوم

«بيت المراح» حصن في ينقل يحكي عراقة وتاريخ الإنسان العماني على مر العصور

16 يوليو 2021
16 يوليو 2021

ينقل - آمنة العلوية

تشتهر ولاية ينقل بوجود «جبل الحوراء» الذي يعد أعلى قمة جبلية بها وقد اتخذت منه شعارًا لها،، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 1700 متر عن سطح البحر وهو أكبر جبل بالولاية ويقع الجزء الأكبر منه في بلدة الصوادر والتي تعد مركزًا للولاية ويوجد في جبل الحوراء مجموعة من متنوعة من الطيور ومن الثدييات لا سيما الثعالب والأرانب البرية.

وتتواجد في العديد من أجزائه من الأشجار سلم (شجر) والسمر والسدر والغاف، عندما تذكر ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة يذكر معها معلم تاريخي وحضاري منذ القدم ارتبط بهذه الولاية العريقة التي اشتهرت بتاريخها مثل غيرها من ولايات السلطنة الأخرى، حيث ارتبط اسم الولاية بهذا الطود الشامخ الذي يحكي قصة إبداع للإنسان العماني في هندسة العمارة وفن البناء ورعة التصميم.

حصن بيت المراح

حصن «بيت المراح» يحكي عراقة وتاريخ الإنسان العماني على مر العصور، وحظي بعناية واهتمام من لدن حكومة السلطنة، فقامت بإعادة ترميمه من جديد وأصبح مزهوا بجماله وروعته وهندسته المعمارية الجميلة.

حصن «بيت المراح» يقع في قلب وادي ينقل في حارة الحصن في الجانب الشمالي الشرقي لجبل الحوراء ويحده من الجنوب جبل خطيم، وبني الحصن بالطين والحجارة وشرعت وزارة التراث والثقافة (سابقا) في ترميمه عام 2002م بالصاروج.

وتبلغ مساحة الحصن حوالي (2500) متر مربع والحصن محاط بسور دفاعي مزود بمرام للبنادق مترابط مع أجزاء الحصن.

وتتوسط هذا الصرح الشامخ حدائق من الأشجار وواحات من النخيل التي تكسي المكان وتحفه البساتين من كل جانب وبقي بعضها صامدا حتى اليوم، وتحد الحصن من جهات الشرق والجنوب والشمال واحات من أشجار النخيل ومن الجهة الغربية يجاوره السوق القديم الذي يعد هو الآخر تحفة فنية ومعمارية قديمة حيث كان في يوم من الأيام ينبض بالحياة ويقصده القريب والبعيد.

الحصن يتكون من عدة مرافق وأبنية ومن أبرز هذه المرافق باب الصباح وهو المدخل الوحيد للحصن ولا يوجد مكان آخر للدخول، وهو باب الاستقبال الذي يدخل منه ضيوف الحصن، كما يتكون من أبراج عدة وهي (برج العين وبرج الصباح وبرج البوم وبرج الكبس) وهذه الأبراج موجودة في واجهة الحصن وكانت تستخدم للدفاع المتقدم عن الحصن آنذاك.

وتحيط به ضواحي المزارع وبعض البيوت، وتجاور الحصن «سبلة الزامة» وهي من المواقع والأماكن التي ارتبطت بذاكرة الأهالي منذ القدم حيث كان الأهالي قديما يمارسون بعض الطقوس والعادات التي عرفها المجتمع العماني وهي ما يسمى بالبرزة منذ الصباح الباكر حيث تدار في هذه السبلة أمور الأهالي وقد حظيت هذه السبلة أيضا بعناية واهتمام من الحكومة حيث تم ترميمها وإعادة بنائها من جديد.

وشكل الحصن مستطيل منحرف تحيط به الأسوار من جميع جهاته، ويتكون الحصن من ٧ أبراج خارجية منها عند الزوايا وجميع الأبراج مستديرة الشكل إلا البرج الذي يتوسط الجدار الجنوبي الغربي عن الزاوية الجنوبية الغربية للحصن مما يسمح للمدافعين برمي المهاجمين للمدخل، ويبلغ ارتفاع الأسوار حوالي ثمانية أمتار.

ويعد المسجد من المرافق الجميلة التي توجد بالحصن ويوجد به ساحة صغيرة وموقع لتأدية الصلاة وغرفة تسمى البرادة معدة لتلاوة القرآن الكريم، كما يوجد ممر صغير يؤدي إلى فلج العين يغتسل فيه الناس للصلاة، ويلي المسجد البيت العود وهو مقر الشيخ ويحتوي على الحاشية والمرافقين للشيخ المسؤول، ويحتوي أيضا على عدة غرف أرضية تتوسطها بناية شامخة ذات ثلاثة طوابق تسمى غرفة المنيظرة. يقع البيت الشرقي بالجهة الجنوبية للصرح وهو بيت كبير يحتوي على العديد من الغرف وذو طابقين ويسكنه أحد أفراد عائلة الشيخ.

بيت المراح

بيت المراح يقع في الجهة الشرقية للصرح وله باب شبيه بباب الصباح وله أيضا الخاصيات الدفاعية نفسها وبه ممر تعلوه غرفة كبيرة، كما أن حجم الباب لا يقل كثيرا عن باب الصباح ومن أول نظرة يشعر الزائر بأن لهذا البيت خاصية وأهمية متميزة في هذا الحصن.

بيت البصرة

بيت البصرة يقع في الجهة الشمالية للصرح وهو بيت جميل يعرف من خلاله أصالة تصميم البيت العماني القديم ويوحي للزائر بنمط العيش في تلك الحقبة من التاريخ.

غرف العسكر تلي بيت البصرة وهي عبارة عن مكان صغير به عدد من الغرف يسكنها العسكر والحرس ويقع على شمال الممر المكشوف الذي يلي باب الصباح، وموقعه الاستراتيجي يسمح بمراقبة حركة الدخول والخروج، ويوجد داخل الحصن فلجان رئيسيان هما فلج العين والمحيدث.