عمان اليوم

بحيرات الصفا.. منطقة سياحية بمقومات استثنائية قابلة للاستثمار

29 أكتوبر 2021
تشكل مرتعا بيئيا للكثير من الحيوانات البرية ومكانا رائعا للتخييم
29 أكتوبر 2021

ـ تكونت بسبب الأودية القادمة من ولايتي ضنك وينقل وسط كثبان الرمال والتلال العالية

كتب ـ خليل الكلباني

تجمع مائي ضخم تشكّل عقب الإعصار «شاهين» وما صاحبه من أمطار شديدة الغزارة وأودية جارفة، صورة التقطت بالقرب من الطريق المؤدي من ولاية ضنك إلى مناطق حقول النفط في ولاية عبري حقل الصفا بشكل أدق.

كميات هائلة من المياه قطعت عشرات الكيلومترات، بعضها أتى من مناطق جبال الحجر الغربي ومعظمها من أودية ولايتي ضنك وينقل، اتحدت جميعها وسارت بين الجروف والمزارع والفيافي والسيوح ثم انطلقت تخترق صحراء الربع الخالي معانقة رمالها الذهبية ملتحفة سماءها الصافية، إلى أن استقرت على شكل بحيرات ضخمة وبالأحرى على هيئة بحر صغير يخلب الأبصار، حيث تقع بحيرات الصفا على حدود ولايتي عبري والسنينة باتجاه الغرب من دوار ضنك على الطريق الترابي الصحراوي المؤدي إلى منطقة الصفا النفطية التابعة لولاية عبري، تتوسط بحيرات الصفا الصحراء والرمال الذهبية الساحرة التي تحدها من كل اتجاه، وقد أصبحت مزارًا للسياح والمغامرين المستكشفين.

تتكون هذه البحيرات بسبب الأودية القادمة من ولايتي ضنك وينقل؛ وبالتحديد وادي ضنك الذي ينساب فتحتجزه الرمال في منطقة الصفا وسط كثبان الرمال والتلال العالية، مكونا لوحة فنية فريدة تمتزج فيها رمال الصحراء الذهبية الرمال الحمراء الجميلة مع بحيرات الصفا الرائعة، منتجة لوحة ربانية بديعة وجميلة تجذب السياح والمغامرين حتى أن بعض الناس يقومون بالتخييم في المكان بجانب البحيرات.

كما أنها أصبحت مرتعًا بيئيا للكثير من الحيوانات البرية مثل الثعالب البرية والطيور كالبط البري وغيرها الكثير من الحيوانات والطيور والفطريات، كما توجد بها واحة من الأشجار الصحراوية كالسدر والسمر والغاف التي تظلل الواحة وتتخللها خيوط الشمس الذهبية، وأيضًا الكثير من النباتات الصحراوية التي اكتست وازدادت اخضرارًا بعد الأمطار الأخيرة الناتجة عن الأنواء المناخية المتمثلة في إعصار شاهين الذي ضرب أجزاء من سلطنة عمان مؤخرا.

وهذا المشهد الرائع ليس جديدًا، خاصة لأهالي المنطقة ولكن ما يميزه هذه المرة هو حجمه الضخم وكمية المياه وعمقها، الأمر الذي أهَّلهُ ليكون نقطة سياحية جذابة من اليوم الأول وتوافد الشباب لممارسة رياضة السباحة كما أتت الكثير من الأسر للتنزه والتخييم، اللمسة الأخيرة في هذه اللوحة الفنية هي مشهد عدة أنواع من الطيور المهاجرة تسبح في هذه البحيرات وتفتُّح براعم بعض الأزهار الصحراوية على ضفاف البحيرات، تجتمع كل هذه المحاسن لتكون دعوة مفتوحة للمهتمين والراغبين في الاستمتاع بواحدة من أجمل المناطق الطبيعية الجميلة في السلطنة.

وحبذا لو تزود الجهات المعنية هذه المناطق السياحية الجميلة والرائعة بالخدمات الأساسية من الطرق المسفلتة والإضاءة ودورات المياه بل وحتى طرحها للاستثمار، حيث إن بعض الشباب الزائرين للمنطقة يقومون بعمل العديد من الفعاليات في تلك المنطقة، كالسباق على الكثبان الرملية وغيرها من الفعاليات، وأيضًا كما نعلم أن المقومات والعوامل الطبيعية من أهم الأشياء التي تستقطب السياح حول العالم، وهي التي تشمل طبيعة الأرض وتضاريسها من وديان وجبال وسهول وصحارى خلابة.

والمؤكد أن الجهات الحكومية والقطاع الخاص مطالبان بتعزيز هذا المزار السياحي بخدمات ترقى لمستوى المكان، كرصف الطرق والاهتمام بالصرف الصحي بكافة أنواعه، وإمداده بالماء والكهرباء، وكذلك وضع عدد من المركبات ووسائل النقل، وتوفير شبكات الاتصالات والإنترنت في المنطقة؛ لتمكين الاتصال والإرسال بسهولة تامة والترويج للمكان، وذلك بوجود تغطية لشبكات الهاتف النقال وشبكات تخدم الهواتف الأرضية وتوفير مرافق متكاملة للمياه الصالحة للشرب، وتبقى الآمال معلقة على الجهات المعنية في توفير هذه الخدمات والإسراع بتلبيتها وذلك لما يعود بالنفع على المصلحة العامة للوطن والمواطن.