عمان اليوم

بلدة «رحب» بـ «لوى».. عراقة التاريخ تتجلى في القلعة وبرج البستان

02 يوليو 2021
مياه عذبة تنساب عبر الأفلاج
02 يوليو 2021

لوى - عبدالله المانعي -

قرية رحب الواقعة في النطاق الغربي لولاية لوى تزدان بمعطيات التنمية رغم صعوبة التضاريس فيها، فقد وجدت خدمات الطرق والإنارة والتعليم والصحة والكهرباء والاتصالات طريقها إلى أهالي البلدة لتشكل أمامهم مناخا ملائما ومريحا لرغد العيش الكريم.

الوصول السهل للبلدة يكون عبر طريق فلج القبائل المسفلت المتجه غربا إلى وادي الجزي، حيث يكون المدخل على يمين مصنع النحاس وفي المقابل هناك طرق غير مسفلتة وعرة بها مرتفعات ومنحدرات وهضاب في حال الرغبة في الذهاب إليها عبر ولاية لوى، حيث يتطلب قطع أكثر من 35 كيلومترا.

واقع الأهالي في البلدة يتمسكون بمهنتي الزراعة وتربية الماشية لوجود مقومات سانحة تكمن في منحدرات الزراعة وبعض الأماكن المنبسطة وتوافر المياه العذبة التي تنساب عبر الأفلاج ليكون اللون الأخضر متوزعا على ربوع البلدة من خلال أشجار النخيل الباسقة والليمون والمانجو والسدر والموز والزام والفرصاد والتين والرمان والزيتون والمحاصيل الحقلية على مدار فصلي الشتاء والصيف بالإضافة إلى الأعلاف الحيوانية الخضراء التي تزرع أيضا بتنوع خلال الفصلين وتتمثل في الذرة والشعير والبرسيم والمسيبلو والحشائش المحلية وتقاوى بذور الحشائش المستوردة.

وتتجلى عراقة التاريخ الموغل منذ القدم في قلعة البلدة التي يمتد عمرها إلى مئات السنين ومازالت صامدة، حيث كانت قديما تستخدم لحماية البلدة من خطر الغزاة وعلى جدرانها الداخلية توجد كتابات ونقوش قديمة وهناك مسجد البلدة الذي كان قد بني سابقا من الطين والجص وأعيد بناؤه بالطابوق والأسمنت في عام 1980 وهو المسجد الوحيد الذي تقام بها الصلوات المفروضة والجمعة والتراويح خلال شهر رمضان وكانت به مدرسة للقرآن الكريم وتعليم الكتابة والنحو ينهل منها أبناء البلدة.

ويشكل برج البستان دلالة على وجود فلج شهير في البلدة وفق ما يرويه كبار السن، حيث يمر بالقرب منه وتحديدا على حلة المثجار الواقعة شرق بلدة رحب يروي المزارع حوالي الحلة لكنه اندثر مع مرور الوقت للظروف المناخية المتقلبة.

وباتت رحب تعد وجهة سياحية لأبناء الولاية والقادمين إليها من المواطنين من ولايات أخرى والمقيمين، حيث يقضون أجواء ممتعة بعيدا عن رتابة العمل ويتمتعون بالأجواء الجميلة والهدوء المريح مع توافر جمال الطبيعة المتمثلة في المياه العذبة واللون الأخضر والطيور المتنوعة.

ومن باب اكتمال المشهد الجمالي في بلدة رحب، فان أهاليها يجسدون مطلبهم بترميم القلعة وبرج البستان ليظلا معلمين شامخين في جنبات البلدة يحافظان على ماض تليد ممتزج بحاضر مشرق.