صور الفطر
صور الفطر
عمان اليوم

باحثون عمانيون يكتشفون نوعا جديدا من الفطريات الخطيرة تسبب التهابات حادة لدى البشر

15 أغسطس 2021
أطلقوا عليه اسم "بازيدوبولس عمان-إنسيز"
15 أغسطس 2021

  • د. عبدالله الحاتمي: تسجيل الفطر في قاعدة بيانات عالمية متعلقة باكتشاف جراثيم وتم نشره وقبوله عالميا

اكتشف باحثون من جامعة نزوى ومستشفى جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع جامعة رادبود الهولندية نوعا جديدا من أنواع الفطريات الخطيرة والمقاومة للأدوية بعد دراسة مستفيضة لعينات من مريض مصاب بعدوى فطرية حسبما تم ذكره في نتائج البحث المنشورة في المجلة العلمية المحكمة (فنجاي) والمختصة بعلوم الفطريات؛ وتناول البحث وصفا دقيقا للخصائص المظهرية والجزيئية للفطر الجديد، كما أشار البحث إلى أن هذا الفطر يسبب التهابات في الجلد والأمعاء، ولكن خطورته تكمن في أنه مقاوم للمضادات الحيوية ويصيب الكبار والصغار في السن على حد سواء.

وقال الدكتور عبدالله بن محمد الحاتمي أستاذ مساعد بجامعة نزوى ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بمركز الأبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى والمؤلف الأول في البحث الذي نشر في مجلة (الفنجاي): "بالتعاون مع الباحثين والأطباء بقسم مختبرات الأحياء الدقيقة وقسم الأمراض المعدية بمستشفى جامعة السلطان قابوس قمنا بعمل عدة فحوصات دقيقة لمعرفة نوع هذا الفطر المسبب للعدوى الفطرية في المريض والذي كان يرقد في المستشفى بسبب مضاعفات هذه العدوى، بعد التحليل المخبري الأولي قمنا بفحص الحمض النووي الرايبوزي للفطر وظهرت النتائج المبدئية بأن الفطر لم يطابق أي نوع من أنواع الفطريات المكتشفة على مستوى العالم وينتمي إلى عائلة عرفت سابقا بأن لها القدرة على إصابة الإنسان بعدوى فطرية في الجلد والأمعاء". موضحا أن الفريق البحثي قام بعدة تحاليل مخبرية متقدمة بالتعاون مع الفريق البحثي بجامعة رادبود الهولندية لإثبات بأن هذا النوع من الفطر هو فطر جديد وتم اكتشافه لأول مرة على مستوى العالم.

وأوضح الحاتمي أنه تم التقصي والبحث في بنك الجينات وتم العثور على جينات مطابقة ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالفطر الجديد رصدت سابقا في المملكة العربية السعودية في عدة حالات من المرضى بعدة مستشفيات لكنه لم يتم التعرف على الفطر بشكل دقيق في عام 2020 ولربما يدل هذا بأن الفطر الجديد ينتشر بشكل أوسع في شبه الجزيرة العربية، لكن لا توجد معلومات كافية لإثبات مدى تواجده في عدة دول إلى الآن، ويأمل الباحثون أن تمهد نتائج هذا البحث لإجراء مزيد من الدراسات المستقبلية والكشف عن معلومات مهمة عن هذا الفطر.

إضافة إلى ذلك تحدث الدكتور الحاتمي عن طرق تشخيص إصابات الفطريات وقال" إن التشخيص والتحليل للعينات في المختبر على الفطريات قد يأخذ وقتا أكثر من خمسة أيام، ولكن في السنوات الأخيرة تم إدخال تقنيات جديدة وتطوير تحاليل لعدد كبير من الفطريات المرضية وبذلك تم تقليل مدة التشخيص، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون من الصعب تحديد نوع الفطر إلى حد ما، مما قد يؤدي إلى خطأ في التعرف عليه، وتقديم علاج بشكل خاطئ. من جانب آخر أظهرت بعض السلالات المعروفة قدرة ملحوظة على مقاومة جميع الفئات المتاحة من مضادات الفطريات، الأمر الذي يتطلب تدخل الباحثين والمتخصصين لإجراء فحوصات أشمل لدراسة خصائص الفطر وتحديد نوعه."

وفي الختام أوضح الحاتمي أنه لم يتفاجأ من اكتشاف الفطر الجديد حيث مضى أكثر من 10 سنوات في اكتشاف عدد من الفطريات المسببة للأمراض في الإنسان، وحول ربط تسمية الفطر المكتشف باسم عمان قال الحاتمي أنه وبعد التشاور مع جميع الباحثين قرروا تخليد اسم عمان في الاكتشافات الطبية العالمية والتي تليق بمكانة وسمعة عمان على مدى التاريخ، وأضاف بأنه تم تسجيل هذا الفطر في قاعدة البيانات العالمية والمتعلقة باكتشاف الجراثيم وتم وصفه وصفا علميا دقيقا ويعتبر مرجعا للأبحاث التي تخص هذا الفطر في المستقبل وتم نشره وقبوله عالميا.

شارك في هذا البحث نخبة من الباحثين من مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى وضم الفريق كلا من: الأستاذ الدكتور أحمد الرواحي رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور أحمد الحراصي نائب الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية والدكتور عبدالله الحاتمي ومساعد باحث سيف الحوسني، وأيضا نخبة من الأطباء بمستشفى جامعة السلطان قابوس ضم كلا من: الدكتور عبدالله بالخير والدكتور إبراهيم البوسعيدي والدكتورة أسماء الشحي والدكتور سمير رانجا والدكتوره تركيا السيابية والدكتور زكريا المحرمي والدكتورة بدرية العدوية. وكذلك فريق من جامعة رادبود الهولندية يتكون من البروفيسور سيبرين دي هوج والدكتور جاك مايس والدكتور ميرسيلو دانس.

الجدير بالذكر، وحسبما نشر في البحث بأن هذه الأنواع من الفطريات بطيئة النمو توجد بشكل طبيعي في التربة والمزارع وبعض الحيوانات ومن الممكن تجنب العدوى بغسل اليدين جيدا قبل الأكل وكذلك غسل الخضروات والفواكه جيدا قبل الأكل والمحافظة على ممارسات النظافة الشخصية بشكل عام.