بدء حملة التطعيم بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري لطلبة المدارس
بدأت وزارة الصحة تنفيذ حملة التطعيم بلقاح الورم الحليمي البشري لطلبة الصف السادس بعمر 12 عامًا في المدارس الحكومية والخاصة، بعد إدراجه ضمن البرنامج الوطني لتحصينات المدارس، وذلك في إطار جهود الوزارة في تعزيز الصحة الوقائية والتدخل المبكر لحماية صحة الطلبة ومكافحة الأمراض غير المعدية.
ويأتي هذا القرار انسجامًا مع توصيات منظمة الصحة العالمية المبنية على الأدلة العلمية، والتي تؤكد فعالية اللقاح في الوقاية من بعض أنواع السرطان، أبرزها سرطان عنق الرحم، وسرطان الجهاز التناسلي لدى الجنسين، إضافة إلى أمراض أخرى ذات ارتباط مباشر بالفيروس.
ويأتي إطلاق الحملة كخطوة استراتيجية لتعزيز الصحة العامة وحماية الأجيال القادمة من عبء الأمراض، حيث يعد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لقاحًا آمنًا وفعالًا، يوفر وقاية تصل إلى 90% من السرطانات المرتبطة به.
ويعد فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر الفيروسات شيوعًا على مستوى العالم، فقد يبقى في الجسم دون أعراض لسنوات، مما قد يؤدي إلى ظهور أنواع متعددة من السرطان، مثل: سرطان عنق الرحم، والفم، والبلعوم، إضافة إلى الثآليل.
ويُصيب الفيروس النساء والرجال، ولكنه أكثر شيوعًا عند النساء، ويوجد منه تقريبًا 200 نوع، تُصنّف إلى أنواع خطيرة وهي التي غالبًا تكون مسؤولة عن الإصابة بالسرطان، ومن أهمها (HPV16 - HPV18)، بالإضافة إلى أنواع أقل خطورة غالبًا ما تسبب الثآليل بالجسم ولا تسبب مضاعفات خطيرة مثل النوع الأول.
وينتقل فيروس الورم الحليمي البشري غالبًا بسبب الاتصال الجنسي، وينتقل خلال جميع أنواع الاتصال الجنسي حتى وإن لم تكن هنالك أعراض، مثل التلامس الجلدي، وفي الحالات النادرة ينتقل الفيروس من الأم للجنين، ويمكن أيضًا أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر والتلامس مع جروح الشخص المصاب، ووجود بعض عوامل خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري مثل تعدد العلاقات ومرض الإيدز.
وحتى الآن لا يوجد علاج محدد لفيروس الورم الحليمي البشري، ولكن توجد علاجات للمشاكل المصاحبة للفيروس، مثل علاج الثآليل، فإذا لم تخضع للعلاج فقد تكبر بالحجم والعدد، أو تبقى كما هي، أو تختفي من تلقاء نفسها، إضافة إلى علاج مرحلة ما قبل سرطان الرحم، وعلاج السرطان.
وتتمثل طرق الوقاية من الفيروس في أخذ جرعتين من تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري من عمر 9 إلى 14 سنة للإناث والذكور، والذي يقلل بنسبة 90% من الإصابة بالسرطانات المتعلقة بفيروس الورم الحليمي البشري، وفي حال عدم أخذ التطعيم قبل سن 15 يمكن أخذه حتى سن 26 لكن بثلاث جرعات، مع إجراء فحص سرطان الرحم من عمر 21 فأكثر مرة كل 3 سنوات.
وتكمن مضاعفات فيروس الورم الحليمي البشري في أن يصبح الفيروس مزمنًا، ما يؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، والإصابة بسرطانات الجهاز التناسلي الأخرى.
وتوصي وزارة الصحة بضرورة مراجعة الطبيب في حالة ظهور علامات أو أعراض لفيروس الورم الحليمي البشري، مثل الثآليل في الجسم وغالبًا في الأعضاء التناسلية، أو وجود نزيف مهبلي، لضمان التدخل الفوري وتقديم العلاج المناسب.
